هل ستدوّم الاصلاحات السعودية ؟
هل ستدوّم الاصلاحات السعودية ؟
إعداد : صلاح الدين محسن
13-9-2020
انها أوامر من السلطان .. دون وضع أساس راسخ يضمن استمرارها . فمع أقرب هزة في السلطة . يمكن أن يعود كل شيء الي ما كان عليه ...
احتمال الانقلاب علي الاصلاح لن يأتي فقط من الداخل .. كهنة الدين بالخارج بالدول المؤسلمة بالسيف هم مصدر خطر أكبر .. وكل منهم سيعتبر اسقاط النظام في السعودية جهاد وفريضة عليه .. وبطرق شتي , سرية وخبيثة ..
فالغنوشي لن يسكت .. وسيتآمر مع تركيا .. ( كما تتآمر معها عناصر جماعة الاخوان الهاربة من مصر ) .. وكلهم لن يترددوا في التآمر مع ايران .. ضد السعودية بسبب الاصلاحات ..
وملالي ايران ..سوف يعتبروا الاصلاحات مسوِّغات لعدوانياتهم المتكررة علي السعودية عبر اليمن - الحوثيون - ..
فقهاء الداخل أغلقوا أفواههم علي مضض . ولكنهم جمر تحت رماد .. يتربصون
( في إحدي روايات توفيق الحكيم , اتفق الشيطان مع حاكم علي اصلاح البلاد .. وفي الصباح كانت أحوال الناس قد تغيرت .. نظام , نظافة , وكل شيء نموذجي تمام .. ولكن بعد فترة قصيرة عادت ريما لحالتها القديمة ! فلماذا ؟ لأنه لم يغيّرعقول وتفكير وقناعات الناس , ووعيها .. ضروري تتغير تلك الأشياء.. )
فلابد من اقناع الناس بأهمية وفوائد الغناء والموسيقي والسياحة والآثار .. ومنع تدريس أو نشر أو - و مواعظ - ما يخالف ذلك .. فمن الواضح ان السعوديين يتجهون نحو تأسيس اقتصاد جديد لا يعتمد علي مصّ دماء الشعوب الفقيرة بلعبة " الحج والعمرة " .. فنلاحظ انهم التفتوا لللسياحة والآثار , واتجهوا لاستثمار الشواطيء ومزايا الطبيعة التي تتمتع بها بلادهم وكانت مهملة ومجهولة للكثيرين . بالاضافة للانفتاح علي الفنون , وما مُنِح للمرأة - مؤخراً - من مكاسب كانت بعيدة المنال - وان شابها بقاء سجناء للرأي خلف القضبان -بالاضافة للانفتاح علي الفنون , وما مُنِح للمرأة - مؤخراً - من مكاسب كانت بعيدة المنال ..
لابد من فتح الباب في الاعلام لنقد التراث العقائدي القديم .. وتبيان الخروق والتجاوزات التي يحتويها , ليعرف الناس علي أي أساس قامت العقيدة التي تعارض وتحرِم تلك الاصلاحات ..
لابد من نصوص في القانون تسمح بحرية نقد التراث , باعتبار النقد هو أساس كل تقدم . ولِكونِ النقد موجوداً بالفعل , منشوراً في الانترنت .. فلماذ يكون تحريم تداوله بالاعلام الرسمي للبلاد .. بينما المواطنين يطّلِعون عليه بالانترنت , ولا يخيفهم سوي تحريم تداوله رسمياً وإعلامياً بالداخل ! أو تجريمه قانونياً ؟.مما يخلق ازدواجية شخصية وفكرية لدي المواطنين .
وهذا مجرد نموذج منقول .. مما تموج به قلوب وعقول شابات وشباب بالسعودية :
ان سموم جماعات التزمت والارهاب بالدول المجاورة والقريبة للسعودية وكراهيتهم للنظام بسبب اصلاحاته , سوف تتسلل بالعمل التآمري .. والواجب لأجل ابطال تلك التسللات هو :
كما مَوَّلت السعودية تلك الجماعات وآوتها من قبل . وكما مَوَّلت الحكام ليتركوا الساحة لتلك الجماعات لملء أدمغة الشعوب بفكر التزمت والارهاب.. كذلك يجب عليها تمويل الحكام لتقليم أظافر وانتزاع أنياب ومخالب تلك الجماعات .. لكي لا ترتد علي النظام السعودي - بسبب اصلاحاته , كما قلنا - .بطرق خبيثة ماكرة كثيرة .
لا بد من اصلاح وتنظيف العقول من فكر التزمت والانغلاق العقائدي القديم . لكي لا يكون مصير الاصلاح بالسعودية كما :
- كما حدث الي حد ما - برحيل بورقيبة .. عاد الحجاب , وبرزت ظاهرة الغنوشية - عضو جماعة الاخوان مسلميّن .. وبلغت الأمور في تونس لحد تربع " الغنوشي " فوق كرسي برلمان تونس ..
وكذلك , الي حد ما .. ما حدث في تركيا .. بعدما تراخت قبضة العلمانية الأتاتوركية .. قامت الإروغانية . وظهر الحجاب فوق رأس زوجة رئيس تركيا الاسلامية .. وسياسة إردوغان نحو إحياء الامبراطورية الدينية العثمانلية التي أنهاها كمال أتاتورك .. !
-- أم ان هناك خطوات عميقة سعودية إصلاحية جريئة في الطريق . وستأتي لوضع أساس راسخ و داعم للاصلاحات . لكي تبقي وتدوم ؟؟.. هذا ما نتمناه .
==========
تعليقات
إرسال تعليق