مقالات عام 2005 = 12



قصة : الحمار والبردعة


صلاح الدين محسن 
  2005 / 7 / 14

من وحي : كليلة ودمنة 

كانت القبيلة الهابيلة كلما أوقع الحمار ، الأحمق المكار ، أحد أفرادها ، فأحدث الاصابات ، وكب الزواد وأتلف الزاد

انهالت جميعها ضربا في البردعة ..! 

ويروح أفرادها ينفثون تبرما وتزمرا من سؤ أ فعال البردعة ..، 

ويصبون جام غضبهم ، وأكداس سخطهم علي البردعة ..!

وبعد طول تشكي وهجاء .. يطالبون بضرورة تغيير البردعة ..

ويظلوا لسنوات يند د وا ويطالبوا بوجوب تغيير البردعة ...

وبعد لأي .. ، وعلي مضض ..، يتم تغيير البردعة 

ويمضي الحمار كعادته في الرفس والعض وطرح أفراد القبيلة بالأرض .. محدثا بها الاصابات ، وموقعا فوقها النكسات

ولا يتواني الشجعان من أبناء القبيلة عن الضرب في البردعة ...

وبعد طول سنين معاناة ، ونقد وتأفف ، يكثفون طلبهم بضرورة تغيير البردعة 

وتتغير البرادع .. ، بردعة ، تلو بردعة ، تلو بردعة ... 

وفي كل مرة ..، تبقي ريما علي عادتها القديمة ..

ولا يأتيهم عيد ، وفيه ثمة جديد .. 

وتجدهم دائما يتركوا للحمار أمر تغيير البردعة . ...

وبالطبع فان الحمار لا يفهم في البرادع ، وانما :

في البرسيم والفول والنهيق والبرطعة ...

وتتغير البرادع ، وتتبدل ، والحمار هو الحمار 

وتزداد الحماقات وتتفاقم الأضرار ..

وأهل القبيلة الهابيلة لا شغل لهم سوي الشكوي والضرب في البردعة ...

حتي صاروا عند باقي القبائل ، مضربا للمثل لمن لا يعرف المصدر الحقيقي لمشاكله وبلاويه ..، فيطلق سهامه ويسدد ضرباته الي غير الهدف الصحيح الذي يفيده ويغنيه فيقال عنه :

كمن يتركون الحمار ...ويؤدبون البردعة ..!!! 

---الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14

تعليقات