فرعونيات - اهناسيــا أرض الأساطير


أهناسيــا أرض الأساطير !
هي فعلاً أرض الأساطير! وإذا أردت أن تذهب إليها، فعليك أن تسترخي قليلاً، وأن تطلق العنان لخيالك يصول، ويجول، هنا وهناك، متأرجحاً بين أساطير، تعود بك إلي آلاف السنين، حيث كان الفراعنة يتخذون منها عاصمة لمصر القديمة!

وبين الأساطير، يأتي الواقع، خمسة عشر كيلو مترا تفصل بين محافظة بني سويف، ومركز ومدينة اهناسيا. الطريق إليها يشع باللون الأخضر، حيث تنشط الزراعة، وعند الوصول
، تجد العديد من المنازل التي أقميت حديثاً بالطوب الأحمر، وبعضها لايزال بالطوب اللبن، ومن شوارعها يفوح عبق الحضارة، وتتجسد معالم التاريخ بآثار فرعونية نادرة.

كانت اهناسيا – وهي إحدي مراكز محافظة بني سويف السبعة – عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القطرين، كما كانت عاصمة لمصر في عصر الأسرتين التاسعة عشرة، والعاشرة الفرعونيتين، وينسب إليها كثير من الأساطير الدينية القديمة، ففيها تدخل الهواء ليفصل بين السماء والأرض في أسطورة خلق الدنيا، وفيها توج الإله أوزيريس ملكاً علي الدنيا، وفيها هبطت ربة الفتك “سخمت” لتفتك بالبشرية العاصية في أسطورة خلاص البشر، ومنها خرجت قصة “الفلاح الفصيح” التي تعتبر درة الأدب المصري القديم، وقد اهتم باهناسيا ملوك الدولة الوسطي والحديثة لأنها تقع علي أول الطريق الموصل إلي ليبيا.

وقد ترك لنا رمسيس الثاني بالمنطقة تمثالين يرتفع أحدهما 4.4 متر، والثاني 8.2 متر، كما ترك تمثالاً مصغراً وهو جالس علي عرشه، في مدخل معبد الإله “حري شف” بالمنطقة، كما عثر علي مجموعة من المقابر من عصر الأسرة 22، وبها نقوش مختلفة، ومازالت بقايا أعمدة المعبد الروماني موجودة حتي الآن بالمنطقة، كما خرجت من المنطقة مجموعة كبيرة من الآثار الصغيرة المتمثلة في الأواني الكانوبية “أواني حفظ الأحشاء”، عند تحنيط المتوفي، والتمائم، والأواني الفخارية، والحلي الموجودة في متحف بني سويف حالياً.

المناطق الأثرية ـ كما تقول نادية أحمد عاشور مدير عام الآثار الفرعونية ببني سويف ـ لا تقتصر علي اهناسيا، فالمحافظة تزخر بالعديد من المواقع الأثرية الفرعونية، والإسلامية، والقبطية، فقد كانت بني سويف محافظة من محافظات مصر الوسطي، حيث عاش علي أرضها أقدم الحضارات المصرية، منذ بداية الأسرات الأولي في العصر اليوناني الروماني، واستمرت حتي العصور الإسلامية، وهناك العديد من المناطق التي لم تستثمر سياحيا حتي الآن، مع أنها يمكن أن تدر دخلاً كبيراً علي المحافظة إذا استفدنا منها.

مقابر دشاشة الفرعونية

وتضم جبانة من عصر الأسرة الخامسة، وأهمها مقبرتان إحداهما مقبرة “شدو”، والثانية مقبرة “أنتي”، وهما مقطوعتان من باطن الجبل، وتزينهما نقوش تمثل الحياة اليومية، والمعارك التي خاضها أصحابها في حياتهما.

معبد الملك “شاشنق” في الحيبة

يوجد في هذه المنطقة بقايا أسوار المدينة منذ عصر الأسرة الــ21، كما يوجد بها بقايا معبد الملك “شاشنق” من الأسرة الــ22، والذي بناه الإله آمون، وأهم ما خرج منها مجموعة من البردي تحتوي علي القصة الشهيرة لمغامرات البحار “ون آمون”.

متحف بني سويف :
ويضم المتحف مجموعة من أجمل الآثار التي ترجع إلي العصور الفرعونية، واليونانية، والقبطية، والإسلامية، والعصر الحديث، وهي عبارة عن تماثيل حجرية، وبرونزية، وفخارية، وأواني مختلفة الأشكال، والمواد، والأحجار، والعقود المخت

منقول من موقع : Mohamed BakierEgyptology  -  علـم  المصريات

تعليقات