مقال نشرناه في مصر منذ 26 عاماً
مقال نشرناه في مصر منذ
26 عاما –
مجلة : القاهرة
العدد : ١٣٢
بتاريخ ١٥ نوفمبر ١٩٩٣
تعقيب على :
{ لويس عوض هذا الفرعون
}
بقلم : صلاح الدين محسن
لعله ليس من الواجب أن
تغلقوا
باب الحوار حول كتاب
« لويس عوض هذا
الفرعون »
ذلك الكتاب الذي فتحتم
الباب أمام نقده ثم اعطيتم لمؤلفه الحق في الرد على النقد..
ولا أظن بأن الأمر قد
انتهى عند هذا الحد..
فالموضوع ليس من تلك
المواضيع الهينة التي يمكن إنهاء الحوار حولها بسهولة وعند مثل هذا القدر القليل
الذي لا يشفي غليلاً لأن قضية مصرية مصر أم
عروبة مصر ؟
هي جرح مفتوح في المخ
الثقافي القومي الوطني..
ولعل ما فعله الدكتور
المعلم والطيب لويس عوض هو أنه قام برش بعض المطهرات على الجرح فأهاج من أهاج
ومنهم الأستاذ سليمان الحكيم , مؤلف الكتاب المذكور والذي قام بحشو الجرح بقطن وشاش
اظنه غير معقم
بعد اتهام الطبيب والتشكيك
في نواياه - وسعى بعد نقده للنقد الموجه للكاتب إلى ربط الجرح ظنا منه انه هكذا قد
ضمن له الالتئام والشفاء !
لذا نستأذنكم في هذا
الرد السريع على الاستاذ سليمان الحكيم . مؤلف الكتاب... فنقول :
لم أندهش من نفى
الأستاذ سليمان الحكيم لمصرية اللغة المصرية القديمة - كما جاء في رده على النقد
الموجه للكتاب المنشور بمجلة القاهرة -
١٣٠ لسنة ١٩٩٣ -
بل ولمصرية مصر كلها
وردها إلى العروبة والعرب كأصل للفراعنة...
لم أندهش إطلاقا، فقد
ألفت ذلك كثيرا من كثيرين غير الأستاذ الحكيم،
وبعضهم جعل من مثل هذا
اللوي لعنق التاريخ والخلط لأوراقه ببعضها البعض , وغلطها أطروحات حصلوا
من ورائها على شهادة الماجستير والدكتوراه...
فأذكر بأنني قرأت
دراسة بالعراق ١٩٧٨ يثبت فيها صاحبها بأن قدماء المصريين (فراعنة) أصلهم عرب !!
وليس هذا بالبعيد..
فمن المحتمل أن عبقرية
الأنسان العربي الفذ المبدع والخلاق المدهش الكريم قد بخلت على بلاده شبه
الجزيرة العربية ببناء ولو هرم صغير أو مسلة ولو بطول مترين فقط
وأثرت بنائها في مصر
(!)
وضنت على بلادها بكل
الإعجازات الحضارية من تحنيط، ومعمار وهندسة وفلك وفنون
و منحتها لمصر فقط ( !
) ليس هذا ببعيد...
كل شيء جائز .. أم لا !؟؟
وليس بعيدا أيضاً أن
تكون الأمة التي أقامت حضارة منذ ٧ ألاف سنة ( الفراعنة ) ترجع لغتهم ل الأصل , كما زعم الأستاذ
الحكيم.. وغيره - إلى لغة أمة
أخرى لم يعثر لها على أي ذكر قبل الألف الأول قبل الميلاد : أمة العرب . لا بتاريخ دونته تلك
الأمة ولا في التأريخات التي دونتها أية أمة أخرى من الأمم المحيطة بها جغرافيا..
ليس بعيداً !!
على أية حال نقول بأن
مثل تلك الحالة ... حالة مثل هذا الأدعاء.. هي من أهم أعراض الشخصية والعقلية
العربية
تلك الشخصية والعقلية
التي لو درسناها قديما من واقع التاريخ والشعر الذي هو ديوان العرب , أو درسناها
الأن على الطبيعة لوجدنا انها تتميز - أو تعاني بمعنى أصح
- من نزعة نحو التقاط
صفات الغير , ليس فحسب وإنما ممتلكاته أيضاً..
وهذا معروف منذ أن
كانت القبائل العربية قبل التاريخ الهجري
تغير علي بعضها البعض
لتنهب وتسلب أموال وأعراض !
