الخروج للنهار

                                         الخروج للنهار   
صلاح الدين محسن

نشر بموقع الحوار المتمدن - يوم 26-2-2018                                     

طابت أوقاتك - عزيزي الفاضل
أتفهم قولك ان الحل السليم لقضية النهوض الصحيح للعراق - ولباقي دول المنطقة - شيء .. والممكن عملياً شيء آخر
ولكنني أقترح ان السيد " العبادي " رئيس الوزراء العراقي , يقوم بمبادرة - جسورة - سوف يكتبها له التاريخ سواء نجحت أو لم تنجح ..

بأن يخاطب العراقيين قائلاً : (( لقد عشتم عشرات من السنين في حروب داخلية وخارجية . وانتهي بكم الأمر بتدمير بلادكم وخرابها وقتل واصابة وتشرد الملايين بمختلف بقاع العالم . أغلب كوارثنا كانت بسبب التعصب الديني والطائفي
أيها الشعب .. إذا أردتم حقاً النهوض والتقدم , والعيش في حياة كريمة , فاعلموا ان كل الدول التي نهضت وتقدمت , لا تكتب اسم الله فوق العلم , ولا تُدخل دين من أديانها في الدستور أو في القوانين .ولا في أية وثيقة رسمية , ولا تكون للأديان أو الطائفيات أية مرجعيات من أية درجة لا بالدستور ولا بالقوانين . ولا بالتعليم أو العلوم , والمرجع الوحيد هو مواثيق حقوق الانسان الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة . فلابد من فصل الأديان كلها عن السياسة , وابعاد السياسة عن العصبيات الدينية والطائفية ... وعلي كل من له دين ورب , أن يحفظه في قلبه ويراعيه في ضميره وفي عمله وحسب. لكي تنهض بلادكم وتتقدموا وتعيشوا كلكم كراماً في حب وسلام ... ومن هنا عليكم أيها الشعب أن تقرروا في استفتاء عام : إما النهوض والتقدم والرخاء بفصل الأديان عن السياسة .. أو الاستمرار في مسيرات العداء الطائفي والدياناتي , والبقاء في مستنقع الدماء والفقر والتخلف .. وسوف يجري استفتاء حول تلك المبادرة .. وعلي ضؤ نتيجة الاستفتاء . إما أن أواصل معكم , علي النهج الديموقراطي . وفي سكة السلامة . وإما تختاروا السير في سكة الندامة .. حينها سأختار لي طريقاً آخر . وأدعو لكم بأن تهتدوا لطريق الصواب ))

وعليه يجري استفتاء . ويحدد علي ضوئه . اذا اختار العراقيون طريق السلامة فخيراً . ويكون العبادي قد قدم سابقة , تضع حجر الأساس لغد جديد و زاهر الشعوب الناطقة للعربية . و اذا فضل العراقيون البقاء في الدائرة الجنهمية الدموية. برفض فصل الدين عن الدولة .. فيقدم العبادي استقالته . وتدخل مبادرته في سجل تاريخ كل دول المنطقة , وليس تاريخ العراق وحسب .
---
ما سبق هو رد علي مراسلات جرت بيني , و دكتور عبد الخالق حسين -الكاتب السياسي - والطبيب - العراقي . والذي سبق أن جمعنا مؤتمر سياسي عن حقوق الانسان باحدي دول أوروبا . منذ سنوات .

وكان دكتورعبد الخالق قد أتحفنا عبر الايميل , برابط مقاله " ما البديل عن مؤتمر الكويت لاعمار العراق ؟ " يوم 15-2-2018 . والمنشور بموقع الحوار المتمدن . فأرسلت تعليقاً بالايميل , وتفضل بالرد عليه , وما جاء في بداية المقال أعلاه , هو رد علي الرد .
    ----

تعليقات