فرعونيات - كريسماس الفراعنة


عيد شجرة أوزوريس (15 كيهك / 24 ديسمبر) :- 
فى منتصف شهر كيهك من كل سنه كان المصريون القدماء 
يحتفلون بقيامة "أوزير" وعودته للحياه فى شكل شجرة , 
تزرع وسط ميدان الاحتفال لتكون محور التقاء و ملاذ الحائرين.

جاء فى احدى صور أسطورة ايزيس و أوزوريس من رواية بلوتارك 
تلك التى ملخصها أن "أوزير" كان ربا للخير و رمزا للخصب , فقد 
ورث ملك مصر من "رع" , و كان قد تزوج من ايزيس التى كانت 
خصبة و زواجهما مثمرا , بينما أختها "نفتيس" تزوجت من "ست" 
رب الشراسه و العنف , كانت عقيما لا تلد . 
فدبت الغيرة فى نفس "ست" من أخيه "أوزير" , و أراد أن يمكر 
به فدبر مكيده لاغتياله , حيث أقام حفلا مع بعض أعوانه , و أعد 
تابوتا جميلا بحجم الملك الشاب "أوزير" وحده , و زعم "ست" 
فى الحفل أن التابوت هدية منه لمن يكون التابوت على مقاسه , 
و هكذا جرب كل الحاضرين الدخول فى التابوت الى أن جاء الدور 
على "أوزير" فما ان رقد فى التابوت حتى أغلق عليه "ست" 
الغطاء , ثم ألقى به فى نهر النيل . 
ان ايزيس فى رحلتها للبحث عن جثة و تابوت زوجها تتبعت النهر الذى أوصلتها مياهه بمياه البحر المتوسط حتى شواطئ لبنان (بيبلوس) فوجدت جثة زوجها قد احتوتها شجرة "الطرفاء" الكبيرة بأوراقها الضخمة , و أن الملكة قد أعجبتها الشجرة فأمرت بقطعها و احضارها لتزيين القصر. 
احتالت عليها ايزيس باظهار مواهبها كصانعة للمعجزات "ويريت – حكاو" حتى عادت بجثة زوجها الى مصر داخل الشجرة , فعاد معها الخير و نبتت المزروعات التى كانت جافة وأزهرت الورود الذابله. 
تشير قوائم الأعياد فى معبد الملك رمسيس الثالث بمدينة هابو الى أن الاحتفالات بـ "أوزير الشجرة" كانت تتم فى يوم 15 من شهر كيهك و هو الشهر الرابع من فصل الفيضان "آخت" (و يوافق هذا اليوم الرابع و العشرين من شهر ديسمبر) – و ذلك حسب 
القوائم التى ترجمها و أعدها العالم الألمانى شوت سيجفريد .

فى كل عام كان المصريون يحتفلون فى أبيدوس بعيد شجرة "أوزير" أمام معبده , فيأتون بأكثر الأشجار اخضرارا لنصبها و زرعها فى وسط الميدان الذى يكتظ بالرجال و النساء والأطفال و الشباب , انتظارا للهدايا و العطايا , حيث يتلقى الكتبه طلباتهم و أمنياتهم 
ويسجلونها على الشقافات والبرديات ويضعونها تحت قدمى "أوزير الشجرة" فيحققها لهم كهنة المعبد قدر الامكان . 
فى كتاب (فجر الضمير) يقول عالم المصريات "جيمس هنرى 
بريستد" معلقا على رواية عودة ايزيس بالشجرة التى احتوت 
جثمان أوزير (عاد هذا الرب الى الحياه التى تنبعث ثانية بعد الموت 
, شجرة خضراء , و نشأ عن ذلك الحادث عيد جميل يقام كل سنه 
تذكرة لتلك المناسبة و ذلك برفع شجرة مقتلعة و غرسها فى 
الأرض فى محفل عظيم , و كانت تجمل . و تلك الشجرة هى 
التى انحدرت الينا فى صورة العيد الذى لا نزال نقيمه و نزينه 
بالابتهاج و الرقص) .
يقول ويليام نظير فى كتابه "العادات المصرية بين الأمس و اليوم" :- 
( آمن المصريون أن أوزير هو القوة التى تمدهم بالحياه و تعطيهم 
القوت فى هذه الدنيا , و أنه هو الأرض السوداء التى تخرج الحياه 
المخضرة , فرسموه و قد خرجت سنابل الحبوب تنبت من جسده 
, كما رمزوا للحياه المتجدده بشجرة خضراء , و كانوا يقيمون فى 
كل عام حفلا كبيرا ينصبون فيه شجرة يزرعونها و يزينونها بالحلى 
كما يفعل الناس اليوم بشجرة الميلاد) . كما يقول ويليام نظير أيضا :- 
( سرت عادة الاحتفال بالشجرة فى العالم من الشرق الى الغرب , 
فأخذوا يحتفلون بالشجرة فى عيد الميلاد , و يختارونها من بين 
الأشجار التى تحتفظ بخضرتها طوال السنه كالسرو و الصنوبر) 
--------------------------------------------------------------------------
موقع " علم المصريات " - مقتطف من كتاب (الأعياد) للأستاذ سامى حرك


تعليقات