من الارشيف - لا أحب البيعة
لا أحب البيعة
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن 2005 / 6 / 21
نشر للمرة الأولي بالقاهرة عام 1999
لا أحب البيعة
تأليف : صلاح الدين محسن
هذا هو نص الكتاب الحقيقي ( لا أحب البيعة ) الذي بسببه تمت محاكمة الكاتب المصري / صلاح الدين محسن – عضو اتحاد كتاب مصر - وسجنه 3 سنوات بتهمة أخري ..! ، الكتاب صدر عام 1999 ضد هوجة مبايعة الرئيس مبارك لتجديد فترة رئاسية أخري ، مطالبا بالديموقراطية وتداول السلطة ... وعلي الفور قامت السلطات بالبحث عن المؤلف ، والتربص به لسجنه ، وفضلوا أن يكون ذلك في كتاب آخر ، وموضوع آخر ..، وبالفعل قبضوا عليه في أوائل عام 2000 ، وبقي في السجن حتي عام 2003 بتهمة ازدراء الدين الاسلامي - عن كتابه " ارتعاشات تنويرية " - ، بينما السبب الحقيقي هو هذا الكتيب الصغير .. ولأنه طالب بالديموقراطية!!
ولكي لا تبدو ضد الديموقراطية ولا ضد المطالبين بها..!! وذلك لكي تبدو السلطة هي المدافع عن الدين ، الغيور عليه.. ! ،
=============
نص الكتاب :
تمهيد : نحن نحب الوطن الذي أحبه حسني مبارك ، وخرج ليفتديه بروحه وحياته يوم العبور في 6 أكتوبر
1973 ، حيث قاد نسور الجو وطار بهم في السماء ليعيد الأرض السليبة الي الوطن الغالي . وهذا النوع الجبار من البطولة نحن لا نقدر عليه ، وكذلك هذا القدر من التضحية .. فتري هل نبخل علي الوطن العزيز بأبسط عطاء وهو : كلمة صدق لوجه الوطن حول هوجة البيعة .. ، كلمة حق لا رياء فيها ولا نفاق .. لا نعادي فيها أحدا ولا نجامل بها أحدا وانما وحسب غايتنا هي رفعة مصر وعزتها وتقدمها للأمام لأجل حياة كريمة لأبنائها ولأجل مستقبل مصر ، لأولادنا وللأجيال القادمة بعدنا ..( المؤلف)
أحب مبارك ولا أحب البيعة :
لا خلاف حول وطنية وفدائية الرئيس مبارك .. ولا جدال حول حبه لمصر ورغبته الصادقة في رخائها
ورفعتها , ولا خلاف حول كونه بطلا من أبطال مصر العظام الذين نفخر بهم .. ولكن ما ذا عن البيعة ؟!! تلك الهوجة التي يحضر لها البعض ..عفوا .. ليس البعض - مع الأسف الشديد - ، وانما الكثيرون ..! وقبل ميعاد الانتخابات الرئاسية بوقت كبير ! ان ما يحدث حول " مولد " البيعة شيء غريب .. ليس بالغريب وحسب وانما هو مثير للعجب فعلا ... أن تقوم كل تلك الضجة حول البيعة ، وتجند لها كل أجهزة الاعلام من صحافة واذاعة وتليفزيون ، ويشترك فيها كل الكتاب مؤيدين البيعة داعين الي المسارعة بتقديمها دونما ابطاء .. كل هذا يحدث بينما لا يوجد أي دليل علي وجود نية لدي أحد من ال 62 مليون مواطن علي ترشيح نفسه منافسا للرئيس الحالي - مبارك - .. وطالما الأمر كذلك .. فتري : لماذا الهوجة ..؟! ، أمر يدعو للعجب .. ان أحدا لن يرشح نفسه منافسا لمبارك وكما تعودنا من 50 سنة أي منذ قيامث ثورة 1952 ( المباركة .. ) تعودنا علي أنه لا أحد يجرؤ علي ترشيح نفسه أمام الجالس علي كرسي السلطة ، ومن يرشح نفسه – وكان هذا نادرا جدا أن يحدث – فانه( ....) ولا أحد يعلم بأمر ترشيحه هذا .. ولذلك فالمصريون كلهم تقريبا لا يذكرون اسم شخص واحد أقدم علي تلك الفعلة التي لا جدوي من ورائها بالتأكيد .. فما هو الداعي لتلك الهوجة ؟! وما سببها ؟! ولكننا نعود فنقول : ما هو مبرر العجب في أن يحدث ذلك الفرح وتلك الزفة مع الرئيس مبارك بمناسبة قرب انتهاء مدة رئاسته؟!
لا عجب فقد عودنا " كدابين الزفة ، وكل زفة " علي ذلك طوال 50 سنة
وعندما نجا الرئيس مبارك من محاولة اغتياله الآثمة باثيوبيا منذ سنوات حدث بمصر شيء غريب لعل العالم كله كان مذهولا من غرابته وربما كان في حالة ضحك أسود .. فما حدث عندنا علي أيادي " كدابين الزفة " وكل زفة هو أن استمرت أكبر صحف الدولة علي الاطلاق وأكثرها انتشارا - وكذلك باقي الصحف الحكومية الكبري وعدد من صحف ما يسمي بالمعارضة ولمدة تزيد عن الاسبوع لا تقدم شيئا لقرائها مقابل ما يدفعونه كثمن للجريدة .. كلا وانما كانت تقدم كامل صفحاتها من الغلاف للغلاف لاعلانات التهاني بنجاة الرئيس مبارك .. وفي الوقت نفسه وبالرغم من أن المعلنين دفعوا ثمن الجريدة بالكامل ، الا أن الجريدة كانت تباع أيضا - مرة أخري للقراء – رغم خلوها من أية مادة أخري علي الاطلاق .. وكان من يتصفح اعلانات التهاني وقتذاك يجد أن غالبيتها دفع ثمنها نقابات عمالية - من دم وعرق العمال الفقراء – أو شركات حكومية أيضا علي حساب الحكومة .. أو رجال أعمال يعلنون عن أنفسهم وعن شركاتهم – ويضربون عصفورين بحجر واحد – تهاني واعلان في نفس الوقت ..!! وراح شرر اعلانات التهاني يزداد حتي أصبح حريقا هائلا شمل اناسا وجهات لا تخطر علي البال .. وكان واضحا جدا أن هؤلاء الأشخاص وتلك الجهات أحسوا بأنه من لم يسارع بعمل اعلان تهاني بنجاة الرئيس وتأييد لسياسته ، قد يتهم بأنه متواطيئ مع الارهابيين الذين حاولوا قتل الرئيس أو متعاطف معهم لذا فقد كان علي الجميع أن يسارع بعمل اعلان تهاني ليبريء نفسه ويبتعد عن الشبهات ..!! ووقتها رسم أحد فناني الكاريكاتير باحدي المجلات - لعلها روز اليوسف – كاريكاتيرا كان بليغا للغاية في تعبيره عن المأساة الملهاة .. اذ تصادف أن حادث محاولة اغتيال مبارك باثيوبيا توافق مع وقت وقوع كارثة بالصعيد بمصر .. سيول جارفة لم يتخذ المسئولون احتياطاتهم لمواجهتها ..رغم تكرار حدوثها مما تسبب في تشريد أهالي العديد من القري وسقوط منازلهم وهلاك ممتلكاتهم وسكنهم في العراء ، وكان الكاريكاتير كالآتي : أحد المسئولين " كدابين الزفة " بالصعيد .. يحمل علي يديه وعاءا كبيرا وضع فوقه تلا عاليا من رزم الأوراق النقدية ويسير بها بالشارع ، فيسأله أحد المواطنين : دي مساعدات لمنكوبي السيول ؟ فيرد عليه باستنكار : سيول أيه ؟!! احنا رايحين القاهرة نعمل اعلانات تهاني بنجاة الرئيس .. فتري : هل يرضي ذلك الرئيس مبارك ؟؟!! لا أعتقد أنه يرضيه أبدا ..
أما الشيء الذي يدعونا لألا نعجب من ذلك ولا نستغرب فهو : أن تلك الهوجة هكذا كان يفعلها ( الفعلة القدامي ) لعبد الناصر .. وهكذا كانوا يفعلون نفس الهوجة للرئيس السادات ( عليهما الرحمة ) .. وهكذا هم أنفسهم ( نفس الفعلة وتلاميذهم ) مع الرئيس مبارك ، وهكذا تعودنا من هؤلاء و وغيرهم علي تلك الهوجة وعلي ذلك " المولد " ومنذ 50 سنة مضت حتي الآن . .. زفة ومولد بكافة أجهزة الاعلام وصخب لا نظير له بشكل لا يملك أي من أبناء الشعب المصري سوي أن يجد نفسه بلا وعي ماشيا في الزفة .. يهلل مع من يهللون ويزغرد مع من يزغردون لعرس اسمه " البيعة " أو يطبل مع من يطبلون ويردد كما الببغاء كلمات وجمل وعبارات حفظها كل الشعب من كثرة ترديدها بكل وسائل الاعلام ليلا ونهارا علي مسامع الناس ، ولا يملك أحد من أفراد الشعب المصري كله اذا ما طلب منه فجأة أن يدلي برأيه في الرئيس فلان ( سواء كان عبد الناصر أو السادات أو مبارك ) سوي أن يكرر بحماس وبتمثيل أتقنه الجميع ما يسمعه ليلا ونهارا بالاذاعة والتليفزيون ويقرأه بالصحف والمجلات .. وماذا بوسعه أن يفعل أي انسان وجد نفسه فجأة وسط فرح من الأفرا ح .. طبل وزمر وتصفيق ..؟! هل يجلس دونا عن كل الناس ويضع يده فوق خده ؟! هل سيسأل هو وسط الهوجة والفرح وضجته : لماذا الفرح أصلا طالما أن العريس متزوج من العروس منذ سنوات عديدة ولا أحد ينازعه فيها ..؟! بالطبع سؤال لا يليق بالأفراح .. اذ لا وقت بالأ فراح لتوجيه الأسئلة ولا وقت للآجابة عليها اذا ما وجهت .. وانما التصرف التلقائي هو الرقص مع من يرقصون أو التصفيق مع من يصفقون والغناء مع من يغنون وهكذا بالفعل يكون رد فعل الجميع !! ولكن من يعرف التاريخ غير الشريف ل " كدابين الزفة " الذين يقفون خلف تلك الزفة العجيبة فانه لن يعجب مثلما يعجب أبناءالشعوب لأخري التي يندر ألا يتعرض حاكما رئيسا كان أم ملكا لمثل تلك المحاولة التي جرت لاغتيال الرئيس مبارك باثيوبيا .. وكل شعب لابد وأنه يبتهج لنجاة رئيسه ولكن لا يمكن أن تحدث مثل تلك الزفة التي يقيمها عندنا بمصر " كدابين الزفة " لأن كدابي الزفة عندنا بمصر لا مثيل لهم بأي من دول العالم ولا ينفرد بهذا العار سوي بلدنا مصر – مع الأسف الشديد - !! نقول بأن من يحفظ التاريخ الأغبر لكدابي الزفة لابد وأنه سوف يتذكر أنه فور وقوع النكسة في 1967التي راح ضحيتها 25 ألف قتيل وجريح وأسير ومفقود من خيرة شباب مصر واحتلال سيناء كلها .. وأعلن عبد الناصرتنحيه
حينها وجد الشرفاء في مصر ألسنتهم قد انعقدت من الذهول وأصابهم الوجوم .. أما " كدابين الزفة " فهم فصحاء في كل الحالات .. وجاهزون دائما حتي في أحلك الظروف والمحن التي تحط فوق رأس الوطن .. جاهزون دائما لعمل زفة لأي حاكم .. زفة ما بعدها زفة .. وقبل أن يخرج انسان واحد شريف الي الشارع .. وقبل أن يفيق ولو مواطن واحد مصري شريف ليخرج الي الشارع هاتفا بضرورة محاكمة المسئولين عن الكارثة وشنقهم بميدان عام .. كان " كدابين الزفة " علي أهبة الاستعداد وسبقوا الجميع في الخروج الي الشوارع وحشدوا وراءهم من حشدوا ليس للمطالبة بالقصاص ممن تسبب في اهدار دم الشهداءوانما ليطالبوا بطل النكسة بالبقاء علي قمة السلطة ويهتفوا بحياته !! وبالطبع فلسفوا فعلتهم كالعادة بالقول بأن ذلك ليس لأجل عبد الناصر وانما للوطن ..!! ملحوظة: من المعروف أنه منذ عهد عبد الناصر كان " كدابين الزفة " يخرجون عمال مصانع القطاع العام من الوردية ليصقفوا للرئيس بالمطار عند عودته من السفر أو عند استقباله لأحد الضيوف الأجانب أو توديعه وكان المقابل هو 15 قرشا ، ثم زيدت الي 25 قرشا – ربع جنيه – بالاضافة الي وجبة غذائية يفرح بها العمال الفقراء .. ولذلك كان من السهل جدا علي " كدابين الزفة " أن يحشدوا مئات الآلاف بتلك الطريقة السهلة وقتما يشاءون .. والعامل الفقير كان مستعدا للفسحة و" الهيصة " وأخذ الرب جنيه والوجبة الغذائية ، ويهتف لأي زائر سواء كان هو الملك حسين – عليه الرحمة – أو أحمد بن بيلا المناضل الجزائري وبطل التحرير ..!! ويكون الاستقبال الحار دائما منسوبا لمصر كلها ولشعب مصر كله..!! وقد يدهش جيل الشباب الآن والذين لم يعاصروا تلك الأيام - نكسة 1967 – اذا عرفوا أن الزفة التي أقامها " كدابين الزفة – " لبطل النكسة ليطالبوه بالبقاء علي قمة البلد الذي حل عليه الدمار والخراب ويعدونه بفدائه بالروح والدم .. كانت هذه الزفة أكبر بكثير جدا من الزفة التي يقيمونها الآن للرئيس مبارك لأجل البيعة لفترة رئاسة أخري ..!!
