كتابات مختارة - هل الرجل حُر ؟
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
هل الرجل الشرقي حر؟!
يحظى الرجل بمجتمعاتنا العربية ولا شك، بقدرٍ معتبر من الثقة والحصانة، فهو يملك صكاً على بياض في أن يكمل حياته مرفوع الرأس، رغم ارتكابه لجرائم تُدخله السجن لسنوات، كما أن تحرشه أو اغتصابه لامرأة ما، لا يُسقط هيبته ولا ينسف وجوده الاجتماعي، وهو يسافر وحده بلا رقيب، ويعمل بما يحب، ويملك حق الزواج والطلاق خالصين، لكن لو دققنا قليلاً بالأمر، سنصل إلى نتيجةٍ ملموسة، وهي أن حرية الرجل مراقبة ومحسوبة جداً من قبل المجتمع.
في بعض مدن جنوب ليبيا، والخليج وصعيد مصر، يجري إجبار كثير من الشُبان على الزواج بقريباتهم، بل وقد تُدبر للولد منذ طفولته زيجةً مستقبلية ببنت عمه أو عمته، كما أن مجتمعاتنا تعارض رغبة الرجل بالزواج من مطلقة أو أرملة، أو من ديانة أو طائفة أخرى ولو كان يهيم بها حباً، وكم من رجلٍ يعيش في جحيمٍ زوجي لا يستطيع التخلص منه، بسبب وطأة التقاليد، أو إرضاءً لأحد الأبوين أو خشيةً من معاقبة الدين.
وكثير من العائلات المحافظة بمجتمعاتنا، تستنكر على ابنها تعلم الموسيقى أو الرقص أو الرسم ولو كان يرغب فيه، لأنها ترى في ذلك عارًا يلحق بالعائلة وسمعتها، وتبتز عائلات أخرى فقيرة ابنها، وتمتنّ عليه بشقائها في تربيته، لتوجه ميوله قسراً لعلوم ومهن تدر مداخيل جيدة بالمستقبل، بالوقت الذي يرغب هو في دراسة وامتهان وظيفة أخرى.
ويصل الظلم إلى حد حرمان الرجل أحياناً، من الهجرة والإقامة ببلد آخر، حيث يبتز الأبوان ابنهما عاطفياً، ويلاحقانه بالتهديد بالغضب عليه، إن هو تركهما واختار مستقبله بعيداً عنهما.
أما الشاب الذي شاء القدر أن يكون وحيداً وسط عددٍ كبيرٍ من الأخوات، فيدفع ثمن مركزه هذا باهظاً من راحته ومتعته، حيث يُحكم عليه قسراً بالوصاية على أخواته، ولو كن ناضجات ومستقلات مادياً عنه، ولو كان هو نفسه كارهاً لهذه الوصاية أو عاجزاً عنها..
ولن أنسَى ما يعانيه الرجل من اعتباط السلطة السياسية، واستبدادها وتحكمها بحريته ومستقبله وخياراته الفكرية، وكثيرون جداً دفعوا ثمن معارضتهم للديكتاتورية والفساد، من حريتهم وكرامتهم وصحتهم في السجون لعقود طويلة، خرجوا بعدها محطمين ومهمشين لا تحترمهم مجتمعاتهم، ولا تعرف عن معاناتهم شيئاً.
ولعل أقسى أنواع الاستبداد، خوف الرجل من التعبير عن ميوله الجنسية المخالفة للميول المعتبرة بالمجتمع، أو اضطرابات تلك الميول، والأنكى من ذلك، حرمانه من المجاهرة بتغيير عقيدته، أو حتى مذهبه ضمن نفس الدين، حتى لا تتعرض عائلته لجلطات دموية، وصدمات نفسية، واشتعال حروب في محيطها الاجتماعي، ما يترتب عليه قتل ذلك المسكين أو هروبه من البلاد، وعيش حياته بمرارة وألم دائمين.
