كتابات مختارة - في ذكري الزعيم
صراع عبد الناصر مع العراق
بمناسبة ذكرى رحيل جمال عبد الناصر
عمل عبد الناصر على اسقاط الاتحاد العربي (الهاشمي )بين العراق والاردن . وقد انتصر في صراعه ضد النظام الملكي في العراق ,اذ لم تمضي الا بضعة اشهر حتى اسقط النظام الملكي العراقي بانقلاب دموي في 14 تموز 1958ليكون عبد الناصراول المهنئين بالحدث واعلن , وهو على متن طائرته , بين موسكو وبراغ ان اي اعتداء على العراق الجمهوري يعد اعتداءا على الجمهورية العربية المتحدة .
ثم عاد بعد ساعات الى دمشق وقبل ان تهبط به الطائرة في مطارها ابرق للقيادة العسكرية العراقية الجديدة مباركا انتصار الضباط الاحرار العراقيين بالانقلاب العسكري. وكانت تلك القيادة مجتمعة بحضور الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ميشيل عفلق الذي وصل من دمشق الى بغداد.
وابرق الى عبد الناصران تنزل طائرته في مطار بغداد , لكن اجابه عبد الناصر بالاعتذار .فذهب وفد عراقي الى القاهرة بعد يومين او ثلاث برئاسة العقيد الركن عبدالسلام محمد عارف , الرجل الثاني في قيادة الانقلاب العسكري ,فاستقبله عبد الناصراستقبالا رسميا وخرج الجميع الى الجماهير المحتشدة في قلب دمشق لالقاء الكلمات التاريخية.ولم تمضي الا ثلاثة شهور حتى عادت الحرب الباردة بين مصر والعراق الى سابق عهدها . واستخدمت وسائل الاعلام الشتائم والتسقيط السياسي عبر اذاعتي صوت العرب وهنا بغداد .
وشهد التوتر في العلاقات ذروتها في المحاولة الانقلابية في الموصل في اذار – مارس 1959 , وحتى نهاية حكم عبد الكريم قاسم في شباط 1963 . حيث انقسمت الموصل الى تيارين: قومي واخر شيوعي – قاسمي . حيث سفكت الدماء وسحلت الناس بالحبال وتم حرق ونهب الدكاكين والبيوت .ثم بدات سلسلة الاغتيالات السياسية .
لقد راهن عبد الناصر على سقوط النظام الملكي في العراق منذ سيطرة العسكر في مصر على الحكم واسقاط الملك فاروق في العام 1952 كما كشفتها الوثائق قبل سنوات قليلة .لقد تمت تصفية العائلة المالكة في العراق بطريقة وحشية قذرة في 14 تموز 1958 .
ولم تستنكر مصر هذه الاعمال الوحشية, ولم يصدر بيان ادانة عن قيادة عبد الناصر.وقد غنت ام كلثوم قصيدة :
(بغداد ياقلعة الاسود), وغنت فايدة كامل (ياشعب العراق ), وغنت المجموعة نشيد (الله اكبر فوق كيد المعتدي )ونشيد ( ياويل عدو الدار من ثورة الاحرار ).وهذه الاناشيد كانت تذاع من اذاعة بغداد بعد كل انقلاب عسكري .
عتب بعض العراقيين من انصار النظام الملكي ومن تبقى من العائلة المالكة على ام كلثوم لعدم وفائها للنظام الملكي في العراق الذي كرمها ومنحها اول وسام عراقي وهو (وسام الرافدين)واصدر قانونا خاصا بها من اجل منحها ذلك الوسام كونها امراة .وكيف كانت العائلة المالكة تكرمها . وكيف كان نوري السعيد يذهب بنفسه الى حفلاتها .
(بغداد ياقلعة الاسود), وغنت فايدة كامل (ياشعب العراق ), وغنت المجموعة نشيد (الله اكبر فوق كيد المعتدي )ونشيد ( ياويل عدو الدار من ثورة الاحرار ).وهذه الاناشيد كانت تذاع من اذاعة بغداد بعد كل انقلاب عسكري .
عتب بعض العراقيين من انصار النظام الملكي ومن تبقى من العائلة المالكة على ام كلثوم لعدم وفائها للنظام الملكي في العراق الذي كرمها ومنحها اول وسام عراقي وهو (وسام الرافدين)واصدر قانونا خاصا بها من اجل منحها ذلك الوسام كونها امراة .وكيف كانت العائلة المالكة تكرمها . وكيف كان نوري السعيد يذهب بنفسه الى حفلاتها .
