هأ .. هيء .. هأوو

   

هذا عنوان المقال , كما نشرته كاتبته :                           
                      هأ .. هيء .. هأوو                                         

حنان محمد السعيد   - طبيبة - 
الحوار المتمدن- 2018 / 2 / 2

كانت هذه الصيحات المبهمة هي بعض ما ورد في خطاب الزعيم الملهم، ومندوب الدول الإستعمارية على الأراضي المصرية لتبويرها وبيعها وتجريف ثرواتها والقضاء عليها قضاءا مبرما لا رجعة فيه.

وكعادة خطابات الزعيم اللوذعية، إمتلأ الخطاب بالتهديد والوعيد والإستعلاء بالإضافة إلى الأكاذيب والعبارات المضللة، فمن الذي يجرؤ على مراجعته، ومن الذي يملك الرد عليه إلا إذا كان سيغامر بمنصبه وأمانه وأمان أسرته وربما حياته.

حقيقة ذكرني هذا الخطاب بخطاب الرئيس السادات أمام البرلمان في سبتمر 1981 وذلك بعد أن أعمل في معارضي كامب ديفيد سجنا وقمعا وتنكيلا، وأغلق الصحف وزج بالعديد من الشخصيات اللامعة في العديد من المجالات في السجون، وهو يظن أن لن يقدر عليه أحد وأنه اصبح المالك الحصري للبلاد والعباد يفعل ما شاء له بدون أن يرد مشيئته أحد، فلم يمر أكثر من شهر على خطابه هذا ولاقى ربه وحسابه.

وإن كان السادات هو بطل الحرب والسلام، والذي أعاد الأرض ورفع رأس المصريين عاليا، وكان له الكثير من المآثر لدى المصريين، فلا أعرف كيف يكون الحال بالنسبة لرئيس باع الغالي والتفيس ولم يترك كبيرة ولا صغيرة في حق البلاد والعباد إلا وآتاها غير وجل حتى أن العسكريين ممن خدم تحت إدارتهم لم يكن لهم كرمة عنده ونكل بهم أيما تنكيل.

يقول لنا تسديد الديون أو رفع الأسعار، والحقيقة أننا لا نعرف حتى الأن أين ذهبت كل هذه المبالغ الضخمة التي إستدانها ولم نستفيد منها من قريب أو بعيد حتى نسددها، بل أن رفع الأسعار مرات عديدة لم يقلل من معدل الإستدانة ولم يقلل من عجز الموازنة الذي يزيد رغم كل شئ مؤكدا على عجز هذه الحكومة البائسة وفشل سياسات صندوق النقد الدولي التي يبدو أنها لا تهدف إلا إلى إفقار الشعوب ودعم الفاسدين والقضاء على الطبقة المتوسطة وترك الشعب عاريا من أي إنتاج من أي نوع.

إن إستعراض العضلات الذي جاء به الزعيم الملهم في خطابه، هو بمثابة تأكيد إضافي على عدم جدوى أي إنتخابات طالما كانت هذه هي العقلية التي تحكم البلاد، والتي لا تقبل بأي حال من الأحوال بمبدأ تداول السلطة، وتجعل من المنافسة على كرسي الرئاسة جريمة يجب أن يعاقب مقترفها ضاربة بالدستور والقانون عرض الحائط.

لقد وصل الأمر بهؤلاء إلى تكفير من يرشح نفسه في الإنتخابات ضد الزعيم الملهم، فلم يكتفي هذا الأخير بالإتجار بالوطنية حتى يتاجر أيضا بالأديان!!

إن التهديد والوعيد ربما يوغر الصدور بأكثر مما يفعل أي شيء أخر، وأنت لست "مصر" ولا أنت "الجيش" وهذا الجيش قوامه المجندين والذين هم طين الأرض وحتى لو خانهم التوفيق في يوم ما ولم يدركوا الخطأ من الصواب نتيجة عمليات غسيل الدماع المستمرة فعندما يجد الجد سيعرفون ويدركون ويفهمون وستبقى وحدك.

لا أعرف من هذا الذي علمك مفاهيم "الدولة" فيبدو أنه هو نفسه من علمك مفهوم "الشرف" ويبدو أنه يتحمل وحده هذا الخطأ الفادح في مفهومك لكليهما!

===== 

تعليقات