رسائل مختارة من بريدنا - 52
من الاعلامي العراقي " أحمد مهدي الياسري " . هذا المقال :
ذهبت السكرة وجاءت الفكرة .. الويل لكم ان لم تستفيقوا
بقلم : حمد مهدي الياسري
هل انتهت مشكلة العراق ..؟ الجواب كلا والف كلا بل اجزم انها اليوم قد بدات من جديد وبثوب جديد فرحم العراق حبلى بالمشاكل وتعود هذا الرحم انجاب المشاكل السيامية لاينفك يفصل هذه المشكلة عن تلك حتى تبرز ولادة اخرى لمشكلة اخرى اسوء ولابد من حل ..
الضرب بيد من حديد على رؤوس المفسدين في ارض العراق وتفعيل مذهب الثواب والعقاب كفيلان بالمساعدة لايقاف نزف الفساد والارهاب وتحقيق العدالة واعادة الحقوق الى اصحابها ولابد من ايلاء القضاء العادل كل الاهتمام وكل التصحيح وكل التفعيل والا لافائدة من اي تغيير يضمن فيه الفاسد السياسي او الاداري او الامني او القضائي الحياة الحرة السعيدة المترفة على حساب بطون خمص تتلوى من الم الجوع والقهر .
الوطن كبير وكل العراقيين الشرفاء والوطنيين والنزيهين فقط هم شركاء في الوطن وهذه الشراكة تحتم عليهم بنائه وترميم خرابه ووضع قبل كل ذلك اسسه ودعاماته الرصينة المتينة كشركاء وبعدها من حقهم جني خيراته وثرواته كحصيلة من استحقاق كل الشركاء في البناء , ومن هنا فان بناء العراق على اسس متينة يتطلب من الجميع الاشتراك في وضع الدستور الناظم للامور المتفق عليه والدستور موجود فيه سلبيات كبيرة علينا الشراكة في تصحيحها ومنه نخرج القوانين والروادع التي تبني هذا البناء وفق اسس الشراكة اعلاه وحينما نضع الخطوط العريضة الدستورية وتفرعاتها القانونية ونرسخها مشتركين جميعا في وضعها لاضير ان ياتي فلان او علان من اي طيف كان ليطبقها التطبيق الحقيقي المطلوب وانا كشيعي لاتوجد لدي عقدة من ان يحكمي المسيحي او السني او الكوردي او التركماني او او او العادل الشريف ولن اقبل بحكم الشيعي الجاهل والفاشل والفاسد وعلى الجميع ان يفكر هكذا ان كان حقا يدعي حب الوطن والمواطنة وهنا تنتهي الشراكة وتبدأ الرقابة الصارمة على اي حاكم او مسؤول ومن هنا يبدا مشوار التقييم عند العمل وتحصينه وحمايته وردع من يسئ وبعدها نشترك بجني المحصول والاستفادة من الخيرات التي اتت من خير عمل انجزناه ورعيناه بحدقات العيون عندما اشتركنا في بناء الدستور والقانون والمؤسسات الرصينة الضامنة للحقوق .
كان العراق في سكرة طويلة دامت 13 عشر عاما ولن اتكلم عن تلك الغيبوبة والجلطات السابقة لهذا العهد فانها اشبعت بحثا وتحليلا ولالتزم بحدود التغيير الذي حصل في مابعد السقوط في التاسع من نيسان 2003 وهذه السكرة المؤلمة ادت الى اختراقنا اختراقا قاتلا مميتا جعلت من الاعداء ومعهم مع الاسف اخوة يوسف من شركاء الوطن يستلذون بتعذيب الضحية بسادية مقيتة اوصلتنا الى فقدان الفكرة وان كنا حقا انسانيون علينا قبر هذا المشروع الدموي وبكل قوة وبيد واحدة تجمع كل الشركاء ولايحق لجهة تساهم في التخريب والابتزاز والتدمير ان تدعي حقها في الشراكة ويجب ان تنتهي هذه المهزلة وان يلطم اي شريك في الحكم على فمه ان شارك في الحكم ومارس المعارضة والاعتراضات والتشكي في ذات الوقت .
الفكرة علينا ان نجعل من تاريخ الخميس 29-3-2016 تاريخ مفصلي وان نقرر ان ماقبله كانت السكرة وما بعده الدخول في ربيع الفكرة والبدأ بحزم وعزم وبارادة بالاجتماع على كلمة سواء قوامها تصحيح المسار والاستفادة من كل الاخطاء والسلبيات السابقة والتخلص من ادرانها وتبعاتها والاتفاق على الاشتراك في انشاء القوانين الرادعة والتي تبني والتي تؤمن حقوق الشرفاء يجب ان ينالوها من دون منة من احد وان يكون المسؤول خادما مقرا بالعبودية لواجبه عليه ان يؤديه مقابل راتب لايختلف عن رواتب الاخرين من موظفي الدولة وان يعلم ان فسد او سرق فلا اسم ولامنصب يحميه من عدالة القضاء الصارم .
الفكرة بعد السكرة علينا ان ننتهي من مهزلة الشراكة في الحكم مادمنا شركاء في الحقوق والواجبات وان نحترم الاسس الديمقراطية في الحكم وان يكون الحكم من قبل اي اغلبية سياسية تحصل على اعلى نسبة من المقاعد تؤهلها للحكم بمفردها لتتحمل لوحدها المسؤولية والتجربة السابقة علمتنا ان المهزلة كانت في الشراكة في الحكم والسلب والنهب وضياع دم وحقوق المظلوم بين القبائل وعلى الاطراف السياسية الاخرى ان لم تحصل على النصاب من حقها اختيار الشريك المناسب والمتناغم معها لاداء واجب تقديم وتنفيذ الخدمة لكل شركاء الوطن دون تمييز وان اتفقت مع اي شريك اخر يكمل لها نصاب الحكم فبها وعلى الاخرين اللجوء الى المراقبة والمعارضة الصحية وتجميع الاخطاء ووضعها امام الشعب لكي لايكرر انتخابهم مرة اخرى وعندها ستصعد اسهم المعارضة في الانتخابات اللاحقة وهكذا دواليك .
على الجميع الاتفاق على هذا التغيير لكي نتخلص من اشكال التوتر السياسي الماضي وهو توتر مقزز ومضحك ومبكي ومخزي لنا جميعا كعراقيين نتمنى ان نصنع تجربة تليق بسمعتنا امام العالم وصدقا اقولها لجميع اطياف الشعب خصوصا الكبيرة منها الشيعة والسنة والكورد ان لم تتفقوا وتحترموا انفسكم وترفعوا من عقولكم سياسية الاستحواذ والابتزاز فلن يحصل احد منكم على الراحة ومالم تتفقوا على النظام الصحيح لهذا البلد فابشرو بعقود اخرى من الخراب المصحوب بالخزي واللعنة والعار فالدماء التي تراق والاوجاع التي يعانيها المظلومين من ابناء هذا الشعب ستلاحقكم في الدنيا والاخرة وعند القبر ولن يهنئ لكم بال مالم تكونوا احرار وطنيون في دنيا العراق .
#احمد_مهدي_الياسري
تعليقات
إرسال تعليق