بصراحة .. ماذا يريد بايدن من السعودية ؟

 
كتب : صلاح الدين محسن

21-2-2021

هل بايدن يريد أن يحذو حذو " ترامب " في اقتناص 400 مليار دولار من السعودية , يستفيد منها الاقتصاد الأمريكي .. 

أم انه يقصد مواصلة سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق " أوباما " في دعش وتدمير دول الشرق الأوسط وتشريد شعوبها ثم تقسيمها لعمل خريطة جديدة لشرق أوسط جديد !؟ . خاصة وان " بايدن " كان وقتها نائباً للرئيس " أوباما " - شريكاً في عملية الدعش - ؟؟

وكان " ترامب " منذ البداية - وقت حملته الانتخابية الأولي . قد فضح خطة الدعش , ووجه اتهاماً مباشراً لأوباما و وزيرة خارجيته " هيلاري " - بخلق تنظيم داعش .... ووعد بهزيمة الدواعش - ووفي بوعده - .

الفرق بين " ترامب " وبايدن " ان الأول فج في صراحته . قال بمباشرة " علي السعودية أن تدفع تكاليف حماية أمريكا لها " وهدد بأن عرش آل سعودي يمكن أن يسقط وينتهي في ساعات .. !

فهرول ولي العهد السعودي - محمد بن سلمان " ودفع 400 مليار لترامب . في شكل استثمارات وثمناً لشراء أسلحة .. أفادت الاقتصاد الأمريكي .. ( وكذلك فعل حاكم قطر . اثر تهديده هو أيضاً من ترامب . ) . قرصنة - او بلطجة - سياسية دولية علي أكبر مستوي .

لعل " بايدن " يريد تسجيل نفس الهدف كما " ترامب " ؟؟ لكن بايدن .. ليس بالصراحة الفجة كما سلفه الرئيس السابق  ..

لذا فهو ليحصل علي ما حصل عليه ترامب ..  يحاور ويناور ..ويلف ويدور .. فيما يتعلق بأعداء السعودية - ايران والنووي والحوثيين في اليمن , وأظهر تساهلات وتنازلات .. بما يهدد أمن السعودية . وفي نفس الوقت يعلن التزام أمريكا بحماية أمن السعودية .. ! - مناورات .. - !

أما رد الفعل السعودي .. لا ندري ان كانت سوف يسفر عن جدوي .. كمحاولة عمل محور مع تركيا .. ومد مزيد من الجسور مع روسيا . والصين . أما الحركة السعودية التي أضحكت الجميع وأثارت الدهشة والاستنكار - وان كانت حركة غير رسمية - .. فهي تلميع ابنة صدام حسين . بعمل سلسلة لقاءات معها بقناة العربية السعودية .. وكأنها تهدد باعادة حكم البعث العراقي ! الذي كان هو السعودية الأول .. ربما بأكثر من كونه عدواً لأمريكا واسرائيل .. لأن الأخيرتين كانتا تعرفان كيف تتعامل مع صدام والبعث .. اسرائيل بضرب مفاعله النووي االعراقي الصدّامي ,  وقتل عالم الذرة الذي كان يشرف عليه -  العالم المصري : د. يحيي المشد " - .. أما أمريكا فقد دمرت صدام وقواته الضاربة .. ودمرته وأعدمته وشَتّتت عائلته . واحتلت العراق .. 

اذن التلويح باعادة عهد وحكم ونظام صدام حسين والبعث العراقي ..  بالبدء بتلميع " رغد ابنة صدام حسين " لا تغيظ به السعودية سوي نفسها ! . لا أمريكا ولا اسرائيل .. 

فان كانت تظن ان بامكانها تخويف ايران .. باحياء البعث العراقي الصدّامي , من جديد  .. لعل هذا مستحيل , في وقت انقلبت فيه الموازين 100 % .. فالعراق مُحتَل الآن من ايران . وميليشيات ايران تطبق أذرعها ومخالبها علي أوصال العراق من كل النواحي .. مثلما يحكم حزب الله الايراني ذو الزي اللبناني  , قبضته علي لبنان . - وكذلك حال سوريا واليمن - .

أما ما لم تفكر فيه السعودية فهو : أن تدعو ايران للتفاوض حول عبث جدوي صراعهما الذي لن يؤدي سوي الي ابتزاز السعودية من قبل أمريكا بزعم الحماية - هذا من ناحية - . و من ناحية أخري : استنزاف الميزانية والموارد الايرانية علي شراء أسلحة وتكوين ميلشيات بالدول هنا وهناك !! وان الدول الكبري لن تسمح أبداً بقيام امبراطورية اسلامية شيعية فارسية .. ومهما توسعت طموحات ايران .. في النهاية ستقف دول الغرب وتوقفها وتعيدها الي حجمها بداخل بلادها ( وكلما كان حجم توسعات ايران كبيرة كلما كان السقوط مدوياً ومروعاً .. كما حدث مع محمد علي باشا - والي مصر .. في القرن التاسع عشر .. حيث توسعت فتوحاته وصار شبه امبراطورية .. وتمدد حتي وصل لحدود الامبراطورية العثمانلية في تركيا . وكاد يهزم الجيش التركي .. فتدخلت دول أوروبا ووقفت في وجهه وأعادته الي حدوده في مصر .. 

فعلي ايران أن تفهم التاريخ وتتعظ .. وتفهم ان القوة التي استطاعت اقتناص روح جنرالها الذهبي الأول " قاسمي " , وسرقة أطنان من ملفات برنامجها النووي من داخل أراضيها ! وقتل العالم المشرف علي مشروعها النووي بداخل طهران , وقتل زعيم تنظيم القاعدة المقيم في ايران ( كل ذلك حدث في مدة وجيزة ) .. .. لعل تلك القوة قادرة أيضاً علي أن تأتي بالمرشد العام الايراني - خامئني , من غرفة نومه حياً . وتنقله لخارج ايران كما نقلت أطنان الوثائق سالفة الذكر , وطارت بها للخارج . و تم الاعلان والكشف عن تلك الفضيحة الملالية الايرانية ..

والأفضل أن تغلق كل من ايران والسعودية نفسها علي مذهبها الديني - شيعي أو سني - وتُداوي - ايران بالذات - نفسها من داء ونزوة الانفاق علي تصدير ما يسمي بالثورة الاسلامية - المذهب الشيعي , وتعيش كل منهما في حالها , وتدع غيرها في حاله . وبذلك يُغلَق الباب في وجه القرصنة والبلطجة السياسية الدولية . وتحيا شعوب المنطقة في سلام وأمان .. .. فهل هذا يمكن حدوثة من نظام حكم ديني  كنظام عمائم ملالي ايران ؟ ( من الواضح ان السعودية قد خرجت أو ماضية في الخروج من نظام الحكم الديني ) . 

 فهل يمكن أن يحدث تحكيم للعقل والاتعاظ من التاريخ من ناحية عمائم ايران ؟ . 

------------------------------------ 

تعليقات