ولا ينسي أيضا من يحفظون تاريخ " كدابين الزفة " أنهم فعلوا في عهد الرئيس السادات - عليه الرحمة – ما جعل الدنيا كلها تقف مذهولة مما يحدث بمصر ونسب ظلما الي الشعب المصري بينما الفاعل هو" كدابين الزفة " الذين ابتليت بهم مصر .. لقد فعلوا شيئا ينطق بنفسه بقول المتنبي : وكم بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء (! ) .. اذ دعا الرئيس السادات الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون لزيارة مصر .. وكانت دعوة غريبة لرئيس أمريكي مفضوح في بلده وقتذاك بالفضيحة الشهيرة " ووترجيت " وكان جاري التحقيق معه تمهيدا لعزله أو اجباره علي تقديم استقالته بسبب تورطه في تلك الفضيحة .. .. أما الفضيحة التي فاقت فضيحة نيكسو فهي أن " كدابين الزفة في مصر " في عهد السادات كعادتهم في التطبيل والتزمير والرقص لكل ضيف يستضيفه الرئيس – أي رئيس - .. قاموا بحشد الآلاف المؤلفة علي الطريقة سالفة الذكر ليهتفوا بحياة الرئيس الضيف المفضوح في بلده والمرشح للعزل .. واستقبلوه بحفاوة - تمثيلية- أسطورية أذهلت الرئيس نيكسون نفسه حيث لم يكن لها أدني مبرر أو سبب .. وأضحكت العالم كله وأبكته فشر البلية ما يضحك .. وأثبتوا أن مقولة المتنبي عن مصر والمضحكات المبكيات بها لا زالت مقولة حية بالرغم من أنها قد مضي عليها ألف عام !!
هل تراجع الرئيس مبارك عن وعده ؟! : في أول خطاب له بعد توليه مسئولية الرئاسة أكد مبارك علي شيء هام يدل علي أنه رجل ديموقراطي و انه يريد الخير لمصر وشعبها ويريد أن يرسي تقليدا حميدا لمصر والمنطقة كلها هي في أشد الحاجة اليه .. أكد مبارك ووعد بأنه لن يجدد مدة الرئاسة مرة أخري .. فلماذا ؟ّ لأنه حينها يعرف بأنه لا تقدم ولا خير لمصر الابالديموقراطية ، وانه لا ديموقراطية ببقاء فرد واحد علي رأس السلطة بدعوي أو بأخري ، بزعم أو بآخر ..ولا يترك السلطة الا مقتولا كما حدث مع الرئيس السادات - عليه الرحمة أو ميتا كما حدث مع عبد الناصر الذي قيل أنه مات مسموما .. فلماذا يا تري لم يف مبارك بوعده ليرسي مبدأ ديمقراطيا أصيلا ، مصر في حاجة اليه بل والمنطقة كلها التي تتطلع لمصر سواء في الديكتاتورية أو في التمثيل علي الديموقراطية تمثيلا .. أو أي شيء يحدث في مصر .. فهي قدوة لمعظم دول المنطقة ؟!
السبب هو : " كدابين الزفة " فهؤلاء لديهم القدرة علي افساد أي حاكم أو حتي ملاك يأتي من السماء ويجلس علي كرسي الرئاسة .. ومهما كانت عفة ونزاهة هذا الملاك ..! .. .. راح هؤلاء الكذابون يفعلون أفاعيلهم مع كل رئيس بالقول : الشعب بيحبك يا ريس ..أنت الضمان الوحيد لمضي المسيرة.. أنت الضمان الوحيد لمضي الاستقرار ... أنت الضمان الوحيد للأمن والأمان في مصر ..!! ..!! عصرك هو عصر الانجازات والشعب يريد لتلك الانجازات أن تكتمل وتستمر في عصرك .. عصرك يا ريس عصر رخاء لمصر ولشعبها والشعب يريدك لأجل الرخاء .. .. وهكذا يقولون لكل رئيس ويدبجون له الأغاني .. فتري أي ملا ك من المكن أن يسمع تلك الاسطوانات والأغاني دون أن يتغير ودون أن ينسي وعده بسبب هؤلاء الفاسدون المفسدون ؟!! فمن هم الذين يقفون وراء الزفة أو الهوجة المسماة ب " البيعة " ؟! الجواب هو : صحفي يطمع في أن يرقي لمنصب رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها .. رئيس مجلس ادارة جريدة يحلم بمنصب وزير أو نقيب للصحفيين .. مذيع مشتاق لمنصب رئيس لاحدي قنوات التليفزيون ..رئيس قناة تليفزيونية يحلم بمنصب رئيس التليفزيون كله .. مسئول يشغل نفسه بحلم رئاسة الوزارة في أول تغيير وزاري . رئيس لجنة نقابية يرسم علي منصب رئيس اتحاد النقابات .. نقابي كبير يذوب توقا لمنصب وزير القوي العاملة .. صاحب شركة مقاولات له مصلحة شخصية في استمرارشخصية سياسية معينة واستمرار مؤسسة الرئاسة دون تغيير لاعتماده علي تلك الشخصية في مصالحه الخاصة غير المشروعة ..صاحب مجموعة شركات أقامها جميعها بأموال البنوك - بدون ضمانات – ويري أن وضعه هشا بدون وجود شخصيات معينة في السلطة سترا لأوضاعه غير الصحيحة ، وأن بقاء تلك الشخصية في موقعها رهن بقاء مؤسسة الرئاسة والرئيس في السلطة .. محافظ أو رئيس مجلس مدينة يهمه الاستمرار في منصبه لأطول مدة ممكنة لغرض في نفس يعقوب .. ويري أن أقرب الطرق لاستمراره هو استمراررئيس الجمهورية أيا كان اسمه في منصبه – لكون مؤسسة الرئاسة هي عبارة عن شبكة ، عصابة تجمع أفرادها مصالح مشتركة ، غير مشروعة بالطبع وتتعارض مع صالح مصر والشعب المصري والا لأمكن لهؤلاْ البقاء في ظل وجود أي رئيس .... ... فيشارك بكل همة في هوجة وزفة البيعة ، لكي يلعب مع مؤسسة الرئاسة لعبة " شيلني وأشيلك " !.. .. وهكذا وهكذا مضي هؤلاء وأولئك في لعبتهم الرخيصة لأجل مصالحهم وضد مصالح الوطن حتي نسي الرئيس مبارك الوعد العظيم الذي كان قد قطعه علي نفسه في أول خطاب رئاسي بألا يجدد مدة رئاسية أخري ، وأضاعوا علي مصر أكبر فرصة لاقامة ديموقراطية حقيقية ..!
لاترشح نفسك يا مبارك : ليس لأنني أنوي ترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية ..كلا فأنا كاتب لا يعرف سوي في الفكر والقلم وحسب ولن أرشح نغسي في يوم من الأيام ولا حتي لرئاسة مجلس قروي باحدي القري .. فتلك ليست من قدراتي.. ، وأنا لست عضوا بأي حزب
من أحزاب المعارضة .. .. لا ترشح نفسك ولا تنسي وعدك الذي وعدت من قبل لأجل مصر ولأجل مستقبلها الذي لن يزهر الا بديموقراطية حقيقية .. ولا توجد ديموقراطية حقيقية يبقي فيها الرئيس رئيسا مدي الحياة .. وشعب مصر يريد أن يري مرة واحدة – مثل الشعوب المتحضرة - رئبسا واحدا للجمهوريةو يحمل لقب الرئيس السابق .. ويعيش حرا كريما .. فطوال ما يقرب من نصف قرن لم تعرف مصر وشعبها سوي رئيس سايق معتقل - محمد نجيب – رئيس سابق بالموت – عبد الناصر – رئيس سابق بالقتل – السادات - ..!! انني أحبك يا مبارك وأحب مصر أحبك لدرجة أنني أتمني ألا تكون واحدا من الرؤساء الثلآثة السابقين .. لا الرئيس المعتقل ولا الرئيس المسموم ولا الرئيس المقتول الراحل .. وانما أحب أن أراك وأنت بكامل صحتك وعافيتك تحمل لقب الرئيس السابق .. وأقابلك فجأة بأحد الشوارع تنزل من سيارتك فأقبل عليك وأصفق لك أنا وعشرة مواطنين فقط يتصادف وجودهم ونصافحك بحب بلا أدني هدف أو أية مصلحة سوي حبنا لشخصك فقط .. جرب ذلك يا سيادة الرئيس وسوف تتأكد من أن تصفيق 5 أو 10 أفراد فقط لك واقبالهم عليك لمصافحتك وأنت خارج السلطة يفوق بكثير تصفيق مئات الآلاف وهتافهم لك لأنك علي رأس السلطة ..
نماذج من الأصوات العالية الداعية للبيعة : هذان مجرد نموذجان وحسب وما أكثر النماذج .. وهما صدرا في يوم واحد وجريدة واحدة هي احدي كبريات جرائد الدولة – أخبار اليوم - في 8/5/1999 .. الأول : ما كتبه الأستاذ محمود السعدني - مع شديد الأسف - والذي يقول مخاطبا الرئيس مبارك " فأنت الضمان الوحيد لنضمن العيش بهدؤ حتي نهاية العمر " فهل هذا معقول يا عم محمود ؟ 62 مليون تعداد مصر .. أمة خرج منها فاروق الباز ، مجدي يعقوب ، اسماعيل سراج الدين ، أحمد زويل ، نجيب محفوظ ، رانيا علواني ، أحمد برادة و.. محمود السعدني أيضا .. وغيرهم وغيرهم .. هل يعقل يا عم محمود .. ألا تستطيع أن تنجب مثل تلك الأمة التي أنجبت أمثال هؤلاء سوي واحد فقط في السياسة هو الوحيد الذي يضمن لك العيش بهدؤ حتي نهاية العمر .. هل يعقل مثل هذا الكلام ؟!! وتحت أي بند يمكننا أن نضع مثل هذا الكلام الغريب وغير الصادق وغير الصحيح ؟!! اختر أنت بنفسك يا عم محمود البند ..وهل يمكن أن يصدر هذا الكلام عن الولد الشقي صاحب النضال الطويل بالقلم وبعد الشيبة ؟ وبعد هذا العمر ؟!
نقول للأستاذ محمود السعدني الذي نحبه .. وكلنا أسف : حتي أنت يا بروتس ؟!!
