من ذاكرة الفيسبوك
ذكرنا الفيسبوك بمقال شاركنا به من قبل . وكنا قد نشرناه منذ 4 سنوات . في مثل هذا اليوم 22 ابريل :
دعاية في كندا للدكتور أبو الفتوح . المرشح لرئاسة مصر .
صلاح الدين محسن الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24
أمام مدخل قاعة اجتماعات مكتبة مونتريال الكبري – بجانب محطة مترو " بيري يوكام " , مساء يوم 20 ابريل الجاري . تقدم مني رجل في حوالي الأربعين من عمره . وقدم لي مطبوعا فاخرا . بالألو ان , عبارة عن دعاية انتخابية . يحمل صورة الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح . ونص برنامجه السياسي كأحد المرشحين لرئاسة مصر .
ثم بدأ الرجل يحدثني عن د. أبو الفتوح . .
أردت أن أوفر عليه مشقة الشرح , فقلت : انني أعرفه .
سألني : كيف , وأين ؟
أخبرته بما سبق أن كتبته من قبل . عرفت دكتور أبو الفتوح . بالمعتقل السياسي . في المدة التي قضيتها ما بين شهري مارس و يوليو عام 2000 .
وانه علي المستوي الشخصي والانساني . انسان رائع , ودود , مجامل . ومبادر بالفضل , و شهم , وكريم .
هذا علي المستوي الانساني والشخصي ..
أما اذا تكلمنا عن مصلحة شعب ووطن , و اختيار رئيس للدولة , فقد يكون لنا كلام آخر . فهل يوجد حرج , أو مدعاة للزعل ؟!.
معروف ان " د . أبو الفتوح " كان من قيادات جماعة الاخوان المسلمين , ولم يترك فكر الجماعة , ولا هجر أيديولوجيتها السياسية .. ولا يزال له محبوه ومؤيدوه بداخل الجماعة . . أي انه زعامة دينية , يريد الاشتغال بالسياسة . وهذا مخالف للقانون وللدستور ومخالف لروح العصر .
لنقرأ معا البرنامج الانتخابي . حسبما جاء بالمنشور الدعائي الذي يوزع في مونتريال وسط حشد كان موجودا . من أبناء الجالية المصرية :
البرنامج يضم 19 تسعة عشر بندا . فيها بنود هامة وايجابية تماما يحتاجها الشعب ولكن :
البند الأول والثالث ,, سوف يعوقان تماما امكانية تنفيذ باقي البنود ..
لو فهم الأخ الذي يوزع تلك الدعاية , هو ومن معه . معني البند الأول , لما أقدموا علي ارتكاب خطيئة الدعاية لدولة دينية في مصر , وهم يعيشون بكندا , في حماية دولة علمانية ..
فلو عدلت كندا دستورها لينص علي أنها دولة مسيحية – بحكم الأغلبية – ( كما يفعل الاسلاميون بمصر , وكما ينص البند الأول ببرنامج دكتور أبو الفتوح ) فليس بعيدا أن ينشط الراديكاليون المسيحيون الكنديون , ويعيدون محاكم التفتيش من جديد .. ويعاملوا المسلمين في كندا , بمثل ما تعامل مصر والسعودية المسيحية وباقي الأديان الأخري ( وهم يعرفون ما حدث في مصر لمساكن البهائيين , والمسيحيين ومعابدهم وبناتهم ..! .. ) .
فكيف لمسلمين عقلاء . يعيشون في كندا ويتمتعون بنعمة المساواة مع دين الأغلبية – المسيحية – بفضل علمانية النظام الكندي .. ومن هنا بمونتريال يساعدون علي حفر حفرة لبلدهم الأم مصر .. بالدعوة لاقامة نظام ديني – وتولية الرئاسة لحاكم غير علماني ... بعدما ذاقوا نعمة العلمانية الكندية ؟!
هذا عن البند الأول في البرنامج , والذي ينص علي الالتزام بشريعة دينية اسلامية – 14 قرن مضي عليها ! - , وليس بقوانين حقوق الانسان الدولية . المدنية الحديثة ..
البند الثالث .. هذا البند يعوق تماما . تنفيذ وعود البنود الايجابية الأخري , ببرنامج دكتور أبو الفتوح .. كيف ؟
البند عبارة عن وعد ببناء أقوي جيش في المنطقة .... !
ومصر لكي تعيد بناء اقتصادها المنهار , وشعبها المقهور , وكافة قطاعاتها التي خربها العسكر طوال 60 عاما . تحتاج للابتعاد عن الحروب تماما لمدة 100 مائة سنة - ان كانت للحروب ثمة لزوم أو ثمة ضرورة - .. وطوال تلك المدة ما يحتاجه الشعب يحرم علي الجيش ..
مصر لا تحتاج سوي لجيش رمزي . لا يمتص دماء شعبها ( ولا يتخصص في حماية الفساد واللصوص الكبار والنظام الفاسد ) . مصر شعبها احق بما ينفق علي جيش ضخم وأسلحة بالمليارات , لا لزوم لها . وبالطبع سيسأل القاريء : فمن يحمي حدود الوطن ؟ الجواب :
حدود الوطن , لا خوف عليها , فعند حدوث خلاف حدودي. يمكن اللجؤ للتحكيم الدولي . الذي ثبتت فعاليته في خلافات حدودية عدة . كالخلاف بين ارتريا واليمن . منذ سنوات . علي جزيرة " حنيش الكبري " وحكم فيها لصالح اليمن , فانسحبت القوات الارترية , وتسلمتها اليمن عام 1998 بعد احتلال دام 3 سنوات . وكالخلاف علي تبعية مدينة " طابا " بين مصر واسرائيل . وحكم فيها لصالح مصر , فتسلمتها من اسرائيل ..
