المزارعون الهنود يزحفون إلى نيودلهي والدولة

 كتابات مختارة . من قراءات صلاح الدين محسن :

المزارعون الهنود يزحفون إلى نيودلهي والدولة

ترجمة عزيز خالد

الحوار المتمدن 2-2-2021


كانت مظاهرات المزارعين في جميع أنحاء الهند الأسبوع الماضي بمثابة ضربة قوية لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم. وعلى الرغم من أغلبيته البرلمانية، يبدو رئيس الوزراء ناريندرا مودي ضعيفًا أمام تلك الاحتجاجات، التي يمكنها كسر القاعدة اليمينية الداعمة له.

يقول منظمو الاحتجاج إن 100 ألف جرار ومركبة زراعية وصلت إلى نيودلهي، الثلاثاء الماضي، وهو أمرٌ لا يبدو مبالغًا. إن هجوم المحتجين الناجح على الحصن الأحمر في قلب دلهي القديمة بمثابة تذكير بقوة الناس حين يتحرَّكون بشكل جماعي. وقد ظهرت هذه القوة في إصرار سائقي الجرارات على تحدي حواجز الشرطة وحتى المركبات الثقيلة المتوقفة عن عمدٍ لسدِّ طريقهم.

يبدو اليمين الهندي مذعورًا من الأحداث، وقد ظهر الخوف واضحًا في ردود الفعل على صورة انتشرت على نطاق واسع لجرارين وعشرات المتظاهرين وهم يحطمون حافلة شرطة متوقفة في طريقهم.

ومع ذلك، أصدر الحزب الشيوعي الهندي بيانًا ينأى بنفسه عن العناصر التي “تخل بالانضباط”، فيما دعا المتظاهرين إلى “عدم الانغماس في أيِّ عمل عنيف أو أيِّ شيء يمس بالرموز والكرامة الوطنية”. وشجب بيان الحزب “تلك الأعمال” زاعمًا أنها “تضر بالحراك”. من العار أن ينأى اليسار الهندي عن حراك الناس!

إن رجال الشرطة هم من دفعوا الناس إلى العنف. هم من أغلقوا الطرق في المسارات المُتَّفَق عليها إلى وسط المدينة، وهم من أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع واعتدوا على المتظاهرين العزل الهراوات. ومَن سقط من قتلى كان في صفوف المزارعين وليس الشرطة. لذا، على اليسار أن يسأل نفسه سؤالين.

أولاً، هل كان من الأفضل أن يتراجع المزارعون بهدوء عندما ووجِهوا بعنف الشرطة؟ لو حدث هذا لكان التراجع بمثابة رسالة إلى جميع الأطراف مفادها أن المقاومة عديمة الجدوى واستخدام الدولة للعنف أمام المتظاهرين يؤتي ثماره.

ثانيًا، من يمكنه تعريف العنف؟ تتفق الشرطة والصحافة اليمينية والسياسيون العاديين على تعريف العنف بأنه عنف المحتجين العزل ولكن أين هم عندما يقتل الآلاف من المزارعين أنفسهم كل عام لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل عبء الديون والمجاعة؟ هل سياسة الإفقار المتعمد ليست عنف؟ أليست القوانين المجحفة لتنظيم العمل بالمزارع نفسها عنيفة؟

على مدى أجيال من النضال، اضطر اليسار على مستوى العالم إلى استيعاب دروس قاسية حول العنف أثناء الاحتجاجات. وأول تلك الدروس هو أن عنف المستغَلين والمضطهدين لا يمثل أبدًا المعادل الأخلاقي لعنف الدولة.

* التقرير مترجم عن صحيفة العامل الاشتراكي البريطانية

--------------------

تعليقات