الي الأمام

                                                             جان جاك روسو

مقال مختار :
المغرب يضع قطار العلوم على السكة الفرنسية
شعارنا : حرية – مساواة – أخوة 
مثال أول : الكلمة الفرنسية Asthénosphère في الجيولوجيا تعني المنطقة المرنة من الرداء العلوي الذي يأتي مباشرة بعد القشرة الأرضية الصلبة.و أصلها كلمة يونانية هي asthénos و تعني "بدون مقاومة" المقصود بها صخور بدون مقاومة . 
و يترجم هذا المصطلح في "العربية" هكذا : أستينوسفير أي كما ينطق في الفرنسية ....

في الفرنسية كلمة sphère تعني شكلا كرويا ... وهذا يتطابق تماما مع المقصود بالمصطلح و يعطي فكرة عن الشكل المقصود في الأرض الكروية الشكل و تجعل المصطلح برمته أي Asthénosphère قابلا للتذكر بسرعة لاحقا خصوصا و أن أصل المصطلح يعطى أيضا لتبرير الإختيار المناسب له.. 

في "العربية" كلمة سفير لأول وهلة و بدون تشكيل قد تحيل على مهمة ديبلوماسية يقوم بها شخص ما .و قد تحيل على السفير نفسه .و تحيل على سفارة و على البناية التي فيها السفارة و على الدولة التي ترسل سفراء و على الدولة المضيفة للسفارة ...

مثال ثان :الكلمة الفرنسية Ecosystème تعني الوسط الطبيعي المعدني من صخور و ماء و غير ذلك زائد الكائنات الحية التي تعيش فيه. 

إن ترجمة كلمة Eco للعربية هي "بيئية" أو "بيئي" .بينما كلمة système فتترجم يا إما ب"نظام" أو "منظومة"..

في قاموس مصطلحات علوم الحياة و الأرض الذي كنا نشتغل به و كذلك في الكتب المدرسية نجد المصطلح قد صار هو "حميلة بيئية" ...

و لا يدري المرء الذين ترجموا هذه الترجمة للعربية من أين أتوا بهذا المصطلح "حميلة" و لماذا رغم وجود كلمة "منظومة" أو "نظام" في "العربية" ؟

كلمة "حميلة" تأتي مؤنثة لمصطلح آخر هو "حميل" المستعمل في درس التوالد البشري و المقصود به الجنين البشري الذي وصل لثلاثة أشهر حيث تكون كل أعضائه قد تكونت .

لقد أعطيت هذه الأمثلة من بعض مصطلحات "العربية" في علوم الحياة و الأرض التي هي غيض من فيض كما يقال للاستدلال على ان مصطلحات العربية لا تخدم العلوم على الاطلاق على الاقل بالشكل الذي تم مدنا فيه عند تعريب هذه المصطلحات .و معلوم ان مهمة المصطلحات هو تسهيل الفهم و التذكر للمقصود بسهولة لا التتويه والغموض الذي يفرغ الذهن من اي تعلم و يفرغ المصطلحات من حمولاتها الحقيقية . 

و لذلك دعوت للعودة للفرنسية في العلوم .

اليوم كنت في احدى المكتبات و جاء أحد الآباء يطلب كتب التلميذ للعلوم الرياضيات وعلوم الحياة و الأرض و الفيزياء و الكيمياء للمستوى الثاني من المستوى الاعدادي ..

وكم كانت دهشتي عظيمة حين تصفحت تلك الكتب بسرعة و رأيت محتوياتها بالفرنسية و شكلها الجديد الذي لم يكن في عهدنا نحن سواء من حيث التغليف أو الالوان أو المحتوى الداخلي الذي كان مرتبا بشكل موسع و الوان زاهية غاية في الجمال..

و بما ان العودة للفرنسية قد تمت في المستويين الاولين للاعدادي ، فمعنى ذلك أن آخر سنة في الاعدادي سيتم اعادة الفرنسية للعلوم فيها السنة القادمة . و بعده سيتم الانتقال للتاهيلي ..

فكرت في المشكلة التي يمكن ان تعترض مهمة الاساتذة و هي ضعف التكوين في اللغة الفرنسية مثلا. لكني تذكرت أن الدولة المغربية قد طلبت مساعدة فرنسا في هذا المجال.و هو ما طرحناه مؤخرا في مقال سابق.

تكون الدولة المغربية بالعودة للفرنسية قد وضعت القطار على السكة الحقيقية للتعليم والتعلم في العلوم .و مع وجود الانترنيت فاعتقد ان المستوى التعليمي في العلوم و في اللغة الفرنسية مع كثرة الاستعمال سيعرف تقدما بكل تأكيد..

تأخرت المسألة و لكنها في النهاية تحققت.و هذا شيء مفرح صراحة ..

فهنيئا للتلاميذ و الاساتذة والآباء و للوزارة بهذا الانجاز الجديد..

تحياتي 
=============

تعليقات