مقالات مختارة - عن شاعرة المعمار
شاعرة المعمار - المهندسة العراقية العالمية - زها حديد . عندما تكتب عنها شاعرة - مهندسة معمارية - مصرية .. تجعلنا نفهم أكثر تصاميم " زها حديد " ..
انهما مهندستان معماريتان : مصرية أحبت الشعر فتحولت الي شاعرة . وعراقية في داخلها شاعرة , فكتبت الشعر بالتصاميم الهندسية المعمارية ... ! .
وقد اخترنا هذا المقال الذي كتبته الشاعرة ( المهندسة المعمارية . المصرية : فاطمة ناعوت - ) عن المهندسة المعمارية العراقية العالمية - شاعرة وفنانة التصاميم الهندسية المعمارية : زها حديد :
اسمُها زَها حديد
========== نشرنا بهذه المدونة من قبل , عدة مرات عن " زها حديد " . موجودة بهذه اللينكات :
من الروائع العالمية للمصممة العراقية : زهاء حديد :
http://salah48freedom.blogspot.ca/2016/04/blog-post_75.html
حداداً علي رحيل المصممة العراقية : إظلام جسر الشيخ زايد :
http://salah48freedom.blogspot.ca/2016/04/blog-post_48.html
=========
انهما مهندستان معماريتان : مصرية أحبت الشعر فتحولت الي شاعرة . وعراقية في داخلها شاعرة , فكتبت الشعر بالتصاميم الهندسية المعمارية ... ! .
وقد اخترنا هذا المقال الذي كتبته الشاعرة ( المهندسة المعمارية . المصرية : فاطمة ناعوت - ) عن المهندسة المعمارية العراقية العالمية - شاعرة وفنانة التصاميم الهندسية المعمارية : زها حديد :
اسمُها زَها حديد
بالأمس صافحني أحد المثقفين العراقيين في تورونتو، فبادرته قائلة: أُعزّيك في "زها حديد"، عوّض اللهُ العراقَ عنها خيرًا." فا بدا عليه أنه يعرف عمّن أتكلم. وغاص قلبي في حزن مضاف إلى حزني على فقدها. لماذا دائمًا يشيد الغربُ بمبدعينا وتنكرنا أوطاننا ومواطنونا؟!
انقصف أعظم قلم رصاص في التاريخ الحديث وقدت العراقية "زها حديد" رقدتها الأخيرة ولن تجلس إلى طاولة رسمها لتعلّمنا كيف بوسع ناطحة السحاب أن تكون باليرينا راقصة؟ كنت أتابع أخبارها بفرح طفلة، وفخر أمّة بأسرها، وكلما هممتُ بالكتابة عنها، أجدُ أن حجم ما بداخلي أعلى من مقدرة الكلمات وطاقة مداد القلم، فأُرجئ الكتابةَ حتى تتوازن الكفّتان. إنها أهم شخصية نسائية معاصرة، ليس عربيًّا وحسب، بل عالميًّا في الشأن المعماريّ. حينما كنتُ طالبةً بكلية الهندسة، قسم العمارة، جامعة عين شمس، كان الأساتذةُ يعددون أسماء أبرز معماريي العالم، فيشرقُ اسمها كعصفور الجنة وسط باقة من الزهور. زهرةٌ أنثى. اسمها زها، لا يمكنكَ أن تذكر خمسة من أعظم مصممي العالم الحديث دون أن تذكرها. والعمارة، كما نعلم، هي أمُّ الفنون الستة، كما حددها الإغريق: العمارة، النحت، التشكيل- المسرح، الشعر، الموسيقى، حيث الثلاثة الأوَل تعتمد الإيقاع المكانيّ أو الأبعاد، بينما تعتمد الثلاثة الأخرى الإيقاع الزمانيّ. ومن هنا فإن البارع في فن العمارة، هو بالضرورة قابضٌ على جمرة الفنون بشموليتها، مختزنٌ طاقتها بكاملها في روحه.