النموذج الثاني : كلنا يذكر حادث الاعتداء علي الكاتب الصحفي جمال بدوي وقت أن كان رئيسا لتحرير جريدة الوفد لسان حال حزب الوفد ، ونقل علي اثر هذا الحاث الي المستشفي حسبما علمنا ، وكاد أن يفقد حياته بعد الضرب المبرح الذي تعرض له .. واستنكر الكتاب بمختلف الصحف هذا الحادث وتساءلوا بارتياب عمن يكون وراءه ؟ ونشر الاجابة علي هذا السؤال الأستاذ جمال الغيطاني ب أخبار الأدب التي يرأس تحريرها وذلك عندما ذكر واقعة تهديد حدثت أمامه للأستاذ جمال بدوي من مسئول كبير جدا (!) بسبب مقال نشره بدوي ولم يعجب هذا المسئول الكبير جدا .. والآن لننظر ما يقول الأستاذ جمال بدوي الذي ترك جريدة الوفد ويعمل الآن كاتب بجريدة أخبار اليوم الأسبوعية - الحكومية ..! - يقول عن البيعة بالعدد الصادر يوم 8/5/99 " ستظل حرية الكلمة أبرز ملامح عصرمبارك ... ، ولا أعتقد أن عهدا نعمت فيه الصحافة بحرية التعبير كما هي الآن نراها بالصحف القومية والحزبية والمعارضة والمستقلة علي السواء " .. !! .. هذان مجرد مثالين .. فما أكثر الأمثلة .. وبالنسبةللأستاذ جمال بدوي نقول له : لماذا لا تحسن الظن بذاكرة القراء ..، وتعتقد أنهم مصابون بداء سرعة النسيان ؟ أم أنك أنت السريع النسيان لأن قلبك أبيض ؟!! و.. نهارك أبيض كمان .. صحيح أكل العيش مر .. .. أما أظرف من كتبوا في مولد " زفة البيعة " وأخفهم دما والذي ابتكر طريقة جديدة تماما في كتابته تتسم بالفنية اذ كتب عنوان مقاله كالآتي وبالبنط العريض : " أنا لا أنافق رئيس الجمهورية " ثم بدأ مقاله بدباجة طويلة هاجم فيها النفاق وأهله بوصفه خلق زنيم وأشاد بالصراحة والصدق والأمانة في الكلمة التي تحفظ للانسان كرامته واعتداده بنفسه وذكر كيف انه يعتذر عن المقابلات الاذاعية والتليفزيونية التي يشاع فيها النفاق لرئيس الجمهورية وهذا ما تأباه كرامته .. و..و الخ ، ثم أنهي كلامه بالكلمات الآتية : " أنا شخصيا فخور جدا برئيس بلدي وفخور بأعماله وانجازاته ولا أكون مبالغا اذا قلت انني أشفق علي القيادات التي تعمل معه كلما شاهدتهم بالتليفزيون وهم يرافقونه في زياراته للمشروعات العملاقة وعلامات الارهاق والتعب تبدو علي وجوههم ويسيرون الي جواره وهم يلهثون " تعليق لنا : هل يقصد الكاتب أنه يجب تغييرهم بقيادات أكثر شبابا ؟ ويضيف الكاتب " يزداد اشفاقي عليهم وفي نفس الوقت أري علي وجه الرئيس ابتسامة تنم علي السعادة والثقة والتصميم فيرتفع دعائي الي السماء أن يحفظه ويديم عليه الصحة واللهم لا حسد " .. !! فما رأيكم الأسلوب والتكتيك الفني الجديد الذي اهتدي اليه الكاتب الأستاذ " سمير عبد القادر " ونشر بيوميات الأخبار بجريدة الأخبار 10/5/1999 وفي نفس الصفحة نشر كاريكاتير من صنع الفنانين العملاقين مصطفي حسين وأحمد رجب .. الكاريكاتير يكشف كيفية استخدام الدجالين والنصابين للدين لأجل خداع الشعب والنصب عليه في عمل الأحجبة واطلاق البخور ،وفي تأسيس شركات أو بنوك تحمل أسماء دينية يخدعون بها الناس مستغلين العاطفه الدينية المشبوبة لدي المصريين وكذلك استخدم " كدابي الزفة " تعبير " البيعة " لاضفاء طابع ديني علي زفة النفاق والرياء التي يمارسونها أمام كل حاكم لأجل تحقيق مصالحهم الشخصية من خلال الحاكم - أو من وراء ظهره - الذين يتقربون اليه بعمل زفة كبيرة كلما قرب ميعاد انتخابات الرئاسة ، وباستخدام لفظ " البيعة " يتذكر المواطنون الطيبون نصوصا دينية مثل " ان الذين يبايعونك تحت الشجرة .." نص قرآني فينزل عليهم الخشوع والتسليم ..! وكذلك يتذكرون بيعة الخلافة لأبي بكر الصديق - فتلتبس علي الناس أمور الدين بأمور الدنيا وكذلك الأشخاص والتواريخ .. فلا يشعرون سوي بحالة من الاستسلام لأحاديث البيعة .. آية البيعة.. طالما أن العاطفة الدينية قد لبستها ..!
البيعة - والشوري – ؟ أم الديموقراطية ؟؟ :
الديموقراطية - الحقيقية وليست المزيفة – الفعلية وليست الممثلة تمثيلا علي خشبة المسرح السياسي .. هي الحل الوسط الذي توصلت اليه الشعوب المتحضرة لتجنب الحروب الأهلية عند الاختلاف علي السلطة والصراع حولها والخلاف علي من الذي يمسك بدفتها .. فالديموقراطية تقضي بأنه في حالة اختلاف الزعماء والقادة السياسيين فان عليهم اللجوء الي الانتخابات العامة والذي يفوز بالأغلبية ولو بفارق صوت واحد فعلي الآخر أن ينحني لحكم الأغلبية بأدب ويتقدم بروح رياضية الي خصمه ليصافحه ويهنئه بالفوز .. ثم يقف هو في ناحية المعارضة ليواصل شرح برنامجه وخططه وأهدافه التي ينوي تحقيقها عندما يتسلم السلطة حتي اذا جاء ميعاد انتخابات بعد انتهاء مدة الرئيس الحاكم .. فان الحكم يكون أيضا للأغلبية من أبناء الشعب .. وعلي الرئيس الحاكم أن يدخل الانتخابات بنزاهة وبشرف ويترك الفرصة متاحة تماما أمام منافسيه ليقدموا برامجهم ويعملوا دعاية لأنفسهم بمختلف الطرق المتاحة له .. حتي اذا قالت غالبية الشعب له : لا .. شكرا نكتفي بهذا القدر من حكمك الآن ودعنا نجرب فلانا من المرشحين .. انحني الرئيس الحاكم أمام ارادة الأغلبية بأدب وتحضر وقام من علي كرسي السلطة وصافح خصمه بروح رياضية وقال له مهنئا " تفضل وتسلم السلطة امتثالا لرغبة غالبية الشعب .. .. ألم نر ما فعله " ناتنياهو " الرئيس الاسرائيلي ؟!! ألا نخجل ؟!! ألا نتعلم كيف يكون الحكم وكيف تكون المدنية ؟!! تلك هي الديموقراطية .. فماذا عن البيعة ؟
البيعة نظام بسيط وسهل لأنه ابن عصره حيث كان موجودا من 1400 سنة عند العرب بشبه الجزيرة العربية في بدايات ظهور الاسلام .. وبمقتضي البيعة تم حسم الصراع علي السلطة بعد وفاة النبي محمد -صراع بين الأنصار والمهاجرة – بأن وقف رجل قوي الشخصيةوقال بحسم وحزم لأبي بكر الصديق " اعطني يدك لأبايعك بالخلافة ..فكانت المفاجأة الحاسمة التي جعلت الألسنة تنعقد والتسليم يسود .. كما هو الحال عندما يحسم رجل قوي الشخصية الأمر .. ، ولكن تبقي في النفوس أشياء قد تطفو لتحدث المعارك والحروب وقد تبقي راكدة الي حين وتصادف في تلك الحالة ا، الأمور مرت بسلام الي حد ما ولكن بعدها بسنوات قام صراع آخر بين المسلمين الأوائل – صحابة محمد - علي السلطة بين - كاتب الوحي .. - معاوية .. وامام المتقين .. علي بن أبي طالب (!) وأيامها
لم يكن معروفا سوي البيعة .. ولم تكن الديموقراطية معروفة في ذلك المجتمع لكي تجري انتخابات علي اختيار خليفة .. فان فاز علي بن أبي طالب - مثلا – بفارق صوت واحد – احترم معاوية نتيجة الانتخابات وانحني لرأي الأغلبية .. وكذلك ان فاز معاوية ولو بفارق صوت واحدانحني الامام علي لرأي الغالبية وهنأ معاوية رغم اختلافه معه - حسبما تقضي الديموقراطية – فيتسلم معاوية السلطة وهو يحترم حق علي بن أبي طالب في الدخول ضده في الانتخاباتالقادمة بعد نهاية مدة خلافته .. ويحترم حق منافسيه في أن يكون هو محايدا عند اجراء الانتخابات القادمة وتكون الانتخابات نزيهة ..وبذلك يجنبوا الناس شر القتال .. .. ولكن الديموقراطية لم تكن معروفة في شبه الجزيرة العربية – ولا في العالم كما هي الآن - لذا فقد تولي علي بن أبي طالب الخلافة بالبيعة وحدثت الحرب علي السلطة بينه وبين معاوية تحت حجة أو أخري ثم أوقفوا القتال ولجأوا الي الشوري بعد البيعة بأن جعل كل منهما ممثلا له ليتشاورا في الأمر فكان أن خدع أحدهما الآخر خدعة لا تزال أجراس فضيحتها ترن حتي الآن .. وكانت النتيجة هي مواصلة الحرب .. ليس هذا وحسب وانما ازداد الانقسام بين المسلمين .. فبعد أن كانوا فريقين متحاربين - التقي المؤمنان بسيفهما !! – فاذا بالانقسام قد ازداد وتضاعف ...
وأصبح فريق " الامام علي " 3 أقسام بدلا من قسم واحد : شيعة وخوارج ومعتزلة ..!! والحرب وسفك الدماء التي سالت بين معاوية وعلي .. وكان ضحاياها 10 آلاف قتيل .. لا يزال يجري مثلها الآن بالدول التي لم تعرف الديموقراطية ولو احتكم هؤلاء الي الديموقراطية لما أريقت الدماء ..
حتمية الحروب الأهلية - الظاهرة والخفية ( في حالة غياب الديموقراطية ) :
غياب الديموقراطية بأية دولة من الدول لابد وأن تكون نتيجته الحرب الأهلية .. وهناك نوعان من الحروب الأهلية : حروب أهلية ظاهرة و أخري خفية .. فقد يتصور البعض من أبناء الدول التي لا تعرف الديموقراطبة أو الدول التي تقوم بها ديموقراطية مسرحية ديكورية .. أي تمثيل كاذب .. قد يتصور هؤلاء أن بلادهم في أمن وأمان وأنها بمنأي عن الحروب الأهلية بمعناها الظاهر والمعروف .. بينما تجري بها حربا أهلية أكثر شراسة وضراوة .. خفية .. .. فالدول التي ترتفع بها الأسعار بشكل يثقل كاهل المواطن .. تعيش حربا أهلية.. والضرائب الباهظة للغاية علي شعب من الشعوب هي حرب ... وترميم الكباري بعد بنائها وتسلمها بشهور قليلة وهي تتكلف الملايين : هي حرب أهلية .. وظهور وتفشي ظاهرة اغتصاب النساء وعيش كل مواطن في حالة قلق علي أخته وزوجته وأمه وابنته : حرب أهلية .. وتصدع المساكن قبل أن يسكنها الناس وبعد دفع مقدماتها أو بعد سكنها بشهور قليلة هو : حرب أهلية ... وتفشي ظاهرة الغش الجماعي بالتعليم ابتدا من الابتدائي وحتي الجامعة هو : حرب أهلية .. ولنتصور أن بلدا قد يأتي بعد عدة سنوات ليجد أن جميع أبناء الشعب العاملين قد مارسوا الغش الجماعي من الابتدائي وحتي الجامعة .. فتري كيف يمكن أن يكون حال مثل ذاك البلد ؟! انها حرب وضد المستقبل .. ورصف الطرق والشوارع مرتين كل شهر وتخليع بلاط أرصفة الشوارع بجميع مدن الدولة بدون ثمة مبرر وتركيب جديد بدلا منها وباستمرار وفي أوقات متقاربة .. : هو حرب أهلية ، نزيف في اقتصاد الوطن .. وقتل ا لسياح والتسبب في قطع أرزاق الآلاف من الأسر وارباك الاقتصاد بأكمله وزعزعة الأمن والأمان هو : حرب أهلية .. والقاء السموم ( مخلفات المصانع ) بنهر يشرب منه الناس هم وزراعاتهم وحيواناتهم وطيورهم بسبب الاهمال واللامبالاة وغياب القانون اليقظ السريع الصارم والحازم هو : حرب ، أبشع أنواع الحرب .. .. كل تلك الأشياء التي ذكرناها وغيرها .. هي حروب أهلية غير ظاهرة وهي لا تقل خطورة عن الحروب الظاهرة ، بل تزيد ، ولكن كثيرين لا يفهمون ذلك .. .. . وسبب هذه الحروب الخفية هو : غياب الديموقراطية مثلها مثل الحروب الأهلية الظاهرة ... وتفادي هذه الحروب أو ايقافها يكون بالديموقراطية .. أي بتداول السلطة وعدم احتكارها في شخص واحد تحت حجة أو أخري من الحجج اياها .. وبحرية الرأي وحرية النقد البناء التي تكفلها الديموقراطية .