والشخصية والعقلية
العربية عقلية مهووسة أيضا بالمجد
ويرجع هذا الهوس إلى
أن العرب كأمة يعانون بالنسبة لمن حولهم من الأمم المحيطة بهم - فرس أو رومان وغيرهم.. - 1
من الاحساس بالضعة
وقلة الشأن بين تلك الأمم المتحضرة
وأهم المظاهر الداله
على ذلك عند الشخصية العربية قديما
جامع عمرو بن العاص
الذي لو زرناه للاحظنا شيئاً عجيباً..
أعمدة الجامع غير
متشابهة
بل مختلفة اختلافا
يفضح كيف انها أخذت من المعابد الفرعونية والرومانية القديمة ليبني بها مسجدا يسمى
بأسم عمرو بن العاص،
ويعد ذلك في منطق
العرب شاهدا على عظمة حضارة عربية
هذا عن العقليه
العربية قديماً
أما حديثاً
فإن العرب يقيمون ما
يسمونه مصانع يجلبون إليها أجزاء المعدات المصنعة في بلاد الصناعة الحقة - بالغرب
- ويقومون بمجرد تجميعها ويقولون بكل بساطة ومغالطة
هي مشروعة وبريئة بحكم
الطبع والتعود
انهم يمتلكون مصانع
لصناعة السيارات – مثلاً - ..
وكذلك يستأجرون
الخبراء الأجانب لبناء الصروح الضخمة من مطارات
وجامعات ومستشفيات
ويزعمون بأنهم بذلك قد لحقوا بالحضارة الحديثة بينما هم اشتروا.. ليستهلكوا. ما لا
يستطيعون عمله وحدهم..
هذا عن المغالطة ..
اما عن التبجح .. "معذرة" لهذا
اللفظ إذا لم أجد أرق أو أدق منه_ فإنه عندما يقال : إنكم العرب تعيشون عالة على
الدول الغربية المتحضرة
فأنهم يقولون بشيء هو
مزيج من البجاحة والبلاهة : لقد سخرهم الله لنا .. !
أما عندما يهزمون
ويضربون بقنابل وأسلحة الغرب التي لا يعرفون كيف يصنعون مثلها
فإنهم يبررون ذلك
تبريرا يدعو إلى الرثاء بالرغم من أنهم لم يهزموا لجهلهم بعلم وتكنولوجيا التصنيع
وإنما لتركهم سلاحا
كان كفيلاً بنصرهم فيما لو تمسكوا به وهذا السلاح اسمه : سلاح الإيمان
فإن أجبتهم بأن القتال
له أسلحة أخرى
اتهموك بالكفر
والإلحاد
فإن سألتهم : إذن
لماذا تركتهم سلاح الإيمان؟
قالو : لقلة إيماننا
فتسألهم : فلماذا القلة
في إيمانكم؟
قالوا : لابتعادنا عن
الدين
فتسألهم : ولماذا
الابتعاد عن الدين ؟
قالوا : غضب من الله
علينا
فتسألهم : ولماذا يغضب
عليكم؟
قالوا : لابتعادنا عن
الدين
فتسألهم : ولماذا
الإبتعاد عن الدين إذن؟
... فتجدهم هنا
يقلبون أكفهم ويهزون رؤوسهم ويمصمصون شفاهم دون إجابة
ومن أعراض الشخصية
والعقلية العربية أيضاً
مقدرة فطرية غريبة على
استخدام المؤثرات النفسية لإبخاس شأن النفائس او لإعلاء شأن الخبائث
- حسب اللزوم
-
.. وكذلك لنفي
حقائق ساطعة كالشمس أو لتلميع أكاذيب سوداء كسواد الليل
- حسب اللزوم
أيضاً -
ومن أقرب الأمثلة
الحية لتلك الحالة..
حالة ذلك المسئول
العربي الذي لايزال حتى هذه اللحظة مُصراً على أنه قد أنتصر في مهلكة المهالك التي
يسميها هو « أم المعارك » بل ويحتفل بذكرى انتصاره المزعوم هذا كما يحتفل زعيم
عربي أخر بأنتصاره علي ... امريكا بعد أن ضربته بالطائرات وقتلت ابنته وكاد أن
يقتل هو أيضاً .. فأعتبر ذلك نصراً يحتفل به بالرغم من أنه لم يسقط ولو طائرة واحدة لأمريكا..
وأضاف اسم العظمى إلى
الأسم الرسمي لبلده..
لأنه هو وبلده ضُرب من
دولة عظمي.!
