سباحة علمية - جينوم , ماضي الانسان ومستقبله

منقول من الفيسبوك :
 ((( يمكن اثبات ذلك ، بالهندسه الوراثيه وقص ولصق فى جينات الشامبازى ، وصناعه طفل انابيب ، ونرى ونشاهد النتيجه ،،، وهذا ممكن الان --- وممكن انتاج انسان جديد اكثر ذكاء وقوه وعمر يصل لالاف السنين ، ونسميه (( هومو سوبر سمارت )) ، وهذا ما كان يبحث فيه العالم الدكتور/ احمد زويل ، صاحب نوبل ، باستخدام ميكروسكوب وكاميرا ( الفيمتو ثانيه ) ))) 
فقبل أى الحديث عن عن الأدلة على السلف المشترك، علينا أن نوضح نقطة مهمة جدًا، ألا وهي أن التطور عبر الانتخاب الطبيعي عملية تقاس بالزمان الجيولوجي ، أي بمئات آلاف أو حتى ملايين السنين، وليس في مائة سنة. وهذا لأن التطور يحدث على مستوى الجماعة وليس على مستوى الفرد. أي أن الفرد الواحد لا يتطور ولا يتغير جينيًا ولا تركيبيًا أثناء حياته، وإنما التطور يحدث على مستوى الجماعة وعبر الأجيال المتتابعة.
هذا المبدأ (أي التطور على مستوى الجماعة) فسره ريتشارد دوكنز في كتابه المذكور أعلاه بشكل وافٍى . ولذلك يصعب علينا أن نرى أثر التطور خلال زمن حياتنا ، مع إستثناء الكائنات الدقيقة وبعض الكائنات عديدة الخلايا ذي العمر القصير كالحشرات مثلًا، لتعذر إمكانية المشاهدة العينية لعملية تستغرق مئات الآلاف من السنين .
وبذلك فإن معظم الأدلة على السلف المشترك والتطور تأتي بشكل رجعي ، تمامًا كما في ساحة الجريمة . بل بإمكاننا الاستدلال وبشكل قطعي من هذه الأدلة على المجرم والمكان والزمان والأداة المستخدمة في الجريمة، والأمر كذلك تمامًا بالنسبة لأدلة التطور. وإن هذه النوع من الاستدلال ليس خاصًا بنظرية التطور وحسب ، فعلوم الجيولوجيا وعلوم الأرض والفلك (الكوزمولوجيا) وعلم الآثار ( الاركيولوجى ) كلها علوم تستدل على الحقيقة بأثر رجعي. فلمَ نقبلها من هذه العلوم ونرفضها من نظرية التطور؟
( علوم الاثار والتنقيب )
علوم الآثار، مثل علوم التطور، تعتمد على الاستدلال بشكل رجعي في إعادة تركيب الحقيقة – حقوق الصورة: لوو شاوغوانغ، وكالة شينهوا الإخبارية
( علوم الجينوم والهندسه الوراثيه )
بعد هذه المقدمة، لنستعرض أحد الأدلة الدالة في إثبات نظرية السلف المشترك بين الإنسان وباقي القردة العليا. لمن لا يعرف : القردة العليا هي مجموعة تشمل البشر والشيمبنزي، وهما أقرب الفصيلتين لبعضهما من ناحية القرابة، والبنوبو، وكذلك تشمل الغوريلا وهي بقرابة أبعد والأورانجتان بقرابة أبعد وأبعد.
نعلم أن لدى الإنسان السليم ٢٣ زوجا من الكروموسومات، بينما أقرباؤنا الشيمبنزي وباقي القردة العليا يمتلكون ٢٤ زوجا. أي أن هناك زوجًا كاملًا من الكروموسومات مفقودا. كيف هذا إن كان لنا سلفًا مشتركًا؟
السؤال:
إن كان فعلًا لنا أصل مشترك مع الشيمبنزي، فأين ذهب زوج الكروموسومات المفقود؟
تنبؤ نظرية التطور:
ربما تم حذفه وفقد عبر الزمن، وهذا أمر مستحيل لأن فقدان زوج كامل من الكروموسومات أمر قاتل.
إذن ربما تم دمجه مع زوج كروموسومات آخر فأصبح تعداد الأزواج ٢٣ لكن دون فقدان أي من الجينات. وهذا أمر ممكن ويشكل لب نبوءة نظرية التطور.
اختبار النبوءة:
إن كانت هذا النبوءة صحيحة، فعندما ننظر في جينوم البشر يجب أن نجد هناك ما يدل وبالدليل القاطع على وجود هكذا اندماج وإلا فنظرية السلف المشترك خاطئة.
الاختبار:
من المعروف أن الكروموسوم الطبيعي يحتوي بالإضافة إلى الجينات القابلة للترجمة يحتوي أيضًا على تسلسلات جينية تدعى (تيلوميرات) تحدد بداية ونهاية الكروموسوم وكأنها قبعة وحذاء. وكذلك يحتوي تسلسلًا جينيًا يدعى (سنترومير) يحدد وسط الكروموسوم وكأنه حزام. هذه التسلسلات سهلة الكشف والمشاهدة من قبل العلماء بحيث لها تسلسل جيني معين يدل عليها.
وكل كروموسوم يتكون من عدد 2 كروماتيد ، يرتبطبتان بالحزام ( السنترومير )
رسم توضيحي للكروموسوم يبين موضع السنترومير (أحمر) والتيلوميرات (بنفسجي)
منطقيًا، فإن كل كروماتيد (فرد واحد من زوج الكروموسوم) سليم سيحتوي على تيلوميرين اثنين – واحد في أوله وواحد في آخره – وسينترومير واحد في وسطه. إذن فإن أي اندماج رأسي بين كروماتيدين سيؤدي إلى وجود تيلوميرات في الوسط (في مكان الاندماج) – واحد من الكروماتيد الأول وواحد من الكروماتيد الثاني – وسيؤدي أيضًا إلى وجود سينتروميرين اثنين بدلًا من واحد – واحد من كل كروماتيد.
وهنا يأتي دور التجربة والمشاهدة. ففي جامعة ييل سنة ١٩٩١ [المصدر 1] قام العلماء بفحص الجينوم البشري ووجدوا أن الكروموسوم البشري رقم ٢ يمتلك بالفعل الصفات التي شرحتها آنفًا، بما فيها وجود التيلوميرات الوسطية.
وعلى غرارهم، قام علماء آخرون من جامعة بافيا في إيطاليا بأبحاث توصلت لنفس النتيجة وأيضًا أكدت وجود السينترومير الثاني [المصدر 2]. وفي ورقة علمية أخرى من مجلة Nature سنة ٢٠٠٥ [المصدر 3] وجد فريق ضخم من العلماء أن السينترومير الثاني هذا مطابق لسنترومير الكروموسوم رقم ١٣ في الشيمبنزي.
كروموسوم ٢ البشري
رسم توضيحي للاندماج الرأسي المشاهد في كروموسوم ٢ البشري. مصدر الصورة: كتاب آثار من عدن (Relics of Eden) للكاتب دانييل فيربانكس ص٢٨، بتصرف
فهل هذا الدليل قبل للمشاهدة والفحص؟
نعم، فأي فريق علمي عنده المعدات اللازمة يستطيع فحص التسلسل الجيني للبشر وللشيمبنزي والفحص.
هل الدليل قابل للتخطئة؟
نعم، فلو لم نجد آثارًا لهكذا اندماج من خلال الفحص لكانت نظرية السلف المشترك خاطئة.
في الختام، وبضوء هذا الدليل، لنرَ أي المعسكرين يستطيع توفير التفسير الأفضل؟:
المجتمع العلمي بنظرية التطور والسلف المشترك: وجود السلف المشترك يفسر تمامًا سبب وجود هذا الاندماج وسبب تطابقه مع مثيله في الشيمبنزي. ففي زمن بعد انفصال البشر عن باقي القردة العليا حدثَ في التسلسل الجيني البشري ما أدى إلى هذا الاندماج.
معارضو النظرية: إما عليهم أن يرموا الدليل في البحر ويتجاهلوه وكأنه لا يوجد، أو عليهم أن يفسروا لنا لماذا الخالق أو المصمم قام بتصميم الكروموسوم البشري بشكل وكأنه نشأ عن إندماج يوحي بالسلف المشترك؟
بما أنه خلق الإنسان بشكل منفصل، لماذا لم يخلقه بكروموسوماته الخاصة وبشكل نظيف بدون اندماجات وبقايا وزوائد ؟
لماذا هذا الإيهام واللعب بعقول العلماء والناس ؟


منقول من الفيسبوك , صفحة : 


تعليقات