خرافة الاعجاز البلاغي في القرآن 2
خرافة الاعجاز البلاغي في القرآن 2
16-4-2006صلاح الدين محسن
اهداء رقم : 2
الي الجماعة الاسلامية التي هددت 31 مفكرا وكاتبا بالقتل
=============
قلنا في مقال سابق عن البلاغة أنها كلام قليل وفيه بركة " ما قل ودل " كلام خالي من اللت والعجن والدش الكثير ، وأن العرب اشتهروا بالبلاغة وحب البلاغة وضربنا مثلا ندلل به ، وقلنا أن زعم الفقهاء والمشايخ أن القرآن هو قمة البلاغة وأنه اعجاز بلاغي يتحدي بلاغة العرب كلام غير صحيح ، وانما الصحيح أنه لا يخلو من البلاغة ولكنه يحمل سقطات بلاغية تشين أي حكيم أديب متوسط القيمة ، وتعيب أي كتاب ينسب الي الله وتسيء الي الله هي وأي كتاب يحمل مثل تلك السقطات البلاغية واليوم نقدم مثالا آخر
سورة يونس آية 24 " انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتي أخدت الأرض زخرفها وأزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها ، أتاها أمرنا ليلا أو نهارا ، فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس "
ما سبق هو ما وصف به القرآن الحياة .. في 36 كلمة .. وهو عدد كبير للغاية من الكلمات يتجافي تماما مع أصول البلاغة التي هي كما قلنا كلام قليل و شامل مفيد ...
وهناك من وصفوا الحياة الدنيا وصفا جميلا ومفيدا في 8 كلمات فقط " الدنيا سوق ، نصب وانفض ، ربح الرابحون وخسر الخاسرون"
أما العامة في مصر ، السوقة .. الظرفاء منهم فقد وصفوا الدنيا في 4 كلمات فقط تجمع بين البلآغة والظرف الشديد :
" الدنيا فونية ، والزمن كباس " .....
والفونية هي منظم خروج الكيروسين من موقد الجاز أو كلوب الانارة ، و يعمل بالجاز أيضا ... والكباس هو ضاغط الهواء بداخل الموقد أو الكلوب ليدفع الجاز نحو المشعل ..
وبمجرد أن يقال أن الدنيا فونية .. يفهم المستمع أن المقصود : فانية .. ولكن قد حدث تلاعبا باللفظ ، تلاعبا طريفا يثير الضحك ..
وأضاف كلمة كباس لكلمة فونية ولكنه جعل الكباس وصفا للزمن ... وهنا يكون المعني قد وصل مع استعارة ظريفة مرحة في 4 كلمات فقط لوصف الدنيا بينما احتاجت من القرآن الي ما يقرب من 40 كلمة وحرف ، مما جعلها أقرب الي الحدوتة .. حكاية
طويلة وليست قولا بليغا حسبما تقتضي أصول البلاغة ..
وهناك أيضا من يصف الدنيا .. أغلب العامة في مصر .. في كلمتين اثنتين فقط بقولهم " الدنيا مولد " والمولد عند المصريين هو احتفال كبير يقام حول أضرحة الشيوخ ممن يعدهم أبناء الشعب من أولياء الله الصالحين الراحلين .. يتبرك بهم ..
فتقام حول الضريح في مناسبة ميلاد أحد هؤلاء الصالحين الراحلين ، خيام للانشاد الديني ، وخيام للرقص والطرب الشعبي ، وخيام لقراءة القرآن ، ، وألعاب تسلية وألعاب قوي ، ، وأراجيح ، وألعاب القمار ، ويسرح وسط الزحام الشديد للقادمين من الريف والبنادر
، المعتوهين و الدراويش ، والعقلاء ، والأميين ، والمثقفين والعلماء والباحثين: لأجل الفرجة والتأمل ... والداعرات والطاهرات ، والأفاضل والسفلة من الناس ، وباعة الحلوي والحمص ، والنصابين واللصوص والمحتالين ، والمتصدقين والمحسنين ..
أي حياة كاملة .. تنوع وحركة وزحام .. لمدة أسبوع كامل ثم :
بعد انتهاء الأسبوع تجد مكان المولد مكنوسا تماما لا أثر فيه لأي شيء مما سبق بيانه ... وكل ما وصفناه في خمسة سطور عبر عنه الشعب المصري ببلاغته في كلمتين اثنتين فقط : الدنيا مولد .. وهنا يفهم السامع كل ما سبق وأن وصفناه دون حاجة للكلام الكثير ، انه الفرق بين البلآغة والثرثرة ..
أما أن يصف لنا القرآن الدنيا فيما يقرب من 40 كلمة وحرف .. : فهو مالم تعرفه ولا تقره بلاغة العرب لا قبل محمد والقرآن ولا بعدهما وحتي الآن ..
أفلأجل ها الكتاب وها النبي يتم تهديد المفكرين والكتاب بالقتل ؟؟؟ ، ولأجل ديانته يعتدي علي معابد الآخرين وحرقها ، وتسرق وتنهب بيوتهم ، ومحلاتهم ، وتخطف بناتهم ؟؟؟ ، وتنشر أعمال الارهاب في كافة أرجاء الكرة الأرضية ؟؟؟؟؟؟
سبق النشر بالحوار المتمدن-العدد: 1521 - 2006 / 4 / 15
=======
تعليقات
إرسال تعليق