انتحار المستقبل
مستقبل كل أمة هم الشباب ..فماذا يعني أقدام الشباب علي الانتحار ؟
============
موقع جريدة الشرق الأوسط - لندن - 2-8-2018
مترو أنفاق القاهرة وجهة جديدة للمنتحرين في مصر
تقرير رسمي يشير إلى محاولة نصف مليون مواطن التخلص من حياتهم عام 2015
القاهرة: محمود هاشم - الشرق الأوسط
بات الانتحار تحت عجلات قطارات مترو أنفاق القاهرة، أمراً متكرراً يرقى لحد الظاهرة، بعدما أصبحت هذه الوسيلة الأبرز والأسهل، والأسرع أمام المقبلين على الانتحار في الفترة الأخيرة، لتضم بين ضحاياها قائمة طويلة كان آخرها قبل يومين عندما ألقى الشاب محمد إبراهيم طلبة (18 سنة)، بنفسه أمام قطار مترو الأنفاق بمحطة أحمد عرابي بالخط الأول، ليلقى حتفه في الحال.
واقعة انتحار محطة «أحمد عرابي» لم تكن الأولى من نوعها، بل إن شهر يوليو (تموز) الماضي، شهد نمواً متسارعاً في معدل المنتحرين أسفل قطارات المترو في مصر، ففي 22 يوليو ألقى الشاب أشرف محمد السيد (21 سنة)، بنفسه تحت عجلات مترو محطة المرج؛ ما أدى إلى دهسه ومصرعه في الحال، وفي مطلع الشهر ذاته هزت الفتاة أميرة يحيى محمد (20 عاما)، الرأي العام المصري، بعد مفاجأتها سائق قطار محطة «مارجرجس» بالخط الأول، بإلقاء نفسها أمام القطار القادم بسرعة كبيرة، لتلقى حتفها على الفور أيضاً.
وفى مطلع الشهر الماضي، ترك شاب رسالة نصية لأسرته، تشير إلى عزمه الانتحار، قبل أن يجدوه جثة هامدة أسفل عجلات مترو الأنفاق بمحطة مترو غمرة، وفي 20 مارس (آذار) من العام الحالي، أيضاً انتحرت الطالبة في معهد التمريض ملك عبد العليم (16 سنة)، أمام قطار المترو في محطة الدقي.
يقول سعيد طعيمة، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، إن حالات الانتحار الأخيرة في محطات المترو لا تعدو كونها ظاهرة فردية تقتصر على بعض الأشخاص الذين يمرون بمشكلات نفسية، ويفتقدون الوازع الديني الذي يحرّم عليهم التخلص من حياتهم، رافضاً تحميل مسؤولية هذه الحوادث إلى أشخاص أو جهات بعينها. وأضاف «هؤلاء الأشخاص لجأوا إلى هذا الحل المميت بعدما فقدوا علاقتهم بالله، وبخاصة أن جميع الأديان تمنع معتنقيها من الإلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، كما تمنع الثقافة المصرية ذاتها مثل هذه الظواهر»، واستبعد مناقشة القضية داخل لجنة النقل، أو اقتراح تقليل سرعة القطارات تفادياً لمثل هذه الحوادث، مؤكداً أن «المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة».
وأفادت منظمة الصحة العالمية، في آخر تقرير لها عام 2014 بشأن الانتحار في مصر، بأن 88 شخصاً يقضون سنوياً في حوادث انتحار متنوعة، من بين كل 100 ألف مواطن، في الوقت الذي لم تعلن فيه الدولة عن إحصاءات حديثة في هذا الشأن، وبخاصة مع بلوغ عدد السكان ما يزيد على 100 مليون نسمة.
ويعتقد أستاذ الطب النفسي جمال فرويز، أن تسمية وقائع الانتحار تحت عجلات المترو بـ«الظاهرة» تتطلب لجوء ما لا يقل عن 25 في المائة من فئة المنتحرين إلى هذه الوسيلة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لكنه في الوقت ذاته يعود ليؤكد أنها باتت «موضة» بين المنتحرين الجدد، على غرار لعبة «الحوت الأزرق» في الآونة الأخيرة، لتسحب البساط من وسائل الانتحار التقليدية في السابق على غرار الشنق، وقطع الشرايين، وتعاطي الأقراص المميتة والغرق في النيل.
ويرجع فرويز انتشار وقائع الانتحار تحت عجلات المترو إلى كثرة تسليط الضوء الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي على حوادث مماثلة، ما صنع تراكمات في الخلفية الذهنية للمقبلين على الانتحار، دفعتهم إلى اللجوء إلى هذه الطريقة، التي تم الترويج لها بصورة غير مقصودة، وبخاصة عندما يتأكدون من نجاح هذه التجربة المميتة في وقائع سابقة. ومن الجدير ذكره، أن سن المراهقة هو السمة المشتركة في وقائع الانتحار السابقة داخل محطات المترو في مصر. وهو ما يفسره أستاذ الطب النفسي بـ«تدهور سن المراهقة»، الذي يدفع صاحبه إلى التفكير في التخلص من حياته، إذا واجه مشكلة لا يستطيع التغلب عليها، سواء كانت نفسية، أو عاطفية، أو مادية، أو حتى أسرية.
وكشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بعنوان «مصر في أرقام» عن إحصائية صادمة، تشير إلى تجاوز أعداد من حاولوا الانتحار في مصر عام 2015 حاجز نصف مليون مواطن، وبحلول 2016 كانت مصر في قائمة أكثر 100 دولة في عدد المقبلين على الانتحار عالمياً، وفق منظمة الصحة العالمية.
