داء الفهلوة والفقاقة , من الذين زرعوه في عقول شعب بأكمله !؟
داء الفهلوة والفقاقة , من الذين زرعوه في عقول شعب بأكمله !؟
صلاح الدين محسن 20-9-2016
من علم هؤلاء الفهلوة والفقاقة ؟؟
صلاح الدين محسن
20-9-2016
( يمكننا تعريف الفقاقة - كما ينطقها العامة بمصر . بأنها الكذب الانيق و الادعاء الواثق الرشيق ! - أما قاموس اللغة فيكلمنا عن " الفكاكة " وهي في الغالب مشتقة من الإفك : الكذب )
بعد أكثر من 60 سنة من الحكم العسكري , ومجانية تعليم عبد الناصر , واعلامه , وصحافته , ومباحثه , وتلاميذه الذين واصلوا نظامه من بعده حتي اليوم , وطوروه للأسوأ .. خرج هؤلاء الناس ,. الذين شاهدناهم في برنامج " أرجوك , ماتفتيش - لا تفتي " ( أي: لا تتكلم بغير علم , وبثقة ) ..
( البرنامج كان قد قدم عدة حلقات يكشف عن جهل مريع بين الناس المصريين .. كأن يسأل عدداً من المارة بالشارع , ان كان قد سمع عن الديناصور الذي هرب من حديقة الحيوان بالجيزة بمصر - ومن المعروف ان الديناصورات قد انقرضت منذ ملايين السنين - .. فكان الناس يجيبون مؤكدين سماع الخبر .. وتسألهم المذيعة عن تفاصيل , فيردوا عليها بجدية وبثقة كما لوكان الموضوع حقيقة !! - وهكذا وهكذا كانت حلقات ذاك البرنامج علي ذاك المنوال , والناس كلهم عجينة واحدة . كذب ادعاء , جهل واثق )
حلقة من البرنامج موضوع المقال :
https://www.youtube.com/watch?v=JG3r9KT3YHg
-----
من أين جاء هؤلاء المصريون ؟؟ وكيف تكونوا أو بمعني أصح : كيف تشوهوا , وصاروا مسخاً عقلياً بذاك الحال !؟ ؟؟
الجواب : انهم أبناء وأحفاد من سمعوا " أحمد سعيد " بإذاعة عبد الناصر . يعلن عن تقدم جيش مصر علي إسرائيل , واقترابه من تل أبيب , بينما الهزيمة النكسة - وكسة كبيرة , والهزيمة ثقيلة ولا تقوي الجبال علي حملها !! .
وهم أولاد وأحفاد الصحافة التي بدأت في عصر عبد الناصر , ولا تقول صدقاً , وصار معروفاً عنها القول : كلام جرائد .. !
انهم أولاد وأحفاد التعليم الأزهري - الذي نماه ووسعه العسكر - التعليم الذي يتكلم عن يأجوج ومأجوج , وذي القرنين , وفوائد العلاج بشرب البول البعيري . وفريضة جهاد النكاح , وارضاع الكبير ..
---
انهم أبناء وأحفاد الجيل الذي نشأ في عهد حكم ضباط عبد الناصر , وتعلموا أن الكوميديا لا يمكن أن تكون نقذاً بناءً , يعالج أخطاء , ويبني ويثقف ويطور المجتمع . ولأن مؤلفي الكوميديا الحقيقيين منذ عهد عبد الناصر , إما كانوا بالمعتقلات والسجون , وإما كانوا ممنوعين من الكتابة , أو كانت الرقابة ترفض ابداعاتهم . مما أفسح الطريق لكوميديا فشر أبو لمعة .. الفنان محمد أحمد المصري . الذي أضحكنا كثيراً بالفشر علي الخواجا بيجو الساذج ! في بدايات الستينيات من القرن الماضي ..- وتعلمنا منه الفقاقة والفهلوة والأونطة والفتو بأي كلام , في أي كلام .. ...
وكذلك الممثل الكوميدي " الضيف أحمد / كان يؤلف كوميديا , تعلم الهيافة والتفاهة والفقاقة , بسبب اختفاء مؤلفي الكوميديا الهادفة والراقية .. في سجون عبد الناصر , أو وقفهم عن العمل ! لتجويعهم وتركيعهم أمام الحكام العسكر ) !
الذين ظهروا في برنامج " أرجوك ما تفتيش - لا تفتي " هم أبناء وأحفاد العصر الذي سادت فيه , خلاعة كوميديا " كوتوموتو يا حلوة يا بطة .. نبي حارسك ياختي يا أوطة " لثلاثي أضواء المسرح , ورقاعة - غنج - كوميديا " دكتور .. الحقني يا خويا الحقني , أللااه أنا حلوة , أنا حلوة ياخويا أنا حلوة , والمغص جوا الكلوة " ..! ( أيضاً لثلاثي أضواء المسرح ) .
