دوخيني يا ليمونة - لعبة دخلت الفكر والثقافة

دوخيني يا ليمونة - لعبة دخلت الفكر والثقافة .. !

صلاح الدين محسن
26-5-2018

جرت مباراة من النقاش بموقع الكتروني شهير كبير .  منذ حوالي منتصف أبريل - نيسان - الماضي , وحتي أوائل مايو الجاري 2018 .. بين حوالي 3 أو 4 مؤمنين اسلاميين - أحدهم كاتب بالموقع , في مقابل حوالي 14 من المثقفين الملحدين والعلمانيين - منهم كُتّاب وكاتبات بنفس الموقع - ..

وجاهد المؤمنون الثلاثة لأجل هداية العقلانيين والملحدين , لكي يؤمنوا - مثلهم - بأشياء مخالفة للعلم الحديث ومجافية لعصرنا - كما العقيدة - وليؤمنوا ان الكتاب المبين هو مبين مع كل مافيه من عوار وخروق ومروق . ولكنهم لم يوفقوا .. طوال 18 يوماً  

والننتيجة كانت معروفة مقدماً  .. لكنه صخب مناقشات أهلاوية وزملكاوية . حيث لا يهمهم ان تكون لها نتيجة ..

وحاول العقلانيون , وعددهم حوالي 14 , تبصير المؤمنين الثلاثة - أو أربعة - وتفتيح عقولهم وأبصارهم .

 لم تسفر المناقشات عن شيء سوي غضب كل طرف من الآخر واتهامه في عقله أو اتهامه في قلبه , أو اتهامه في العقل والقلب معاً ..

( لو كانت تلك المجادلات تدور في مجلس الأمن الدولي , أو الجمعيىة العمومية للأمم المتحدة , حول قضية دولية شائكة , لما احتاجت لكل تلك المدة  - حوالي 18 يوماً ! - ) .. 

والأهم .. هو ان الطرفين .. ونسبة منهم كُتّاب علمانيين - هم أنفسهم يتحاورون مع نفس المتدينين , مثل تلك المحاورات منذ عدة أعوام .. دون نتيجة .. ( كالمحاورات الشعبوية المصرية . - أهلاوي وزملكاوي - ) ..

من يحاول الدخول للاستطلاع وتأمل تلك المعمعة التي دارت - وأمثالها من المعمعات بين المؤمنين وغير المؤمنين , .. وتابع المجادلات , مهما كان عاقلاً وحصيفاً .. في الغالب سوف يزلف قدمه فيما لا يحبه وسيجد نفسه طرفاً بقدر أو بآخر - في تلك  اللعبة التي لعلنا لا نبالغ لو وصفناها ب :غوغائية مثقفين ؟ - ! . والسبب انه سيجد أغلب المشاركين في المعمعة أسماء كبيرة ومحترمة , أغلبهم من الكُتّاب , والمثقفين المشهورين كمعلقين علي المقالات... !

الا ان المباراة التنويرية - التدويخية . رغم التكدير والتعكير , كانت ممتعة , علي مستوي الهواة كما علي مستوي المحترفين , الذين قضوا جميعاً وقتاً رائعاً , لاجل تنوير الشعوب ..  .. ! ( لعل البعض قد فهم تهكمي .. والبعض الآخر قد أخذ كلامي علي محمل الجد .. ! ) .
- في مقالات سابقة - قلنا ان تلك المَكْلَمَات - جمع " مَكْلَمة " بمعني جلسة كلام في كلام ! .. هي مُسَلِّية - من باب التهكم .. فوجدنا كاتباً قد أخذ الموضوع بجدية , أو لتبرير استمراء غوصه في مستنقع الأديان  ! فكتب يقول , ان الأديان أساطيرها مُسَلّية .. ! .
بينما توجد وسائل كثيرة للتسلية النافعة والتي لا تُعلِّم الجهالات والخرافات ولا ترسخ التغابي , ولا تسير بعكس العلم الحديث , ولا تقود للعنف والارهاب .. 

 تلك المحاورات والمناقشات الأبزط من البيزنطية , والتي لا تخلو من تشويق ممتع , ويقودها نخبة من صفوة المثقفين . تذكرنا بهذه الرقصة الدينية الصوفية . التي تحاكي لعبة اسمها " دوخيني يا ليمونة " كنا نلعبها أيام الطفولة , في الخمسينيات من القرن الماضي , بالقرية الصغيرة الفقيرة . بأن يدور الطفل , بسرعة حول نفسه حتي يدوخ ويسقط بالأرض , ثم ينهض وهو يضحك , ليعاود اللعبة " دوخيني يا ليمونة " ! , وأحدي فرق الصوفية الاسلامية . طوروا تلك اللعبة علي النحو التالي - كما بالفيديو - ومثلها : المناقشات الدينية البيزنطية , بين المؤمنين وغير المؤمنين :

مقال له صلة :
https://salah48freedom.blogspot.ca/2018/05/blog-post_115.html