كتابات مختارة - 12


من نشرة تصل بالايميل من أحد مواقع الانترنت  - الأقباط متحدون -  اخترنا هذا المقال : 
                                                        تجربتي مع الاكتئاب
بقلم - باسنت موسي 
 2015 ترمى بأخر أوراقها على قلبي الذي ظل لسنوات ليست بالقليلة  يعانى كسورًا عديدة متوالية، لا يحميه من التحطيم سوى  لحظات رحمة قليلة لا يتمتع بها القلب بقدر ما يتم تسكينه خلالها، ليكون مستعدًا بعدها لكسور جديدة مؤلمة أكثر وأكثر.  كما أن لكل شيء بداية حتمًا له نهاية، حتى الألم مهما ظننت إنه لن يكون له نهاية ستجيء نهايته يومًا ما، وكل كنت رخوًا في مواجهته كلما كانت نهايته أشد كسرًا وألمًا مما توقعت، لذلك لا تترك الألم يتوغل داخلك، حاول أن تردعه منذ البداية لتكون خسائرك محدودة نسبيًا.    الاكتئاب أمر فعليًا خطير وبرأيي هو أشد قسوة من السرطان، فقد ألتقيت بمصابي " سرطان" وكان لديهم أمل بالشفاء ومتمسكين بالحياة.  الاكتئاب يسلبك كل رغبة بالحياة يسلبك الأمل الذي تعيش من أجله، يجعل روحك متألمة قبل جسدك ، يشعرك بأنك حبيس غرفة صغيرة مظلمة لا سبيل فيها أو من خلالها للنجاة، يفترسك وحش الاكتئاب فيقتل فيك كل نبضة حياة وكل نفحة أمل وكل دافع لأن تتحرك للأمام أو حتى للخلف إنما يقذف بك للقاع العميق.    مررت خلال الخمس سنوات الماضية بثلاث نوبات اكتئابية كبيرة، وكم كانت فعلا قاسية مؤذية محطمة،ولكنها رغم كل شيء ساعدت كثيرًا ، فالاكتئاب رغم "أنه يرطمك" بالقاع إلا أن ذلك الارتطام بالقاع يجعلك تتغير،وإليكم عدد من نصائحي لكل إنسان قريب أو واقعًا في بئر" الاكتئاب " عليك بمراعاة الأتي..   ** لا تجعل حياتك في سلة واحده لشخص بعينه أو نشاط بعينه، حياتك أكبر من ذلك الحصر المقيت لها، والذي يجعلك "ألعوبة" بيد ذلك الشخص أو ذلك النشاط، يحركك للسماء وقتما شاء ويبعث بك للقاع وقتما أراد لك ذلك، وربما أيضًا أستخدمك وقت ما يحتاج لأن تكون" شماعته" عندما لا يُريد أن يتحمل مسؤولية فعل ما . نوع حياتك وأنشطتها الحياة أمامك لما تسجن ذاتك ؟    ** لا تسير عكس عقلك، بمعنى لا تدخل في إطارات حياتية عقلك يؤكد لك دومًا إنك لن تكون فيها وخلالها سوى الخاسر الأكبر! إصرارك على السير عكس العقل، سيؤدى بك لتحمل خسائر مرعبة، وسيضيع منك أهم شيء بالحياة" الوقت" ستجد ذاتك أضعت ما لايمكن تعويضه في انتظار ما لايأتى وفق قواعد العقل.   ** هناك أمور بالحياة يمكن التحايل عليها، لكن لا يمكن بأي حال الانتصار عليها أو تجاوزها  من أهمها " الزمن" فلا تختصر دور الزمن أو السنوات في تعاملاتك،وكلما كنت صغيرًا ومحدودًا كلما تلاعب بك الأخر.  سيجعلك تفعل ما يُريد هو بالوقت والطريقة التي يُريدها، ويظهر لك لكونك "محدود وصغير" بأنك فعلت ما تُريده أنت، والحقيقة إنك فعلت رغبة الأخر بيدك أنت!!   ** لا تتوحد مع أي إنسان أيًا كان مكانته ، لا تتحدث لأحد على أنه جزء منك أو إنك تتحدث لذاتك،ضع دائمًا حدًا فاصلاً بينك وبين أي أخر مهما كان هذا الأخر،لابد أن تكون هناك أمور خاصة بك أنت فقط وفقط وفقط لأخر المدى.    **أن يكون بحياتك أناس مختلفين عنك بالسلوك أمر جيد، لكن لا ترتبط بمن هو نقيضك تمامًا، لا تكون أنت اجتماعي جدًا والأخر يحب الوحدة جدًا، جدًا تلك ستؤدى بك لكارثة التنافر وتبادل الاتهامات. ** لا تجادل الحمقى أو من تعتقد بأنهم حمقي، المجادلة تسحب منك طاقة إيجابية ليحل محلها سلبية ،تكون مرتعًا خصبًا كتربة لنمو" الكآبة.  ** لا تُصادق أصحاب الطاقات السلبية ممن يشتكون دومًا سوء أوضاعهم، فأولئك البشر مؤذون ومخادعون يملئوك بالكآبة.    ** لا تتوقف كثيرًا على تذكر تفاصيل إخفاقك الماضي،تعلم منه وأغلق الصفحة وأنطلق للأمام.  ** تعامل مع فرد بحياتك بما يستحقه من معامله، لا توحد معاملتك الجيدة لمن لا يستحق،فذلك التوحيد سيجعل السيئ يعتبر إنك" لقمة طرية" يأكلها وقت ما أراد ومن حقه أن يأكلك فضعفك ورخاوتك صنعت سلوكه القذر هذا. كن ثعلب مع الماكر لئلا تؤكل.    ** لا تنتظر تقييمًا من " الرعاع" محاولاتك لأخذ رضائهم، ستكون كمجهود الحرث بالماء.  ** الله موجود بكل مكان ولا يحتاج لمتحدثين نيابة عنه،لا تخضع لهؤلاء المتحدثين باسمه أو المتاجرين بقضايا البعض من أبناءه، غالبية هؤلاء وليس كل، يحملوا من القذارة ما يكفي ليس لإصابتك بالاكتئاب وإنما لجعلك تكفر بالله.  الخلاصة الحياة أقصر من إضاعتها مع من لا يستحق.    " شكة"  ** النار مفيدة جدًا ولا يمكن الاستغناء عنها ، لكن الاقتراب منها أو لمسها قد يصيبك بالحروق، هكذا بعض البشر لا داعي للاقتراب فقط الاستفادة البعيدة من وجودهم.    ** الرجل الذي يفقدك ثقتك بأنوثتك لا تتواني على تدمير شعوره بالرجولة،فالرجال لا يفهموا نظريًا بل عمليًا.,  

المصدر : موقع الأقباط متحدون   21-12-2015

تعليقات