حين تتأمل مبانيها القلقة غير المستقرة، التي كأنما ترقصُ خطوطُها رقصةً ناعمة حينًا، ورعوية شرسةً حينًا آخر، يخاتلك الشكُّ بأنها لا تمسك، مثلنا نحن المعماريين، قلم رصاص أو رابيدو، أو حتى ريشة ألوان، بل ترسم مبانيها الفريدة تلك بريشة طائر حرون لا يعرف ما السكونُ، وما السكينة. طائر تعلّم كيف يحلّق في العلا، وأغفل أن يتعلم كيف يحطُّ على شجرة أو على حافة جبل. أبديُّ التحليق، لا تكلُّ جناحاه عن الخفقان.
تجيد اللعبَ بالخط المنحني الراقص، مثلما تجيد اللعب بالخط المستقيم الحاسم كنصل سيف. ثم تجمع ذلكما الشتيتين اللذين ظنّا ألا تلاقيا. في صالة الألعاب المائية الأوليمبية بالبحرين، صنعت الجميلة "زها حديد" ما يشبه القوقعة الضخمة التي ترتكز على الأرض من أدقَّ نقطة في قاعدة القوقعة، ما يُشعرك بأن المبنى سيغافلك ويقع. ثم تأخذك الفانتازيا بعيدًا وتفكرُ أنه يقف، ولا يميل ولا يقع، فقط لأنه يريد ذلك، وليس بفعل الحسابات الإنشائية والرياضية الدقيقة المعجزة! كأنما تودُّ حديد أن تقول إن بناياتها لها إرادتها الخاصة، التي تقرر بها متى تستقر، أو تميل، وقتما تريد.
والكلام، ولو بالمرور السريع غير المتخصص، عن أعمالها المعمارية، التي تجدلُ على نحو بارع، الأسطورةَ بالمعاصرةِ بالواقع بالوظيفة، يستغرق مجلدُا ضخمًا، تضيق عنه سطور مقال عابر وحزين كهذا. ويعدُّ، كذلك، لونًا من الاختزال المُخلّ الذي لا يليق بعالِمةٍ عراقية شاهقة القدر مثل زها حديد. ويكفي أن نعلم أن خبراء متخصصين اختاروها لتكون على رأس مائة أهم شخصية عالمية بارزة تركت بَصْمتُها الفكريةُ دويًّا ذائعًا في مجالها، واحتلّ اسمُها مكانَه الرفيعَ في استفتاء تايم 100، الذي تقيمه سنويًّا مجلة "تايم" الأمريكية. فازت زها حديد بأرفع الجوائز العالمية من البلدان المتحضرة التي تقيّم العقلَ والموهبة والعمل، منها جائزة Pritzker Prize، التي تعادل جائزة نوبل، ولكن في مجال العمارة. فمتى تكرّمها الدولُ العربية "النائمةُ"، كما يليق بموهبة عملاقة صنعت للعروبة اسمًا كونيًّا؟ من المستحيل تقريبًا أن تعثر بإنسان غربيّ لا يعرف مَن هي "زها حديد"، فمتى يعرفها العرب؟
----
صورة " زها حديد " :
انقصف أعظم قلم رصاص في التاريخ الحديث وقدت العراقية "زها حديد" رقدتها الأخيرة ولن تجلس إلى طاولة رسمها لتعلّمنا كيف بوسع ناطحة السحاب أن تكون باليرينا راقصة؟ كنت أتابع أخبارها بفرح طفلة، وفخر أمّة بأسرها، وكلما هممتُ بالكتابة عنها، أجدُ أن حجم ما بداخلي أعلى من مقدرة الكلمات وطاقة مداد القلم، فأُرجئ الكتابةَ حتى تتوازن الكفّتان. إنها أهم شخصية نسائية معاصرة، ليس عربيًّا وحسب، بل عالميًّا في الشأن المعماريّ. حينما كنتُ طالبةً بكلية الهندسة، قسم العمارة، جامعة عين شمس، كان الأساتذةُ يعددون أسماء أبرز معماريي العالم، فيشرقُ اسمها كعصفور الجنة وسط باقة من الزهور. زهرةٌ أنثى. اسمها زها، لا يمكنكَ أن تذكر خمسة من أعظم مصممي العالم الحديث دون أن تذكرها. والعمارة، كما نعلم، هي أمُّ الفنون الستة، كما حددها الإغريق: العمارة، النحت، التشكيل- المسرح، الشعر، الموسيقى، حيث الثلاثة الأوَل تعتمد الإيقاع المكانيّ أو الأبعاد، بينما تعتمد الثلاثة الأخرى الإيقاع الزمانيّ. ومن هنا فإن البارع في فن العمارة، هو بالضرورة قابضٌ على جمرة الفنون بشموليتها، مختزنٌ طاقتها بكاملها في روحه.
