مقالات 2005 - 15
اتحاد الجهلاء والمثقفين العرب
بعد أن سقط الطاغية صدام وأسقط وطنه معه مهشما اياه ..
راحت احدي القنوات الفضائية تستطلع الآراء
ومن أوائل من سألتهم – لمعرفة رأي الشارع العراقي – سيدة عراقية كان واضحا من هيئتها العامة وطريقتها في الحديث ، أنها سيدة بسيطة ، أمية جاهلة ..
وقد كانت تلك المرأة غاضبة للغاية ، تتكلم بثورة وهي تشيح بذراعها بكامله ..
لم تكن غاضبة بسبب دمار عاصمة بلدها ..
لم تكن غاضبة بسبب المليون انسان الذين تسبب صدام لهم في القتل ( نصف مليون من ايران وحدها وربع مليون عراقي في حربه مع ايران ، والباقي في حروبه الداخلية ضد الشعوب العراقية من أكراد وشيعة وآشوريين وغيرهم ، بالاضافة الي ما قتله من شعب الكويت ، وما قتله من شعب اثيوبيا عندما ساعد الصومال – سياد بري – ضد أثيوبيا – مانجستو هيلا ماريام - ..وكلاهما حكم شيوعي
بزعم أن الصومال بلد عربي ، في حين كان رئيس الصومال نفسه لا يعرف العربية وفي اجتماعات الرؤساء بالجامعة العربية ، يلقي كلمته بالفرنسية بعد أن يقول "بسم الله ( الرهمان الراهيم ) "..!! ، ثم عاد صدام ليقتل من شعب اثيوبيا مرة أخري عندما ساعد الارتريريين في حربهم ضد اثيوبيا لأجل الانفصال – بنفس الزعم .. عروبة مزعومة لارتريا - !! ، ومن قتلهم من السوريين بالتفجيرات التي كان يقوم بها في دمشق في نهايات السبعينيات بالتبادل مع الفرع السوري للحزب ..(!) ..القائد
ولم تكن تلك المرأة غاضبة علي ثروة العراق التي بددها صدام علي بناء قصور تفوق قصور هارون الرشيد .. بالاضافة لما بدده في الحروب ..، وانما غضبها :كان محددا في سبب آخر عبرت عنه بكلمات قليلة :ماااااااا نريد الأجانب مااااا نريد الأغراب ( وكانت تمد في حرف الألف بعد ميم ما ، مدا طويلا ..)..
يا ريته عاش صدام ألف سنة ..
ماااا نريد الأجانب
ماااااا نريد الأغراب ..
هكذا كانت تتحدث تلك المرأة الجاهلة ، أو غير المدركة لما فعله صدام ، غير الواعية لأن أي تغيير من أي نوع لعلاج ورم سرطاني
في جسد العراق –كصدام - ، هو بالتأكيد أفضل ألف مرة من بقائه ، غير مدركة أن خروج الأجنبي فيما بعد – أو اخراجه – هو أهون بكثير وأسهل من خلاص العراق وشعب العراق من صدام الذي لا أحد من العراقيين يعرف أبدا طريقا للخلاص منه ..
كان ذاك هو رأي تلك المرأة البسيطة الجاهلة – ممثلة لغالبية البسطاء وعامة الجهلاء – عراقيين وعرب ..
فكيف كان رد فعل أغلب المثقفين العرب عامة – عراقيون وغيرهم - ؟!!
نفضل أن نترك الاجابة للمثقفين العرب أنفسهم - مفكرون وكتاب –
وقد اخترنا اثنين من الكتاب والمفكرين ممن تنشر مقالاتهم بالعديد من أكبر الصحف الالكترونية من ايلاف ، والحوار المتمدن ، شفاف الشرق الأوسط .
دعونا نبدأ بالطبيب والمفكر العراقي " دكتور عبد الخالق حسين "
حيث كتب يوم 16/7/2005 بشفاف الشرق الأوسط يقول :
" .. خوفا من أ ن يقولوا صراحة أنهم من أنصار الطاغية صدام ، يتهجمون علي أعداء صدام ، وراحوا يدعمون الارهاب في العراق
ويصفونه بالمقاومة الوطنية الشريفة ، وهي أبعد ما تكون عن الوطنية والشرف ، والمثقفون العرب الذين وقفوا فعلا الي جانب حق الشعب العراقي في بناء نظامه الديموقراطي قليلون جدا .."
