من الارشيف - عام 2009 حصان اسمه فلسطين
حصان اسمه فلسطين
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13
حصان اسمه فلسطين ! يركبه السياسيون الخاملون والمحبطون والافاقون . والمتطلعون لكسب رهان سريع . والمتاجرون مع الله ! بلعبة الجهاد . ليدخلهم جنة فيها ( ...! ) فيبدون فرسانا بارعون . مع حصان اسمه فلسطين ... والمعارضون السياسيون المقمعون من نظم ديكتاتورية بوليسية ، وسط شعوب مقيدة بالقهر .. لا يجدون حصانا يمتطونه بثقة واقتدار سوي فلسطين .. حصان فوقه يتعنترون بسيوف المظاهرات والشجب والاحتجاجات .. علي أمل أن تنهض معهم شعوبهم التي أصابها قهر وسجون الديكتاتورية بالكساح .. فتهب ثائرة لأجل فلسطين والقدس ( وما أدراك ما القدس وبيت المقدس .. ) تنتفض تلك الشعوب مطيحة بالأنظمة وتحمل تلك المعارضة الي كراسي الحكم .. .. !
وكذلك يركب حصان فلسطين الزعماء الديكتاتوريون الشرق أوسطيون . الرافضون للاصلاح ببلادهم . والناهبون لدولهم والمجوعون لشعوبهم .. وفلسطين واسم فلسطين والقدس . من شأنه هز عواطف الشعوب الغارقة في جهل البدو – المقدس – والقابعة في الفقر والتخلف .. ولكي يشغلها القادة الديكتاتوريون ، فانهم يدغدغون عواطفهم من حين لآخر بثمة شيء عن فلسطين لالهائهم ولصرفهم عما يجب أن ينشلوا به أكثر من فلسطين ومقدسات فلسطين وهو اقتلاع هؤلاء القادة . فيقوم هؤلاء القادة بانتهاز الفرص للعب بورقة من ورقات فلسطين واعتلاء ظهر حصان فلسطين بها .. كارسال سفينة محملة بالغذاء لأهل غزة بينما شعبه في حاجة لمن يرسل له سفينة .. أو ارسال قافلة دواء وكساء من قيادة نقابية بدولة شعبها غالبيتة تعاني من كافة أمراض التلوث والأمراض الوبائية ولا يملك أغلبهم تكاليف العلاج أو ثمن الدواء .. ولكن هذه الشعوب المبتلاة بداء العروبة وعقيدتها اللعوبة . تهجع قلوبها وتهتف بحياة فلسطين والقادة الأبرار الذين أرسلوا القافلة لشعب فلسطين .. وهكذا صارت فلسطين -معاناة شعبها ومقدسات بها - . هي ملهاة لالهاء تلك الشعوب . ومسكن لتسكينها عن المطالبة بحريتها وخلاصها من حكام أعتي من أي استعمار استيطاني وأشد صهينة من الصهيونية نفسها . استعمار حكام طغاة يجعلها تعيش ببلادهها كما اللاجئين . ملايين يحيون بالقبور وبعشش الصفحيح وملايين من الأطفال يعيشون بالشوارع – أطفال الشوارع . وربما هذا ما لا يعاني منه الفلسطينيون – ظاهرة اطفال الشوارع اللقطاء والمشردين - !! ولكن عندما تكلمهم عن فلسطين ينسون مآسيهم ويندمجوا في الهتاف لفلسطين ويهبوا طالبين التطوع للجهاد لأجل نصرة فلسطين .. وهذا ما يلعب عليه الحكام الطغاة من ناحية ، والمعارضة التي تستغل حصان فلسطين ولاسيما أي تقصير من جهة السلطة الطاغية لغرض تأليب الشعوب علي الحكام . لعل وعسي تهب الشعوب وتقتلعهم . وتسلم كراسي الحكم للمعارضة
كتبنا مرة عمن فاز في انتخابات بمنصب نقيب المحامين
وفي حفل حضره المحامون الذين انتخبوه ، وحضرت الصحافة والاذاعة والتليفزيون لتغطية الاحتفال . القي النقيب خطبة طويلة عصماء لم تتضمن ولا كلمة واحدة ولا حرف واحد عن المحامين الذين انتخبوه ولا عن النقابة التي فاز بكرسي رئاستها ..! اذا عما تكلم ؟
كان كلامه كله عن فلسطين !!!! . ....
فلماذا فلسطين .. ؟!
لانها اعلي حصان يمكن لأي أكتع او أعرج اذا ما امتطاه . ان يبدو فارسا مغوارا . في اعين الجميع . وان كان نقيبا للمحامين أو لغيرهم من النقابات المهنية . فان المحامين سوف ينسون مشاكلهم وقضاياهم بمجرد أن ينطق لهم النقيب باسم فلسطن ..! حتي ولو عرفوا انه كذاب اشر . فلا أحد منهم سيجرؤ او ستطاوعه نفسه علي كلمة عن حقه النقابي . اذا ما نُطِق علي مسمعه اسم فلسطين ...
