23 يوليو 1952 والزمن الجميل

23 يوليو 1952 - الزمن الجميل , قبلها ؟  أم ما بعدها ؟

إعداد صلاح الدين محسن
30-7-2019

الزمن الجميل قبلها أم بعدها ؟
لا يوجد شيء في الحياة بلا منافع ومزايا حتي الثعبان والعقرب لهما منافع ومنهما فوائد
ولكن يبقي الثعبان ثعباناً ويبقي العقرب هو العقرب ..

ما هي حكاية أيهما أجمل ؟ عصر 23 يوليو 1952 ؟ أم العصر الملكي ؟؟
الحكاية باختصار ان الحكام قد تغيروا .. والسابق واللاحق عينه علي السلطة أكثر من الشعب .. وبين صراعهما الشعب استفاد بالقليل .. 

لا تكلمونا عن عصر 23 يوليو الا بعد اجابتكم علي سؤال : أين كانت اليابان يوم تسلم ضباط 23 يوليو وأين هي الآن ؟ وأين مصر بالنسبة لليابان ؟
بدون أن نتكلم عن العصر البائد - أو ما يسميه البعض بالزمن الجميل ..
وأين كانت الهند سنجابور واليابان وماليزيا وتايوان والصين وهونج كونج وكوريا الجنوبية .. أين تلك الدول وشعوبها الآن ؟ وأين مصر وشعبها اليوم .. ؟؟
هنا نعرف ما الذي فعله ضباط 23 يوليو  بمصر وبشعبها ؟ خيراً ؟ أم شراً صواباً أم خطاً ..

كل المزايا الرائعة التي كانت موجودة في مصر في العهد الملكي . من انضباط أمني أفضل - بقيادة الشاويش عوضين ! -  والخفراء بالقرية .. وان منصب وزير الداخلية كان ممكن يتولاه مفكر وفيلسوف وأستاذ تربوي عظيم  " أحمد لطفي السيد باشا " أو سياسي مدني خريج حقوق " سعد باشا زغلول " , مصطفي النحاس باشا .. مما يكون له مردود ايجابي علي أخلاقيات ضباط ورجال الشرطة ..

وكانت أحدث المخترعات والمبتكرات , تصل للقاهرة بمجرد ظهورها في لندن أو باريس . قبل اية دولة أخري بالعالم .. 
وان الغطاء الذهبي للجنيه كان .. وان .. وان .. وان
كل تلك المزايا كانت الغالبية الساحقة من الشعب لا نصيب لها منه سوي فتات الفتات
فماذا فعل أشاوس 23 يوليو 1952 ؟؟
فعلوا مثلما يفعل المحامي النصاب .. خلصوا حق الشعب من الظالمين . ونهبوا ثلاثة أرباع ذاك الحق لأنفسهم .. !
وأنهوا الحكم الملكي العائلي - عائلة محمد علي -  وجعلوه ملكي عسكري - وراثة بين الضباط العسكر الكبار .. يتناوبون ملكية الشعب والبلاد  , فيما بينهم .
من الضابط جمال .. للضابط أنور .. للضابط حسني .. للضابط  طنطاوي - مجلس عسكري + رئيس وزراء ضابط طيار " أحمد شفيق " حتي الضابط عبد الفتاح السيسي  - وسنة واحدة رئيس اخواني اسلامي - يعني غير مدني - والاخواني حليف لدود للنظام العسكري . ..وزوروا الانتخابات لصالح الاخواني " د . مرسي " نكاية في الشعب بسبب ثورته في 25 يناير 2011 , وتنفيذا لمطالب خارجية أمريكية . 

وقام ضباط 23 يوليو, بتغيير اسم الدولة فقط , من مملكة الي جمهورية وهي ليست جمهورية حقيقية !.. وكل شيء تم بالتزوير والكذب .. انتخابات مزورة , ديموقراطية مزيفة .. ومضي التزوير يتفشي حتي صارت نتائح امتحانات الثانوية العامة مزورة .. 
وأمموا المصانع - نزعوها من أصحابها ووزعوا إداراتها علي ضباط جيش لا صلة لهم بالصناعات .. فنهبوها وخربوها حتي صاحوا : حي علي بيع القطاع العام .. وباعوه بأبخث الأثمان بالاتفاق - والارتشاء - مع المشترين .. 

وحددوا الملكية الزراعية .. فنهب الضباط ما نهبوه من ممتلكات الاقطاع .. وسلموا الأراضي للفلاحين بشرط دفع أثمانها بالقسط .. وبعد عشرات السنين وفي ظل الحكم العسكري نفسه - خلفاؤه الضباط  - طالبوا الفلاحين بأن يعيدوا الأراضي لأصحابها الاقطاعيين ! و كان الفلاحون قد أكملوا سداد ثمن تلك الأراضي لحكومات العسكر , ومعهم ايصالات السداد الرسمية ! .

