كتابات - جثة... ثمنها أربعمئة مليار دولار
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
جثة... ثمنها أربعمئة مليار دولار
غسان صابور - كاتب سوري
جمال خاشقجي الصحفي السعودي الأمريكي.. والذي اختفت جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.. ثمنها اربعمئة مليار دولار.. جزء بسيط منها للسلطان العثماني أردوغان.. والذي رغم تنازعه على زعامة الإسلام السني.. حبس أنفاسه لما جرى داخل حرم القنصلية في تركيا.. والباقي ثمن أسلحة ممنوعة وغير ممنوعة لمحمد بن سلمان.. سيد السيطرة والقوة ـ حاليا ـ بالمملكة السعودية... سوف تقبض ثمنها معامل وتجار الأسلحة بالولايات المتحدة الأمريكية.. من أصحاب وشركاء رئيسها الحالي وصناع كل رؤسائها....
بعد ضجيج إعلامي حول فظاعة مقتل جمال خاشقجي بوحشية وشراسة.. وتقطيع جثته.. بواسطة خبراء واختصاصيين من المخابرات السعودية المقربين لمحمد بن سلمان.. والتصريحات التي وردت فيما بعد.. عن وقوع مشاجرة بين المختفي.. وخمسة عشر شخص اختصاصيين بالتقطيع وخفي الآثار والقطع.. واختفائهم بجوازات سفر ديبلوماسية.. على طائرة خاصة.. ومن ثم تأييد كــذبــة المشاجرة.. تصوروا معتقل مجنزر يتشاجر مع معذبيه ومن ثم تقطيعه.. سيناريو رعب أمريكي.. حتى تــرامب قبله.. طالما لا توجد جثة.. واعتراف أحد أفراد الخمسة عشر المقطعين.. بأنه تشاجر ـ خطأ ـ مع السجين.. وقتله وقطعه خطأ.. دون أية أوامر أو تعليمات من الذين ــ من المفروض ــ أمروا بخطفه.. وإعادته كاملا إلى المملكة.. وتوالت الموافقات وتصريحات الانتظار.. من غالب رؤساء الدول الأوروبية (الديمقراطية) الشريفة والداعية من أعلى المنابر.. أنها تنشر وتدافع عن حقوق الإنسان (الكامل أو المقطع).. حتى لا تنفجر أسعار البترول السعودي.. والتي تحتاجه هذه الدول.. مقابل أسلحة فتاكة... وحتى لا تعم البطالة أكثر وأكثر لدى الطبقة العاملة الأمريكية.. كما صرح السيد ترامب (هذا الرئيس الهوليودي).. وأن المملكة السعودية تبقى دولة صديقة.. ثمنها سنويا أربعمئة مليار دولار... ومن غير المعقول أن يفرض على هذه الدولة الصديقة أي أمبارغو.. مكتفيا بتصريحات المملكة عن المشاجرة ما بين المرحوم المقطع المختفي (جمال خاشقجي) وأحد المحققين معه.. داخل حرم القنصلية السعودية في إسطنبول!!!... حيث بدأت وسائل الإعلام الأمريكية الكبيرة والصغيرة.. تتبع هذا التصريح الترامبي.. وبعض وسائل الإعلام الأوروبي.. تتراجع عن حماس الأسبوع الماضي.. وتتراجع بصمت مدروس.. حتى أن بعضها يحرك ماضي المقتول المقطع المختفي.. متحدثا بتلميحات بعض الشيء مغرضة وسلبية...
الإعلام؟؟؟... الإعلام يمكنه أن يتحول ـ إذا دفع اثمن ـ أو كان بيد تاجر ملياردير.. يمكن تحويله إلى قصص هوليودية مركبة.. أو حتى لسلاح دمار شامل...
جمال خاشقجي؟؟؟... جمال خاشقجي الذي كان منذ ثلاثين سنة قريبا.. قريبا جدا من العائلة المالكة السعودية.. وقريبا جدا من مختلف السلطات الأمريكية.. ومستشارا وقريبا.. وقريبا جدا من هاتين السلطتين.. وصحافيا مرموقا ومعروفا يعمل بجريدة الواشنطن بوست المعروفة عالميا.. اختار الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأمريكية... يعني مغطى ومحمي من أوساط السلطتين الأمريكية والسعودية... وكانت كتاباته معتدلة.. معتدلة جدا.. وخاصة تجاه ولي العهد الجديد.. صاحب أقوى سلطة حاليا بالمملكة السعودية... يعني أن له مربع خاص لا يجب الخروج عنه... ولكنه بدأ يكتب ويحاضر ويعطي مقابلات صحفية بأوساط عالمية.. أقل اعتدالا من عادات بقائه خارج المربع المحدود المرسوم له.. عندما وصل إلى الستين من عمره... ولهذا السبب تعرى بالقليل.. والقليل النادر من الوقائع الصريحة عن مراكز السلطة الوهابية.. وخاصة بما يتعلق بحرب السعودية ضد اليمن.. والعديد من الأخطاء اللاإنسانية التي هيمنت على ديمومتها.. بلا أي سبب إنساني معروف... هنا سقط واختفى مربع الحماية من حوله... وتحول إلى جثة مقطعة في غياهب القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.. والتي تحاول السلطات التركية.. نفخ للحد الأقصى مكاسبها المادية والديبلوماسية من هذه العملية....
عالمنا؟؟؟... عالمنا تاخخ مريض متعب... تحكمه قيم أو لا قيم تاخخة مريضة متعبة... إنجيله أسعار أسهم بورصة نيويورك... ولا أي شيء آخر...
بــــالانــــتــــظــــار..........
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا
تعليقات
إرسال تعليق