العبور الأكبر هو : الخروج من عنق زجاجة الديموقراطية .. وهو المشروع القومي الأعظم الذي ننتظره من مبارك .. نعم هو المشروع الذي يفوق مشروع توشكي أهمية ويفوق مشروع مترو الأنفاق وكل المدن الجديدة التي أقيمت في عهد مبارك لأنه بدون الديموقراطية الحقيقية لن تكون هناك ثمارا وفيرة لأي مشروع ولن تكون هناك حماية أو ضمان للاستمرار والصيانةلأي مشروع في غياب الديموقراطية .. بدون الديموقراطية فان الأراضي المستصلحة والتي تسلم للخريجين سوف تقطع عنها المياه حتي تخرب بيوتهم بعد هلاك زراعاتهم ، ونقرأ استغاثاتهم بالصحف لأنهم معرضون للحبس بسبب عدم تمكنهم من سداد ما عليهم من أقساط (!) .. .. .. ، وبدون الديموقراطية فان المستشفيات التي تصرف عليها الحكومة الملايين وربما المليارات لا يوجد بها ولا حتي مجرد القطن والشاش ( وبشهادة جريدة حكومية كبري هي الأخبار - يراجع ما كتبه الكاتب الجريء أحمد رجب عن مستشفيات الحكومة ) .. وبدون الديموقراطية فان مال الشعب سوف يصرف علي رحلات أولاد بن بطوطة - المسئولون الكبار بمجلس الشعب وبعض الوزراء ( يراجع في ذلك شهادة احدي أكبر صحف الحكومة .. أخبار اليوم .. وما يكتبه حول ذلك كاتبها الجريء : أنور وجدي .. ) وأشياء وأشياء كثيرة جدا مائلة ومتداعية وأخري شارعة في الميل والتداعي طالما انه لا توجد ديموقراطية في بلد تجدد انتخابات الرئاسة فيه بما يسمي : بيعة ..!! تلك الزفة والهوجة التي تقوم علي الكذب والنفاق والرياء وخداع الشعب وخداع الجميع حاكم ومحكومين ..
من يخلف مبارك : سؤال لابد وأنه سوف يسأله الجميع بمجرد طرح فكرة دعوة مبارك لعدم ترشيح نفسه ويبدو للكثيرين أنه سؤال مخيف نعم فقد تعودنا منذ ما يقرب من نصف قرن علي ألا نعتمد علي أنفسنا وألا نمشي علي أقدام ديموقراطية تحملنا وتسير بنا بشكل عادي وطبيعي كما يحدث بكل دول العالم المتحضر التي لا تقل دولتنا عنها بشيء .. ولكننا تعودنا وطوال نصف القرن الماضي علي أنه لا رئيس الا الرئيس ولا زعيم سوي الزعيم ، وعلي أننا وباستمرار نمر بمرحلة راهنة ودقيقة !! ولا يقوي علي قيادة السفينة فيها سوي الزعيم الخالد وبعده الزعيم المؤمن حتي وصلنا الي الزعيم الرئيس مبارك ولا تزال الاسطوانة كما هي حتي صارت لدي الجميع قناعة بأنه من المستحيل أن تكون لدينا القدرة كشعب علي اختيار رئيس من بين ملايين المصريين !! .. وتخيلوا أن 62 مليون من البشر لا يعرفون واحدا من بينهم يصلح لأن يكون رئيسا للدولة سوي الجالس علي الكرسي وحده .. وبدونه لا يمكن اكمال المسيرة وبدونه يستحيل أن تكتمل الانجازات وبدونه لن يتحقق الاستقرار وبغيره لن توجد أية ضمانات للحر يات و .. و.. و. الي آخر ما نسمعه يتردد بكل ا لصحف والاذاعات وقنوات التليفزيون من أيام عبد الناصر الي أيام السادات ولا يزال يحدث نفس الشيء في عهد مبارك ..!!فهل يعقل مثل هذا الكلام ؟؟!! أم أنه لا يزيد عن كونه دجل وشعوذة سياسية من " كدابين الزفة " وهي ادعاءات باطلة لا تخرج عن دائرة النفاق والرياء لكل من يجلس علي كرسي الرئاسة سواء كان عبد الناصر أو السادات أو مبارك أو غيرهم ..، هكذا هي أخلاق " كدابين الزفة " الذين ابتلي الله بهم مصر وشعبها .. بل وابتلي بهم رؤسائها أيضا .. فهؤلاء أشبه بالشياطين التي توسوس كالوسواس الخناس في أذن كل رئيس وتزين له الديكتاتورية وتوهمه بأنه هو الوحيد وهو الفريد وهو الذي يهيم به الشعب هياما ولا يرضي بغيره بديلا ولا يشرك معه أحدا من ملايين المصريين !!! .. ونعود للسؤال مرة أخري : اذن من يخلف الرئيس فيم لو لم يرشح نفسه للرئاسة ؟ .. الجواب بكل صدق وأمانة هو : أي من الرجال الذين حوله .. أي منهم هو مصري وطني يحب بلده ولا يقل حبا لمصر عن الرئيس مبارك .. ومبارك يثق فيهم وكل منهم لديه الخبرة والدراية التي تؤهله لشغل منصب الرئاسة ونقول لكدابين الزفة المنافقين الذين هم سر شقاء مصر وعدم نهوضها وتعويق تقدمها ، نقول لهؤلاء : فلنرجع للتاريخ ونتذكر : " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم "؟!ونقول لهؤلاء أيضا ولملايين المصريين الشرفاء وللرئيس مبارك ابن مصر البار : " وما مبارك الا رئيس قد خلت من قبله الرؤساء ، وسوف يأتي من بعده رؤساء أفان مات أو قتل - بورك له في عمره وفي صحته - فماذا نحن فاعلون اذن؟ّّ !! الجواب هو : أبدا .. سوف يأتي من يتسلم الراية بعده وستعيش مصر كما عاشت قبله طوال 7000 سنة بدون مبارك وبدون السادات وبدون عبد الناصر وبدون رمسيس وبدون تحتمس ...
مرة أخري نعود لنسأل : اذن من يحكم فيما لو لم يرشح مبارك نفسه للرئاسة ؟ّّ!! الجواب بكل بساطة هو ممكن الدكتور الجنزوري ، أو الدكتور فتحي سرور أو الدكتور يوسف والي أو عمرو موسي أو الأستاذ كمال الشاذلي أو دكتور مصطفي الفقي ، أو أي من الوزراء الملتفين حول مبارك والذين يستعين بهم في رسم سياسة الدولة وخططها .. حتي لو اختير أقلهم كفاءة علي تولي المنصب فاننا لن نكون قد حققنا خطوة للأمام .. خرجنا من عنق زجاجة الديموقراطية وبدأنا نتعلم كيف يمكننا أن نعتمد علي أنفسنا في اختيار رئيس خلفا للرئيس الذي انتهت مدة رئاسته .. وبدأنا نتعلم كيف أن كرسي الرئاسة ليس وراثة يظل من يجلس فوقه مالكا له وساكنا فيه حتي موته أو عتقاله أو اغتياله .. كلا وبذلك نكون قد استطعنا أن نفهم ونقتنع نحن الشعب المصري بأنه لا يمكن أن يكون أي شخص أيا كان سواء الرئيس مبارك أو حتي رمسيس الثاني لو خرج من موميائه لا يمكن أن يكون هو الوحيد الضامن للحريات ، ولا يمكن أن يكون هو الوحيد الضامن للاستقرار أو التنمية .. فهذا دجل وكذب ويجب أن نتعلم أن القادرين علي ذلك من رجال مصر كثيرون جدا جدا .. من الممكن أن يكون بمصر مالا يقل عن مليون رجل شريف و قادر علي تولي منصب الرئاسة وقادر علي مواصلة المسيرة .. وأن الأمة التي لا يوجد بها سوي واحد فقط من 62 مليون هو الوحيد القادر علي ذلك هي أمة أولي بها أن تنتحر وتموت مثلما سيموت يوما ذاك الرئيس الذي كل حياة الأمة في يده وحده عندما يحين أجله كما مات كل الرؤساء وكل الملوك من قبله ومنذ 7000 سنة .. وهذا ما لا يمكن أن يحدث لأمة فالأمم لا تموت ولا يمكن أن يكون مصير أمة معلق بوجود رجل واحد .. فتلك أقوال الدجالين الذين يخدعون الرئيس وكل رئيس !!
جرب يا مبارك ولا ترشح نفسك للرئاسة : جرب يا سيادة الرئيس ولا ترشح نفسك للرئاسة .. وانتظر حتي يتسلم الرئيس الجديد وانظر بنفسك ما سيقوله هؤلاء " كدابين الزفة " للرئيس الجديد .. انظر واسأل عما اذا كان الأستاذ محمود السعدني قد حمل أولاده فور اعلانك عدم ترشيح نفسك واستقل أول طائرة غادرت مصر ليكمل بقية عمره في راحة وأمان ، لأن مصر كما قال لن يكون بها اطمئنان ولا ضمان لحياة هادئة الا بوجود مبارك ..؟! أم انك ستجده لا يزال يقيم بمنزله ويكتب مقالا جديدا يهنيء فيه نفسه وشعب مصر علي الخير العميم والسعد والوعد الذي سوف يتحقق علي الأيادي الطاهرة والبيضاء للرئيس الجديد .. انظر ما سيقوله المنافقون الذين سبق أن سبحوا بحمدك من قبل ووحدوك في الرئاسة ..!! ، ولا تنسي سيادة الرئيس وأنت تسلم الأمانة للرئيس الجديد أن تحذره من المنافقين فهم أعداؤه وليسوا أحبابه وهم أعداء مصر وسر نكبتها وفقرها وتخلفها والعقبة الوحيدة أمام نهوضها وتقدمها .. وهم هؤلاء أعداء للمسئولين لا لمصر وحدها فكل وزير أو مسئول أخطأ أو تجاوز أو حتي انحرف من الممكن أن يصحح أموره ويقوم سياسته عندما يقرأ النقد الموجه اليه بالصحف ولكن ما يحدث هو أن هؤلاء المنافقون يسبقون ويتطوعون لتبرير ما فعله ويدافعون عنه ويهاجمون الناقد وأكثر من ذلك أنهم يحيطون بالوزير أو المسئول المخطيء هذا ويزينزن له سؤ عمله ويغدقون عليه ماليس فيه من الصفات .. ويحاولون افهامه بأنه لايمكن لأحد أن ينتقده سوي الحاقدين وأعداء النجاح .. وهكذا توسوس تلك الشياطين الرجيمة في صدور الوزراء والمسئولين وسوسة الوسواس الخناس فيحل الخراب علي مصر وينهش الفقر قلوب الناس .. نرجوك يا مبارك ألا ترشح نفسك لتعطي درسا للسادة المبجلين رؤساء الأحزاب المعارضة الذين يطالبون بالديموقراطية ولا يطبقونها في أحزابهم ..علي أنفسهم ! يطالبون بالتغيير ولا يطبقونه علي أنفسهم !! لا ترشح نفسك لتكون قدوة لهم طالما أنهم لم يعرفوا بعد كيف يكونوا قدوة للحكومة التي يعارضونها ويسعون للاحلال محلها في تولي السلطة ..!! لقد بقي رؤساء أحزاب المعارضة فوق كراسيهم أكثر مما بقي أي حاكم آخر ابتداء من الملك فاروق وحتي حسني مبارك ..! وبذلك أثبتوا أنهم لا يصلحون ليس للحكم وحسب وانما لا يصلحون لا للحكم ولا للمعارضة ..!
ويا أيها المنافقون " وكدابين الزفة " الذين يرددون الأغاني الكاذبة عما يسمي ب " البيعة " استحوا واتقوا الله في وطنكم .. فكم من الشعوب التي تقل عن شعب مصر عراقة ارتقت وتحضرت وسبقتنا بمئات السنين .. اتقوا الله في مصر فكم من الدول التي تقل عنها تاريخا تقدمت وسبقتها حضاريا وتكنولوجيا بسببكم يا نكبة مصر ونكستها ووكستها ويا سر تخلفها وعارها .. اتقوا الله في وطنكم .. اتقوا الله .. اتقوا الله ...
