للمرة الأولى في السعودية... امرأة أمام جمهور «مختلط» على خشبة المسرح

                                              لقطة ترويجية للعرض المسرحي - منقولة من الانترنت -
جريدة الحياة  10-2-2018
الرياض تحتضن أول مسرحية مفتوحة بمشاركة ممثلة سعودية
شهدت العاصمة الرياض أمس «الجمعة» أول عرض مسرحي تشارك فيه امرأة مع ممثلين على خشبة المسرح المفتوح أمام جمهور العائلات والأفراد، في أول تجربة من نوعها في تاريخ المسرح السعودي، عبر مسرحية درامية «حياة الإمبراطور».
وتعرض فرقة «الستائر الحمراء الخاصة» مسرحية حياة الإمبراطور، يومي الجمعة والسبت، بواقع عرضين مسائيين يومياً، على مسرح جامعة دار العلوم الخاصة، في مدينة الرياض، في حين أعلنت هيئة الترفيه، التي تنظم الفعاليات الفنية والترفيهية في مناطق المملكة والداعمة لمسرحية «حياة الإمبراطور» في وقت سابق أن المسرحية متاحة للجميع بتذاكر تبدأ من 75 إلى 200 ريال، وأن العرض متسق مع ضوابط وشروط محددة؛ تراعي بعض القيود الدينية والاجتماعية، إذ تشارك ممثلة المسرح السعودية نجاة (21) عاماً في عرض المسرحية مع بقية الممثلين، لتكون بذلك أول ممثلة سعودية تظهر في مسرحية مختلطة وأمام جمهور مختلط أيضاً.
والمسرحية مقتبسة من قصة عالم «والت ديزني» الشهيرة للإمبراطور «كاسكو» الأناني، الذي تتدخل مساعدته العجوز في شؤون حكمه، ما يدفعه إلى إصدار قرار غير مرض بالنسبة إليها.من جهته، أكد المدير الفني في الشركة المنظمة للمسرحية «الستائر الحمراء» عبدالخالق بن رافعة أن مسرحية حياة الإمبراطور عرضت أكثر من ثلاث مرات طوال العام الماضي في مدينة جدة، وحظيت بإقبال كبير من الجمهور، مشيراً إلى أنها كانت تعرض من دون مشاركة نسائية، إذ إن دور «إيزما» كان مقتصراً على رجل، بينما اختلف الأمر في عرضنا الأول في الرياض، وهو إدخال العنصر النسائي المتمثل بنجاة، لتقوم بدور «إيزما» العجوز الشريرة، بتوجيه ورعاية من هيئة الترفيه.
وكشف لـ«الحياة» عن أن المسرحية لقيت رواجاً كبيراً في جدة، وكذلك في الرياض، التي نفدت تذاكرها في وقت باكر، لافتاً إلى أن الصعوبات لا بد من مواجهتها، ولاسيما أن الفعالية تعد أول تجربة مسرحية تشارك فيها امرأة على خشبة مسرح، إذ إن كثيرين يرفضون هذه الفكرة. وعن المسرحية قال ابن رافعة: «إنها مقتبسة من والت ديزني في مسرحيتها حياة الإمبراطور الجديدة، غير أننا قمنا بتنقيحها، بحيث تتناسب مع مجتمعنا وعاداتنا، وهي مسرحية ملائمة لجميع أفراد العائلة كباراً وصغاراً».
في حين أبدت الممثلة نجاة مفتاح، التي تعشق التمثيل، وخصوصا المسرح، حماستها كونها أول مرة تقف على المسرح في تجربة غير مسبوقة بالنسبة لها، يمتزج فيها الشغف والتوتر في آن واحد، وقالت لـ«الحياة»: «على رغم أنها تجربتي الأولى في المسرح فإن روح فريق العمل المتعاونة والمحفزة أثلجت صدري ودفعتني إلى أن أصف هذه التجربة بالرائعة والفريدة من نوعها، وحفزتني إلى بذل مزيد من العطاء»، مشيرة إلى أن والديها هما أيضاً داعمان لها، واتضح ذلك بعد أن شهدت والدتي تدريباتي للمسرحية.
وتوقعت نجاة أن يتقبل المجتمع فكرة مشاركة المرأة الرجل في التمثيل على المسرح، وقالت: «نحن لا نقوم بعمل خاطئ، فنحن تحت مظلة هيئة الترفيه، والمجتمع سيرى إبداعنا»، مضيفة: «كما أن المسرح فن جميل ويحمل في طياته عبراً ورسائل هادفة لا تقتصر على الترفيه وحده».
-----

تعليقات