أسمعتم ؟!! من هم القليلون جدا ؟!! وعرفتم من هم الكثيرون جدا .. ؟(!) ..انها لمأساة ..!
أما الآخر فهو المفكر " دكتور شاكر النابلسي " والذي كتب يوم 14/7/2002 بجريدة " ايلاف " حيث قال :
" .. لأول مرة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة يتماهي هذا العدد الهائل من المثقفين العرب مع السلطة الحاكمة ويتبنون رأيها في الأحداث الجارية من 11 سبتمبر 2001 حتي الآن ، فنظرة سريعة وقراءة عاجلة لما ينشر في الصحافة العربية ومايقال في الفضائيات العربية منذ ذاك التاريخ حتي الآن تثبت لنا أن غالبية المثقفين العرب المشاركين في الشأن العربي العام مازالوا يؤمنون – مثالا لا حصرا – بأن كارثة 11 سبتمبر هي من تدبير المخابرات الأمريكية والموساد الاسرائيلي رغم اعتراف بن لادن نفسه بمسئوليته عن تلك الكارثة وافتخاره بالقيام بها ودعائه بأن يدخل الله مرتكبيها الجنة .."
يلاحظ القاريء الكريم أننا أمام قضيتين كبيرتين خطيرتين – لا واحدة - وقد اتفق فيهما أغلب المثقفين العرب ( بشهادة اثنين من كبار المثقفين العرب ..) ، .. اتفقوا علي السلب وليس الايجاب (!!) ففي الحالة الأولي وكما رأينا وقال لنا المفكر العراقي عبد الخالق حسين كيف وقفوا في صف الديكتاتور ، وكانوا هم والسيدة البسيطة من تلك القضية في خندق واحد مع الطاغية ! .. ضد مصلحة شعب العراق – غالبيتهم- ..!!
وفي القضية الثانية بين لنا المفكر المعروف د . شاكر النابلسي كيف أن أغلب المثقفين العرب وقفوا ولا يزالوا في خندق من يبريء الارهاب والارهابيين مما يقرونه ،هم أنفسهم بل و يعتزون به ويفتخرون (!!!)
لماذا لانسمع رأي اثنين من القراء ؟ ..:
1 - " نحن بحاجة الي فتح دورات لتوعية المثقفين العرب ، وتغييرهم لا التفكير فقط في تغيير الحكام العرب ، لأنهم لا ينظرون بأعينهم ما يجري من قتل وتدمير .. الخ ) = القاريء : جابر الخاقاني ، في تعليق له يوم 15/7 الجاري في ايلاف ، علي مقال النابلسي .
2- " .. أن البعض من مثقفينا في حالة تيه ولكن أؤكد أنه تيه خياري ... ففيهم الكثير ممن سموا أنفسهم مثقفين ، وهم بواقع الأمر مرتزقة " = القارئة وفاء الرشيد ، في تعليق لها يوم 14 /7 ا لجاري بايلاف أيضا علي نفس المقال السابق.
ولعلنا لا ننسي بل يجب اضافة أن :
قضية اعتزال سيد القمني ، التي فضحت النظام في مصر ، لما يعنيه اعتزال القمني من عدم ثفته في قدرة مثل ذاك النظام علي حمايته - و تأكد بتفجيرات شرم الشيخ - ، - التي فضحت النظام أسؤ فضيحة .. ولم يكن اعتزال القمني قاصرا علي فضح النظام العسكري المخابراتي في مصر فقط وانما فضح معه في نفس الوقت المثقفين العرب .. الذين انقسموا علي أنفسهم بشكل لا يليق بمثقفين وكانوا مثلهم مثل الحكام العرب الذين يتندر بهم الجميع ، و بمشاجراتهم وشتائمهم : أمراء ورؤساء وملوك ، لبعضهم البعض داخل ما يسمي بمؤتمرات قمة ، وتبادلهم للاتهامات بالعمالة والخيانة..
كذلك فعل المثقفون العرب وتساووا مع تلك النوعية من الحكام الذين طالما وصفوها بالجهل ، ويطالبوا ليل نهار بالاصلاح السياسي لأجل الخلاص منهم أوعلي الأقل : لاصلاحهم ..!!
ان المثقفين هم عقل وضمير كل أمة .. فاذا وصل الفساد حتي العقل والضمير فتلك كارثة كبري يجب أن تدق لها كل نواقيس الخطر.
فتري :
اصلاح ا لحكام أم المثقفين العرب ؟! أيهما أولا؟!!أم كلاهما معا ؟!
