في السلم كما في الحرب

في السلم كما في الحرب . تعليق فاريء علي مقال :
حسان التميمي
بعد هزيمة عام 1967 قامت بغض الدول العربية وخصوصا مصر وسوريا بمنع استيراد الأفلام الأمريكية عقابا لها على دعم إسرائيل ، وكأن ّهذه المقاطعة ستحدث تأثيرا اقتصاديا موجعا لامريكا ، علما بأنّ عائدات استيراد الدول العربية للأفلام الامريكية تشكل أقل من واحد بالمائة من الإجمالي الكلي للدخل الأمريكي من الأفلام التي تستوردها الحكومات العربية ، فما كان من مرتادي السينما إلا أن قاطعوا دور السينما لأن غالبية الأفلام هي أمريكية الصنع إخراجا وتمثيلا وتوزيعا ، مما جعل تلك المقاطعة فاشلة بل ، ضارة حيث حرمت الشعب من الترفيه عن نفسه ، فعادت تلك الأفلام بقوة ،وعادت أفلام الكاوبوي الممتعة التي أحبها جيل بأكمله ، وهكذا يخطئ الثورجيون في الحرب وفي السلم
ما سبق , كان تعليقاً  علي مقال بالشرق الاوسط .  بعنوان " حلم المزرعة " للكاتب سمير عطا الله .
نص المقال : 
لم تعد أفلام «الكاوبوي»، رعاة البقر، تنتج إلا قليلاً. كانت في شبابنا هي الطاغية، وأبطالها هم نجوم الشاشة، وبطلاتها من فئة مارلين مونرو. وكانت مشاهدة فيلم في نهاية الأسبوع هي فرح الأسبوع كله، وما عدا ذلك ليس في الموازنة تحت أي بند من البنود، بما في ذلك خدمة الدين العام.
لذلك، كان عليك أن تختار بصعوبة، أي فيلم تشاهد: أفلام الحرب العالمية الثانية، أفلام الغرام والدموع، أم فيلم الكاوبوي، حيث ينتصر البطل على جميع الأشرار ويضعهم في السجن ويلاعب مسدسه في الهواء منتصراً في المنازلة أمام المراقبين المتوتري الأعصاب. وليس ذلك فقط، بل سوف يفوز بالحسناء التي لا يعرف أحد من المشاهدين ما الذي حملها إلى تلك القفار والديار. أو كما غنت أم كلثوم: 
وديار كانت قديماً دياراً / سترانا كما نراها قفاراً.
نمَت لدي من مشاهدة أفلام الكاوبوي محبة الطبيعة والعزلة والهواء الطلق وانتصار القانون دوماً على الأشرار، وطابت لي فكرة أن تؤنس العزلة في تلك القفار شقراء مثل مارلين مونرو، أو سمراء مثل صوفيا لورين. عزلة بعيداً عن البشر، وسهول فيها خيل وليل وصوفيا لورين، وسامح الله المتنبي بالباقي.
ورحت أحلم بأن أصبح مزارعاً، أو على الأقل «مزارع (بارت تايم)». أمضي معظم وقتي في العزلة والطبيعة، أقرأ وأكتب، وما فاتني من ضوء القمر أستمده من ملايين النجوم السابحة في لألأتها فوق أحلام الحالمين. ومع الكبر والواقعية، راح يتبين لي أن المزارع مهنة الأغنياء، لا البسطاء. وأن الحقول الممتعة على الشاشة متعبة على الأرض. ففي دنيا الواقع عليك أن تقلّم الشجر وأن تسقي الزرع، وأن تفلح الأرض، وألا تنسى الغنم وموعد إطعام الدجاج، وإذا ما بقي شيء من الوقت تقرأ شيئاً من كتاب وتنام والكتاب على صدرك، ناسياً من شدة التعب، أنه كان يفترض في اكتمال الصورة أن تمرّ صوفيا لورين من هناك.
أقلعتُ عن فكرة المزرعة منذ زمن. وأصبحتُ تخيفني مجرد فكرة الوجود في مكان تندفع فيه القطعان من آلاف الثيران الجامحة نحو مرعى أو مسقى. وأتساءل كيف يمكن لصوفيا لورين، وفي أي ظروف، أن تظهر هنا، وسط كل هذه الأبقار وعواصف الغبار، حتى من أجل كلنت إيستوود.
إنها السينما. أو السيما، كما دللها المصريون. هي التي كانت أهم سلاح استخدمته أميركا فيما كان السوفيات يضيعون الوقت في صنع الصواريخ. قدمت هوليوود الحياة الأميركية على أنها أبسط وأجمل حياة في العالم. أمام كل منزل سيارة وحديقة وقصة حب، بينما نجحت السينما السوفياتية في الأناشيد الجماعية.
-----

تعليقات