لنفهم التاريخ لأجل الحاضر والمستقبل - محمد علي باشا



كيف تتقدم أمة , كثيرون من مثقفيها يفاضلون باستمرار بين السيء والأسوأ - كما البسطاء والعامة من الناس -
كمن يمتدحون ويبكون علي عصر فساد مبارك وفاسديه , لكون من جاؤا هم أسوأ من السيء ..
و  و   و والأمثلة كثيرة ..
وكأنه ليس أمام الناس سوي اختيار الأسوأ أو السيء .. ولا ثالث آخر سوي الأكثر سوءاً .!

هناك من يقارنون بين عصر الاستعماري السفاح الجزار محمد علي باشا , وبين من جاءوا بعد عائلته ..
 يفاضل بين شيء سيء , وبين من هم أسوأ من السؤ ..
وبالطبع سوف يكسب " محمد علي " المفاضلة بالمقارنة وبامتياز , لكون المفاضلة لا مبرر لها .. هي خطأ من الأساس
ونجد منهم من جعل من محمد علي , باني نهضة مصر - وكأن النهضة مباني ومشاريع وبعثات علمية يخرج افرادها من الازهر ( ... ! ) ويعودون لحضن الأزهر .. ليجدوا محمد علي باشا .. قد اكتفي بمذبحة مماليك السياسة . ولا شيء غير السياسة  , ولم يفعل مع الدين ورجال الدين مثل ما فعلته الثورة الفرنسية .. فاذا بمن عادوا من البعثات من بلاد النور والحرية , لا يقدرون علي اشعال شمعة في ظلام الأزهر .. 
وبعد 200 سنة نجد بين المثففين من يعتبر " محمد علي " , صاحب مشروع تنوير .. ! .
محمد علي , اتخذ من رجال الأزهر , حليفاً - أو هادن - رجال الدين , ولم يطردهم ويطرد الأديان لخارج الحياة السياسية والاجتماعية .. و
 طرد الدين -  كان الجناح الثاني للثورة الفرنسية التي عاش " محمد علي " أحداثها وخطواتها . وعرف مبادئها ..
هناك من يقولون : محمد علي كان صاحب مشروع  
ونرد : كل أصحاب المشاريع التي قامت علي الحروب الخارجية .. انتهت مشاريعهم بمآسي انسانية مدمرة ..
فهتلر كان له مشروع . انطلق بجيوشه ليحتل أوربا وانتهي بكارثة عالمية حوالي 60 مليون قتيل , عدا دمار معظم دول أوربا.  ونابوليون كان له مشروع , داس فوق جثث دول وشعوب أوربا ..
وعبد الناصر  يقولون , كان له مشروع .. !  تحيطه حروب في الخارج وعلي الحدود .. وتمويل انقلابات عسكرية بالعديد من الدول  انتهت بانكسار في يونيه 1967 - و25 ألف قتيل وأسير وجريح ومفقود , واحتلال سيناء , وقبلها تنازله في حرب عام 1956 عن جزء من أرض الوطن لاسرائيل - ميناء علي خليج العقبة لاسرائيل .

