من التاريخ المبكر للفتاة المصرية مع الطب والنضال

الطالبة المناضلة  والطبيبة   كوكب حفنى ناصف
منقول - 
من حكايات بنت مصر
هيلانة سيداروس هى أول طبيبة مصرية درست بالكلية الملكية بلندن وعادت سنة 1930 لتعمل كطبيب مقيم بمستشفى كتشينر للنسا والولادة .كانت هيلانة تلميذة بالقسم الداخلى بالمدرسة السنية الثانوية لأن أسرتها تقيم فى طنطا ، وخلال احداث ثورة 1919 تعرفت على زميلتها كوكب حفنى ناصف التى كانت تشارك فى المظاهرات وتحث زميلاتها الطالبات على الانخراط فى الاحداث وبسبب حماسها الوطنى للتظاهر تم فصلها من المدرسة السنية
كانت كوكب اصغر بنات الشيخ حفنى ناصف وقد تأثرت بوفاة شقيقتها الكبرى الشاعرة ملك الذى باغتها الموت فى شبابها بمرض غامض وهو ما أثار فضول كوكب وحاولت ان تعرف سر هذا المرض المجهول فتمنت أن تدرس علوم الطب وتعمل به .
فى ذلك الوقت لم يكن متاحا للفتاة إلا العمل بالتدريس فكان لزاما على هيلانة سيداروس ان تلتحق بكلية اعداد المعلمات ولنبوغها المبكر تفوقت فى الرياضيات وتخصصت فيها وبعثتها الحكومة الى لندن سنة 1922 لدراسة الرياضة الحديثة .
ولكنها هناك اكتشفت ان ما تدرسه بالجامعة الانجليزية لايزيد عما درسته فى القاهرة .فرأت انها ستبدد الوقت والجهد إن استمرت على هذا الحال فى لندن ،لذلك اعتذرت للملحق الثقافى المصرى وطلبت منه العودة الى القاهرة . لكن الرجل عز عليه أن تعود فتاة ذكية ومتفوقة دون فائدة فأقترح عليها أن تتقدم لمنحة دراسية اعلنت عنها مؤسسة كتشينر لأختيار مجموعة فتيات لدراسة الطب فقبلت هيلانة على الفور رغم علمها بمدة الدراسة الطويلة والغربة عن الاهل والوطن
على الجانب الآخر كانت كوكب حفنى ناصف قد صنفت على انها تلميذة مشاغبة ومفصولة من السنية فرفضتها مدارس الحلمية غير ان والدتها شجعتها على مواصلة الدراسة بالمنزل حتى حصلت على شهادة الثانوية منازل ، ثم شجعتها على التقدم لأختبار بعثة كتشينر
فتقدمت ونجحت فى كل الاختبارات حتى وصلت الى مرحلة المقابلة الشخصية لتفاجئ بوجود مدام هاردنج المشرفة التى فصلتها من السنية بين أعضاء اللجنة والتى اصرت على استبعادها من البعثة بحجة أنها بنت مشاغبة ومفصولة وهى تكره الأنجليز علانية فكيف ستعيش بينهم وتتعلم فى جامعتهم ؟
أثار قرار استبعاد كوكب رغم اداؤها المتفوق استهجان الكثيرين وعلقت السيدة هدى شعراوى ساخرة :
هل تخشى بريطانيا العظمى من فتاة مصرية صغيرة !؟
وأضافت إن كوكب تكره الاحتلال الانجليزى لبلدها لكنها لاتكره الشعب الانجليزى نفسه
فى النهاية نجحت الضغوط فى تعديل قرار اللجنة وسافرت كوكب لتلحق بزميلتها هيلانة التى سبقتها فى الدراسة والتخرج
قصة هيلانة وكوكب ضمن القصص المصورة التى تتناول سير الرائدات المصريات وتنشرها مجلة علاء الدين
Ahmed Ezz Alarab

منقول من الفيسبوك يوم 1-5-2018 - صفحة  Mostafa Gamal El-karmouty

تعليقات