--
راحت احدي القنوات الفضائية تستطلع الآراء
ومن أوائل من سألتهم – لمعرفة رأي الشارع العراقي – سيدة عراقية كان واضحا من هيئتها العامة وطريقتها في الحديث ، أنها سيدة بسيطة ، أمية جاهلة ..
وقد كانت تلك المرأة غاضبة للغاية ، تتكلم بثورة وهي تشيح بذراعها بكامله ..
لم تكن غاضبة بسبب دمار عاصمة بلدها ..
لم تكن غاضبة بسبب المليون انسان الذين تسبب صدام لهم في القتل ( نصف مليون من ايران وحدها وربع مليون عراقي في حربه مع ايران ، والباقي في حروبه الداخلية ضد الشعوب العراقية من أكراد وشيعة وآشوريين وغيرهم ، بالاضافة الي ما قتله من شعب الكويت ، وما قتله من شعب اثيوبيا عندما ساعد الصومال – سياد بري – ضد أثيوبيا – مانجستو هيلا ماريام - ..وكلاهما حكم شيوعي
بزعم أن الصومال بلد عربي ، في حين كان رئيس الصومال نفسه لا يعرف العربية وفي اجتماعات الرؤساء بالجامعة العربية ، يلقي كلمته بالفرنسية بعد أن يقول "بسم الله ( الرهمان الراهيم ) "..!! ، ثم عاد صدام ليقتل من شعب اثيوبيا مرة أخري عندما ساعد الارتريريين في حربهم ضد اثيوبيا لأجل الانفصال – بنفس الزعم .. عروبة مزعومة لارتريا - !! ، ومن قتلهم من السوريين بالتفجيرات التي كان يقوم بها في دمشق في نهايات السبعينيات بالتبادل مع الفرع السوري للحزب ..(!) ..القائد
ولم تكن تلك المرأة غاضبة علي ثروة العراق التي بددها صدام علي بناء قصور تفوق قصور هارون الرشيد .. بالاضافة لما بدده في الحروب ..، وانما غضبها :كان محددا في سبب آخر عبرت عنه بكلمات قليلة :ماااااااا نريد الأجانب مااااا نريد الأغراب ( وكانت تمد في حرف الألف بعد ميم ما ، مدا طويلا ..)..
يا ريته عاش صدام ألف سنة ..
ماااا نريد الأجانب
ماااااا نريد الأغراب ..
هكذا كانت تتحدث تلك المرأة الجاهلة ، أو غير المدركة لما فعله صدام ، غير الواعية لأن أي تغيير من أي نوع لعلاج ورم سرطاني
في جسد العراق –كصدام - ، هو بالتأكيد أفضل ألف مرة من بقائه ، غير مدركة أن خروج الأجنبي فيما بعد – أو اخراجه – هو أهون بكثير وأسهل من خلاص العراق وشعب العراق من صدام الذي لا أحد من العراقيين يعرف أبدا طريقا للخلاص منه ..
كان ذاك هو رأي تلك المرأة البسيطة الجاهلة – ممثلة لغالبية البسطاء وعامة الجهلاء – عراقيين وعرب ..
فكيف كان رد فعل أغلب المثقفين العرب عامة – عراقيون وغيرهم - ؟!!
نفضل أن نترك الاجابة للمثقفين العرب أنفسهم - مفكرون وكتاب –
وقد اخترنا اثنين من الكتاب والمفكرين ممن تنشر مقالاتهم بالعديد من أكبر الصحف الالكترونية من ايلاف ، والحوار المتمدن ، شفاف الشرق الأوسط .
دعونا نبدأ بالطبيب والمفكر العراقي " دكتور عبد الخالق حسين "
حيث كتب يوم 16/7/2005 بشفاف الشرق الأوسط يقول :
" .. خوفا من أ ن يقولوا صراحة أنهم من أنصار الطاغية صدام ، يتهجمون علي أعداء صدام ، وراحوا يدعمون الارهاب في العراق
ويصفونه بالمقاومة الوطنية الشريفة ، وهي أبعد ما تكون عن الوطنية والشرف ، والمثقفون العرب الذين وقفوا فعلا الي جانب حق الشعب العراقي في بناء نظامه الديموقراطي قليلون جدا .."
أسمعتم ؟!! من هم القليلون جدا ؟!! وعرفتم من هم الكثيرون جدا .. ؟(!) ..انها لمأساة ..!