ومشروع " محمد علي "  كان : الزحف بالجيش , فوق أجساد دول وشعوب , ليصل للخلافة في تركيا ويسقطها , ويعتلي هو الامبراطورية .. وتخطي آسيا الي أوربا , حيث توغل بجيشه .. 
هناك من يعتبرون تلك أمجاد لمصر .. !! 
ولكن نهاية مثل ذاك المشروع ( والأمجاد .. ! ) - لمحمد علي , كانت في 23 يوليو 1952 .. وبداية عصر عسكرة ودكترة كل مظاهر الحياة . وضباط الجيش حلوا محل الأمراء والاقطاع , والرأسمالية  وارتكبوا ما هو أفظع .. فكانت تلك نهاية مشروع محمد علي , الذي أقامه علي الحروب بالخارج  واستعباد أبناء الفلاحين في التجنيد بحروبه .. .
هناك من يقولو : محمد علي بني دولة ..
نرد : محمد علي .. بني دولة - لنفسه - (عِزبة  , أو ضيعة - بلغة أهل لبنان وسوريا -) له ولأولاده وأحفاده من بعده .. لا لشعب ووطن
فعائلته استولت علي أغلب أراضي الفلاحين وحولتهم الي عمال زراعيين أجراء عند أمراء وأميرات العائلة المالكة - حيث صارت مصر مملكة لمحمد علي ولخلفائه من بعده
عندما يقال ان الأميرة فاطمة - حفيدة محمد علي - تبرعت بالأرض التي بنيت عليها أول جامعة مصرية - جامعة القاهرة الآن , فؤاد الأول - سابقاً -  سنذكرها بالخير , فغيرها من الأميرات والأمراء لم يتخذوا تلك الخطوة الكريمة  .. لكن ألا يجب أن نسأل : ومن أين حصلت علي أملاك   ..؟
انها أراضي الفلاحين المصريين كان الأمراء - أعوانهم - يستولون عليها , لتصير مِلكا لهم .. وأصحابها يتحولون الي أجراء ..
كيف كان يتم ذلك ؟
هذا ما سمعت تفاصيله عندما كنت في الصعيد . في أمسية مع بعض الأصدقاء علي مقهي , بشط النيل , بمدينه فيها قصر للأمير يوسف كمال - أحد أفراد العائلة المالكة .. وتصادف وجود عمدة إحدي القري , صديق لهم .. وحكي لنا كيف كانت تتم عملية استيلاءامراء العائلة المالكة علي أراضي الفلاحين ..
لعلها ليست وحسب العائلة المالكة .. بل وكبار المقربين منها ..
في حديث مع الأديب ثروت أباظة - والده الدسوقي باشا أباظة - كان مدير مديرية في العصر الملكي - قال انه بعد تخرجه من كلية الحقوق . رفض والده التوسط له للالتحاق بوظيفة . وظل عامين ينفق من أملاكه .. ( قالها بلهجة تدعو للتعاطف والشفقة معه , لانه أمضي عامين ينفق من أملاكه .. ! ) لكنني سألت نفسي :
  خِرّيج  جامعي حديث التخرج - من أين وكيف أتي بأملاكه ؟
انها أراضي فلاحين , يستولي عليها الحكام والمقربون منهم .. ويحولونهم الي أجراء , في مقابل اللقمة والثوب ..
---  لمحة من وعن جيش محمد علي - منقول - :
فى عام 1820 ثارت اليونان ضد الحكم العثمانى ، فلجأ الباب العالى الى أقوى ولاته محمد على باشا ، يستعين بجيشه على قمع الفتنة باليونان
.... 
اما اثينا فقد فتحت ابوابها بعد مقاومة عنيفة عام 1827 ، وقد بلغت خسائر الجيش المصرى فى حصار ( مسيولونجى ) وحدها ستة الاف قتيل
منقول من موقع الملك فاروق الاول - فتوحات الجيش المصري , في عهد محمد علي باشا - https://www.faroukmisr.net/mohamed_alibasha.htm
---
و من موقع آخر
عشرات الآلاف من الفلاحين المصريين انتُزعوا من قراهم لتجنيدهم في جيش محمد علي باشا. كثيرون منهم تركوا زوجاتهم ولم يعودوا إليهنّ مرة أخرى، وشباب قضوا أعمارهم في جيش لا يعرف راحة من القتال أو الغزو.

ليصل حجم الجيش في زمن الحملة على سوريا إلى نحو 200 ألف جندي نتيجة التجنيد الإجبارى لأشخاص من مختلف المراحل العمرية والاجتماعية.
واستمرت سياسة التجنيد الواسعة أكثر من عشرين عاماً حتى قبول الباشا بمعاهدة لندن 1840، وتقليص عدد الجيش إلى 18 ألف جندي.
يقول " تيموثي ميتشل " في كتاب "استعمار مصر" أنه جرى تجنيد الرجال في الجيش، ليس من أجل حملات منفردة، بل لسنوات عديدة ثم إلى مدى الحياة، و"غالباً ما كانت أسرهم ترافقهم حيثما ذهبوا، وتبني ثكناتها الطينية في مواجهة أسوار المعسكرات". من موقع : https://raseef22.com/politics/2017/10/28/ممارسة-السلطة-على-جسم-المجند-الحياة-ال/
--- 
المصريون البلقان .. هناك من يقولون انهم من عصر محمد علي . :
https://ar.wikipedia.org/wiki/مصريو_البلقان
=====

تعليقات