حادث بين الصحافة والمحاماة



محامون وملثمون و.. سبّابون!
نشرتُ مقال( لهذا أكره النقاب) على موقع للمحامين المصريين فتلقيت شتائم قبيحة ولعناتٍ لم يعرف إبليس لها مثيلا في أيام الرجم!
محامون درسوا القانون وقضوا سنواتٍ في كلية الحقوق وقرأوا في كتبٍ ضخمةٍ تتناول معارفَ شتىَ ؛ ومع ذلك فلم أتبين من شتائمهم إلا أنهم درسوا في غُرزة مخدرات، وتعاطوا البانجو في لجنة الامتحان، ورضعوا من لسان الحويني ويعقوب ووجدي غنيم ومحمد حسّان!
زعموا أنهم قرؤوا المقال عن الأمن الاجتماعي وحقوق الطفل في التعرف على وجه الذي اغتصبه والشرطة في رفع بصمات المجرمين الذين ارتدوا قفازات!
لم يهتزوا لذبح أشقائهم الجنود في الكمائن من قِبَل ملثمين يعتبرهم المصريون منتقبين بأمر الله.
لم يكترثوا للخيانة الزوجية ودخول منتقب بيوتهم وبيوت جيرانهم للعبث مع حريمهم.
لم يتردد أي منهم فيبدي خوفا على ابنه الصغير أو ابنته من شخص ملثم كالشبح يختطفه فيهتك عرضه أو يتسول به!
قالوا كلاما يحتفل به إبليس إلى يوم القيامة( كشف المرأة لوجهها دعوة للزنا، خلع النقاب للعاهرات فقط، صاحب البوست يقضي لياليه في النرويج يعُبّ الخمر، الحكومة النرويجية تدفع له حتى يهاجم عفة المسلمة في النقاب، هذا متأثر بالفكر الشيعي، أتحداه أن يهاجم اليهود.. الخ)
مرة أخرى، هؤلاء محامون مصريون وقد قمت بحظر تسعين من مئة سبّاب وشتّام وقذر اللسان، ثم قمت بحذف البوست، وألغيت متابعتي للموقع وأنا أشعر بغثيان وقرف وغضب وإحباط وعبثية مهنة كنت أظن أن الإعلاميين الفضائيين أحط وأقذر وأعفن منهم، ولكني بعد تأكدي أن 9 من كل 10 محامين مصريين أميون ودواعش ودعاة استبداد وجبناء ومتخلفون!
إذا كان رجال القانون بهذه الصورة البائسة في مصر فلا تنتظروا تغييرا ولو بعد ألف عام، فالفهم الديني الرجعي الجاهلي كبّل أرض الكنانة وننتظر عودة طالبان في صحبة بوكو حرام والاخوان والسلفيين لإعلان الدين الجديد رسميا.
لم أستخدم طوال نصف قرن تعبير(لا فائدة) حتى مع صراصير الإعلام ونتن الدعاة الدينيين وجُبن المثقفين وجهل القضاة ؛ لكنني اليوم بعد تأكدي أن تسعين بالمئة من المحامين في مصر كوارث وفواجع وبراغيث مفعوصة وسبب تأخر الوطن والعدل، أريد أن أصرخ بــ (لا فائدة) رغم حزني وأسفي لاستخدام هذه الكلمة اليائسة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
==== 

تعليقات