ما ذكرنا به الفيسبوك - 1 - الدين والوطن

كنا دوناه منذ منذ ‏٥‏ سنوات

الوطن والدين
كتب : صلاح الدين محسن

1- الأديان تتغير ، وتتوالي ، أو تتعدد . بداخل الوطن .
الأديان تجيء وتذهب – طال عمرها أو قصر - وتبقي الأوطان . ما بقي الزمان .
2 – لا يوجد شيء اسمه مرض الحنين للدين . المعروف هو " مرض الحنين للوطن " .
ولو حصل الانسان علي جنسية أعظم وأرقي الدول ، يبقي الحنين للوطن ، بداخله ، جمرا ، قابلا للاشتعال ..
3- الوطن يستوعب أديان عديدة . ويحتملها جميعها .
لكن الدين . قد لا يحتمل الا نفسه . ( مثال : " ومن يبتغي غيرالاسلام دينا فلن يقبل منه " – 3 : 85 آل عمران - ) ..
وكثيرا ما لا يحتمل الدين نفسه أيضا ! …
فينقسم الدين الي مذاهب . وكل مذهب . يكره المذاهب الأخري ، ويعاديها ..!!..
4 – الدين قد ينكر الوطن ! بينما هو يعيش فوق ترابه وتحت سمائه .. ويعتبر نفسه هو الوطن .. ! ، مثلما يعتبر الدين نفسه – وبجرأة - أحق بالانسان من أهله ومن ذويه ّ ..! ( قرصنة .. مقدسة .. ! ) .
5 – من لا يعترفون بالوطن ، ويرون الدين هو الوطن . ليسوا تيارا وطنيا . مهما بلغ عددهم ، بل هم تيار ديني فقط ، و لا شأن لهم بالوطن ولا بالوطنية . واعتبارهم تيارا وطنيا هو محض تدليس
6 – الدين وراثة اجبارية . نتاج تلقين منذ الطفولة . أما الوطن فالانسان نبتة من ضمن نباتات أرضه ، يحبه الانسان مثلما يحب أمه ، وحبه ساكن بداخل الانسان كحبه للأم .
7 – الدين مثل زوج الأم ، أو مثل زوجة الأب – يحب أولاده فقط ، وقد يضطهد غيرهم ..
8 - الوطن لا يحب أن يمزقه أولاده بحرب أهلية تفرقهم عن بعضهم ، ولكن الدين قد يشتهي تمزيق الوطن ، وتقسيمه ولو بحرب أهلية . لأجله هو . لأجل رفعته ! .
9 – الوطن عطاء .. الأصل في الوطن هو العطاء . الوطن يعطيك أولا ، من قبل أن يأخذ منك .. وقد يعطيك فقط دونما أخذ .. والدين يأخذ منك . ثمن الموعظة .. وان لم تتلقاها ، وان لم تحتاجها ، وان لم تطلبها ، فانه يطالبك بدفع : زكاة ، صدقة ، عشور ، وذبائح وشعائر ، أو جزية . و خلافه - .. ! .
10- كيف يكون الدين وطن – كما يروج فقهاء ودعاة - !؟
الوطن فيه أماكن : مولدنا ، تعليمنا ، وأشغالنا ، وسكننا ، وموتنا ، وقبرنا .. ؟
فكيف يقوم الدين بتلك المهام ، حتي نعتبره : وطن !؟
11 – الوطن والمواطنة حقيقة .. يندر أن يقوم حولها خلاف أو جدل .
والدين محض عقيدة .. والعقائد كثيرة . قد تصح ، وقد لا تصح وكل صاحب عقيدة يظن عقيدته أصوب العقائد !... ويوجد بالعالم 3000 عقيدة ...! ، والجدل ، والنقاش ، والاختلاف حول صحة وعدم صحة كل عقيدة ، هو أمر لا ينتهي ولا يحسم .. ! وكثيرا ما ينتهي بالغضب وبالكراهية ، وربما بما هو أكثر من ذلك – بحروب - ! !
12 – الوطن لا يطاردك ولا يلاحقك ليقتلك ان اتخذت لك وطنا آخر ، ولكن من الأديان من يفعل ذلك ....!
13 – الوطن يسمح لك باتخاذ وطن ثان ، وجدت فيه سعة في الرزق ، ولا يحرمك من جنسيته .. ويرحب بك عندما تعود لزيارته . ويدعوك لألا تقطع عروق المودة معه ، لأنك نبتة من ترابه ..
ولكن الدين يأبي .. فان انتميت لدين غيره .. قطع معك كل روابط الرحمة والمودة والانسانية ، ويقيم عليك مأتما كمن لحق بالأموات ! .
14 – الوطن لا يبيع لك مواعظا . لا يعمل هو بها ..
الوطن ليس كذبة ، ولا نصبة ، ولا نصابا ( وان جعله كذلك . قادة نصابون ) .
وانما الوطن يمنحك نفسه .. أرضه ، وماءه ، وسماءه .
عاش الوطن .
يحيا الوطن .
===
---- صلاح الدين محسن
--الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9
***************

تعليقات