وكيف جازتهم بعد ذبحهم عندما غنت ( بغداد ياقلعة الاسود)خوفا من عبد الناصر , اذ فعلت ذلك عندما غنت للملك فاروق ثم تنكرت له .وغنت لخصمه عبد الناصر على طريقة الفنانين والشعراء المنافقين .الم يمدح شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري ملوك العراق بقصائده ومنهم الملك فيصل الاول وصولا الى عبد الكريم قاسم واخيرا الرئيس العراقي احمد حسن البكربمناسبة وفاة ابنه قبل سفره الى خارج العراق ؟
كان عبد الناصر اول المهنئين بالنظام الجمهوري الجديد , ولكن عبد الناصركان بالمقابل قد ارسل للملك الراحل والمغدور فيصل الثاني برقية تهنئة طويلة جدا يبارك له فيها قيام الاتحاد العربي ( الهاشمي )بين العراق والاردن قبل عدة اشهر من قيام انقلاب 14 تموز 1958 . واجابه الملك فيصل الثاني ببرقية جوابية مطولة ايضا يشكره فيها على عواطفه .
بعد ساعات قليلة من انقلاب 14 تموز – يوليو ذهب وفد مصري الى بغداد برئاسة عبد المجيد فريد . اذ وصل بعد 12 ساعة برا مع جهاز لاسلكي , واستقر في مبنى وزارة الدفاع العراقية.
يقول المؤرخ العراقي سيار الجميل في كتابه( تفكيك هيكل ):
يقول المؤرخ العراقي سيار الجميل في كتابه( تفكيك هيكل ):
( كنت اتمنى ان يجيب على تساؤلاتي الدامغة التي طرحتها عليه منذ عام 2000في كتابي( تفكيك هيكل )بصدد دوره في ارسال طائرة مصرية محملة بالوثائق السرية الخطيرة لحلف بغداد الى عبد الناصر , واين مصير تلك الوثائق اليوم ؟ بعد ان وصلت مصر وغاص عبد الناصر فيها مكتشفا اسرار الحلف , كما ادعى ذلك محمد حسنين هيكل ؟).
في الايام الاولى للانقلاب تعرف عبد الناصر على عبد السلام محمد عارف الزعيم الثاني للانقلاب .حيث اجتمعا في دمشق بعد وصول وفد عراقي الى سوريا . لكن رغم العلاقة الحميمة بينهما بدا واضحا ان كل طرف لايثق بالطرف الاخر.
لقد بدات حرب اعلامية بين القاهرة وبغداد من قبل اذاعة صوت العرب من القاهرة. وراهن عبد الناصر مرة اخرى على سقوط نظام قاسم , وفشل رهان عبد الناصر في دعمه للمحاولة الانقلابية التي قام بها العقيدالركن عبد الوهاب الشواف في الموصل شهر اذار – مارس 1959 .وكان قد مدها عبد الناصربواسطة عبد الحميد السراج باذاعة خاصة من سوريا والتي كانت تسمى بالاقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة لدعم الانقلاب على عبد الكريم قاسم .وكانت نتيجة ذلك الصراع مزيدا من القتل والسحل والصراع الدموي بين الشيوعيين والقوميين .
ولما حدث الانقلاب البعثي – القومي في 8 شباط 1963 واعدم فيه عبدالكريم قاسم رميا بالرصاص , استلم عارف منصب رئيس الجمهورية من دون انتخابات برلمانية , ومنح نفسه رتبة مشير ركن .وكان عبد الناصر يراهن على حدوث اي انقلاب لكي تكون بغداد منسجمة مع سياسة عبد الناصر.
وتؤكد الوثائق المصرية التي عرضها البروفيسورسيار الجميل في كتابه ( تفكيك هيكل ) بان عبد الناصر اصيب باحباط كبير نتيجة مجيء البعث الى السلطة عام 1963 وعدم تسلم الناصريين للحكم في العراق .
المصدر :
المصدر :
كتاب (عراق نوري السعيد ) ترجمة وتحقيق وتقديم : البروفيسور سيار الجميل .
مقالات ذات صلة
====
تعليقات
إرسال تعليق