=== == = == ( المؤلف )
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن 2005 / 6 / 21
نشر للمرة الأولي بالقاهرة عام 1999
لا أحب البيعة
تأليف : صلاح الدين محسن
هذا هو نص الكتاب الحقيقي ( لا أحب البيعة ) الذي بسببه تمت محاكمة الكاتب المصري / صلاح الدين محسن – عضو اتحاد كتاب مصر - وسجنه 3 سنوات بتهمة أخري ..! ، الكتاب صدر عام 1999 ضد هوجة مبايعة الرئيس مبارك لتجديد فترة رئاسية أخري ، مطالبا بالديموقراطية وتداول السلطة ... وعلي الفور قامت السلطات بالبحث عن المؤلف ، والتربص به لسجنه ، وفضلوا أن يكون ذلك في كتاب آخر ، وموضوع آخر ..، وبالفعل قبضوا عليه في أوائل عام 2000 ، وبقي في السجن حتي عام 2003 بتهمة ازدراء الدين الاسلامي - عن كتابه " ارتعاشات تنويرية " - ، بينما السبب الحقيقي هو هذا الكتيب الصغير .. ولأنه طالب بالديموقراطية!!
ولكي لا تبدو ضد الديموقراطية ولا ضد المطالبين بها..!! وذلك لكي تبدو السلطة هي المدافع عن الدين ، الغيور عليه.. ! ،
=============
نص الكتاب :
تمهيد : نحن نحب الوطن الذي أحبه حسني مبارك ، وخرج ليفتديه بروحه وحياته يوم العبور في 6 أكتوبر
1973 ، حيث قاد نسور الجو وطار بهم في السماء ليعيد الأرض السليبة الي الوطن الغالي . وهذا النوع الجبار من البطولة نحن لا نقدر عليه ، وكذلك هذا القدر من التضحية .. فتري هل نبخل علي الوطن العزيز بأبسط عطاء وهو : كلمة صدق لوجه الوطن حول هوجة البيعة .. ، كلمة حق لا رياء فيها ولا نفاق .. لا نعادي فيها أحدا ولا نجامل بها أحدا وانما وحسب غايتنا هي رفعة مصر وعزتها وتقدمها للأمام لأجل حياة كريمة لأبنائها ولأجل مستقبل مصر ، لأولادنا وللأجيال القادمة بعدنا ..( المؤلف)
أحب مبارك ولا أحب البيعة :
لا خلاف حول وطنية وفدائية الرئيس مبارك .. ولا جدال حول حبه لمصر ورغبته الصادقة في رخائها
ورفعتها , ولا خلاف حول كونه بطلا من أبطال مصر العظام الذين نفخر بهم .. ولكن ما ذا عن البيعة ؟!! تلك الهوجة التي يحضر لها البعض ..عفوا .. ليس البعض - مع الأسف الشديد - ، وانما الكثيرون ..! وقبل ميعاد الانتخابات الرئاسية بوقت كبير ! ان ما يحدث حول " مولد " البيعة شيء غريب .. ليس بالغريب وحسب وانما هو مثير للعجب فعلا ... أن تقوم كل تلك الضجة حول البيعة ، وتجند لها كل أجهزة الاعلام من صحافة واذاعة وتليفزيون ، ويشترك فيها كل الكتاب مؤيدين البيعة داعين الي المسارعة بتقديمها دونما ابطاء .. كل هذا يحدث بينما لا يوجد أي دليل علي وجود نية لدي أحد من ال 62 مليون مواطن علي ترشيح نفسه منافسا للرئيس الحالي - مبارك - .. وطالما الأمر كذلك .. فتري : لماذا الهوجة ..؟! ، أمر يدعو للعجب .. ان أحدا لن يرشح نفسه منافسا لمبارك وكما تعودنا من 50 سنة أي منذ قيامث ثورة 1952 ( المباركة .. ) تعودنا علي أنه لا أحد يجرؤ علي ترشيح نفسه أمام الجالس علي كرسي السلطة ، ومن يرشح نفسه – وكان هذا نادرا جدا أن يحدث – فانه( ....) ولا أحد يعلم بأمر ترشيحه هذا .. ولذلك فالمصريون كلهم تقريبا لا يذكرون اسم شخص واحد أقدم علي تلك الفعلة التي لا جدوي من ورائها بالتأكيد .. فما هو الداعي لتلك الهوجة ؟! وما سببها ؟! ولكننا نعود فنقول : ما هو مبرر العجب في أن يحدث ذلك الفرح وتلك الزفة مع الرئيس مبارك بمناسبة قرب انتهاء مدة رئاسته؟!
لا عجب فقد عودنا " كدابين الزفة ، وكل زفة " علي ذلك طوال 50 سنة
وعندما نجا الرئيس مبارك من محاولة اغتياله الآثمة باثيوبيا منذ سنوات حدث بمصر شيء غريب لعل العالم كله كان مذهولا من غرابته وربما كان في حالة ضحك أسود .. فما حدث عندنا علي أيادي " كدابين الزفة " وكل زفة هو أن استمرت أكبر صحف الدولة علي الاطلاق وأكثرها انتشارا - وكذلك باقي الصحف الحكومية الكبري وعدد من صحف ما يسمي بالمعارضة ولمدة تزيد عن الاسبوع لا تقدم شيئا لقرائها مقابل ما يدفعونه كثمن للجريدة .. كلا وانما كانت تقدم كامل صفحاتها من الغلاف للغلاف لاعلانات التهاني بنجاة الرئيس مبارك .. وفي الوقت نفسه وبالرغم من أن المعلنين دفعوا ثمن الجريدة بالكامل ، الا أن الجريدة كانت تباع أيضا - مرة أخري للقراء – رغم خلوها من أية مادة أخري علي الاطلاق .. وكان من يتصفح اعلانات التهاني وقتذاك يجد أن غالبيتها دفع ثمنها نقابات عمالية - من دم وعرق العمال الفقراء – أو شركات حكومية أيضا علي حساب الحكومة .. أو رجال أعمال يعلنون عن أنفسهم وعن شركاتهم – ويضربون عصفورين بحجر واحد – تهاني واعلان في نفس الوقت ..!! وراح شرر اعلانات التهاني يزداد حتي أصبح حريقا هائلا شمل اناسا وجهات لا تخطر علي البال .. وكان واضحا جدا أن هؤلاء الأشخاص وتلك الجهات أحسوا بأنه من لم يسارع بعمل اعلان تهاني بنجاة الرئيس وتأييد لسياسته ، قد يتهم بأنه متواطيئ مع الارهابيين الذين حاولوا قتل الرئيس أو متعاطف معهم لذا فقد كان علي الجميع أن يسارع بعمل اعلان تهاني ليبريء نفسه ويبتعد عن الشبهات ..!! ووقتها رسم أحد فناني الكاريكاتير باحدي المجلات - لعلها روز اليوسف – كاريكاتيرا كان بليغا للغاية في تعبيره عن المأساة الملهاة .. اذ تصادف أن حادث محاولة اغتيال مبارك باثيوبيا توافق مع وقت وقوع كارثة بالصعيد بمصر .. سيول جارفة لم يتخذ المسئولون احتياطاتهم لمواجهتها ..رغم تكرار حدوثها مما تسبب في تشريد أهالي العديد من القري وسقوط منازلهم وهلاك ممتلكاتهم وسكنهم في العراء ، وكان الكاريكاتير كالآتي : أحد المسئولين " كدابين الزفة " بالصعيد .. يحمل علي يديه وعاءا كبيرا وضع فوقه تلا عاليا من رزم الأوراق النقدية ويسير بها بالشارع ، فيسأله أحد المواطنين : دي مساعدات لمنكوبي السيول ؟ فيرد عليه باستنكار : سيول أيه ؟!! احنا رايحين القاهرة نعمل اعلانات تهاني بنجاة الرئيس .. فتري : هل يرضي ذلك الرئيس مبارك ؟؟!! لا أعتقد أنه يرضيه أبدا ..
أما الشيء الذي يدعونا لألا نعجب من ذلك ولا نستغرب فهو : أن تلك الهوجة هكذا كان يفعلها ( الفعلة القدامي ) لعبد الناصر .. وهكذا كانوا يفعلون نفس الهوجة للرئيس السادات ( عليهما الرحمة ) .. وهكذا هم أنفسهم ( نفس الفعلة وتلاميذهم ) مع الرئيس مبارك ، وهكذا تعودنا من هؤلاء و وغيرهم علي تلك الهوجة وعلي ذلك " المولد " ومنذ 50 سنة مضت حتي الآن . .. زفة ومولد بكافة أجهزة الاعلام وصخب لا نظير له بشكل لا يملك أي من أبناء الشعب المصري سوي أن يجد نفسه بلا وعي ماشيا في الزفة .. يهلل مع من يهللون ويزغرد مع من يزغردون لعرس اسمه " البيعة " أو يطبل مع من يطبلون ويردد كما الببغاء كلمات وجمل وعبارات حفظها كل الشعب من كثرة ترديدها بكل وسائل الاعلام ليلا ونهارا علي مسامع الناس ، ولا يملك أحد من أفراد الشعب المصري كله اذا ما طلب منه فجأة أن يدلي برأيه في الرئيس فلان ( سواء كان عبد الناصر أو السادات أو مبارك ) سوي أن يكرر بحماس وبتمثيل أتقنه الجميع ما يسمعه ليلا ونهارا بالاذاعة والتليفزيون ويقرأه بالصحف والمجلات .. وماذا بوسعه أن يفعل أي انسان وجد نفسه فجأة وسط فرح من الأفرا ح .. طبل وزمر وتصفيق ..؟! هل يجلس دونا عن كل الناس ويضع يده فوق خده ؟! هل سيسأل هو وسط الهوجة والفرح وضجته : لماذا الفرح أصلا طالما أن العريس متزوج من العروس منذ سنوات عديدة ولا أحد ينازعه فيها ..؟! بالطبع سؤال لا يليق بالأفراح .. اذ لا وقت بالأ فراح لتوجيه الأسئلة ولا وقت للآجابة عليها اذا ما وجهت .. وانما التصرف التلقائي هو الرقص مع من يرقصون أو التصفيق مع من يصفقون والغناء مع من يغنون وهكذا بالفعل يكون رد فعل الجميع !! ولكن من يعرف التاريخ غير الشريف ل " كدابين الزفة " الذين يقفون خلف تلك الزفة العجيبة فانه لن يعجب مثلما يعجب أبناءالشعوب لأخري التي يندر ألا يتعرض حاكما رئيسا كان أم ملكا لمثل تلك المحاولة التي جرت لاغتيال الرئيس مبارك باثيوبيا .. وكل شعب لابد وأنه يبتهج لنجاة رئيسه ولكن لا يمكن أن تحدث مثل تلك الزفة التي يقيمها عندنا بمصر " كدابين الزفة " لأن كدابي الزفة عندنا بمصر لا مثيل لهم بأي من دول العالم ولا ينفرد بهذا العار سوي بلدنا مصر – مع الأسف الشديد - !! نقول بأن من يحفظ التاريخ الأغبر لكدابي الزفة لابد وأنه سوف يتذكر أنه فور وقوع النكسة في 1967التي راح ضحيتها 25 ألف قتيل وجريح وأسير ومفقود من خيرة شباب مصر واحتلال سيناء كلها .. وأعلن عبد الناصرتنحيه
حينها وجد الشرفاء في مصر ألسنتهم قد انعقدت من الذهول وأصابهم الوجوم .. أما " كدابين الزفة " فهم فصحاء في كل الحالات .. وجاهزون دائما حتي في أحلك الظروف والمحن التي تحط فوق رأس الوطن .. جاهزون دائما لعمل زفة لأي حاكم .. زفة ما بعدها زفة .. وقبل أن يخرج انسان واحد شريف الي الشارع .. وقبل أن يفيق ولو مواطن واحد مصري شريف ليخرج الي الشارع هاتفا بضرورة محاكمة المسئولين عن الكارثة وشنقهم بميدان عام .. كان " كدابين الزفة " علي أهبة الاستعداد وسبقوا الجميع في الخروج الي الشوارع وحشدوا وراءهم من حشدوا ليس للمطالبة بالقصاص ممن تسبب في اهدار دم الشهداءوانما ليطالبوا بطل النكسة بالبقاء علي قمة السلطة ويهتفوا بحياته !! وبالطبع فلسفوا فعلتهم كالعادة بالقول بأن ذلك ليس لأجل عبد الناصر وانما للوطن ..!! ملحوظة: من المعروف أنه منذ عهد عبد الناصر كان " كدابين الزفة " يخرجون عمال مصانع القطاع العام من الوردية ليصقفوا للرئيس بالمطار عند عودته من السفر أو عند استقباله لأحد الضيوف الأجانب أو توديعه وكان المقابل هو 15 قرشا ، ثم زيدت الي 25 قرشا – ربع جنيه – بالاضافة الي وجبة غذائية يفرح بها العمال الفقراء .. ولذلك كان من السهل جدا علي " كدابين الزفة " أن يحشدوا مئات الآلاف بتلك الطريقة السهلة وقتما يشاءون .. والعامل الفقير كان مستعدا للفسحة و" الهيصة " وأخذ الرب جنيه والوجبة الغذائية ، ويهتف لأي زائر سواء كان هو الملك حسين – عليه الرحمة – أو أحمد بن بيلا المناضل الجزائري وبطل التحرير ..!! ويكون الاستقبال الحار دائما منسوبا لمصر كلها ولشعب مصر كله..!! وقد يدهش جيل الشباب الآن والذين لم يعاصروا تلك الأيام - نكسة 1967 – اذا عرفوا أن الزفة التي أقامها " كدابين الزفة – " لبطل النكسة ليطالبوه بالبقاء علي قمة البلد الذي حل عليه الدمار والخراب ويعدونه بفدائه بالروح والدم .. كانت هذه الزفة أكبر بكثير جدا من الزفة التي يقيمونها الآن للرئيس مبارك لأجل البيعة لفترة رئاسة أخري ..!!
