كتابات أعجبتنا - 10 - بلاد الأنهار

بلاد الأنهار
للكاتب اللبناني سمير عطا الله  -  جريدة الشرق الأوسط11-9-2016

اقتطفنا من المقال :
عبد المصريون القدامى النهر ، أطول خط مائي علي وجه الارض  ، وأنشدوا له الأناشيد . وأما احدثها وأحبها الي قلبي ، فعامية شوقي " النيل نجاشي " .  اما النشيد الفرعوني ، فكان يقول " المجد لك أيها النيل ،  ......   ، وتنبت القمح . تملا الصوامع والمخازن ، ولا تنسي الفقراء . من اجلك نعزف علي قيثاراتنا ونغني " .. بأي مشاعر يمكن ان نقرأ عن أزمة القمح في مصر هذا العام والعام الماضي والعام الذي قبل كل عام ؟ 
لمن يغني المصريون ؟ الصوامع تفرغ احيانا ، ولا يمر يوم الا وحادث قطار أو حافلة  ، نحو ستة الاف حادث في اليوم ، في حين تسير قطارات العالم علي الثانية ، ثلاثون مليون هندي يتنقلون بالقطار كل يوم ، أي ان الدقة التامة ليست ثمة الدول المتقدمة فقط ، بل أيضا في الدول التي تسخر منها النكتة المصرية .

سمي اليونانيون عراق اليوم ، بلاد الأنهار - وليس بلاد ما بين التهرين  ، كما ترجمناها للدقة الجغرافية ، أبهرتهم غزارة المياه المتدفقة ، فسموا النهرين بصيغة الجمع ، بدل المثني المحدود . ومرت أوقات في الماضي ، كان في العراق أزمة عدس .
ولم ترسل سوريا الي روما الأباطرة فحسب  بل أرسلت الي جميع الامبراطورية القمح ، وكانت تسمي  " صوامع روما " - أي سوريا - ثم أصبحت تستورد الخبز من لبنان   
ماذا أريد أن أقول  ؟  لا شيء  .
صرف اليمن مياهه الجوفية علي زراعة القات . وخلال ٣٣ عاما من " علي صالح " ، لم يطور مشروعا واحدا للري . 
وأنشا معمر القذافي ، " النهر العظيم " ونكاية بالنيل ، والآن ، لا يعرف أحد من أين ينبع وأين يَصْب  . 
------
كان كان هذا ما اقتطفناه من مقال الكاتب اللبناني الاستاذ سمير عطا الله  ..
ولنا تعليق :
ما أوصل كل من تلك البلاد لذاك الحال هو ان الحكام عسكريون  وتجار قومية عربية وباعة ما يسمي بالوحدة العربية 
ففي العراق حكم البعث بانقلاب قاده الجنرال أحمد حسن البكر ، واكتمل الخراب علي يد المهيب الركن الاشوس النشامي " صدام حسين " 
سوريا حكمت لثلاثين عاما بانقلاب بعثي ،  قاده وزير الدفاع حافظ أسد الذي ورث السلطة - او ورثوها -  لابنه الشاب الصغير ، بشار ، الذي ألحق الدمار الذي لا مثيل له بسوريا والسوريين ...
والأخ العسكري العقيد معمر القذافي .. صاحب الكتاب الأخضر والنظرية العالمية انتهي بالدمار والخراب الشامل له ولأولاده ولوطنه ..
ومصر منذ ٦٤ عاما ، يحكمها النظام العسكري الذي أسسه قائد الانقلاب البكباشي عبد الخاسر - الشهير ب جمال عبد الناصر  . 
وفي اليمن - كما ذكر الاستاذ  الكاتب - حكمها لمدة ٣٠ عاما ، العسكري " علي عبد الله صالح " .. 

ومن الواضح ان الاستاذ الكاتب ، قد نسي السودان ... وهو الوحيد الذي يستحق تسميته ببلاد الأنهار . ففيه عدد من الأنهار . بالاضافة للنيل الأزرق والنيل الأبيض , أهمها : نهر عطبرة , ونهر السوباط و .. وعدد آخر من الأنهار- ففي " عالم المعرفة "   تجد : أسماء الأنهار المعروفة في السودان .. - أي توجد أنهار أخري بخلاف ما أوردته ..
وفي السودان عشرات الملايين من الأراضي الخصبة البكر .. وحال السودان وشعبه ليس أحسن حالاً من أي من الدول سالفة الذكر , ربما أسوأ .. والسبب نفس السبب . أن نظام الحكم عسكري . منذ تم عسكرة نظام الحكم في مصر يوم 23 يوليو 1952 بقيادة الزعيم عبد الخاسر .. وحتي الآن , كذلك السودان - عدا عام واحد حكم فيه الاخوان المسلمون - في كلا البلدين - برضي من العسكر , وهم أشقاء للعسكر , وان كانوا ألداء - ..
كنت أود أن أنقل فيديو أغنية لدجلة والفرات . يغنيها كورال أطفال العراق - لكن للأسف لم أجدها . فأنقل بعض كلماتها :
علي شفاهنا حطت فراشتان
ومن أكفنا طارت حمامتان
أماه يا بلادنا
نهراك في صدورنا
قلادتان
---
أغنية للنيل :
صلاح الدين محسن  13-9 - 2016

تعليقات