مختارات - عن العالم البعري والأمة البعرية
----------- -------
وبالرغم من أننى كتبتُ كثيرًا عن (الوهم العروبى) وعن أكذوبة (الوحدة العربية) وتوأمتها (القومية العربية) وعن علاقات بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل (السرية) فكان كثيرون ينتقدوننى (ومن بينهم أصدقاء أعزاء من اليسارالمصرى) لأننى- من وجهة نظرهم- أعمل على تشويه (القومية العربية) وأنّ كلامى يصب فى مصلحة إسرائيل..إلخ. وكنتُ أتغاضى عن (نقد الأصدقاء) ولا أبالى بالرد عليهم، إلى أنْ جاءتْ الأحداث الأخيرة خاصة بعد التحالف العربى الرباعى الذى تزعمته السعودية ضد قطر، ثـمّ قمة التراجيديا باستقالة رئيس وزراء لبنان (سعد الحريرى) وإقامته المشبوهة فى السعودية (تحديد الإقامة) ومنعه من الحركة داخل المملكة، كما أنه بمجرد وصول طائرته أرض الرياض، فإنّ رجال الشرطة السعودية صعدوا سلم الطائرة وسحبوا تليفوناته وكل أجهزة الاتصال منه ومن طاقم حراسته.
ونظرًا للانتقادات الكثيرة التى وجـّـهتها العديد من دول أوروبا للسعودية، كان الحل- من أجل حفظ ماء الوجه السعودى- هوالتنسيق بين السعودية وفرنسا لاستضافة الحريرى فى فرنسا فى (مبادرة) أظهرها الإعلام العروبى على أنها مبادرة فرنسية.
تواكب مع هذه الأحداث بعض الأنباء وتحليلات دارسى العلوم السياسية، إشارات وتلميحات عن علاقات سعودية/ إسرائيلية (سرية) ولكنها لم تــُـصبح (سرية) بعد الزيارة العلنية لبعض المسئولين السعوديين الكبارلإسرائيل، وكذلك المؤتمرات الصحفية بين الجانبين. ولكن- من وجهة نظرى- كان أهم خبرهوالتصريح الذى أدلى به ملك الأردن عن وجود علاقات سعودية/ إسرائيلية، وكان هذا التصريح على خلفية الخلافات بين السعودية والأردن.
ولكن هل السعودية وحدها هى التى أقامت علاقات مع إسرائيل؟ أم سبقتها أنظمة عربية أخرى؟ لقد دأب ضيوف قناة الجزيرة على اتهام مصرلأنها لم تقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل. فى حين أنّ قناة الجزيرة تتلقى التمويل الإسرائيلى وكانت آخردفعة مليون شيكل بعد الانتفاضة الفلسطينية. وأنّ القناة القطرية تبارتْ فى استضافة المسئولين والمُعلقين الإسرائيليين فى برامجها، ومضمونها هوالإلحاح على أنّ : 1- حرب أكتوبركانت تمثيلية 2- السادات خائن. وليت قناة الجزيرة ترجع إلى مقال الكاتب الإسرائيلى إيهود يانكرى فى صحيفة جيروزاليم بوست الذى فضح فيه العلاقة بين الجزيرة وإسرائيل والمنظمات اليهودية الأمريكية وأجهزة المخابرات بما فيها الموساد، حتى إنه وصف ضيوف الجزيرة ب ((جامعى معلومات وكاتبى تقاريرللمخابرات)) وهؤلاء الضيوف يتهمون القيادة المصرية بأنها لاتقف مع الحق الفلسطينى ويستدعون حلفاءهم لحث مبارك على إعلان الحرب. وليتهم يُدركون أنهم ببرامجهم وصراخهم يدخلون فى تحالف مع المُــتطرفين الإسرائيليين والعرب الذين يُريدون تحويل المنطقة إلى جحيم. وعليهم أنْ يتذكروا أنّ مصرسحبتْ سفيرها فى إسرائيل أثناء الغزوالإسرائيلى على لبنان عام 82))
وكتب د.عبدالعاطى محمد أنّ قناة الجزيرة عميلة لإسرائيل فكيف ((تــُـفسّرظهورمسئولين وخبراء إسرائيليين بشكل مكثف طيلة العقد الماضى على شاشتها؟)) إنّ الهدف هو((إعطاء الفرصة لهؤلاء المسئولين الإسرائيليين لكى يُجهضوا الموقف العربى العام من الصراع العربى الإسرائيلى. وكيف تــُـفسّرالجزيرة استعانتها بواحد من عتاة الإسرائيليين المُخضرمين يعمل كمستشارلها وهوالمعروف عنه أنه ممن يتزعمون تيارالتطبيع والتعايش بين العرب وإسرائيل، بينما هى تصرخ كل يوم: لا للتطبيع. لا لدعاة السلام الإسرائيلى. وكيف تــُـفسّرالجزيرة استقبال أكبرالمنظمات اليهودية فى الولايات المتحدة (إيباك) لمالك هذه القناة كصديق والاحتفاء به وجَمْعْ التبرعات لقناته؟)) (صحيفة الأهرام28أكتوبر2000)
وهل إقامة علاقات عربية مع إسرائيل يختلف عن إقامة قواعد أمريكية على أراضى بعض الدول العربية؟ لقد سبق أنْ صرّح الشيخ حمد بن جاسم (وزيرخارجية قطرالأسبق) فقال ((على دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولانخجل من وجود القوات الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12/1/2004) ودعـّـم هذا الرأى سيف الإسلام القذافى الذى قال ((إنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطارصفقة تاريخية مع تونى بلير ولم يُمانع سيف الإسلام من منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا ((إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) (أهرام 12/1/2004)
أعتقد أنّ أخطرتطورهوالعلاقات السعودية/ الإسرائيلية، خاصة أنّ الأنظمة العربية التابعة للسعودية بدأتْ تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فما المُـخطط السعودى الإسرائيلى للمنطقة فى المرحلة القادمة؟ وهل التحالف السعودى الإسرائيلى سيكون ضد الشعب الفلسطينى؟ خاصة وأنّ إسرائيل ترفض حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المُـستقلة.