حين تتأمل مبانيها القلقة غير المستقرة، التي كأنما ترقصُ خطوطُها رقصةً ناعمة حينًا، ورعوية شرسةً حينًا آخر، يخاتلك الشكُّ بأنها لا تمسك، مثلنا نحن المعماريين، قلم رصاص أو رابيدو، أو حتى ريشة ألوان، بل ترسم مبانيها الفريدة تلك بريشة طائر حرون لا يعرف ما السكونُ، وما السكينة. طائر تعلّم كيف يحلّق في العلا، وأغفل أن يتعلم كيف يحطُّ على شجرة أو على حافة جبل. أبديُّ التحليق، لا تكلُّ جناحاه عن الخفقان.
تجيد اللعبَ بالخط المنحني الراقص، مثلما تجيد اللعب بالخط المستقيم الحاسم كنصل سيف. ثم تجمع ذلكما الشتيتين اللذين ظنّا ألا تلاقيا. في صالة الألعاب المائية الأوليمبية بالبحرين، صنعت الجميلة "زها حديد" ما يشبه القوقعة الضخمة التي ترتكز على الأرض من أدقَّ نقطة في قاعدة القوقعة، ما يُشعرك بأن المبنى سيغافلك ويقع. ثم تأخذك الفانتازيا بعيدًا وتفكرُ أنه يقف، ولا يميل ولا يقع، فقط لأنه يريد ذلك، وليس بفعل الحسابات الإنشائية والرياضية الدقيقة المعجزة! كأنما تودُّ حديد أن تقول إن بناياتها لها إرادتها الخاصة، التي تقرر بها متى تستقر، أو تميل، وقتما تريد.
والكلام، ولو بالمرور السريع غير المتخصص، عن أعمالها المعمارية، التي تجدلُ على نحو بارع، الأسطورةَ بالمعاصرةِ بالواقع بالوظيفة، يستغرق مجلدُا ضخمًا، تضيق عنه سطور مقال عابر وحزين كهذا. ويعدُّ، كذلك، لونًا من الاختزال المُخلّ الذي لا يليق بعالِمةٍ عراقية شاهقة القدر مثل زها حديد. ويكفي أن نعلم أن خبراء متخصصين اختاروها لتكون على رأس مائة أهم شخصية عالمية بارزة تركت بَصْمتُها الفكريةُ دويًّا ذائعًا في مجالها، واحتلّ اسمُها مكانَه الرفيعَ في استفتاء تايم 100، الذي تقيمه سنويًّا مجلة "تايم" الأمريكية. فازت زها حديد بأرفع الجوائز العالمية من البلدان المتحضرة التي تقيّم العقلَ والموهبة والعمل، منها جائزة Pritzker Prize، التي تعادل جائزة نوبل، ولكن في مجال العمارة. فمتى تكرّمها الدولُ العربية "النائمةُ"، كما يليق بموهبة عملاقة صنعت للعروبة اسمًا كونيًّا؟ من المستحيل تقريبًا أن تعثر بإنسان غربيّ لا يعرف مَن هي "زها حديد"، فمتى يعرفها العرب؟
----
صورة " زها حديد " :
من الروائع العالمية للمصممة العراقية : زهاء حديد :
http://salah48freedom.blogspot.ca/2016/04/blog-post_75.html
حداداً علي رحيل المصممة العراقية : إظلام جسر الشيخ زايد :
http://salah48freedom.blogspot.ca/2016/04/blog-post_48.html
=========
تعليقات
إرسال تعليق