حضارة الانكا وحضارة مصر القديمة

 إعداد : صلاح الدين محسن

1-3-2021

تمهيد: في أمريكا - الشمالية , والجنوبية - قامت عدة حضارات .. يوجد بينها وبين حضارة مصر القديمة تشابه في العديد من النواحي - كالأهرامات , والتحنيط , وغير ذلك ..  لكنه تشابه لا يقترب من التطابق . مما يثير علامات تعجب واستفهام . لا تزال في حاجة لباحثين جادين لوضع تفسير مقنع حول أسباب وجود ذاك التشابه الكثير .. بين تلك الحضارات . ولفت نظرنا ما قرأناه عن إحدي تلك الحضارات للسكان الأصليين لأمريكا بشمالها وجنوبها . وهي حضارة إنكا. أن من كتبوا عنها تكلموا كما لو كانت نداً لحضارة قدماء المصريين . بينما تلك الحضارة نشأت متأخرة كثيراً . بعد الميلاد بألف ونصف الألف من السنين ! . أي بعد حوالي ألفي عام من أُفول أو سقوط حضارة مصر القديمة . واليكم اضاءة حول حضارة ال " انكا " نقلناها من أكثر من موقع - صلاح . ا . م - .

موقع " الباحثون السوريون " : الفراعنة وشعب الانكا .. تضاد في الجغرافيا , تماثل في الحضارة " 

الانكا : حضارة الإنكا (نحو 1400-1533 م) إحدى أهمِّ الحضارات التي قامت في أمريكا الجنوبية من ناحيتي التأثير الثقافي والإرث الحضاري، وقد بُذِرت بذرتها حين اكتسبت قبيلة صغيرة قوة متزايدة حتى سيطرت على الشعوب الأخرى المنتشرة عِبر الساحل من كولومبيا إلى الأرجنتين.

 لماذا تُعدُّ حضارة الإنكا مهمة تاريخيًا؟

https://www.ancient.eu/trans/ar/2-1506//

للإنكا نفس الأهمية التاريخية التي تتمتع بها كل إمبراطورية/حضارة قديمة؛ فالماضي يُخبر عن الحاضر وبالتالي المستقبل، ومعرفة كيف عاش الناس في الماضي من الممكن أن تُساعد من يعيش الآن على أن يقوم باختيارات أحسن فيحيا بصورة أفضل. امتدّت إمبراطورية الإنكا على طول ساحل أمريكا الجنوبية فشملت ما يُعرفُ اليوم بكولومبيا والإكوادور والبيرو والأرجنتين، وأثّرت في حياة الناس داخل حدودها وخارجها، فقد كانت أكبر إمبراطورية في الأمريكيتين قبل وصول كولومبوس؛ تغطي مساحة تُقدَّر بنحو مليوني كيلومترًا مربعًا وعدد سكان يتراوح -حسب التخمينات- بين 6 ملايين إلى 14 مليون نسمة.

إنَّ مفهوم الإنكا للعائلة ما يزال نموذجًا يُتَّبعُ في المنطقة حتى اليوم

كانت إمبراطورية الإنكا تتداعى أصلًا حين سقطت أمام الإسبان بقيادة فرانسيسكو بيزارو (نحو 1471-1541 م) في القرن السادس عشر الميلادي؛ إذ أنهكتها الثورات الداخلية والأمراض التي جلبها المستكشفون الأوربيون معهم، لكن تأثيرها استمر، فمفهوم العائلة -على سبيل المثال- التي تتكون من العمات والخالات والأعمام والأخوال وأبنائهم المباشرين والبعيدين باعتبار هؤلاء جميعًا يكوّنون الأسرة النواة بترابطهم الشديد، هذا المفهوم ما يزال هو النموذج المتّبع في المنطقة حتى اليوم، ومثله فكرة أن المجتمع كله هو عائلة واحدة وأن على الناس أن يعاملوا جيرانهم كما لو كانوا من دمهم ولحمهم.

أثّرت معتقدات الإنكا الدينية في المنطقة أيضًا، فحتى في وقتنا الحالي تتموضع المواقع المسيحية وفقًا لمفاهيم الإنكا عن «المواقع المقدسة» كالتلال وقمم الجبال وما يجاور المياه؛ أي الأماكن التي خُصِّصت لآلهة الإنكا فيما سبق، إضافة إلى ذلك ظلّت قاعدة الإنكا الذهبية «لا تسرق، لا تكذب، لا تكن كسولًا» مُتَّبعةً في المنطقة حتى الآن. ليس من جديد إلا القليل في «الشرط البشري» (الحال الإنساني)، فدومًا كنا على حالنا الذي نحن عليه اليوم، لذا فمن المهم أن نعرف مَن كُنا (لنعرف مَن نحن اليوم).

