الحرشف البري: ذهب سردينيا الأسود

أصبحت نبتة الحرشف البري أو " شوك مريم" في جزيرة سردينيا مادة تصلح لصناعة أكياس صديقة للبيئة من شأنها تعويض الأكياس البلاستيكية المصنوعة من مواد نفطية. ولذلك فإنها تعد اليوم من نباتات المستقبل في هذه الجزيرة وفي المنطقة المتوسطية برمتها.

من نباتات المستقبل في جزيرة سردينيا الإيطالية واحدة هي الحرشف البري. واسم هذه النبة البرية التي يضعها المزارعون   في قائمة الأعشاب الطفيلية هو   chardon باللغة الفرنسية وthistle باللغة الإنجليزية. ولديها باللغة العربية أسماء عديدة منها الشويكة اللبنية وشوك مريم والكعيب . وتسمى في تونس نبتة " البك". وهي من رتبة النجميات. ومن خصائصها أنها تنبت في الأراضي الكلسية المهجورة وتثبت أمام درجات الحرارة المرتفعة.

أما بذور الحرشف البري السوداء اللون، فإنها تكتمل بنهاية فصل الصيف. وهي غنية بالزيت الذي يستخدم لأغراض عدة من أهمها وأحدثها صنع أكياس تعوض أكياس البلاستيك المصنوعة من المواد النفطية.

وفي جزيرة سردينيا الإيطالية، أصبح المزارعون ومربو المواشي يحرصون فعلا على العناية بنبة الحرشف البري أو شوك مريم لأن كيلو غرام واحد من حبوبها السوداء اللون يصلح لصناعة قرابة 3 مائة كيس من الأكياس التي تعوض أكياس البلاستيك. بل إن هذه الجزيرة الإيطالية التي تعد ثاني جزر المتوسط من حيث حجمها بعد جزيرة صقلية أصبحت منذ سنوات قليلة مختبرا متوسطيا وعالميا لجعل هذه النبتة تعوض النفط في المستقبل في صناعة أكياس يضع فيها مرتادو المحلات التجارية والأسواق المواد الغذائية وغيرها من مواد الاستهلاك.

الملاحظ أن الأكياس المصنوعة من البلاستيك المتأتي من المواد النفطية تلحق ضررا بالبيئة والصحة البشرية والحيوانية. وهي لا تتفتت في التربة بعد التخلص منها إلا بعد فترة تقدر بأربع مائة عام. أما الأكياس المصنوعة من الحرشف البري أو من نبتة " البك" كما يقول التونسيون فهي صديقة للبيئة وصديقة للصحة البشرية والحيوانية. ولا يحتاج صنعها إلى مواد كيميائية مضرة بالبيئة. بل إنها تستخدم بعد تدويرها سمادا عضويا لتخصيب أتربة الأراضي الزراعية والحقول المخصصة لتربية الماشية.
--- عن مونت كارلو الدولية - 28-12-2015
-------

تعليقات