ذكريات في مقالات

  الثلائاء 18 أكتوبر 2005       


قراء ايلاف وأتوبيس القاهرة العام

صلاح الدين محسن   
في البداية لابد وأن نحدد ونقول اننا نقصد القراء أصحاب التعليقات علي المقالات التي تنشرها ايلاف للكتاب..
ولا يفوتنا الاقرار بأن نسبة من هؤلاء القراء أصحاب التعليقات - قليلة -، هم من أفضل وأفاضل قراء الموقع
كلما قرأت تعليقات قراء ايلاف علي ما يكتبه الكتاب، فانني أتذكر علي الفور أتوبيس القاهرة العام..
وأتوبيس القاهرة العام يضم المثقف - الفقير -، والأمي الذي لا يعرف القراءة أو الكتابة..، والمتعلم الذي يعوزه الوعي الفطري، وغير المتعلم الذي يتمتع بوعي فطري كبير، والمتعلم المثقف والمتعلم بلا أدني ثقافة..، ورجل الدين الواعظ، واللص والنشال..، وبائعة الخضار علي الرصيف بالشارع، والموظفة مديرة القسم بادارة حكومية والطالب الجامعي المهذب، والحرفي الفج، وذي اللحية المكتئب المقطب الجبين، ولابس القميص المشجر ويمضغ اللبان والسلسلة الذهبية برقبته، والمتوشحة بنقاب أسود يخفيها، ولابسة القصير الضيق..
وبسبب هذا التباين الغريب في نوعية من يستقلون الأتوبيس العام بالقاهرة فانه لو قام حوار جماعي ( ندوة أتوبيسية شعبية ) فسوف نسمع أيضا تباينا وتناقضا مماثلا لنوعيات الركاب في الآراء والأفكار والأسلوب والأخلاق والمفاهيم والمعتقدات..
ولو حدثت مشادة بين اثنين فانك سوف تسمع أشياء كثيرة.. عجائب وغرائب من الشتائم والقفشات المرحة والتعليقات الظريفة، وأيضا بذاءات ووقاحات.. وآراء حكيمة عاقلة وأخري عميقة في حمقها، فارغة لفرط جهل أصحابها..
وأتذكر مشادة بالأتوبيس حدثت بين اثنين.. فسب أحدهما الدين للآخر.. فاذا براكب ثالث بآخر الأتوبيس وقد غضب واستنكر بشدة أن يسب أحد الدين.. فصاح فيه غاضبا ناهيا :
" يا ابن دين الكلب.. لا تسب الدين، نحن في شهر رمضان.."
فانفجر من بالأتوبيس جميعهم بالضحك..، بينما صاحبنا راح يتلفت حوله بحثا عن السبب الذي جعلهم يضحكون..(!!)
اذ لم ينتبه لما قاله فلم يعرف لماذا ضحك كل الركاب..
وكلما قرأت أغلب تعليقات قراء ايلاف الذين يعلقون علي المقالات المنشورة تذكرت أتوبيس القاهرة العام...
قراء يكتبون تعليقاتهم بأسماء مستعارة ليقولوا ما يحلوا لهم، ويسيئوا لمن يحلو لهم الاساءة اليه سواء كاتب المقال أو أحد المعلقين عليه أو معلق ثالث يسيء الي معلق ثاني لم يعجبه تعليقه علي ما كتبه معلق أول قبلهما (!!)

قراء مشاغبون..، وقراء سطحيون..، وقراء لا يحرصون علي منطق أو عقل فيما يكتبون، فلا تستطيع أن تفهم بالضبط ماذا يقصدون..، وقراء يسخرون لمجرد الرغبة في السخرية.. وقراء يتركون الكاتب، وموضوع المقال ويشتبكون مع بعضهم البعض في خناقات لاصلة لها بالقضية المطروحة بالمقال - تماما كما بأتوبيس القاهرة العام -

ولذلك اشتكي أكثر من كاتب من كتاب الموقع من نشر تعليقات القراء..، وطالب أحدهم بعدم نشر تعليقات القراء علي مقالاته - سواء المؤيدة له في الرأي أو المعارضة..
ولعل آخر من كتبوا في هذا الشأن كان الأستاذ / أحمد أبو مطر يوم 18/9/2005 في مقال له بعنوان " جواسيس وخونة "
ويلاحظ أن صاحب أكبر نصيب من تعليقات القراءعلي مقالاته كاتب سفسطائي ( جزائري )، وكذلك، مقالات الكتاب الذين ردوا علي سفسطته - بالذات - !!!، وهم كتاب كبار
ولا أدري ان كان ذلك وعيا، وحساسية، وشدة حيوية في جهاز المناعة الطبيعي لدي القراء ضد السفسطة ؟.. أم أن جاذبية السفسطائيين والسفسطة وشغف منازلتهم هي أكبر شدا للقراء من أي شيء آخر ؟..
لقطة من أدبيات قراء ايلاف :
اسمحوا لنا بأن نقدم لكم لقطة واحدة من تلك الأدبيات
" الي محمد البرجيلي : أنت الأوباش، وأهلك، تعلم الكلام يا وسخ وتأدب "
تلك اللقطة كانت من تعقيب لقاريء أسمي نفسه " أنور وجدي ".. - ردا علي تعليق لقاريء آخر - ضمن تعليقات علي مقال " مجدي خليل " يوم 16/10 الجاري
 وللأمانة هناك تعليقات لقراء لا ينقصها الكثير لكي تنشر كمقالات جيدة.. وأذكر من أصحاب تلك التعليقات علي سبيل المثال الأستاذ ابراهيم المغربي 12/10 الجاري-، والأستاذ فؤاد شباكا..ولا أقول د. جاك عطا الله لكونه كاتبا - بالاضافة لكونه طبيبا -
باحدي الصحف الكبري بالقاهرة باب بعنوان بريد القراء - لعل المشرف عليه كان المرحوم عبد الوهاب مطاوع.. الذي رحل أخيرا -
وذاك الباب لا ينشر تعليقات القراء علي ما يكتبه الكتاب، وانما آراء وخواطر وانتقادات أو انطباعت قراء.. ويبدو أن المشرف علي ذاك الباب كان يختار المقالات بعناية شديدة.. لدرجة أن تجدهم قراء في مستوي الكتاب، بل ان البعض منهم يفوق مستوي بعض الكتاب (!) ولكن للحق نقول أن كم الضحك والمفارقات والطرائف بذاك الباب.. لا يمكن مقارنته بما في ندوات أتوبيس القاهرة العام، أو أو في طرائف تعليقات قراء ايلاف.. -

نقلا عن موقع " ايلاف " . 
==   ====  ======= 

تعليقات