***
كشف المستور عن العلاقات السعودية / الإسرائيلية
دأبتْ الأنظمة العربية (منذ ستينيات القرن العشرين) على ترديد التعبيرات الناصرية من عينة (الصراع العربى الإسرائيلى) بهدف (شيوع) الصراع وتوزيعه على (كل) العرب، فى تضليل مدروس ومُـخطط بحيث يكون دورالشعب الفلسطينى هوالتالى (بعد العرب) بينما المصطلح الحقيقى هو(الصراع الفلسطينى/ الإسرائيلى) ولتأكيد وترسيخ هذا التضليل انتشرتعبير(إسرائيل الولاية الأمريكية رقم51) بخلاف تعبير(إلقاء إسرائيل فى البحر) وتعبير(الصراع العربى/ الإسرائيلى صراع وجود لاصراع حدود) إلخ.
وذكرضابط المخابرات المصرى (فتحى الديب) أنه فى اجتماع القيادة السياسية الموحدة، برئاسة عبدالناصروالزعماء العرب، المُـنعقد فى الفترة من 19- 25مايو1965تقرّرأنّ الهدف العربى ((هوالقضاء على إسرائيل)) وبسبب العروبة تم توريط مصرفى (بالوعة اليمن) البالوعة التى غرق فيها جنودنا وضباطنا، واستنزفتْ موارد مصرلدرجة سحب الغطاء الذهبى من البنك المركزى المصرى، لتغطية نفقات الحرب، بل وتقديم الأموال لبعض الفصائل اليمنية، بهدف استقطابها لصالح مصر(خاصة الذين ادّعوا أنهم مع النظام الجمهورى) وقد أحسن ضابط المخابرات المصرى (المولع بالعروبة وبالناصرية) أنْ نشرفى باب الملاحق تصريحات عبدالناصرالتى اعترف فيها بأنّ ((القبائل اليمنية- حتى الجمهورية- بتاخد مننا فلوس..وكمان- فى نفس الوقت- بياخدوا فلوس من السعودية. والمخابرات بتاعتنا وجدتْ معلومات عن (الجمهوريين) اللى بيتعاملوا مع السعودية وبيقبضوا منهم)) وأضاف ((ومن الواضح إننا بنحارب فى اليمن لوحدنا..وماحدش عارف مين الجمهوريين ومين الملكيين..وكمان لقينا اللى كانوا معانا وافتكرناهم جمهوريين (واشتركوا فى الثورة اليمنية) هربوا وراحوا للإنجليز)) (عبدالناصروتحريرالمشرق العربى- مركزالدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام- عام2000- ص521، 522، 688) وبالرغم من أننى كتبتُ كثيرًا عن (الوهم العروبى) وعن أكذوبة (الوحدة العربية) وتوأمتها (القومية العربية) وعن علاقات بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل (السرية) فكان كثيرون ينتقدوننى (ومن بينهم أصدقاء أعزاء من اليسارالمصرى) لأننى- من وجهة نظرهم- أعمل على تشويه (القومية العربية) وأنّ كلامى يصب فى مصلحة إسرائيل..إلخ. وكنتُ أتغاضى عن (نقد الأصدقاء) ولا أبالى بالرد عليهم، إلى أنْ جاءتْ الأحداث الأخيرة خاصة بعد التحالف العربى الرباعى الذى تزعمته السعودية ضد قطر، ثـمّ قمة التراجيديا باستقالة رئيس وزراء لبنان (سعد الحريرى) وإقامته المشبوهة فى السعودية (تحديد الإقامة) ومنعه من الحركة داخل المملكة، كما أنه بمجرد وصول طائرته أرض الرياض، فإنّ رجال الشرطة السعودية صعدوا سلم الطائرة وسحبوا تليفوناته وكل أجهزة الاتصال منه ومن طاقم حراسته.
