من الارشيف - الماسنجر جبريل واسباب التنزيل
الماسنجر جبريل واسباب التنزيل ( سبق نشره منذ 12 عاماً )
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن 2008 / 12 / 1
اقترب من العرش الجليل ، وقف بأدب والقي التحية :
جبريل : السلام علي ملك السلام ، رب الكون وباري الأنام .
- وعليك السلام يا ملاكنا المطيع جبريل ..
جبريل : جئتك يا سيدي في ميعادي لاحمل سورة من سوركم المباركة وآياتكم الشريفة الي حبيبكم ومصطفاكم أشرف الانبياء وسيد الخلق . هلا تعطيني التشريع الجديد لانزل به الي الارض واقوم بتحفظيه لاشرف الانبياء . حبيبك ومصطفاك ؟
- ( يبدو عليه بعض القلق والحيرة كمن يتنظر شيئا ولم يأت بعد ) لم يحن الوقت بعد يا جبريل ..
جبريل : عفوا سيدي رب الكون .. لماذا لم يحن الوقت . وكل شيء طوع يديك ورهن اشارة ولفظ كن . ليكون في الحال؟
- ( يتلفت حوله في قلق ) ها انا أنتظر يا جبريل ..
جبريل : ( محاولا اخفاء دهشته ) تنتظر ماذا يا سيدي ؟!
- أنتظر اسباب التنزيل لكي أفصل عليها آياتي واشرع لها التشاريع . وها هي لم تحدث بعد أسباب للتنزيل بالارض لافصل لها التشريع والاحكام ..
= كادت ضحكة عالية ان تخرج من فم جبريل وهو ماثل امام حضرة رب الكون . ولكنه تماسك وكبحها . وسأل بأدب يحمل شعورا بالدهشة ومزيج من الاشفاق والاستنكار :
جبريل : كيف ذلك يا سيدي يارب الكون ؟ الاله العظيم ينتظر سببا للتنزيل ؟! .
- لابد من سبب لتنزيل الآية والسورة يا جبريل ؟
جبريل : عفوا سيدي . جل جلالك . رب الكون ينتظره المنتظرون ولا ينتظر أحدا أو شيئا .
- ولكن هؤلاء الناس يحتاجون الي سبب للتنزيل .. كي يشرح لهم اسباب التنزيل للآية والحكمة من التنزيل ولكي يكون للتنزيل حكاية ظريفة يتسلون بها وبحكيها .
جبريل : عفوا سيدي . أنت اله الكون وعلام الغيوب . انت مسبب الاسباب وتعرف كل الأسباب التي حدثت والتي تحدث والتي لم تحدث بعد . فكيف تنتظر حدوث أسباب لزوم تنزيل تشريع . والحكايات المسلية يؤلفها البدو لبعضهم في وقت فراغهم لا يؤلفها لهم رب الكون ..
- هكذا يحتاجون يا جبريل . فماذا افعل سوي انتظار سبب للتنزيل والتشريع ..
جبريل : يا سيدي رب الكون . ان رؤيتي المستقبلية لموضوع اسباب التنزيل هذا . وبصفتي ملاك صغير عمل في خدمة الرب الجليل : انه بعدما يتغير الزمان ويات زمان مختلف ويشعر الناس بعدم ملائمة وبغرابة التشريع القديم ابن محله وبيئته المحدودة . فانهم سيسالون الفقهاء . الذين سيضللون الناس في قصص وحكايات لا لزوم لها في الزمن القادم . مما يعطل مصالح الناس ويضرهم . والتشريع الذي يضعه علام الغيوب مسبب الأسباب وبحكم الوهية جلالتكم .هو الصواب وسيتضح للأنام
صوابه وحكمته وسداده يوما بعد يوم ..
- ( بشيء من الغضب ) اسمع يا جبريل .. انت عليك بعملك فقط . تشوف شغلك . ودعني الآن انتظر أسباب التنزيل ..
جبريل : ( بأدب وامتثال ) : امر سيدي رب الكون العظيم .. ( ومضي جبريل )
( ما ان وجد جبريل نفسه قد ابتعد حتي انطلقت منه الضحكة العالية التي ظل يكتمها بداخله . بفعل ما سمعه عن ضرورة وجود شيء اسمه أسباب التنزيل ..