أما الغبن الحقيقي الذي أملاه المجتمع الذكوري على الرجل، فهو إلزامه بمراقبة المرأة، بزعم أنها كائن عاطفي قليل العقل، ستدوس شرفه مع أول عابر سبيل، تلك الثقافة جعلته حارساً مخلصاً ينام في زنزانة واحدة مع سجينته لمراقبتها طوال الوقت، لهذا بقي نصف مجتمعنا سجاناً بدوام كامل، وبقي النصف الآخر يعيش بسجن مؤبد يخشى الهرب، حتى لا يُقتل، وبقيت مجتمعاتنا متخلفة ومتعصبة وظالمة للطرفين.
في بعض مدن جنوب ليبيا، والخليج وصعيد مصر، يجري إجبار كثير من الشُبان على الزواج بقريباتهم، بل وقد تُدبر للولد منذ طفولته زيجةً مستقبلية ببنت عمه أو عمته، كما أن مجتمعاتنا تعارض رغبة الرجل بالزواج من مطلقة أو أرملة، أو من ديانة أو طائفة أخرى ولو كان يهيم بها حباً، وكم من رجلٍ يعيش في جحيمٍ زوجي لا يستطيع التخلص منه، بسبب وطأة التقاليد، أو إرضاءً لأحد الأبوين أو خشيةً من معاقبة الدين.
وكثير من العائلات المحافظة بمجتمعاتنا، تستنكر على ابنها تعلم الموسيقى أو الرقص أو الرسم ولو كان يرغب فيه، لأنها ترى في ذلك عارًا يلحق بالعائلة وسمعتها، وتبتز عائلات أخرى فقيرة ابنها، وتمتنّ عليه بشقائها في تربيته، لتوجه ميوله قسراً لعلوم ومهن تدر مداخيل جيدة بالمستقبل، بالوقت الذي يرغب هو في دراسة وامتهان وظيفة أخرى.
ويصل الظلم إلى حد حرمان الرجل أحياناً، من الهجرة والإقامة ببلد آخر، حيث يبتز الأبوان ابنهما عاطفياً، ويلاحقانه بالتهديد بالغضب عليه، إن هو تركهما واختار مستقبله بعيداً عنهما.
أما الشاب الذي شاء القدر أن يكون وحيداً وسط عددٍ كبيرٍ من الأخوات، فيدفع ثمن مركزه هذا باهظاً من راحته ومتعته، حيث يُحكم عليه قسراً بالوصاية على أخواته، ولو كن ناضجات ومستقلات مادياً عنه، ولو كان هو نفسه كارهاً لهذه الوصاية أو عاجزاً عنها..
ولن أنسَى ما يعانيه الرجل من اعتباط السلطة السياسية، واستبدادها وتحكمها بحريته ومستقبله وخياراته الفكرية، وكثيرون جداً دفعوا ثمن معارضتهم للديكتاتورية والفساد، من حريتهم وكرامتهم وصحتهم في السجون لعقود طويلة، خرجوا بعدها محطمين ومهمشين لا تحترمهم مجتمعاتهم، ولا تعرف عن معاناتهم شيئاً.
ولعل أقسى أنواع الاستبداد، خوف الرجل من التعبير عن ميوله الجنسية المخالفة للميول المعتبرة بالمجتمع، أو اضطرابات تلك الميول، والأنكى من ذلك، حرمانه من المجاهرة بتغيير عقيدته، أو حتى مذهبه ضمن نفس الدين، حتى لا تتعرض عائلته لجلطات دموية، وصدمات نفسية، واشتعال حروب في محيطها الاجتماعي، ما يترتب عليه قتل ذلك المسكين أو هروبه من البلاد، وعيش حياته بمرارة وألم دائمين.
أما الغبن الحقيقي الذي أملاه المجتمع الذكوري على الرجل، فهو إلزامه بمراقبة المرأة، بزعم أنها كائن عاطفي قليل العقل، ستدوس شرفه مع أول عابر سبيل، تلك الثقافة جعلته حارساً مخلصاً ينام في زنزانة واحدة مع سجينته لمراقبتها طوال الوقت، لهذا بقي نصف مجتمعنا سجاناً بدوام كامل، وبقي النصف الآخر يعيش بسجن مؤبد يخشى الهرب، حتى لا يُقتل، وبقيت مجتمعاتنا متخلفة ومتعصبة وظالمة للطرفين.
=====
تعليقات
إرسال تعليق