تأملات حول مؤتمر قمة العشرين . في هانغتشو بالصين 4 سبتمبر الجاري -2016

القيادة الصينية تفرح بنفسها - بانجازاتها -.. فتحدث شللاً تاماً في مدينة فيها قلعة لأهم الصناعات , ولها ثقلها بشكل عام اقتصادياً وسياسياً .. 
   هانغتشو .. تغيرت ملامحها في أسبوع وأخليت من سكانها
هي عاصمة منطقة زيغيانج  الصينية - جنوب غربي شنغهاي ..
 السلطات منحت الأهالي عطلة أسبوعاً وبطاقات سفر مجانية لقضاء إجازة خارجها

== اخلاء مدينة هامة من سكانها ال 9 مليون  لاستقبال مؤتمر دول العشرين .. يبدو لنا شيئاً مروعاً .. حماقة سياسية وإدارية كبري .. ربما تدفعنا للقول : ان القيادة الصينية قد استعارت عقلية لون نول - زعيم الخمير روج ,في كمبوديا .. في عملية تهجير السكان اجبارياً , من المدينة للقرية ( مع الفارق في القياس والفرق بين الهدفين - (( لون نول : عمل لون نول رئيساً للوزراء من بداية تعيينه بتاريخ 14 أغسطس 1969م إلى 11 مارس عام 1971م ، كما أصبح أول رئيس لجمهورية الخيمر من تاريخ 10 مارس 1971م حتى سقوط الجمهورية بتاريخ 1 أبريل 1975م ، وبعدها هاجر لون نول إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتوفي فيها. ))

لكن 9 مليون انسان , بالنسبة لدولة  كالصين - التي تعدادها  حوالي 1300 مليون نسمة . يعتبرعندهم مثل 900 شخص عندنا .. سهلة وبسيطة - خصوصاً في دولة وشعب , تميزوا بشدة التنظيم والانضباط ..

بدأت المدينة استعداداتها لاستقبال مجموعة دول العشرين . قبل أشهر , وشهدت تغيرات جذرية أثرت علي جوانب حياتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ..
في تصوري ( واللي ع البر عوام .. ! ) ان المدة كانت كافية جداً أمام القيادة الصينية , لتتوصل لطريقة أخري تستقبل فيها ذاك المؤتمر .. بدون تلك الكلفة الضخمة ( في رأينا .. ! ) وبدون توقيف 255 مصنعاً من أهم مصانع البلاد . لمدة أسبوع كامل .. طبعاً سبق الأسبوع , وسيلحقه .. أيام وربما أسابيع , تعطل العمل والإنتاج .. وتربك العاملين والسكان - الذين منحوا أجازة رغم أنوفهم , وطاقات سفر مجانية .. ودون مراعاة استعداد أو عدم استعداد غالبيتهم لتلك الاجازة .. ...
أتصور أن القيادة الصينية أرادت أن تفرح بنفسها ( وهو حقها ) وبانجازاتها الكبيرة في تلك المدينة بالذات .. لكن كل ذلك كان يمكن تجنبه .. لو أعدت للزوار طائرات هليوكبتر , وتليفريك , وبالون  طائر- منطاد - ..تتفادي الزحام الشديد بالمدينة .. وتهبط من الجو في المكان المراد زيارته .. ويشاهدوا المدينة علي طبيعتها , بزحامها .. من الجو وعن قرب , دون معاناة .. لربما كان أفضل ..

الرئيس الأمريكي الذي سيغادر السلطة بعد شهرين تقريباً  " أوباما " .. لا أدري كيف يكون شعوره وهو يقابل رؤساء يعرفون ان فاعليته وصلاحيته لم يتبقي عليها سوي القليل ... !!
ولا أدري كيف سيكون اهتمام الرؤساء الآخرين , وكيف ستكون مشاعرهم عند مصافحة رئيس لن تكون له ثمة صلاحية بعد مرور بعد شهرين فقط .. حتي وان كان يمثل أقوي وأغني دول العالم - أمريكا - !!؟؟
ولا أدري مدي قانونية فكرة  لو قام كلينتون بتفويض " هبلاري كلينتون " المرشحة لرئاسة أمريكا - والرئيس المحتمل - , ووزيرة الخارجية السابقة . لحضور المؤتمر نيابة عنه .. أتصور - لو جاز ذلك قانونياً , ودبلوماسياً - سيكون استقبال الرؤساء لها بالغ الحفاوة .. لأنها الرئيس القادم - المحتمل جداً - بعد شهرين .. هناك فرق كبير .. ولا أظن تلك المسائل بقليلة الأهمية ..
مسكين الرئيس " أوباما " وكل رئيس يتعرض لذاك الموقف ...

انها محض تأملات ..
=============



تعليقات