ولا ينسي أيضا من يحفظون تاريخ " كدابين الزفة " أنهم فعلوا في عهد الرئيس السادات - عليه الرحمة – ما جعل الدنيا كلها تقف مذهولة مما يحدث بمصر ونسب ظلما الي الشعب المصري بينما الفاعل هو" كدابين الزفة " الذين ابتليت بهم مصر .. لقد فعلوا شيئا ينطق بنفسه بقول المتنبي : وكم بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء (! ) .. اذ دعا الرئيس السادات الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون لزيارة مصر .. وكانت دعوة غريبة لرئيس أمريكي مفضوح في بلده وقتذاك بالفضيحة الشهيرة " ووترجيت " وكان جاري التحقيق معه تمهيدا لعزله أو اجباره علي تقديم استقالته بسبب تورطه في تلك الفضيحة .. .. أما الفضيحة التي فاقت فضيحة نيكسو فهي أن " كدابين الزفة في مصر " في عهد السادات كعادتهم في التطبيل والتزمير والرقص لكل ضيف يستضيفه الرئيس – أي رئيس - .. قاموا بحشد الآلاف المؤلفة علي الطريقة سالفة الذكر ليهتفوا بحياة الرئيس الضيف المفضوح في بلده والمرشح للعزل .. واستقبلوه بحفاوة - تمثيلية- أسطورية أذهلت الرئيس نيكسون نفسه حيث لم يكن لها أدني مبرر أو سبب .. وأضحكت العالم كله وأبكته فشر البلية ما يضحك .. وأثبتوا أن مقولة المتنبي عن مصر والمضحكات المبكيات بها لا زالت مقولة حية بالرغم من أنها قد مضي عليها ألف عام !!
هل تراجع الرئيس مبارك عن وعده ؟! : في أول خطاب له بعد توليه مسئولية الرئاسة أكد مبارك علي شيء هام يدل علي أنه رجل ديموقراطي و انه يريد الخير لمصر وشعبها ويريد أن يرسي تقليدا حميدا لمصر والمنطقة كلها هي في أشد الحاجة اليه .. أكد مبارك ووعد بأنه لن يجدد مدة الرئاسة مرة أخري .. فلماذا ؟ّ لأنه حينها يعرف بأنه لا تقدم ولا خير لمصر الابالديموقراطية ، وانه لا ديموقراطية ببقاء فرد واحد علي رأس السلطة بدعوي أو بأخري ، بزعم أو بآخر ..ولا يترك السلطة الا مقتولا كما حدث مع الرئيس السادات - عليه الرحمة أو ميتا كما حدث مع عبد الناصر الذي قيل أنه مات مسموما .. فلماذا يا تري لم يف مبارك بوعده ليرسي مبدأ ديمقراطيا أصيلا ، مصر في حاجة اليه بل والمنطقة كلها التي تتطلع لمصر سواء في الديكتاتورية أو في التمثيل علي الديموقراطية تمثيلا .. أو أي شيء يحدث في مصر .. فهي قدوة لمعظم دول المنطقة ؟!
السبب هو : " كدابين الزفة " فهؤلاء لديهم القدرة علي افساد أي حاكم أو حتي ملاك يأتي من السماء ويجلس علي كرسي الرئاسة .. ومهما كانت عفة ونزاهة هذا الملاك ..! .. .. راح هؤلاء الكذابون يفعلون أفاعيلهم مع كل رئيس بالقول : الشعب بيحبك يا ريس ..أنت الضمان الوحيد لمضي المسيرة.. أنت الضمان الوحيد لمضي الاستقرار ... أنت الضمان الوحيد للأمن والأمان في مصر ..!! ..!! عصرك هو عصر الانجازات والشعب يريد لتلك الانجازات أن تكتمل وتستمر في عصرك .. عصرك يا ريس عصر رخاء لمصر ولشعبها والشعب يريدك لأجل الرخاء .. .. وهكذا يقولون لكل رئيس ويدبجون له الأغاني .. فتري أي ملا ك من المكن أن يسمع تلك الاسطوانات والأغاني دون أن يتغير ودون أن ينسي وعده بسبب هؤلاء الفاسدون المفسدون ؟!! فمن هم الذين يقفون وراء الزفة أو الهوجة المسماة ب " البيعة " ؟! الجواب هو : صحفي يطمع في أن يرقي لمنصب رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها .. رئيس مجلس ادارة جريدة يحلم بمنصب وزير أو نقيب للصحفيين .. مذيع مشتاق لمنصب رئيس لاحدي قنوات التليفزيون ..رئيس قناة تليفزيونية يحلم بمنصب رئيس التليفزيون كله .. مسئول يشغل نفسه بحلم رئاسة الوزارة في أول تغيير وزاري . رئيس لجنة نقابية يرسم علي منصب رئيس اتحاد النقابات .. نقابي كبير يذوب توقا لمنصب وزير القوي العاملة .. صاحب شركة مقاولات له مصلحة شخصية في استمرارشخصية سياسية معينة واستمرار مؤسسة الرئاسة دون تغيير لاعتماده علي تلك الشخصية في مصالحه الخاصة غير المشروعة ..صاحب مجموعة شركات أقامها جميعها بأموال البنوك - بدون ضمانات – ويري أن وضعه هشا بدون وجود شخصيات معينة في السلطة سترا لأوضاعه غير الصحيحة ، وأن بقاء تلك الشخصية في موقعها رهن بقاء مؤسسة الرئاسة والرئيس في السلطة .. محافظ أو رئيس مجلس مدينة يهمه الاستمرار في منصبه لأطول مدة ممكنة لغرض في نفس يعقوب .. ويري أن أقرب الطرق لاستمراره هو استمراررئيس الجمهورية أيا كان اسمه في منصبه – لكون مؤسسة الرئاسة هي عبارة عن شبكة ، عصابة تجمع أفرادها مصالح مشتركة ، غير مشروعة بالطبع وتتعارض مع صالح مصر والشعب المصري والا لأمكن لهؤلاْ البقاء في ظل وجود أي رئيس .... ... فيشارك بكل همة في هوجة وزفة البيعة ، لكي يلعب مع مؤسسة الرئاسة لعبة " شيلني وأشيلك " !.. .. وهكذا وهكذا مضي هؤلاء وأولئك في لعبتهم الرخيصة لأجل مصالحهم وضد مصالح الوطن حتي نسي الرئيس مبارك الوعد العظيم الذي كان قد قطعه علي نفسه في أول خطاب رئاسي بألا يجدد مدة رئاسية أخري ، وأضاعوا علي مصر أكبر فرصة لاقامة ديموقراطية حقيقية ..!
لاترشح نفسك يا مبارك : ليس لأنني أنوي ترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية ..كلا فأنا كاتب لا يعرف سوي في الفكر والقلم وحسب ولن أرشح نغسي في يوم من الأيام ولا حتي لرئاسة مجلس قروي باحدي القري .. فتلك ليست من قدراتي.. ، وأنا لست عضوا بأي حزب
من أحزاب المعارضة .. .. لا ترشح نفسك ولا تنسي وعدك الذي وعدت من قبل لأجل مصر ولأجل مستقبلها الذي لن يزهر الا بديموقراطية حقيقية .. ولا توجد ديموقراطية حقيقية يبقي فيها الرئيس رئيسا مدي الحياة .. وشعب مصر يريد أن يري مرة واحدة – مثل الشعوب المتحضرة - رئبسا واحدا للجمهوريةو يحمل لقب الرئيس السابق .. ويعيش حرا كريما .. فطوال ما يقرب من نصف قرن لم تعرف مصر وشعبها سوي رئيس سايق معتقل - محمد نجيب – رئيس سابق بالموت – عبد الناصر – رئيس سابق بالقتل – السادات - ..!! انني أحبك يا مبارك وأحب مصر أحبك لدرجة أنني أتمني ألا تكون واحدا من الرؤساء الثلآثة السابقين .. لا الرئيس المعتقل ولا الرئيس المسموم ولا الرئيس المقتول الراحل .. وانما أحب أن أراك وأنت بكامل صحتك وعافيتك تحمل لقب الرئيس السابق .. وأقابلك فجأة بأحد الشوارع تنزل من سيارتك فأقبل عليك وأصفق لك أنا وعشرة مواطنين فقط يتصادف وجودهم ونصافحك بحب بلا أدني هدف أو أية مصلحة سوي حبنا لشخصك فقط .. جرب ذلك يا سيادة الرئيس وسوف تتأكد من أن تصفيق 5 أو 10 أفراد فقط لك واقبالهم عليك لمصافحتك وأنت خارج السلطة يفوق بكثير تصفيق مئات الآلاف وهتافهم لك لأنك علي رأس السلطة ..
نماذج من الأصوات العالية الداعية للبيعة : هذان مجرد نموذجان وحسب وما أكثر النماذج .. وهما صدرا في يوم واحد وجريدة واحدة هي احدي كبريات جرائد الدولة – أخبار اليوم - في 8/5/1999 .. الأول : ما كتبه الأستاذ محمود السعدني - مع شديد الأسف - والذي يقول مخاطبا الرئيس مبارك " فأنت الضمان الوحيد لنضمن العيش بهدؤ حتي نهاية العمر " فهل هذا معقول يا عم محمود ؟ 62 مليون تعداد مصر .. أمة خرج منها فاروق الباز ، مجدي يعقوب ، اسماعيل سراج الدين ، أحمد زويل ، نجيب محفوظ ، رانيا علواني ، أحمد برادة و.. محمود السعدني أيضا .. وغيرهم وغيرهم .. هل يعقل يا عم محمود .. ألا تستطيع أن تنجب مثل تلك الأمة التي أنجبت أمثال هؤلاء سوي واحد فقط في السياسة هو الوحيد الذي يضمن لك العيش بهدؤ حتي نهاية العمر .. هل يعقل مثل هذا الكلام ؟!! وتحت أي بند يمكننا أن نضع مثل هذا الكلام الغريب وغير الصادق وغير الصحيح ؟!! اختر أنت بنفسك يا عم محمود البند ..وهل يمكن أن يصدر هذا الكلام عن الولد الشقي صاحب النضال الطويل بالقلم وبعد الشيبة ؟ وبعد هذا العمر ؟!
نقول للأستاذ محمود السعدني الذي نحبه .. وكلنا أسف : حتي أنت يا بروتس ؟!!