وكذلك السفن التي أرسلها القذافي . لاهالي غزة . اهالي الليبيين ضحايا سجون القذافي هم احوج اليها ..
ولكن اذا نطق اسم فلسطين . شبع الجياع من العرب والمسلمين . وهم يبيتون علي الطوي .. !
وان مات غزاويا واحدا خرجت المظاهرات اعتي واكثر مما تخرج علي ألف ماتوا غرقا بعبّارة يمتلكها رجل " حُوُت " يحيا في حماية وبمشاركة نظام ظاغي اخطبوط !!
عدد من القراء ارسلوا لكاتب سوري يقولون له انه بكي علي مقتل 400 أربعمائة فلسطيني في غزة علي يد اسرائيل ولم يسمع أحد له صوتا عندما قتل نظام بلاده 20 ألفا من السوريين . وهناك من يقولون ان تعدادهم 40 الف – .. ولكن . اذا نطق اسم فلسطين فالأمر يختلف .. ففلسطين هي اعلي واسرع حصان يمكن ان يركبه ذوو المآرب ..
والجماعات والأحزاب الدينية التي لا تعنيها الشعوب لا بكثير ولا بقليل وانما تشتغل لصالح الله والرسول ليدخلانهما الجنة حيث الحور والغلمان ..! هم أول وفي مقدمة من يركبون حصان فلسطين . ويجعلوا ما يخص فلسطين ذريعة للمظاهرة والهتافات واثارة القلاقل لنظم الحكم واتهامها بالتقاعس عن الدفاع عن المقدسات .. لتبغيض الشعوب في الحكام أكثر مما هي تبغضهم . ليساعدوا الجماعات والاحزاب الدينية عندما تنتفض . علي اقتلاع الحكام الطغاة الذين لن يرقي طغيانهم لمستوي الطغيان المعتاد حدوثة علي ايادي الجماعات والاحزاب الدينية اذا ما وصلت للسلطة ..
وقادة ما يسمي بالمقاومة الفلسطينية .. يركبون حصان المقاومة وقضية فلسطين وتحريرها وعودة اللاجئين بزعم التحرير وحق العودة بينما هم يسرقون ويقهرون الفلسطينيين رعاياهم - أهلهم - الواقعين تحت نيرهم الذي ليس أرحم ولا أخف من نير اسرائيل . ويغرقون أهل غزة والضفة في فساد ما بعده فساد .. !
لا يوجد من بين اللاجئين الفلسطينيين من يعيشون في المقابر .. ولكن . ملايين المصريين يسكنون في المقابر .. ! فهل عرفتم لاجئين فلسطينيين يسكنون المقابر ؟!
وملايين المصريين يسكنون العشوائيات التي ليست أسعد حالا من حال اللاجئين الفلسطينيين ..– داخل وطنهم مصر ، وبدون احتلال أجنبي .. ! ولا أحد يبكي عليهم كما البكاء علي اللاجئين الفلسطينيين . رغم انهم أكثر عددا من اللاجئين الفلسطينيين ! -
---
امامي قائمة أرسلها أحد القراء بأسماء شركات عالمية تخصص نسبة من ارباحها اليومية لارسالها لاسرائيل تضامنا مع شعبها المظلوم!!!
إعلانات صارخة ورسمية وقوية ، ومباشرة الآن
في كل أنحاء أوربا وأمريكا ومفادها
ساهم لبقاء إسرائيل !!
في الأسواق وفي المطاعم الأوروبية : ساهم لإنقاذ إسرائيل
المظاهرات تجتاح العالم من حين لآخر وطوال عشرات مضت من السنين .. بسبب ما يحدث لكل من الفلسطينيين علي أيد بعضهم البعض ..!!
أيها الفلسطينيون والاسرائليون ( معا )
ايها الاسرائيليون والفلسطينيون ( معا ) :
أوليس هناك أمل في أن يستريح العالم من قضيتكم المزمنة المزعجة . ومن دياناتكما التي لا تعرف الرحمة ولا تعرف الانسانية . والتي لولاها لما عشتم ولما عاش العالم معكم كل ذاك الشقاء ..؟!
أما آن لكم وللعالم أن تستريحوا ؟؟!!!
*****
=== تعليقات القراء :
التسلسل: 1 |
العدد: 4969 - فلسطيني سئم المتاجرين بقضيته والمستفيدين منها |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2009 / 1 / 12 - 20:33 التحكم: الحوار المتمدن |
محمد الفار | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اي والله يا استاذ صلاح..
|
تعليقات
إرسال تعليق