وما شابه تلك الكوميديا لظرفاء آخرين , مثل فؤاد المهندس وشويكار ( وقول شويكار : يا خوووواتي , يا خوووواتي ) , وقولها في مسلسل تافه " شنبو في المصيدة " : الفيل في المنديل . و الفِلّة في الفانلة , والأكس في التاكس " !! أي كلام فارغ ليس له أي معني .. !
وعبد المنعم مدبولي ونظرية " الفن للفن - الضحك لمجرد اضحاك الناس علي أي كلام وأية حركات ! / وشاركه في تلك النظرية , وأكد عليها فؤاد المهندس .. ! /
والضحكة الرقيعة الخليعة للفنان محمود شكوكو , التي لم تجد مخرجاً يهذبها .
-------
وأي كلام تافه كان يغنيه منولوجست تلقائي " عمر الجيزاوي " - دونما ارشاد وتوجيه لموهبته - مثل غنائه " اتفضل قهوة .. لأ متشكر .. اتفضل قهوة .. كتر خير .. اتفضل قهوة .. لسا طافحها , اتفضل قهوة , لا موش فاضي .. عندي قضية في الكلية " .. !
أي كلام لا معني له . يغنيه فنان أُمّي . لا يعرف القراءة أو الكتابة . كانوا يقدموه للشعب في حفلات عامة !
, وبعد ذلك مسرحية " مدرسة المشاغبين " التي خرج منها أعلي نجوم الكوميديا . وما زلنا, لا ندري خطورة ما تضخه في الوعي . ولا سيما , صياح الفنان المحبوب عادل إمام , في إحدي مسرحيانه بكل إعتزاز " أنا صاااايع " !! مما يمجد الصياعة وأهلها , في عيون ومفاهيم النشء والشعب عامة ..!.
الذين ظهروا في برنامج " أرجوك ماتفتيش - لا تفتي " هم أبناء وأحفاد أجيال : ما كتبه أنيس منصور - وتلقفه الشباب جيلي - وقتذاك في السبعينيات من القرن الماضي - والجيل الذي تلاه - سلسلة مقالات تحولت لكتاب بعنوان "أرواح و أشباح " وتحضير الأرواح . وما كتبه مصطفي محمود , وقدمه بالتليفزيون عن كذب وفبركة وجود توأمه مزعومة بين : العلم والايمان ! .. وتخريفات وتلفيقات وسفسطات محمولة علي أكتاف كاريزما بارعة فاقدة للوعي وللعلم معاً " الشيخ الشعرواي " وبرنامجه وكتاباته التي فتحوا لها كل منافذ الاعلام ..
انهم الجيل الذي قرأ تضليلات الدكتور زغلول النجار - أستاذ علم دراسة طبقات الأرض - الجيولوجيا - الذي فبرك ولفق وجود معجزات قرآنية في الفضاء الخارجي... ! بفهلوة وفقاقة - محبوكة بأستاذية أكاديمية ! تنطلي علي العقول البسيطة , وتزرع الجهل والسذاجة في عقول أخري - منهم طلاب جامعيين , و بكلية الطب ! - , لكون زغلول النجار , هو أستاذ دكتور .. فمن ذا الذي يكذبه ؟! ومن ذا الذي يجرؤ علي تفنيد أكاذيبه التي كانت تنشرها في صفحة كاملة , أسبوعياً , أكبر صحف الدولة " الأهرام " !! ؟! وأفسح له اعلام مبارك كل أبوابه . بدلاً من جعل علماء الفلك , الذين لا يخلطون العلم بالميثولوجيا وأساطيرها هم الذين يكلمون الناس في ذاك الشأن وليس أستاذ طبقات باطن الأرض هو الذي يدلي بفتاوي ملفقة عن الفضاء الخارجي !!
هؤلاء ( الذين كشفهم برنامج " أرجوك ما تفتيش - لا تفتي ) هم جيل " شعبولة ".. وأولاد وأحفاد جيل " أحمد عدوية "
وتلميذه النجيب " حكيم " , و كتكوت الأمير !
وباقي تلاميذ أحمد عدوية /النجباء .. ! .
لا تضحكوا علي هؤلاء الناس .. فهم ضحايا .. وانما اضحكوا علي العسكر وحكمهم ونظامهم المستمر للآن , منذ بدأه عبد الناصر عام 1952 ..
قولوا للعسكر : هؤلاء هم الناس والشعب الذي نشأ في ظلال جهل حكمكم , وحكم جهلكم .. فابتعدوا عند السلطة وعودوا لثكناتكم .. ويكفي مشاهدة تلك المصيبة ... ..
--
___________________________
تعليقات
إرسال تعليق