النموذج الثاني : كلنا يذكر حادث الاعتداء علي الكاتب الصحفي جمال بدوي وقت أن كان رئيسا لتحرير جريدة الوفد لسان حال حزب الوفد ، ونقل علي اثر هذا الحاث الي المستشفي حسبما علمنا ، وكاد أن يفقد حياته بعد الضرب المبرح الذي تعرض له .. واستنكر الكتاب بمختلف الصحف هذا الحادث وتساءلوا بارتياب عمن يكون وراءه ؟ ونشر الاجابة علي هذا السؤال الأستاذ جمال الغيطاني ب أخبار الأدب التي يرأس تحريرها وذلك عندما ذكر واقعة تهديد حدثت أمامه للأستاذ جمال بدوي من مسئول كبير جدا (!) بسبب مقال نشره بدوي ولم يعجب هذا المسئول الكبير جدا .. والآن لننظر ما يقول الأستاذ جمال بدوي الذي ترك جريدة الوفد ويعمل الآن كاتب بجريدة أخبار اليوم الأسبوعية - الحكومية ..! - يقول عن البيعة بالعدد الصادر يوم 8/5/99 " ستظل حرية الكلمة أبرز ملامح عصرمبارك ... ، ولا أعتقد أن عهدا نعمت فيه الصحافة بحرية التعبير كما هي الآن نراها بالصحف القومية والحزبية والمعارضة والمستقلة علي السواء " .. !! .. هذان مجرد مثالين .. فما أكثر الأمثلة .. وبالنسبةللأستاذ جمال بدوي نقول له : لماذا لا تحسن الظن بذاكرة القراء ..، وتعتقد أنهم مصابون بداء سرعة النسيان ؟ أم أنك أنت السريع النسيان لأن قلبك أبيض ؟!! و.. نهارك أبيض كمان .. صحيح أكل العيش مر .. .. أما أظرف من كتبوا في مولد " زفة البيعة " وأخفهم دما والذي ابتكر طريقة جديدة تماما في كتابته تتسم بالفنية اذ كتب عنوان مقاله كالآتي وبالبنط العريض : " أنا لا أنافق رئيس الجمهورية " ثم بدأ مقاله بدباجة طويلة هاجم فيها النفاق وأهله بوصفه خلق زنيم وأشاد بالصراحة والصدق والأمانة في الكلمة التي تحفظ للانسان كرامته واعتداده بنفسه وذكر كيف انه يعتذر عن المقابلات الاذاعية والتليفزيونية التي يشاع فيها النفاق لرئيس الجمهورية وهذا ما تأباه كرامته .. و..و الخ ، ثم أنهي كلامه بالكلمات الآتية : " أنا شخصيا فخور جدا برئيس بلدي وفخور بأعماله وانجازاته ولا أكون مبالغا اذا قلت انني أشفق علي القيادات التي تعمل معه كلما شاهدتهم بالتليفزيون وهم يرافقونه في زياراته للمشروعات العملاقة وعلامات الارهاق والتعب تبدو علي وجوههم ويسيرون الي جواره وهم يلهثون " تعليق لنا : هل يقصد الكاتب أنه يجب تغييرهم بقيادات أكثر شبابا ؟ ويضيف الكاتب " يزداد اشفاقي عليهم وفي نفس الوقت أري علي وجه الرئيس ابتسامة تنم علي السعادة والثقة والتصميم فيرتفع دعائي الي السماء أن يحفظه ويديم عليه الصحة واللهم لا حسد " .. !! فما رأيكم الأسلوب والتكتيك الفني الجديد الذي اهتدي اليه الكاتب الأستاذ " سمير عبد القادر " ونشر بيوميات الأخبار بجريدة الأخبار 10/5/1999 وفي نفس الصفحة نشر كاريكاتير من صنع الفنانين العملاقين مصطفي حسين وأحمد رجب .. الكاريكاتير يكشف كيفية استخدام الدجالين والنصابين للدين لأجل خداع الشعب والنصب عليه في عمل الأحجبة واطلاق البخور ،وفي تأسيس شركات أو بنوك تحمل أسماء دينية يخدعون بها الناس مستغلين العاطفه الدينية المشبوبة لدي المصريين وكذلك استخدم " كدابي الزفة " تعبير " البيعة " لاضفاء طابع ديني علي زفة النفاق والرياء التي يمارسونها أمام كل حاكم لأجل تحقيق مصالحهم الشخصية من خلال الحاكم - أو من وراء ظهره - الذين يتقربون اليه بعمل زفة كبيرة كلما قرب ميعاد انتخابات الرئاسة ، وباستخدام لفظ " البيعة " يتذكر المواطنون الطيبون نصوصا دينية مثل " ان الذين يبايعونك تحت الشجرة .." نص قرآني فينزل عليهم الخشوع والتسليم ..! وكذلك يتذكرون بيعة الخلافة لأبي بكر الصديق - فتلتبس علي الناس أمور الدين بأمور الدنيا وكذلك الأشخاص والتواريخ .. فلا يشعرون سوي بحالة من الاستسلام لأحاديث البيعة .. آية البيعة.. طالما أن العاطفة الدينية قد لبستها ..!
البيعة - والشوري – ؟ أم الديموقراطية ؟؟ :
الديموقراطية - الحقيقية وليست المزيفة – الفعلية وليست الممثلة تمثيلا علي خشبة المسرح السياسي .. هي الحل الوسط الذي توصلت اليه الشعوب المتحضرة لتجنب الحروب الأهلية عند الاختلاف علي السلطة والصراع حولها والخلاف علي من الذي يمسك بدفتها .. فالديموقراطية تقضي بأنه في حالة اختلاف الزعماء والقادة السياسيين فان عليهم اللجوء الي الانتخابات العامة والذي يفوز بالأغلبية ولو بفارق صوت واحد فعلي الآخر أن ينحني لحكم الأغلبية بأدب ويتقدم بروح رياضية الي خصمه ليصافحه ويهنئه بالفوز .. ثم يقف هو في ناحية المعارضة ليواصل شرح برنامجه وخططه وأهدافه التي ينوي تحقيقها عندما يتسلم السلطة حتي اذا جاء ميعاد انتخابات بعد انتهاء مدة الرئيس الحاكم .. فان الحكم يكون أيضا للأغلبية من أبناء الشعب .. وعلي الرئيس الحاكم أن يدخل الانتخابات بنزاهة وبشرف ويترك الفرصة متاحة تماما أمام منافسيه ليقدموا برامجهم ويعملوا دعاية لأنفسهم بمختلف الطرق المتاحة له .. حتي اذا قالت غالبية الشعب له : لا .. شكرا نكتفي بهذا القدر من حكمك الآن ودعنا نجرب فلانا من المرشحين .. انحني الرئيس الحاكم أمام ارادة الأغلبية بأدب وتحضر وقام من علي كرسي السلطة وصافح خصمه بروح رياضية وقال له مهنئا " تفضل وتسلم السلطة امتثالا لرغبة غالبية الشعب .. .. ألم نر ما فعله " ناتنياهو " الرئيس الاسرائيلي ؟!! ألا نخجل ؟!! ألا نتعلم كيف يكون الحكم وكيف تكون المدنية ؟!! تلك هي الديموقراطية .. فماذا عن البيعة ؟
البيعة نظام بسيط وسهل لأنه ابن عصره حيث كان موجودا من 1400 سنة عند العرب بشبه الجزيرة العربية في بدايات ظهور الاسلام .. وبمقتضي البيعة تم حسم الصراع علي السلطة بعد وفاة النبي محمد -صراع بين الأنصار والمهاجرة – بأن وقف رجل قوي الشخصيةوقال بحسم وحزم لأبي بكر الصديق " اعطني يدك لأبايعك بالخلافة ..فكانت المفاجأة الحاسمة التي جعلت الألسنة تنعقد والتسليم يسود .. كما هو الحال عندما يحسم رجل قوي الشخصية الأمر .. ، ولكن تبقي في النفوس أشياء قد تطفو لتحدث المعارك والحروب وقد تبقي راكدة الي حين وتصادف في تلك الحالة ا، الأمور مرت بسلام الي حد ما ولكن بعدها بسنوات قام صراع آخر بين المسلمين الأوائل – صحابة محمد - علي السلطة بين - كاتب الوحي .. - معاوية .. وامام المتقين .. علي بن أبي طالب (!) وأيامها
لم يكن معروفا سوي البيعة .. ولم تكن الديموقراطية معروفة في ذلك المجتمع لكي تجري انتخابات علي اختيار خليفة .. فان فاز علي بن أبي طالب - مثلا – بفارق صوت واحد – احترم معاوية نتيجة الانتخابات وانحني لرأي الأغلبية .. وكذلك ان فاز معاوية ولو بفارق صوت واحدانحني الامام علي لرأي الغالبية وهنأ معاوية رغم اختلافه معه - حسبما تقضي الديموقراطية – فيتسلم معاوية السلطة وهو يحترم حق علي بن أبي طالب في الدخول ضده في الانتخاباتالقادمة بعد نهاية مدة خلافته .. ويحترم حق منافسيه في أن يكون هو محايدا عند اجراء الانتخابات القادمة وتكون الانتخابات نزيهة ..وبذلك يجنبوا الناس شر القتال .. .. ولكن الديموقراطية لم تكن معروفة في شبه الجزيرة العربية – ولا في العالم كما هي الآن - لذا فقد تولي علي بن أبي طالب الخلافة بالبيعة وحدثت الحرب علي السلطة بينه وبين معاوية تحت حجة أو أخري ثم أوقفوا القتال ولجأوا الي الشوري بعد البيعة بأن جعل كل منهما ممثلا له ليتشاورا في الأمر فكان أن خدع أحدهما الآخر خدعة لا تزال أجراس فضيحتها ترن حتي الآن .. وكانت النتيجة هي مواصلة الحرب .. ليس هذا وحسب وانما ازداد الانقسام بين المسلمين .. فبعد أن كانوا فريقين متحاربين - التقي المؤمنان بسيفهما !! – فاذا بالانقسام قد ازداد وتضاعف ...
وأصبح فريق " الامام علي " 3 أقسام بدلا من قسم واحد : شيعة وخوارج ومعتزلة ..!! والحرب وسفك الدماء التي سالت بين معاوية وعلي .. وكان ضحاياها 10 آلاف قتيل .. لا يزال يجري مثلها الآن بالدول التي لم تعرف الديموقراطية ولو احتكم هؤلاء الي الديموقراطية لما أريقت الدماء ..
حتمية الحروب الأهلية - الظاهرة والخفية ( في حالة غياب الديموقراطية ) :
غياب الديموقراطية بأية دولة من الدول لابد وأن تكون نتيجته الحرب الأهلية .. وهناك نوعان من الحروب الأهلية : حروب أهلية ظاهرة و أخري خفية .. فقد يتصور البعض من أبناء الدول التي لا تعرف الديموقراطبة أو الدول التي تقوم بها ديموقراطية مسرحية ديكورية .. أي تمثيل كاذب .. قد يتصور هؤلاء أن بلادهم في أمن وأمان وأنها بمنأي عن الحروب الأهلية بمعناها الظاهر والمعروف .. بينما تجري بها حربا أهلية أكثر شراسة وضراوة .. خفية .. .. فالدول التي ترتفع بها الأسعار بشكل يثقل كاهل المواطن .. تعيش حربا أهلية.. والضرائب الباهظة للغاية علي شعب من الشعوب هي حرب ... وترميم الكباري بعد بنائها وتسلمها بشهور قليلة وهي تتكلف الملايين : هي حرب أهلية .. وظهور وتفشي ظاهرة اغتصاب النساء وعيش كل مواطن في حالة قلق علي أخته وزوجته وأمه وابنته : حرب أهلية .. وتصدع المساكن قبل أن يسكنها الناس وبعد دفع مقدماتها أو بعد سكنها بشهور قليلة هو : حرب أهلية ... وتفشي ظاهرة الغش الجماعي بالتعليم ابتدا من الابتدائي وحتي الجامعة هو : حرب أهلية .. ولنتصور أن بلدا قد يأتي بعد عدة سنوات ليجد أن جميع أبناء الشعب العاملين قد مارسوا الغش الجماعي من الابتدائي وحتي الجامعة .. فتري كيف يمكن أن يكون حال مثل ذاك البلد ؟! انها حرب وضد المستقبل .. ورصف الطرق والشوارع مرتين كل شهر وتخليع بلاط أرصفة الشوارع بجميع مدن الدولة بدون ثمة مبرر وتركيب جديد بدلا منها وباستمرار وفي أوقات متقاربة .. : هو حرب أهلية ، نزيف في اقتصاد الوطن .. وقتل ا لسياح والتسبب في قطع أرزاق الآلاف من الأسر وارباك الاقتصاد بأكمله وزعزعة الأمن والأمان هو : حرب أهلية .. والقاء السموم ( مخلفات المصانع ) بنهر يشرب منه الناس هم وزراعاتهم وحيواناتهم وطيورهم بسبب الاهمال واللامبالاة وغياب القانون اليقظ السريع الصارم والحازم هو : حرب ، أبشع أنواع الحرب .. .. كل تلك الأشياء التي ذكرناها وغيرها .. هي حروب أهلية غير ظاهرة وهي لا تقل خطورة عن الحروب الظاهرة ، بل تزيد ، ولكن كثيرين لا يفهمون ذلك .. .. . وسبب هذه الحروب الخفية هو : غياب الديموقراطية مثلها مثل الحروب الأهلية الظاهرة ... وتفادي هذه الحروب أو ايقافها يكون بالديموقراطية .. أي بتداول السلطة وعدم احتكارها في شخص واحد تحت حجة أو أخري من الحجج اياها .. وبحرية الرأي وحرية النقد البناء التي تكفلها الديموقراطية .