التعليم : جعل ضباط 23 يوليو التعليم مجانياً , وانحدر مستوي التعليم , بعدما أسندوا منصب وزير التربية والتعليم , لضابط منهم , خرج من سلاح المدفعية بالجيش ! وصار وزيراً للتربية والتعليم - الصاغ كمال الدين حسين " .. بينما التربيون الاكفاء المدنيون كانوا موجودين وبكثرة  .. لكن ضباط 23 يوليو 1952 كانوا قد نشروا أنفسهم بكافة مواقع السلطات كبيرها وصغيرها وتفشوا بدون خبرة ولا كفاءة في كل شيء . فأفسدوا وأتلفوا وخرّبوا كل ما وقع بين أياديهم ( المبروكة .. )  ..

نعود لنسأل السؤال الذي لا يكف أصحابه عن الجدل حوله - كما لغط وصخب " الأهلاوية والزملكاوية " : 
أيهما أفضل : العصر الملكي - الزمن الجميل - ؟ أم العصر العسكري - الجمهوري المزيف - ؟

الاجابة الفصل . لوقف مهاترات هذا الجدل الفارغ العقيم :
قارنوا - كما قلنا - بين حال دول آسيا - سنغافورة , وماليزيا , والهند , والصين , واليابان , وكوريا الجنوبية , وهونج كونج . وكلها دول كانت أحوالها غاية في البؤس , وقتما تسلم ضباط 23 يوليو مقاليد البلاد  ورقاب العباد .. 
 تلك الدول الآن - لها صناعات كبري واقتصاد قوي , ودخل الفرد من أعلي الدخول بالعالم . ومنها من صنعوا سفن فضاء وصلوا بها للمريخ وللقمر . كالهند والصين - ! .. وباتت مصر تستورد كل شيء . من أبسط الأدوات الكتابية , و , و , حتي الميداليات المرسوم عليها صور ونقوش فرعونية ( فرعونية > مستوردة من الصين ! ) !! 
فأين مصر وشعبها الآن .. بالنسبة لتلك الدول  وشعوبها ؟؟
الأولي هو البحث عن طرق اللحاق بتلك الدول الآسيوية التي نهضت ونمت وتقدمت .. 
بدلاً من الجدل والصخب حول المفاضلة بين النظام الملكي , ونظام 23 يوليو -  الذي لا يزال قائماً حتي هذه اللحظة . ولم يتغير شيء .. حكام ضباط رحلوا . وحكام ضباط - تلاميذهم - حلوا محلهم .

===== كفّوا عن مثل تلك المجادلات بالفيسبوك وغيره .. وابحثوا في كيفية نهوض بلادكم , مثلما قامت دول آسيوية من مرقد العدم , ونهضت وتقدمت . كفّوا عن مثل تلك المجادلات : من الفيسبوك يوم ٢٧ يوليو‏ 2019  . صفحة :  الستينيات و ما ادراك ما الستينيات
عندما طرح الدكتور «طه حسين» على البرلمان مشروع مجانية التعليم في نهاية الأربعينيات اعترض بشدة على كلامه النائب الوفدي «البداروي عاشور» عضو المجلس ، وقال نصاً ، كما هو مسجل بالمضبطة : "ولما ولاد الفلاحين يتعلموا، أومال مين اللي حيخرج بهايمنا الصبح ؟!! قبل ما ابن فلاح واحد من عندي يتعلم هكون ضاربه بالنار" (فيلم الأرض كان يحكي قصة البدراوي .
بلغت ملكية أسرة «البداروي عاشور» 36 ألف فدان في محافظة الدقهلية كان الخديوي إسماعيل قد منحها للأسرة ، وعندما أقرت ثورة يوليو قانون الإصلاح الزراعي بعد 45 يوما فقط من قيامها فانها بدأت بالأقوياء أمثال صالح لملوم و البدراوي ، ولهذا كانت قرية درين و بهوت المملوكة لهذا الرجل هي أول القرى التي تم فيها تطبيق الإصلاح الزراعي و كان البدراوي صهر «فؤاد سراج الدين» وزير داخلية فاروق ، وحدث تبادل بالسلاح بين أجهزة الدولة و رجال «البداروي عاشور» انتهت بالقبض عليه وعلى فؤاد سراج الدين و تنفيذ القرار بتوزيع الأراضي على الفلاحين الذين لم يكن يرى فيهم البدراوي أكثر من خدم لمواشيه واستكتر علي أولادهم نعمة التعليم
.
تلك صورة مبسطة من رفاهية المصريين أيام الملكية لما كانت الشوارع بتتغسل بالصابون و الموضة تسبق باريس...هو ده كان حال أهالينا الحقيقي بلا تزييف و لا تجميل حتي بعث الله جمال عبد الناصر ..
يعني لما ييجي واحد من أحفاد «البداروي» و يقول عبد الناصر خربها علي دماغنا قوله صح عندك حق ، وربنا يعوض عليك ، لكن لما ييجي عيل حفيد فلاح من اللي «البداروي» كان عايز يضرب أهله بالنار قبل ما يتعلم و يقول الكلام ده يبقي كان يستحق فعلا رصاصة من مسدس البدراوي عاشور .

تعليقات