عن المقالات التي نختارها

صلاح الدين محسن
16-2-2018

كثيراً ما أعيد نشر مقالات قرأتها بمواقع مختلفة ,ليس وحسب هنا في المدونة , بل نشرت سلسلة مقالات بصفحتي بموقع الحوار  المتمدن , تحت عنوان " مقالات أعجبتنا " .
وطبعاً ان قرأت مقالاً ووجدت فيه قبحاً صارخاً لا يُحتمل , لأحد كتاب تلك المقالات المختارة , كنت أرد عليه بمقال ..
وذات مرة - منذ حوالي عشر سنوات - كتبت أرد علي كاتب مصري . معروف بانه ليبرالي - يقيم في مصر - وأنا أحب أغلب كتاباته وأتابعها . ولكن فجأة ( إنهبش في نافوخه .. وانقلب علي نفسه 180 درجة ! واتضح لي فيما بعد أن تلك الهبشة النافوخية تنتابه - ككاتب - من وقت لآخر) وكتب مقالاً يعتبر فكرأ داعشياً - قبل ظهور داعش . حمل ما تردده  جماعات الهوس العقائدي . اذ قال  ان آثار مصر هي مجرد أحجار قديمة ..!
فجن جنوني .. كيف يأتي الناس المتحضرون من اليابان لأمريكا مروراً بأوروبا . لمشاهدة آثار مصر وهم مشدوهون مبهورون ... بل وترسل الدول العظمي بعثات للتنقيب واستخراج آثار مصر , ويقول عنها كاتب سياسي مصري ( تقدمي .. ) انها مجرد أحجار ..؟!
كتبت أرد عليه بقسوة . وخاطبته فيه بالقول : حتي أنت يا بروتس .. !!؟؟ وهي العبارة التي قالها يوليوس قيصر , لصديقه الذي فوجي به ضمن المشاركين في طعنه وقتله ..!
وبعد مدة قرأت لنفس الكاتب مقالاً ممتازاً . فأعدت نشره بالحوار المتمدن , ضمن سلسلة " مقالات أعجبتنا " .. لأنني لا أتصيد له أو لغيره سقطاته فقط , لأندد به وبها .. كلا .. بل أصفق له ولغيره بحرارة , اذا أجاد ( ومقالاتي ليست فوق مستوي النقد , ولكنني أتكلم عن الانقلاب علي النفس ب 180 درجة )
فاذا بذاك الكاتب . يرسل لي بالايميل قائلاً في لوم أو غضب : سبق لك أن وصفتني ب " بروتس " ..
فرديت عليه : هذه لك .. وتلك كانت عليك
لم يفهم ان اعادة نشري لمقال له أعجبني , معناه انني أحيي وأُشجع  الجيد من كتاباته ولا أتجاهله . ولا أتصيد له الرديء  .

كاتب صحافي لبناني كبير , ينشر باحدي أشهر الصحف التي تصدر بالعربية من لندن , تعجبني جداً أغلب كتاباته وأسلوبه وتحليلاته , وسعة اطلاعاته واتصالاته وعلاقاته بشخصيات من مختلف المستويات - الحاكمة , و السياسية والثقافية والصحفية
كنت أعيد نشر بعض مقالاته التي تعجبني جداً .. ولكنني اكتشفت انه من وقت لآخر يدس السم في العسل .. إما في آخر 3 سطور من المقال , أو بسطر يدسه وسط السطور , يدلس , أو يغالط ويقلب الحقائق قلباً لا يمكن أن يكون بحسن نية , يجامل , يداهن , ينافق الحكام . نفاقاً صعب الهضم أو البلع .
فكان لزاماً عليّ إعادة نشر نماذج من تلك المقالات السيئة - مثلما أنشر الجيدة - وأفند ما جاء بها .. وهو يتابع ويرد ضرباً تحت حزام , وباستعلاء .. اعرف انه محترف , ولكن الاحتراف لا يعني ممارسة تلك الأفعال .

وللكاتب المصري الذي يقيم في أوربا منذ قرابة 40 عاماً ولا يزال بها هو وأولاده وأحفاده . ويحتفل ببلوغه 71 عاماً
أقول : قبل بلوغك سن السبعين , كنت أحترم كتاباتك , وأحب القراءة لك وأستمتع بأسلوبك الأدبي .وأعدت نشر بعض تلك الكتابات . ومنذ سنوات دارت بيننا بعض الرسائل الودية بالايميل .. لكن..
أنا سأبلغ ال 70 من عمري بعد بضعة شهور .. فاذا وجدتي أكتب وأقول ان البلد - الوطن الأم لكل منا - وهو البلد الوحيد بالمنطقة الذي منه اثنان حصلا علي نوبل في العلوم والآداب . ومنه  أشهر جراح قلوب عالمي , ومنه علماء شبان بوكالة ناسا الأمريكية للفضاء ..ونوابغ بمختلف أنحاء العالم .. لا يوجد به ما هو أهلاً لتولي منصب الرئاسة ! وفي نفس المقال أجري دعاية لزعامات دويلات صغيرة بالخليج  لا يملكون سوي ذهب النفط , ومنه يمولون الارهاب العالمي .. اذا وجدتني أكتب ذلك عندما أكمل عامي السبعين - كما فعلت أنت وتسببت في هياح القراء عليك , والتعبير عن خيبة أملهم فيك . - فاعلم انني قد وصلت لمرحلة الخرف . ولا لوم علي أحد اذا كتب يردني عما شطحت اليه
واذا وجدتني - ببلوغي سن ال 70 , بعد شهور . أنشر مقالات أقول فيها انني متمسك بلغة ما , ولو تخلي عنها كل المتكلمين بها ... (!)   وانني عربي ولو تخلت العرب عن عروبتها .!
حتي ولو كان في كلامي هذا  قدر من المبالغة الدلالية .. فهي مبالغة غير محسوبة - منفلتة - ( كمن يعاند الآخرين , ويتحدي نفسه ) و لا تليق بحكمة من بلغ عمره ال 70 سنة , واعلم حينها انني قد بلغت مرحلة الخرف ..
وأخيراً : أتمني لك ولنفسي , قضاء شيخوخة هادئة , بلا خرف , وبعيداً عن الازعاج . وكل عام وأنت والعائلة بألف بخير .
=======

تعليقات