العبور الأكبر هو : الخروج من عنق زجاجة الديموقراطية .. وهو المشروع القومي الأعظم الذي ننتظره من مبارك .. نعم هو المشروع الذي يفوق مشروع توشكي أهمية ويفوق مشروع مترو الأنفاق وكل المدن الجديدة التي أقيمت في عهد مبارك لأنه بدون الديموقراطية الحقيقية لن تكون هناك ثمارا وفيرة لأي مشروع ولن تكون هناك حماية أو ضمان للاستمرار والصيانةلأي مشروع في غياب الديموقراطية .. بدون الديموقراطية فان الأراضي المستصلحة والتي تسلم للخريجين سوف تقطع عنها المياه حتي تخرب بيوتهم بعد هلاك زراعاتهم ، ونقرأ استغاثاتهم بالصحف لأنهم معرضون للحبس بسبب عدم تمكنهم من سداد ما عليهم من أقساط (!) .. .. .. ، وبدون الديموقراطية فان المستشفيات التي تصرف عليها الحكومة الملايين وربما المليارات لا يوجد بها ولا حتي مجرد القطن والشاش ( وبشهادة جريدة حكومية كبري هي الأخبار - يراجع ما كتبه الكاتب الجريء أحمد رجب عن مستشفيات الحكومة ) .. وبدون الديموقراطية فان مال الشعب سوف يصرف علي رحلات أولاد بن بطوطة - المسئولون الكبار بمجلس الشعب وبعض الوزراء ( يراجع في ذلك شهادة احدي أكبر صحف الحكومة .. أخبار اليوم .. وما يكتبه حول ذلك كاتبها الجريء : أنور وجدي .. ) وأشياء وأشياء كثيرة جدا مائلة ومتداعية وأخري شارعة في الميل والتداعي طالما انه لا توجد ديموقراطية في بلد تجدد انتخابات الرئاسة فيه بما يسمي : بيعة ..!! تلك الزفة والهوجة التي تقوم علي الكذب والنفاق والرياء وخداع الشعب وخداع الجميع حاكم ومحكومين ..
من يخلف مبارك : سؤال لابد وأنه سوف يسأله الجميع بمجرد طرح فكرة دعوة مبارك لعدم ترشيح نفسه ويبدو للكثيرين أنه سؤال مخيف نعم فقد تعودنا منذ ما يقرب من نصف قرن علي ألا نعتمد علي أنفسنا وألا نمشي علي أقدام ديموقراطية تحملنا وتسير بنا بشكل عادي وطبيعي كما يحدث بكل دول العالم المتحضر التي لا تقل دولتنا عنها بشيء .. ولكننا تعودنا وطوال نصف القرن الماضي علي أنه لا رئيس الا الرئيس ولا زعيم سوي الزعيم ، وعلي أننا وباستمرار نمر بمرحلة راهنة ودقيقة !! ولا يقوي علي قيادة السفينة فيها سوي الزعيم الخالد وبعده الزعيم المؤمن حتي وصلنا الي الزعيم الرئيس مبارك ولا تزال الاسطوانة كما هي حتي صارت لدي الجميع قناعة بأنه من المستحيل أن تكون لدينا القدرة كشعب علي اختيار رئيس من بين ملايين المصريين !! .. وتخيلوا أن 62 مليون من البشر لا يعرفون واحدا من بينهم يصلح لأن يكون رئيسا للدولة سوي الجالس علي الكرسي وحده .. وبدونه لا يمكن اكمال المسيرة وبدونه يستحيل أن تكتمل الانجازات وبدونه لن يتحقق الاستقرار وبغيره لن توجد أية ضمانات للحر يات و .. و.. و. الي آخر ما نسمعه يتردد بكل ا لصحف والاذاعات وقنوات التليفزيون من أيام عبد الناصر الي أيام السادات ولا يزال يحدث نفس الشيء في عهد مبارك ..!!فهل يعقل مثل هذا الكلام ؟؟!! أم أنه لا يزيد عن كونه دجل وشعوذة سياسية من " كدابين الزفة " وهي ادعاءات باطلة لا تخرج عن دائرة النفاق والرياء لكل من يجلس علي كرسي الرئاسة سواء كان عبد الناصر أو السادات أو مبارك أو غيرهم ..، هكذا هي أخلاق " كدابين الزفة " الذين ابتلي الله بهم مصر وشعبها .. بل وابتلي بهم رؤسائها أيضا .. فهؤلاء أشبه بالشياطين التي توسوس كالوسواس الخناس في أذن كل رئيس وتزين له الديكتاتورية وتوهمه بأنه هو الوحيد وهو الفريد وهو الذي يهيم به الشعب هياما ولا يرضي بغيره بديلا ولا يشرك معه أحدا من ملايين المصريين !!! .. ونعود للسؤال مرة أخري : اذن من يخلف الرئيس فيم لو لم يرشح نفسه للرئاسة ؟ .. الجواب بكل صدق وأمانة هو : أي من الرجال الذين حوله .. أي منهم هو مصري وطني يحب بلده ولا يقل حبا لمصر عن الرئيس مبارك .. ومبارك يثق فيهم وكل منهم لديه الخبرة والدراية التي تؤهله لشغل منصب الرئاسة ونقول لكدابين الزفة المنافقين الذين هم سر شقاء مصر وعدم نهوضها وتعويق تقدمها ، نقول لهؤلاء : فلنرجع للتاريخ ونتذكر : " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم "؟!ونقول لهؤلاء أيضا ولملايين المصريين الشرفاء وللرئيس مبارك ابن مصر البار : " وما مبارك الا رئيس قد خلت من قبله الرؤساء ، وسوف يأتي من بعده رؤساء أفان مات أو قتل - بورك له في عمره وفي صحته - فماذا نحن فاعلون اذن؟ّّ !! الجواب هو : أبدا .. سوف يأتي من يتسلم الراية بعده وستعيش مصر كما عاشت قبله طوال 7000 سنة بدون مبارك وبدون السادات وبدون عبد الناصر وبدون رمسيس وبدون تحتمس ...
مرة أخري نعود لنسأل : اذن من يحكم فيما لو لم يرشح مبارك نفسه للرئاسة ؟ّّ!! الجواب بكل بساطة هو ممكن الدكتور الجنزوري ، أو الدكتور فتحي سرور أو الدكتور يوسف والي أو عمرو موسي أو الأستاذ كمال الشاذلي أو دكتور مصطفي الفقي ، أو أي من الوزراء الملتفين حول مبارك والذين يستعين بهم في رسم سياسة الدولة وخططها .. حتي لو اختير أقلهم كفاءة علي تولي المنصب فاننا لن نكون قد حققنا خطوة للأمام .. خرجنا من عنق زجاجة الديموقراطية وبدأنا نتعلم كيف يمكننا أن نعتمد علي أنفسنا في اختيار رئيس خلفا للرئيس الذي انتهت مدة رئاسته .. وبدأنا نتعلم كيف أن كرسي الرئاسة ليس وراثة يظل من يجلس فوقه مالكا له وساكنا فيه حتي موته أو عتقاله أو اغتياله .. كلا وبذلك نكون قد استطعنا أن نفهم ونقتنع نحن الشعب المصري بأنه لا يمكن أن يكون أي شخص أيا كان سواء الرئيس مبارك أو حتي رمسيس الثاني لو خرج من موميائه لا يمكن أن يكون هو الوحيد الضامن للحريات ، ولا يمكن أن يكون هو الوحيد الضامن للاستقرار أو التنمية .. فهذا دجل وكذب ويجب أن نتعلم أن القادرين علي ذلك من رجال مصر كثيرون جدا جدا .. من الممكن أن يكون بمصر مالا يقل عن مليون رجل شريف و قادر علي تولي منصب الرئاسة وقادر علي مواصلة المسيرة .. وأن الأمة التي لا يوجد بها سوي واحد فقط من 62 مليون هو الوحيد القادر علي ذلك هي أمة أولي بها أن تنتحر وتموت مثلما سيموت يوما ذاك الرئيس الذي كل حياة الأمة في يده وحده عندما يحين أجله كما مات كل الرؤساء وكل الملوك من قبله ومنذ 7000 سنة .. وهذا ما لا يمكن أن يحدث لأمة فالأمم لا تموت ولا يمكن أن يكون مصير أمة معلق بوجود رجل واحد .. فتلك أقوال الدجالين الذين يخدعون الرئيس وكل رئيس !!
جرب يا مبارك ولا ترشح نفسك للرئاسة : جرب يا سيادة الرئيس ولا ترشح نفسك للرئاسة .. وانتظر حتي يتسلم الرئيس الجديد وانظر بنفسك ما سيقوله هؤلاء " كدابين الزفة " للرئيس الجديد .. انظر واسأل عما اذا كان الأستاذ محمود السعدني قد حمل أولاده فور اعلانك عدم ترشيح نفسك واستقل أول طائرة غادرت مصر ليكمل بقية عمره في راحة وأمان ، لأن مصر كما قال لن يكون بها اطمئنان ولا ضمان لحياة هادئة الا بوجود مبارك ..؟! أم انك ستجده لا يزال يقيم بمنزله ويكتب مقالا جديدا يهنيء فيه نفسه وشعب مصر علي الخير العميم والسعد والوعد الذي سوف يتحقق علي الأيادي الطاهرة والبيضاء للرئيس الجديد .. انظر ما سيقوله المنافقون الذين سبق أن سبحوا بحمدك من قبل ووحدوك في الرئاسة ..!! ، ولا تنسي سيادة الرئيس وأنت تسلم الأمانة للرئيس الجديد أن تحذره من المنافقين فهم أعداؤه وليسوا أحبابه وهم أعداء مصر وسر نكبتها وفقرها وتخلفها والعقبة الوحيدة أمام نهوضها وتقدمها .. وهم هؤلاء أعداء للمسئولين لا لمصر وحدها فكل وزير أو مسئول أخطأ أو تجاوز أو حتي انحرف من الممكن أن يصحح أموره ويقوم سياسته عندما يقرأ النقد الموجه اليه بالصحف ولكن ما يحدث هو أن هؤلاء المنافقون يسبقون ويتطوعون لتبرير ما فعله ويدافعون عنه ويهاجمون الناقد وأكثر من ذلك أنهم يحيطون بالوزير أو المسئول المخطيء هذا ويزينزن له سؤ عمله ويغدقون عليه ماليس فيه من الصفات .. ويحاولون افهامه بأنه لايمكن لأحد أن ينتقده سوي الحاقدين وأعداء النجاح .. وهكذا توسوس تلك الشياطين الرجيمة في صدور الوزراء والمسئولين وسوسة الوسواس الخناس فيحل الخراب علي مصر وينهش الفقر قلوب الناس .. نرجوك يا مبارك ألا ترشح نفسك لتعطي درسا للسادة المبجلين رؤساء الأحزاب المعارضة الذين يطالبون بالديموقراطية ولا يطبقونها في أحزابهم ..علي أنفسهم ! يطالبون بالتغيير ولا يطبقونه علي أنفسهم !! لا ترشح نفسك لتكون قدوة لهم طالما أنهم لم يعرفوا بعد كيف يكونوا قدوة للحكومة التي يعارضونها ويسعون للاحلال محلها في تولي السلطة ..!! لقد بقي رؤساء أحزاب المعارضة فوق كراسيهم أكثر مما بقي أي حاكم آخر ابتداء من الملك فاروق وحتي حسني مبارك ..! وبذلك أثبتوا أنهم لا يصلحون ليس للحكم وحسب وانما لا يصلحون لا للحكم ولا للمعارضة ..!
ويا أيها المنافقون " وكدابين الزفة " الذين يرددون الأغاني الكاذبة عما يسمي ب " البيعة " استحوا واتقوا الله في وطنكم .. فكم من الشعوب التي تقل عن شعب مصر عراقة ارتقت وتحضرت وسبقتنا بمئات السنين .. اتقوا الله في مصر فكم من الدول التي تقل عنها تاريخا تقدمت وسبقتها حضاريا وتكنولوجيا بسببكم يا نكبة مصر ونكستها ووكستها ويا سر تخلفها وعارها .. اتقوا الله في وطنكم .. اتقوا الله .. اتقوا الله ...
=== == = == ( المؤلف )
تعليقات
إرسال تعليق