أما الآخر فهو المفكر " دكتور شاكر النابلسي " والذي كتب يوم 14/7/2002 بجريدة " ايلاف " حيث قال :
" .. لأول مرة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة يتماهي هذا العدد الهائل من المثقفين العرب مع السلطة الحاكمة ويتبنون رأيها في الأحداث الجارية من 11 سبتمبر 2001 حتي الآن ، فنظرة سريعة وقراءة عاجلة لما ينشر في الصحافة العربية ومايقال في الفضائيات العربية منذ ذاك التاريخ حتي الآن تثبت لنا أن غالبية المثقفين العرب المشاركين في الشأن العربي العام مازالوا يؤمنون – مثالا لا حصرا – بأن كارثة 11 سبتمبر هي من تدبير المخابرات الأمريكية والموساد الاسرائيلي رغم اعتراف بن لادن نفسه بمسئوليته عن تلك الكارثة وافتخاره بالقيام بها ودعائه بأن يدخل الله مرتكبيها الجنة .."
يلاحظ القاريء الكريم أننا أمام قضيتين كبيرتين خطيرتين – لا واحدة - وقد اتفق فيهما أغلب المثقفين العرب ( بشهادة اثنين من كبار المثقفين العرب ..) ، .. اتفقوا علي السلب وليس الايجاب (!!) ففي الحالة الأولي وكما رأينا وقال لنا المفكر العراقي عبد الخالق حسين كيف وقفوا في صف الديكتاتور ، وكانوا هم والسيدة البسيطة من تلك القضية في خندق واحد مع الطاغية ! .. ضد مصلحة شعب العراق – غالبيتهم- ..!!
وفي القضية الثانية بين لنا المفكر المعروف د . شاكر النابلسي كيف أن أغلب المثقفين العرب وقفوا ولا يزالوا في خندق من يبريء الارهاب والارهابيين مما يقرونه ،هم أنفسهم بل و يعتزون به ويفتخرون (!!!)
لماذا لانسمع رأي اثنين من القراء ؟ ..:
1 - " نحن بحاجة الي فتح دورات لتوعية المثقفين العرب ، وتغييرهم لا التفكير فقط في تغيير الحكام العرب ، لأنهم لا ينظرون بأعينهم ما يجري من قتل وتدمير .. الخ ) = القاريء : جابر الخاقاني ، في تعليق له يوم 15/7 الجاري في ايلاف ، علي مقال النابلسي .
2- " .. أن البعض من مثقفينا في حالة تيه ولكن أؤكد أنه تيه خياري ... ففيهم الكثير ممن سموا أنفسهم مثقفين ، وهم بواقع الأمر مرتزقة " = القارئة وفاء الرشيد ، في تعليق لها يوم 14 /7 ا لجاري بايلاف أيضا علي نفس المقال السابق.
ولعلنا لا ننسي بل يجب اضافة أن :
قضية اعتزال سيد القمني ، التي فضحت النظام في مصر ، لما يعنيه اعتزال القمني من عدم ثفته في قدرة مثل ذاك النظام علي حمايته - و تأكد بتفجيرات شرم الشيخ - ، - التي فضحت النظام أسؤ فضيحة .. ولم يكن اعتزال القمني قاصرا علي فضح النظام العسكري المخابراتي في مصر فقط وانما فضح معه في نفس الوقت المثقفين العرب .. الذين انقسموا علي أنفسهم بشكل لا يليق بمثقفين وكانوا مثلهم مثل الحكام العرب الذين يتندر بهم الجميع ، و بمشاجراتهم وشتائمهم : أمراء ورؤساء وملوك ، لبعضهم البعض داخل ما يسمي بمؤتمرات قمة ، وتبادلهم للاتهامات بالعمالة والخيانة..
كذلك فعل المثقفون العرب وتساووا مع تلك النوعية من الحكام الذين طالما وصفوها بالجهل ، ويطالبوا ليل نهار بالاصلاح السياسي لأجل الخلاص منهم أوعلي الأقل : لاصلاحهم ..!!
ان المثقفين هم عقل وضمير كل أمة .. فاذا وصل الفساد حتي العقل والضمير فتلك كارثة كبري يجب أن تدق لها كل نواقيس الخطر.
فتري :
اصلاح ا لحكام أم المثقفين العرب ؟! أيهما أولا؟!!أم كلاهما معا ؟!
--
تعليقات
إرسال تعليق