جيران مصر من الغرب والجنوب والشرق هم ليبيا والسودان واسرائيل ,,
لا ليبيا ولا السودان ستعتديان علي اراضي مصر – وان حدث خلاف , فبالتحكيم الدولي - كما قلنا - يمكن حل الخلاف ,,
يبقي اسرائيل . التي أعادت سيناء . مرتين بعد احتلالها , مرة تنفيذا لقراردولي عام 1956 , ومرة باتفاقية سلام دولية عام 1977 . مع السادات , وسلمت : " طابا " كما ذكرنا . ويمكن حل اي خلاف حدودي مستبقلي بنفس الطريقة – ان استجد خلاف حدودي مع اسرائيل - .
أما من يريد تحرير القدس . في مقابل : جوع , وتعري , وتشرد الملايين من شعب مصر , واحتلال اراضيها ودمار مدنها في الحروب ,... فهذا موضوع آخر ..! ( ويمكنه زيارة القدس . كما مفتي مصر . الشيخ علي جمعة , ولن يمنعه أحد . وكما يزور مسيحيون مصريون من الداخل ومن الخارج . مقدساتهم بالقدس , ولا أحد يمنعهم – وبدون مقامرات أوعنتريات –.. ان كان المتكلمون عن القدس يريدون الزيارة وليس الحروب والحروب فقط لأجل خراب مصر وتجويع المصريين ! ) .
ومن يريد بناء أقوي جيش بالمنطقة . لأجل عمل امبراطورية وحدة عربية : لا يغلبها غلاب .. !! . من قوت وعلي حساب حياة شعب مصر , وفي مقابل خرابها .. فتلك قصة أخري ... ! .
أي حاكم ديني – اخواني , سلفي – تحت مظلته. سوف يكون قوت شعب مصر الغلبان , وميزانية بلده , مسخرة بالكامل لصالح الله والرسول . وليس لصالح خلق الله المصريين الغلابة .
سيخصص الحاكم الاسلامي مال الشعب المصري الفقير التعبان لمساعدة ونصرة المسلمين في الهند والشيشان , ونشر الاسلام بعموم روسيا والصين واليابان وسائر بلاد الكفار !! , وعقب قهر وغزو وأسلمة امريكا وأوروبا ...! . وتلك الأحلام والأوهام يعلنها الشيوخ الاسلاميون , بطرق مباشرة , وغير مباشرة .
ومن هنا فان أي كلام عن جعل جيش مصر أقوي جيش بالمنطقة . كما يقول دكتور أبو الفتوح . .. يعني بوضوح : العزم علي خوض حروب لا تتوقف ولا تنتهي الا بانقراض شعب مصر , أو دفعه للهروب بأكمله . من وطن قياداته منذ ستين عاما . ما بين مغرمين بحروب الأحلام القومية – والأمجاد الشخصية المبنية عليها - . أو مولعين بالمعارك ذات الدواعي والمتطلبات الدينية – الجهادية الاستشهادية - !
لقد خربت مصر وجاع شعبها في الستينيات من القرن الماضي , وهي تحت شعار :
" يد تبني , ويد تحمل السلاح " !
فما أحسنوا البناء , ولا أحسنوا حمل السلاح ... – ولكن الخراب استمر ومستمر حتي يومنا هذا ..
أحد أمرين : إما البناء والنهوض والتقدم ..
وإما الحروب . وبناء جيش متفوق في فقع عيون شباب ثورة الشعب , وسحقهم تحت المدرعات . وسحل بنات مصر , والكشف علي عذريتهن , وتعريتهن بالميادين العامة . وبعد طول حماية للفساد ( جيش مصر . منذ عام 1952 , لم ينتصر سوي في معركته ضد الشعب , التي دارت منذ 25 يناير 2011 وحتي الآن ).
الملايين من أطفال الشوارع بمصر . أحق من الجيش . بكل جنيه , والملايين من سكان العشوائيات والقبور , أحق من الجيش بكل جنيه , وملايين المرضي بأخطر أمراض التلوث ولا يجدون ثمن العلاج :أحق من الجيش بكل جنيه , وملايين العاطلين عن العمل ,أحق من الجيش بكل جنيه .
والملايين من أرباب المعاشات . الذين يحصلون علي فتات لا يسمن ولا يغني من جوع : هم أحق من الجيش . بكل جنيه .
كل جنيه مصري يحتاجه هؤلاء الملايين من المصريين هم أحق به من الجيش
وهم أحق به من فلسطين والقدس
وهم أحق به من كل الشعائر والمقدسات .
====
مقال سابق ذو صلة , نشرناه منذ 6 سنوات :
رد علي القطب الاخواني دكتور أبو الفتوح
الحوار المتمدن - العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 ---
ماذا فعل الاخوان بالسودان , وماذا سيفعلوا بمصر لو حكموها ؟. حديث هام لمفكر سوداني:
*************
تعليقات
إرسال تعليق