فزورة لا حل لها ! - أكبر مشكلِ

ما الحكاية ???
لو كان الله فزورة , لوجدوا لها حلاً - فالجدل يدور حولها البشر منذ القدم -  . 
ولو كان الله مسألة في الرياضيات , عويصة معقدة ومُعلّقة , لوجدت من يحلها خلال العصور الكثيرة التي مضت والنقاش حول وجود الله لا يتوقف . لا المؤمنون ولا غير المؤمنين اتفقوا علي حل المسألة !                
اذا كان الله موجوداً ، فما هي الخدمة او المساعدة التي يمكن للبشر تقديمها له ?
الجواب : لا يحتاج لشيء منا
ما هو الضرر الذي يمكننا كبشر إلحاقه به ؟
الجواب : لا يمكننا إلحاق اَي ضرر به
  اذا كان ايماننا لا يفيده ولا عدم ايماننا يضره . فما هو المطلوب , لكي تتوقف تلك الضجة التي لا تتوقف أبداً حول وجود الله أو عدم وجوده .. ؟؟

لو كان الله موجوداً ورؤوفاً لرأف بحال البشر , وظهر لهم , أطل من الفضاء وكلمهم ليرتاحوا من جدل وعراك  عمره قرون , وعصور .. حول وجوده .. بلا طائل .. !
ما المطلوب منا كبشر لأجل الله ؟؟
ان نُعظّمه ونُكبّره ونُمجّده مثل الرؤساء الناقصين والحكام الطغاة الجبابرة !؟؟....
أم  أن لغز  " الله " مُهمُ للتسلية. وتمضية وقت الفراغ .. واستعراض علوم عن أدلة نفي وأدلّة إثبات , والصياح والشجار والتسلّي ،، والخروج بصداقات أوعداوات !!

                                         زويس - كبير آلهة الاغريق
ما هو المطلوب منا تجاه الإله ؟ هل له طلب او طلبات منا نحن البشر التراب !؟
زعم قائل : اذا كان الله غير موجود فكل شيء مباح
كيف ؟!؟  إذا أبحت لنفسك مالي لعدم وجود إله ، سأبيح لنفسي مالك
وإذا أبحت لنفسك عرضي .. 
سأبيح لنفسي عرضك , وإذا أبحت لنفسك دمي ، سأبيح لنفسي دمك. فهل يجوز ذلك ؟؟ أم ان القانون المدني يحكمنا ويحكم بيننا , ان لم يكن الله موجوداً ..؟؟
طبعاً القانون المدني  
ان لم يكن الله موجوداً .. فالقانون المدني موجود ...

                        قوانين حمورابي بالعراق القديم - سنة 1792 ق م : 1750 ق م)

ان مشكلة وجود , وعدم وجود الله , هي مشكلة مصنوعة من لا شيء. صنعتها الأديان ورجال الأديان .. ويتربح من ورائها ناس , ويتاجرون بها ( ويدخل هذا السوق مفكرون وكتاب وناشرون , وقُرّاء ) ويتسلّّي بتلك اللعبة الفارغة ، من لديهم وقت زايد وليس أمامهم مجال آخر مفيد ، لانفاق أوقاتهم فيه .... وشعوب تنهض وتتقدم .. وشعوب أخري تبزنط في مناقشات لا تنتهي .. وأقدامها غائصة بأوحال تخلفها وفقرها وجهلها .. !  
 

جلالة الإله آمون  وزوجته الإلهة موط  - معبوط مصري قديم

----  الشعوب التي نفضت أياديها من مثل تلك القضية الفارغة , وعكفت علي السير في طريق العلم والعلمانية والديموقراطية .. نهضت وتقدمت , ويعيشون في رخاء وعدالة ومساواة .. فلو ظل شعب ومثقفو سنغافورة - أو تايوان , أو اليابان , أو الصين , أو كوريا الجنوبية . وبقوا مشغولين بقضية وجود الله , لما تحرروا من الفقر والتخلف .

والشعب الذي يقيمه رجالات الأديان , ويقعدونه , ويصبحونه ويمسونه .. علي تخويفه مما بعد الموت . ويظل مستسلماً لأحاديثهم , لن يطول شيئاً من نعيم الدنيا .. ولن يجد شيئاً من وعود الأديان , بعد الموت .
فهل من آذان تسمع وعقول تعي ..؟
-----
أثبتّ رباً , تبتغي حلاً به للمشكلات , فكان : أكبر مشكل  

 - الشاعر  جميل صدقي الزهاوي -

إن الشرائع ألقت بيننا إحناً , وأورثتنا أفانين العداوات

 - أبو العلاء المعري -
=============

تعليقات