لذلك؛ يرى فرويز، أنه لا سبيل للتخفيف من هذه الحوادث، سوى التقارب بين أفراد الأسرة لتلافي أي مشكلات قد تواجه أبناءها، سواء داخل المنزل أو خارجه، قائلاً «نمط الحياة الحالي يساعد على تصاعد معدلات الانتحار، وأساليب مواجهته في حقيقتها مجرد مسكنات لتقليل آثاره».
واقعة انتحار محطة «أحمد عرابي» لم تكن الأولى من نوعها، بل إن شهر يوليو (تموز) الماضي، شهد نمواً متسارعاً في معدل المنتحرين أسفل قطارات المترو في مصر، ففي 22 يوليو ألقى الشاب أشرف محمد السيد (21 سنة)، بنفسه تحت عجلات مترو محطة المرج؛ ما أدى إلى دهسه ومصرعه في الحال، وفي مطلع الشهر ذاته هزت الفتاة أميرة يحيى محمد (20 عاما)، الرأي العام المصري، بعد مفاجأتها سائق قطار محطة «مارجرجس» بالخط الأول، بإلقاء نفسها أمام القطار القادم بسرعة كبيرة، لتلقى حتفها على الفور أيضاً.
وفى مطلع الشهر الماضي، ترك شاب رسالة نصية لأسرته، تشير إلى عزمه الانتحار، قبل أن يجدوه جثة هامدة أسفل عجلات مترو الأنفاق بمحطة مترو غمرة، وفي 20 مارس (آذار) من العام الحالي، أيضاً انتحرت الطالبة في معهد التمريض ملك عبد العليم (16 سنة)، أمام قطار المترو في محطة الدقي.
يقول سعيد طعيمة، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، إن حالات الانتحار الأخيرة في محطات المترو لا تعدو كونها ظاهرة فردية تقتصر على بعض الأشخاص الذين يمرون بمشكلات نفسية، ويفتقدون الوازع الديني الذي يحرّم عليهم التخلص من حياتهم، رافضاً تحميل مسؤولية هذه الحوادث إلى أشخاص أو جهات بعينها. وأضاف «هؤلاء الأشخاص لجأوا إلى هذا الحل المميت بعدما فقدوا علاقتهم بالله، وبخاصة أن جميع الأديان تمنع معتنقيها من الإلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، كما تمنع الثقافة المصرية ذاتها مثل هذه الظواهر»، واستبعد مناقشة القضية داخل لجنة النقل، أو اقتراح تقليل سرعة القطارات تفادياً لمثل هذه الحوادث، مؤكداً أن «المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة».
وأفادت منظمة الصحة العالمية، في آخر تقرير لها عام 2014 بشأن الانتحار في مصر، بأن 88 شخصاً يقضون سنوياً في حوادث انتحار متنوعة، من بين كل 100 ألف مواطن، في الوقت الذي لم تعلن فيه الدولة عن إحصاءات حديثة في هذا الشأن، وبخاصة مع بلوغ عدد السكان ما يزيد على 100 مليون نسمة.
ويعتقد أستاذ الطب النفسي جمال فرويز، أن تسمية وقائع الانتحار تحت عجلات المترو بـ«الظاهرة» تتطلب لجوء ما لا يقل عن 25 في المائة من فئة المنتحرين إلى هذه الوسيلة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لكنه في الوقت ذاته يعود ليؤكد أنها باتت «موضة» بين المنتحرين الجدد، على غرار لعبة «الحوت الأزرق» في الآونة الأخيرة، لتسحب البساط من وسائل الانتحار التقليدية في السابق على غرار الشنق، وقطع الشرايين، وتعاطي الأقراص المميتة والغرق في النيل.
ويرجع فرويز انتشار وقائع الانتحار تحت عجلات المترو إلى كثرة تسليط الضوء الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي على حوادث مماثلة، ما صنع تراكمات في الخلفية الذهنية للمقبلين على الانتحار، دفعتهم إلى اللجوء إلى هذه الطريقة، التي تم الترويج لها بصورة غير مقصودة، وبخاصة عندما يتأكدون من نجاح هذه التجربة المميتة في وقائع سابقة. ومن الجدير ذكره، أن سن المراهقة هو السمة المشتركة في وقائع الانتحار السابقة داخل محطات المترو في مصر. وهو ما يفسره أستاذ الطب النفسي بـ«تدهور سن المراهقة»، الذي يدفع صاحبه إلى التفكير في التخلص من حياته، إذا واجه مشكلة لا يستطيع التغلب عليها، سواء كانت نفسية، أو عاطفية، أو مادية، أو حتى أسرية.
وكشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بعنوان «مصر في أرقام» عن إحصائية صادمة، تشير إلى تجاوز أعداد من حاولوا الانتحار في مصر عام 2015 حاجز نصف مليون مواطن، وبحلول 2016 كانت مصر في قائمة أكثر 100 دولة في عدد المقبلين على الانتحار عالمياً، وفق منظمة الصحة العالمية.
لذلك؛ يرى فرويز، أنه لا سبيل للتخفيف من هذه الحوادث، سوى التقارب بين أفراد الأسرة لتلافي أي مشكلات قد تواجه أبناءها، سواء داخل المنزل أو خارجه، قائلاً «نمط الحياة الحالي يساعد على تصاعد معدلات الانتحار، وأساليب مواجهته في حقيقتها مجرد مسكنات لتقليل آثاره».
============
تعليقات
إرسال تعليق