ونظرًا للانتقادات الكثيرة التى وجـّـهتها العديد من دول أوروبا للسعودية، كان الحل- من أجل حفظ ماء الوجه السعودى- هوالتنسيق بين السعودية وفرنسا لاستضافة الحريرى فى فرنسا فى (مبادرة) أظهرها الإعلام العروبى على أنها مبادرة فرنسية.
تواكب مع هذه الأحداث بعض الأنباء وتحليلات دارسى العلوم السياسية، إشارات وتلميحات عن علاقات سعودية/ إسرائيلية (سرية) ولكنها لم تــُـصبح (سرية) بعد الزيارة العلنية لبعض المسئولين السعوديين الكبارلإسرائيل، وكذلك المؤتمرات الصحفية بين الجانبين. ولكن- من وجهة نظرى- كان أهم خبرهوالتصريح الذى أدلى به ملك الأردن عن وجود علاقات سعودية/ إسرائيلية، وكان هذا التصريح على خلفية الخلافات بين السعودية والأردن.
ولكن هل السعودية وحدها هى التى أقامت علاقات مع إسرائيل؟ أم سبقتها أنظمة عربية أخرى؟ لقد دأب ضيوف قناة الجزيرة على اتهام مصرلأنها لم تقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل. فى حين أنّ قناة الجزيرة تتلقى التمويل الإسرائيلى وكانت آخردفعة مليون شيكل بعد الانتفاضة الفلسطينية. وأنّ القناة القطرية تبارتْ فى استضافة المسئولين والمُعلقين الإسرائيليين فى برامجها، ومضمونها هوالإلحاح على أنّ : 1- حرب أكتوبركانت تمثيلية 2- السادات خائن. وليت قناة الجزيرة ترجع إلى مقال الكاتب الإسرائيلى إيهود يانكرى فى صحيفة جيروزاليم بوست الذى فضح فيه العلاقة بين الجزيرة وإسرائيل والمنظمات اليهودية الأمريكية وأجهزة المخابرات بما فيها الموساد، حتى إنه وصف ضيوف الجزيرة ب ((جامعى معلومات وكاتبى تقاريرللمخابرات)) وهؤلاء الضيوف يتهمون القيادة المصرية بأنها لاتقف مع الحق الفلسطينى ويستدعون حلفاءهم لحث مبارك على إعلان الحرب. وليتهم يُدركون أنهم ببرامجهم وصراخهم يدخلون فى تحالف مع المُــتطرفين الإسرائيليين والعرب الذين يُريدون تحويل المنطقة إلى جحيم. وعليهم أنْ يتذكروا أنّ مصرسحبتْ سفيرها فى إسرائيل أثناء الغزوالإسرائيلى على لبنان عام 82))
وكتب د.عبدالعاطى محمد أنّ قناة الجزيرة عميلة لإسرائيل فكيف ((تــُـفسّرظهورمسئولين وخبراء إسرائيليين بشكل مكثف طيلة العقد الماضى على شاشتها؟)) إنّ الهدف هو((إعطاء الفرصة لهؤلاء المسئولين الإسرائيليين لكى يُجهضوا الموقف العربى العام من الصراع العربى الإسرائيلى. وكيف تــُـفسّرالجزيرة استعانتها بواحد من عتاة الإسرائيليين المُخضرمين يعمل كمستشارلها وهوالمعروف عنه أنه ممن يتزعمون تيارالتطبيع والتعايش بين العرب وإسرائيل، بينما هى تصرخ كل يوم: لا للتطبيع. لا لدعاة السلام الإسرائيلى. وكيف تــُـفسّرالجزيرة استقبال أكبرالمنظمات اليهودية فى الولايات المتحدة (إيباك) لمالك هذه القناة كصديق والاحتفاء به وجَمْعْ التبرعات لقناته؟)) (صحيفة الأهرام28أكتوبر2000)
وهل إقامة علاقات عربية مع إسرائيل يختلف عن إقامة قواعد أمريكية على أراضى بعض الدول العربية؟ لقد سبق أنْ صرّح الشيخ حمد بن جاسم (وزيرخارجية قطرالأسبق) فقال ((على دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولانخجل من وجود القوات الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12/1/2004) ودعـّـم هذا الرأى سيف الإسلام القذافى الذى قال ((إنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطارصفقة تاريخية مع تونى بلير ولم يُمانع سيف الإسلام من منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا ((إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) (أهرام 12/1/2004)
أعتقد أنّ أخطرتطورهوالعلاقات السعودية/ الإسرائيلية، خاصة أنّ الأنظمة العربية التابعة للسعودية بدأتْ تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فما المُـخطط السعودى الإسرائيلى للمنطقة فى المرحلة القادمة؟ وهل التحالف السعودى الإسرائيلى سيكون ضد الشعب الفلسطينى؟ خاصة وأنّ إسرائيل ترفض حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المُـستقلة.
***
تعليقات
إرسال تعليق