مقال نشرناه منذ 10 سنوات مضت , تحت عنوان :
60 عاما من الصداع / العبري العربي 1/2
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن 2008 / 5 / 16
60 عاما مرت علي ذكري صداع في رأس كل أمم الارض البريئة بالعالم كله . بسبب أمتين اثنتين فقط لا تكفان عن الشحناء والأحقاد والبغضاء بينهما . وهما أبناء عم !! انهما : أمة العرب وأمة العبر - او العبرانيون .. وكما ترون أن كلمة عربي وكلمة عبري .. حروفهما واحدة . حرف واحد فقط تقدم علي حرف يليه فصارت كلمة عربي : عبري . . أو العكس فصار العبري : عربي ..!.. أنهما أبناء عم . ولغتاهما أغلب مفرداتها واحدة لأن اللغتين مشتقتين ومنحدرتين من أصل لغوي واحد .. !
ولعل الخلاف بين ابناء العم – العرب والعبر – ينحصر في رغبة كل منهما في السيادة علي العالم .
اذ سبق أن أعلن العبر . في كتاب مقدس عندهم بأنهم شعب الله المختار ..
فقام أبناء عمومتهم . العرب . بعمل كتاب مقدس لهم . (وهل هناك شعب ليس له كتاب مقدس ؟! ) كله مقدس .. ! . وقال العرب في كتابهم المقدس ذاك - في مواجة كتاب ابناء عمهم - : انهم – اي العرب – خير امة أخرجت للناس ..
ومن يومها .. ومنذ صدر كتاب خير أمة في مواجة كتاب شعب الله .. والمذابح دائرة بين أبناء العم – العبر والعرب – ولا تتوقف . وبدأت من مذبحة معركة اسمها " غزوة الخندق " وقد قاد هذه المعركة زميلنا المؤلف – مع الاسف – : محمد عبد الله عبد المطلب .
وبعد مذبحة الخندق توالت المذابح بين ابناء العم . من دير ياسين الي صابرا وشاتيلا ، وغيرها وتم تبادل المذابح بينهما بجِدِّ وانتظام . منها مذابح تدعي استشهادية ومنها يدعي القسام ! ومذابح مضاعفة من العبرانيين ضد العرب .. ردا علي المذابح كما يجري الرد علي العزائم والولائم عند العرب والعبر – أبناء العم - !. وهكذا يمضي الحال بين أبناء العم !.
وطوال ال60 عاما . منذ ما يسميه العبر : ذكري قيام دولة اسرائيل ، ويسميه أبناء عمهم العرب : نكبة فلسطين .
وفي تلك السنوات الستين شبعت أمم الارض ارهابا وضجت دمارا وزعزعة لأمنها بسبب حرب لا تتوقف بين العبرانيين وأبناء عمهم العرب .. تفجيرات بوسائل المواصلات البرية والجوية وبالمنشآت بالعديد من دول العالم من أمريكا لاستراليا واندونيسيا لهولندا ومن مصر الي لندن ..! هذا بالاضافة الي الميدان الرئيسي للحرب بين الأمتين . أبناء العمومة – العبرية والعربية – ساحة المعارك التي لا تتوقف بينهما وهي أرض يسميها العبر : اسرائيل ويسميها أبناء عمومتهم العرب : فلسطين ..! وكل منهما يريد طرد الآخر من تلك الأرض ليعيش فيها وحده . دون أبناء عمه ..! . وكل منهما يدعي أنه المالك الحقيقي لتلك الأرض وأن ابن عمه ما هو الا محتل مغتصب ..!
ومن يقول كلمة حق ولو من ناحية ما . لصالح العرب . يتهمه أبناء عمومتهم " العبرانيون " بانه يكرههم لانه من المعادين للسامية ! وتهمة المعادة للسامية تهمة يكتسب الموصوم بها تقززا عالميا .
ومن يقول كلمة حق ولو في ناحية ما .. لصالح العبر – العبرانيون – يتهمه أبناء عمهم العرب . بأنه عميل للصهيونية وذيل للامبريالية العالمية !! وهي تهمة تجعل ممن توجه اليه في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط – علي الأقل - أشبه بمن يوصف بانه بعير أجرب ، نبذه بعيدا بالصحراء هو واجب لمنع نقل عدواه .. !
• لعل أول عملية تطهير عرقي ومذابح بشعة جرت بين أبناء العم – العرب والعبر – . هي تلك التي ارتكبت علي يد محمد – العربي – في يثرب – التي سماها محمد فيما بعد : المدينة . والشهيرة الآن في السعودية ب : المدينة المنورة .. وحينها قام محمد بعدة حروب مارس فيها التطهير العرقي ضد ابناء عمه العبر الذين كانوا في يثرب . وطردهم خارج الجزيرة العربية بعد الاستيلاء علي ممتلكاتهم ومصادرتها : لله والرسول ! – حسبما زعم ابن عمهم - ! و في معركة أخري نحر نحرا عدة مئات من أبناء عمه العبر . وأخذ أموال ونساء وأطفال ابناء عمه وعمل بهم وفعل فيهم أفعالا لا نريد تكرار ذكرها تجنبا لمزيد من اقشعرار الأبدان . خاصة وأنهم ومحمد أبناء عمومة ومن ذبحهم ومن أغتصبهن ومن سلبهم ومن باعهن رقيق هم ابناء وبنات عمه . أي انها مسالة عائلية . وشئون داخلية . ولا يجوز لمصري فرعوني مثلي ولا غيري من الفينيقيين او النوبيين أو الأمازيغ ، و" السرياآكادأشور " ( السريان والآكاديون والآشوريون ) . وغيرهم من العلوج - غير العرب والعبر - . أن نتدخل في علاقات أبناء العم وبين بعضهم البعض . فالعبر شعب الله ، وابناء عمهم العرب . خير امة . وما نحن باقي الامم والشعوب بالمنطقة حولهم والقريبة منهم سوي: علوج . كما أطلق علينا العرب قديما – وبلغة أهل الخليج اليوم " البدون " ..أي بشر من الدرجة الثالثة . وليس من اللائق ان نتدخل في العلاقة والخصوصية ودواخل ابناء العم : العبر والعرب .. صفوة البشر ونخبة الخلق .. ! .
• والي المقال القادم ..
تعليقات
إرسال تعليق