الطب في سومر - العراق القديم
من الأستاذ رعد موسيس - عراقي . مقيم في كندا -
الطب في سومر ( أول دستور للادوية في التاريخ ) :
يعود أقدم نص طبي إلى فترة سلالة أور الثالثة أي خلال الألف الثالثة ق.م، وتعد أول دستور للأدوية "أقرباذين" في تاري...خ الإنسان، وقد اعتمد فيه الطبيب السومري على المصادر النباتية والحيوانية في تهيئة عقاقيره ، وكان من بين المعدنيات المفضلة لديه كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) ونترات البوتاسيوم (ملح البارود)، ومن المملكة الحيوانية استعمل اللبن وجلد الحية وصدفة السلحفاة .
ولكن مصدر معظم مفرداته الطبية كان من عالم النبات: من نباتات مثل القاسيا (القثاء
الهندي) والآس والحلتيت والزعتر والأشجار مثل: الصفصاف والكمثري والشربين (الشوح)، والتين والتمر، وكانت مثل هذه العقاقير تهيأ إما من البذور أو الجذور أو الفروع أو اللحاء أو الصموغ، وكان يحتفظ بها على هيئة مادة صلدة أو على هيئة مسحوق .
وفيما مثال عن هذه النصوص: "بعد سحق جذور النباتات (المنصوص عليها) مع القير
المجفف الذي يؤخذ من النهر ومزجه بالجعة، يدعك المكان المصاب بالزيت ويوضع
(الدواء) على شكل كمادة". "بعد سحق بذور النباتات (المنصوص عليها) تمزج مع الجعة
ومن ثم يشربها المريض .
وقد قدم الطبيب السومري الأدوية على هيئة مراهم أو مقطرات وتستعمل إما استعمالا
خارجيا أو استعمالا داخليا بهيئة سوائل. كما أنه استعمل إضافة إلى المواد المذكورة سابقا
طين النهر المسحوق، والماء، والعسل والزيت... ومهما تنوعت المواد المستعملة في صناعة الأدوية فإن كل ذلك يوضح أن طرق تركيب الأدوية السومرية ودساتيرها قد بلغت مرحلة كبيرة من التقدم، وهي تعبر عن معرفة واسعة بجملة طرق كيمياوية متقنة نوعا ما والشئ المميز لهذا الأقرباذين أنه يخلو من ذكر الأمراض التي تستخدم لها الأدوية، كذلك يخلو من ذكر المقادير وعدد مرات الاستعمال، ويرجح أن يكون المقصود بذلك هو التكتم المهني، إذ يرجح أن يكون الطبيب السومري قد أخفى عمدا تفاصيل المقادير حفاظا على أسراره من أن يتطفل عليها غير أهل المهن الطبية، ولعله أخفاها حتى عن زملائه الأطباء وهناك نوع آخر من هذه النصوص جاءتنا مرتبة على هيئة جداول مقسمة في الغالب إلى ثلاثة حقول (خانات), يذكر فيها اسم المريض واسم الدواء وإرشادات موجزة في كيفية استعماله على النحو الآتي:
عرق السوس دواء للسعال يسحقها ويشرب مع الزيت والخمر ورد عين الشمس دواء لوجع الأسنان يوضع مسحوقه على الأسنان كما أن الكثير من مثل هذه النصوص رتبت فيها وصفات الأدوية بحسب أعضاء الجسم، فهناك أمراض للأذن والأنف والعين والحنجرة، ثم أمراض الرأس عامة، ثم أمراض القلب والصدر والمعدة وهناك أمراض غير عضوية، كما أن هناك أمراضا أشاروا إليها ووصفوها بأنها لا تعالج كالسل والسرطان، وعرفوا إلى جانب ذلك بعض الأمراض الجلدية والتناسلية ثم السموم الناجمة عن لدغ العقرب والثعبان.
ولكن مصدر معظم مفرداته الطبية كان من عالم النبات: من نباتات مثل القاسيا (القثاء
الهندي) والآس والحلتيت والزعتر والأشجار مثل: الصفصاف والكمثري والشربين (الشوح)، والتين والتمر، وكانت مثل هذه العقاقير تهيأ إما من البذور أو الجذور أو الفروع أو اللحاء أو الصموغ، وكان يحتفظ بها على هيئة مادة صلدة أو على هيئة مسحوق .
وفيما مثال عن هذه النصوص: "بعد سحق جذور النباتات (المنصوص عليها) مع القير
المجفف الذي يؤخذ من النهر ومزجه بالجعة، يدعك المكان المصاب بالزيت ويوضع
(الدواء) على شكل كمادة". "بعد سحق بذور النباتات (المنصوص عليها) تمزج مع الجعة
ومن ثم يشربها المريض .
وقد قدم الطبيب السومري الأدوية على هيئة مراهم أو مقطرات وتستعمل إما استعمالا
خارجيا أو استعمالا داخليا بهيئة سوائل. كما أنه استعمل إضافة إلى المواد المذكورة سابقا
طين النهر المسحوق، والماء، والعسل والزيت... ومهما تنوعت المواد المستعملة في صناعة الأدوية فإن كل ذلك يوضح أن طرق تركيب الأدوية السومرية ودساتيرها قد بلغت مرحلة كبيرة من التقدم، وهي تعبر عن معرفة واسعة بجملة طرق كيمياوية متقنة نوعا ما والشئ المميز لهذا الأقرباذين أنه يخلو من ذكر الأمراض التي تستخدم لها الأدوية، كذلك يخلو من ذكر المقادير وعدد مرات الاستعمال، ويرجح أن يكون المقصود بذلك هو التكتم المهني، إذ يرجح أن يكون الطبيب السومري قد أخفى عمدا تفاصيل المقادير حفاظا على أسراره من أن يتطفل عليها غير أهل المهن الطبية، ولعله أخفاها حتى عن زملائه الأطباء وهناك نوع آخر من هذه النصوص جاءتنا مرتبة على هيئة جداول مقسمة في الغالب إلى ثلاثة حقول (خانات), يذكر فيها اسم المريض واسم الدواء وإرشادات موجزة في كيفية استعماله على النحو الآتي:
عرق السوس دواء للسعال يسحقها ويشرب مع الزيت والخمر ورد عين الشمس دواء لوجع الأسنان يوضع مسحوقه على الأسنان كما أن الكثير من مثل هذه النصوص رتبت فيها وصفات الأدوية بحسب أعضاء الجسم، فهناك أمراض للأذن والأنف والعين والحنجرة، ثم أمراض الرأس عامة، ثم أمراض القلب والصدر والمعدة وهناك أمراض غير عضوية، كما أن هناك أمراضا أشاروا إليها ووصفوها بأنها لا تعالج كالسل والسرطان، وعرفوا إلى جانب ذلك بعض الأمراض الجلدية والتناسلية ثم السموم الناجمة عن لدغ العقرب والثعبان.
===========
تعليقات
إرسال تعليق