آداب كتابة أو عرض التاريخ والآثار

إعداد : صلاح الدين محسن 
9-9-2020

في التاريخ القديم تبادلت الدول والشعوب الهزائم والانتصارات .. ولو بنسب تختلف ..
 
بعض الآثاريين المصريين يعرضون مناظر لوحات لأسري نوبيين أو أفارقة أو من جنسيات أخري - قبل التاريخ - من قدماء العراقيين أو قدماء السوريين أو من الهكسوس أو من الحيثيين - المرجح ان الحيثيين هم سكان أرمينيا القديمة - ومشاهد لرمسيس الثاني - أوغيره - وهو يعذب أحد أو بعض أسري الأعداء ..
من البديهي ان الهكسوس والحيثيين والفرس القدماء والبابليين والآشوريين ..والكوشيين - قدماء النوبيين - .. عندما تغلبوا علي المصريين واحتلوا مصر - أو جزء هام منها - كان لديهم أسري مصريين .. ومن البديهي انهم كانوا يعذبون هؤلاء الأسري .. 
والفرق هو ان أجدادنا المصريين القدماء . الذين لم يتركوا صغيرة أو كبيرة من مظاهر حياتهم إلا وسجلوها بالصور والكتابة .. أيضاً سجلوا بالرسوم في المعابد والمدافن .. عمليات تعذيب الأعداء الذين وقعوا في الأسر ..

وبطبيعة الحال .. سوف يؤلمنا جداً كمصريين معاصرين  أن تُعرَض صور ونقوش تظهر أسرانا من القدماء وهم يتلقون الضرب والتعذيب علي أيادي من تغليوا علي بلادنا وقهروا جيشنا القديم .. في مرحلة من مراحل الصراعات بين الأمم والحضارات قبل التاريخ . ولاسيما لو علمنا ان من بين وسائل التعذيب والانتقام من الأعداء الأسري لدي  قدماء العراقيين - بابل وآشور وسومر - سلخ الجلود وخزق العيون .. !  بالطبع سوف يؤذينا جداً ويجرح مشاعرنا كمصريين , لو عرفنا ان تلك الوسائل قد تعرض لها مصريون قدماء من أجدادنا .. 

لذا فان رواية وتدريس وعرض التاريخ والآثار - كعلم من العلوم - يجب أن يكون لها آداب , وفن ولياقة .. بحيث تظهر الأمور الحساسة كعمل مؤسف وجهالات لا يقبلها حب السلام بين الشعوب والنزوع والدعوة اليه .. في عصرنا الحديث . 
كما يجب الابتعاد تماماً عن أية نبرة تفاخر ومباهاة بالتعامل القديم مع الأسري . أو  التفاخر باحراز انتصارات .. وايقاع هزائم بأعداء قدامي , في زمن قديم . لم تكن فيه اتفاقيات دولية حول معاملة أسري الحروب .
علوم التاريخ والآثار .. يجب ألا نجعلهما سوي أدوات لنبذ العنف والحروب , لما سببته قديماً - وحديثاً , في مختلف العصور - من الشقاء للبشرية , و ايثار السلام والتعاون بين الشعوب والدول .
-- 
تعليق لنا بأحد المواقع :
Salah El Din Mohssein  
يرد علي : Yassen Gomaa 
" هذا يثير حساسيات قديمة تترسب في النفوس كثأر تاريخي , يطفو علي السطح عندما يدور التاريخ دوراته وتتبدل الأحوال , فتحدث ردود أفعال 😏 !! لذا فمن الضروري الحذر من اثارة مثل تلك الحساسيات . بعض دول أوروبا عندما يتكلمون عن مرحلة قديمة في التاريخ كانت احدي الدول تستعمر الأخري .. يستخدمون تعبير " كان اتحاد بين البلدين " .. تجنباً لاثارة حساسيات لا لزوم لها .. حتي عند تدريس التاريخ كتاريخ , يجب انتفاء التعابير والكلمات كما يفعل الدبلوماسيون .. حفاظاً علي المشاعر , وحمايةً لعلاقات الود بين أطراف نسيج المجتمع الذي يضم نوبيين كان لأجدادهم امبراطورية قبل التاريخ .. وتبادلوا مع الامبراطوريات الأخري الانتصارات والهزائم - مع الشكر .

تعليقات