ونسأل الزعيم صاحب
مهلكة
( أم المعارك ) كيف تعد نفسك
منتصراً وتحتفل بالانتصار بينما وطنك قد تمزق وتحتفل بالانتصار بينما وطنك وقد
تمزق وتجزأ ، وبلدك محجور عليه دوليا وشعبك جائع بسبب الحصار المفروض على وطنك؟
فنجد عنده حجحاً وأدلة
وبراهين على النصر هي مقنعه جدا بالنسبة له
ونسأل الزعيم العربي
الأخر كيف تصبح بلدك عظمي بعد أن ضربتها أمريكا !؟ ( الجماهيرية الليبية العظمي ,
والقذافي )
وبدون أن تكون قادراً
على رد الضربة او حتى منعها؟
فنجد عنده أدلة كثيرة
وحججاً وبراهين هي مقنعة جدا بالنسبه له
ونسأل المفكر العربي
الفذ سليمان الحكيم
كيف تكون لغة حضارة
لها علم خاص باسمها اسمه « علم المصريات » ولغتها هي من أقدم لغات الجنس البشري
وكذلك كتابتها..
فكيف تكون مأخوذة عن
قومية أخرى - العربية - وهي قومية حديثة النشأة ولا عندها أية شهادات من التاريخ
او وثائق من علم الأثار تدل على ذلك حيث لا أثار ببلاد تلك القومية - شبه الجزيرة العربية
-
اللهم إلا أثار أقدم
البعير والخيل.. والليل والبيداء تعرفني
فيجيب المفكر العربي
الأصيل الحكيم بحجج ومنطق وبأدلة هي مقنعة جدا بالنسبة له
و قديماً قال شاعر
عربي
والشعراء العرب كانوا
في مكانة المتحدث الرسمي أو وزير الإعلام حالياً :
نحن إذا بلغ الفطام
منا رضيع..
تخر له الجبابرة ساجدينا
!!
تصورا !! ؟؟
هذا الكلام الأجوف
الفارغ..
كلام لا رأس له ولا
ذنب..
كلام عرب.. كذب اشر..
هذا قيل قديما بلسان
عربي..
أما حديثاً..
في عصرنا هذا فقد قال
زعيم عربي آخر كان شديد الفخر بعروبته :
«سأدمر إسرائيل
ومن هم وراء إسرائيل »
ويعلم الجميع - وهو
أيضا - بأن من وراء إسرائيل هي أمريكا ولديها أسلحة تكفي لتدمير العالم كله عدة
مرات وهو لا يملك مثل هذه الأسلحة بأي قدر..
فانظروا معي هذا
الكلام الأجوف الفارغ والكذب والأشر
أنه هو هو نفس الكلام
الفارغ للشاعر العربي القديم منذ قبل التاريخ الهجري ولم يتغير شيئاً
وكانت نتيجة هذا
الكلام الفارغ تسبب هذا الزعيم في قتل وجرح وأسر وفقد ٢٥ ألفاً من خيرة شباب بلده
فضلاً على فقد جزء غال وعزيز من أرض وطنه ولم يسترد إلا بعد سنوات طويلة وبشروط
مذلة وإحتاج لحرب أخرى لزوم استرداده !!
والآن.. اليوم عندما يقول المفكر العربي اللوذعي " سليمان
الحكيم " أن « الفراعنة أصلهم عرب » وبعد أن يتجاسر على معلم عظيم وعالم جليل مثل د.
لويس عوض
لماذا يندهش البعض !؟
فهل قوله هذا أعجب من
العربي القديم القائل بأن الرضيع من قبيلته تخر له الجبابرة ساجدينا بمجرد أن
يفطم؟ (!)
أو قوله هذا أعجب من قول زعيم عربي لدولة فقيرة
ومتخلفة - من العالم الثالث - بأنه سيدمر الدولة التي تستطيع أن تدمر الكره
الأرضية وعدة كرات أرضية أخرى قريبة منها أو بعيدة عنها !؟
قواك الله ياعم سليمان
يا حكيم . ووفقك وأمد لنا في عمرك... وأبقاك ذخراً للعروبة ..
---
إنني بكلماتي تلك لا
أعلن عدائي للعرب ولا أعلن عن نقمتي على العروبة
- كما سيؤول
البعض كلامي بالتأكيد -
كلا..
وإنما أعلن عدائي كله
ونقمتي كلها على منهج وسلوك غير صحيح
وعلى حالة غير صحية..
و حيثما كان هذا
المنهج وأينما كان هذا السلوك وتلك الحالة المرضية وسواء كانت في العرب أو في
العجم أو في البربر أو حتى في الأنجلو ساسكون.
=========
تعليقات
إرسال تعليق