2- ما الذي كانته ديانة الإنكا؟ وكيف أثّرت في حياة الناس اليومية؟

آمن الإنكيون بتعدد الآلهة واعتقدوا أنها تسيطر على العالم الطبيعي وتؤثِّر بشكلٍ ملحوظ على حياة الناس، وأبرز مثال على ذلك الإله باتشاكاماك وهو خالق البشر والنبات والمُشرِف على الزراعة ومواسم الحصاد الجيدة، فحين يرضى يسيرُ كل شيء على ما يُرام أما حين يغضب فربما يُسبِّبُ الزلازل، ولذا كان من مصلحة الناس أن يبقوه سعيدًا -هو وباقي الآلهة- بتقديمهم القرابين والأضاحي، وتضمّن ذلك التضحية بالبشر (رجالًا ونساءً وأطفالًا). رأى الإنكيون أن آلهتهم حقيقية بنفس الطريقة التي ينظر بها اليوم المؤمنون -بأي دينٍ- إلى إلههم، فشيّد شعب الإنكا المعابد والمباني لتكريم الآلهة، و-على الأرجح- شجّع الدينُ إنشاء شبكة الطرق الشهيرة التي ربطت بين التجمعات البشرية إذ آمن الإنكيون أن إشارات الآلهة -في أي مكان- كان يجب على أخبارها أن تصل إلى شخصٍ يستطيع تفسيرها (شامان).

شجّعت الديانة الإنكية على الإيمان بثلاثة عوالم:

هانان باتشا (العالم العلوي)، ويُعرف أيضًا باسم أرض الشمس، وهو موطن إله الشمس «إنتي» واخته إلهة القمر «كويلا» (التي تُعرف كذلك باسم الأم كويلا أو الأم قيلّا).

كاي باتشا (العالم الأوسط)، وهو موطن البشر والحيوانات والنباتات.

أوكو باتشا (العالم السفلي)، ويُشرفُ عليه «سوباي»؛ إله الموت.

عرف الإنكيون مفهوم الجنة والنار قبل وصول المسيحية إلى المنطقة، وكانت القاعدة المركزية عندهم -الموازية للوصايا العشر في التوراة- هي: أما سوا، أما لولّا، أما تشيلّا (لا تسرق، لا تكذب، لا تكن كسولًا)، فإذا عاش الإنكي ملتزمًا بهذه القاعدة فإنه -عند موته- سيذهب إلى أرض الشمس حيث الدفء والمتعة والقُرب من الآلهة، أما إذا تجاهلها فمصيره العالم السفلي -عند الموت- حيث البَرْدُ وشعور الروح بالوحشة وتجوالها في الظُلمة الأبدية.

إلى جانب المصيرين المذكورينَ، من الممكن للمرء أيضًا أن يعود إلى هذه الحياة فينال فرصة أخرى، وهذا مصير الأرواح التي لم تكن في حياتها شديدة الخير أو الشر، وهو ما ينطبق على أغلب البشر، وقد مارس الإنكيون التحنيط وتركوا حاجيات الميت معه في قبره، ووضعوا الجثث المحنطة في قبورها بوضع الجلوس -على العكس من ثقافات أخرى تمدد جثة الميت كأنه مستلقٍ- ولا يُعرف سبب ذلك إذ لم يعرف الإنكيون الكتابة.

3- كيف كانت الحياة اليومية في الإمبراطورية الإنكية؟

كان أساس المجتمع عند الإنكا هو العائلة والمجموعة المحيطة بها (تُعرف باسم الأيلّو) وقام المجتمع على الزراعة، فكانت كل أيلّو مسؤولة عن قطعة أرضٍ معيّنة عليها زراعتها بإشراف مجموعة من النبلاء (تُعرف باسم الكوراكاس)، وسيطرت الحكومة من أدنى درجة إلى أعلاها في تراتبية من مجموعات مكونة من عشرة أفراد تُشرف كل مجموعة على الأسفل منها حتى تصل إلى الملك في قمة الهرم، وفُضِّل الذكور عمومًا لكن الإناث كُنّ محترمات أيضًا وكان بامكانهن العمل كاهنات وشغل مناصب حكومية.

يُعتقد أن حضارة الإنكا كانت أول مَن زرع البطاطا في المنطقة

تبِع الأطفال والديهم في عملهم/منصبهم/موقعهم وكان على معظم النساء أن يتبعن مثال أمهاتهن في الزواج وإنجاب الأطفال والاعتناء ببيوتهن، رغم أن بعضهن أضفن إلى ذلك -أو تخصصن في- عملهن في سلك الكهانة أو صناعة البيرة أو مهنة أخرى، وبزواج المرأة كانت تصبح جزءًا من عائلة زوجها ويتبع ذلك عملها في أرضهم.

كانت النساء مسؤولات عن تجهيز وجبات الطعام ويُعتقد أن سكان الإنكا كانوا أول من زرع البطاطا في المنطقة. وكانت وجبة المساء هي أهم الطقوس في اليوم فعليها تجتمع العائلة -والمجموعة الأوسع- وفيها تُشكر الآلهة ويتواصل الناس اجتماعيًا. تضمنت الأنشطة الترفيهية عند الإنكيين الرياضة والغناء ورواية القصص والسباقات، وتمحورت الحياة اليومية حول العمل أساسًا طوال اليوم فإذا حلّ المساء بدأ وقت الراحة، إضافة إلى أوقات الأعياد والمراسم الدينية.

----------------------

تعليقات