جبريل ( يقهقه جزلانا بصوت عال ، ويدق كفا بكف .. وتتواصل قهقهاته التي علي اثرها يقبل عليه زميله الملاك عزرائيل مسرعا ليستكشف الأمر )
عزرائيل : مرحبا يا زميل . ماذا يا جبريل ؟ ماذا يضحكك الا تشركنا معك في مرحك وسعادتك . قلت لي انك بصدد قيام بمهمة لايصال تنزيل جديد فماذا اخر انطلاقك لايصال التنزيل ؟ ماذا تنتظر ؟!
جبريل : وقد اغرورقت عيناه بالدموع من شدة الضحك ، ينظر في عيون زميله ويقول له من بين ضحكاته )
جبريل : أنتظر أسبابا للتنزيل تصعد من الأرض للسماء .. ! فالسماء لا تعرف كيف تصنع حكما او تشريعا الا اذا جاءتها خامته من الارض ..! ( يمضي في الضحك وهو يضرب كفا بآخر ) .
عزرائيل ( ما ان سمع بموضوع أسباب تنزيل من زميله جبريل حتي انفجر هو الآخر في الضحك وراح يقهقه )
عزرائيل : ( من خلال دموع الضحك الشديد . يميل بعينيه علي عيني زميله جبريل ويتساءل )
عزرائيل : أهو التنزيل او التشريع من رب الكون يعوزه اسبابا للتنزيل . وهل مسبب الاسباب عالم الغيب . لا يعرف بعد الاسباب وينتظر حدوثها وقدومها من اسفل ؟! ( يعود لينفجر من الضحك )
( جبريل وعزرائيل يمضيان في الضحك ، قهقهات عالية تجذب اليهما زميلهما الملاك ميكائيل . الذي اتي مسرعا ، يرقبهما دون سؤال محاولا فهم ما حدث بانتظار ما سيدور بينهما من حوار . ولكن عدوي الضحك تنتقل اليه فيضحك معهما من قبل معرفة أسباب الضحك ومن قبل ان يستمع الي نكتة " اسباب التنزيل " )
عزرائيل : ( من بين ضحكاته يقول لجبريل ) يا لها من نكتة يا زميلي جبريل ..
جبريل : سوف يلعبون بتلك اللعبة لعبا ، تحت.. بالارض .. ( وهو يعود ليضحك : أسباب تنزيل !! .. يقهقه ) .
عزرائيل : وسوف يكذبون بها كذبا .. اسباب تنزيل ؟! ( ثم يقهقه )
جبريل : وسينصبون بها نصبا . نصب . أسباب تنزيل ؟ ! ( يضحك .. وهو يمد ذراعه لزميله جبريل )
عزرائيل : كفك علي كده يا زميل جبريل .. ( ويقهقه )
جبريل : يمد ذراعه لزميله عزرائيل . فيصفق كل منهما كفه بكف الآخر بمرح وسرور ، وسط ضكات عاليه .
( الملاك ميكائيل - لا يلبث حتي ينفجر ضاحكا بعدما التقط الداعي الذي جعلهما يضحكان . وراح " ميكائيل " يردد وسط ضحكاته وهو يقلب كفا بكف دهشة " اسباب للتنزيل !! ثم يقهقه وهو يقول : استغفال الناس بحكايات اسباب التنزيل تلك سيكون علي اشده .. ( ثم يستطرد ) : رب الكون هل يعني بتغطية احداث صغيرة تافهة وحقيرة تحدث بأحقر بقعة بأصغر كوكب باصغر مجوعة شمسية موجودة باصغر مجرة من مجرات الكون الرهيب الاتساع ؟! مسبب الاسباب يحتاج لاسباب ، ولا يعرف كيف يصيغ تشريعا يصدر من السماء الا بعدما تاتيه اسباب من أرض .. هي مجرد واحدة من مليارات وبلايين الاراضي ، والكواكب والنجوم ؟! " ( ثم يضحك معهما ضحكات عالية ) .
جبريل : اسمعت يا زميل ميكائيل .. نكتة اسباب التنزيل ؟! ( يقهقه )
ميكائيل : ( وهو يضحك ضحكا عاليا ) نعم سمعت .. ( يواصل الضحك .. )
جبريل : ( ( يواصل الضحك .. )
جبريل : ( رافعا ذراعه عاليا في الهواء فاردا كفه ) ايدك علي كده يا زميل ميكائيل ..
ميكائيل : يرفع ذراعه عاليا فاردا كفه ليتقابل مع كف زميله جبريل في ضربة قوية تحدث صوتا مع مرح وقهقهات الثلاثة في غبطة ومودة وسرور زملاء . يشارك كل منهما الآخر لحظات فرحه وابتهاجه بطرائف الأمور وغرائب الحكايات المسلية الظريفة ..
********
تعليقات
إرسال تعليق