من دراما السلطة والحُكم - المناضلة الانسانة : الدونا راشيل


تقديم : انه مقال منشور بعنوان آخر بخلاف ما اخترناه أعلاه . وجميع الصور المرافقة للموضوع , اخترناها من الانترنت .

---- المقال :
              

الزعيم والإنسان: الزوجة والعشيقة


منقول من موقع الشرق الأوسط - لندن - يوم 27-8-2018
الكاتب : سمير عطا الله

أُغرمت نساء أوروبا بالديكتاتور الإيطالي بنيتو موسوليني. وقيل إنه في ذروة حكمه وشهرته كان يتلقى نحو 30 ألف رسالة كل شهر. وقد تجاهلت زوجته راشيل العلاقات التي أقامها وانصرفت إلى تربية أبنائها الخمسة، كما تفعل أي فلاحة في المجتمع البالغ الفقر الذي جاءت منه.
لم تكن زوجة أشهر حاكم في تاريخ إيطاليا تتقاضى أكثر من ثلاث ليرات في الشهر. وكتبت في مذكراتها «لقد تعلمت في طفولتي المبكرة أن أستيقظ في الخامسة صباحاً، وأن أظل واقفة طوال النهار. ومنذ ذلك الوقت، أصبح يستحيل عليَّ أن أجلس في مكان واحد لأكثر من عشر دقائق. وحتى عندما انتقلنا إلى فيلا تورلونيا (منزل الحكم)، كان يستحيل عليَّ ألا أساعد الخدم في أعمالهم رغم توبيخ زوجي الذي كان يقول، هل من الضروري أن تُهلكي نفسك؟».
لم تقم الإيطالية الأولى أي حفل استقبال. ولم تخرج إلى أي مكان، ولم تقابل مرة الدبلوماسيين، أو الوزراء. لكنها أنشأت لنفسها شبكة سرية من المخبرين لمراقبة بنيتو، مؤلفة من شغالات المنزل والغسالات وتجار السوق، حيث واظبت على القيام بأعمال التسوق بنفسها.
ولم تكن الدونا راشيل تهتم كثيراً لمغامرات «الدوتشي» العاطفية، لكن كانت تخاف عليه كثيراً من مغامراته السياسية والعسكرية. وبلغ بها الأمر مرة أنها أرسلت إلى حليفه الأكبر، هتلر، تشكو إليه نوعية الرجال الذين يحيطون به، وتحذره من خياناتهم. وشكت إلى هتلر، بصورة خاصة، صهرها، وزوج ابنتهما إيدا، غالياتزو تشيانو، قائلة إنه «الرجل الذي حمل التعاسة إلى العائلة، وفرض علينا السخف الاجتماعي، مقدماً الوجاهة على الحياة والواجب، غارقاً بدوره في معاشرة النساء». وفي أي حال، ما لبث موسوليني أن طرد صهره بتهمة الانهزامية، وتولى الحقيبة بنفسه. وتلا ذلك الهزيمة الكبرى. وعندما شعر بها موسوليني، قرر الهرب إلى سويسرا متنكراً، لكن أمره كُشف قبل الحدود، وأعدمه الشيوعيون مع عشيقته كلارا بيتاتشي، في حين أعدم الفاشيون صهره.
اعتقلت القوات الأميركية الدونا راشيل، لكن فقط لبضعة أشهر. ولم يكن صعباً على الفلاحة العودة إلى الحياة القاسية من جديد. فقد حرمتها الدولة من معاش تقاعدي بداعي أن موسوليني لم يكن يتقاضى راتباً رسمياً من الدولة ترثه أرملته.
وبعد فترة وجدت الدونا راشيل أن الأفضل لها هو العودة إلى قريتها الصغيرة، بريدابيو، حيث افتتحت مطعماً متواضعاً. وليس من الضروري أن نخبركم من كان يعد السباغيتي القروية الدسمة في المطبخ. ألم تقل الدونا راشيل موسوليني إنها لا تستطيع الجلوس 10 دقائق دون عمل.

 توفيت أثناء نومها عام 1979 عن 89 عاماً.
==========

تعليقات