مقتطفات

                                          

خير أمة أخرجت من التاريخ في انتظار الدخول إلى الأسطورة من جديد


أحمد محمد زغب
الحوار المتمدن 2018 / 8 / 23

   هذا ما اقتطفناه من المقال - صلاح الدين محسن - :

تأملات في مركزية الأمة العربية الإسلامية.
يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار، بينما يعتقد المسيحيون أنهم ملح الأرض، أما نحن المسلمين فنردد كثيرا الآية الكريمة ((كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) (آل عمران 109) ونؤولها ونفهمها بأننا مفضلون على سائر البشر.
ظاهرة أنثروبولوجية:
والذي يعرفه دارسو الأنثروبولوجيا أن كل الشعوب البدائية تعتقد أنها مركز العالم، فالأثنومركزية كما يراها Claude Levi-strauss ظاهرة طبيعية تنتج عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة بين الجماعات البشرية (مقالات في الإناسة ص167) فالشعوب تسمى نفسها دائما بأسماء مادحة لنفسها ومستبعدة لغيرها، فكلمة ’’عرب‘‘ تعني أنهم يبينون عن افكارهم وغيرهم عجم أي لا يبينون، وكذلك الحال بالنسبة للسلاف فهم القوم الذي يحسنون الكلام وغيرهم لا يحسنه، والجرمان تعني الرجال الرماح، والشركس تعني الإنسان الكامل، والأمازيغ تعني الرجال الشجعان وكلمة الأكراد تعني الأبطال...وهكذا.
وهذه الرؤية المركزية ، خصيصة إنسانية لم تتخلص منها حتى الشعوب المتحضرة ،فكثير من رواد الفكر والفلسفة مثل جان جاك روسو عابوا على الأوروبيين، هذه المركزية الأثنية أي اعتبار ثقافتهم معيارا تقيم به الثقافات المغايرة؛ كما انتقد مونتسكيو ومونتيني وأخيرا كلود ليفي ستروس مركزية الغرب تجاه الشعوب الأخرى.
المركزية الإسلامية:
ونحن المسلمين لا نشذ عن القاعدة العامة إذ اعتبرنا أنفسنا أو ثقافتنا هي النموذج الأسمى، فقد قسم المسلمون الثقافات تقسيما جغرافيا إلى قسمين دار الإسلام ودار الكفر، ففي كتاب ابن حوقل المسالك والممالك ’’الأرض كرة تقع ديار العرب في قلبها تماما ،وفي المحيط الضيق للإطار المائي حول الأرض، بالكاد تظهر من ناحيتي المشرق والمغرب ممالك الكفار، وتم تضخيم متعمد للصورة خاص فقط بدار الإسلام ‘‘ بل ويفاخر بجهله بدار الكفر (عبد الله إبراهيم المركزية الإسلامية ص344).
وتوسع ابن حوقل، في كتابه المسالك والممالك، في التفاصيل عن دار الإسلام ، لكنه تجاهل دار الكفر المحصورة بين المركز : دار الإسلام ، وبين مياه مظلمة، ثم أخذ هذا التقسيم الجغرافي كما يرى عبد الله إبراهيم منحى ثقافيا ، وكذلك فعل المقريزي في كتابه التقاسيم في معرفة الأقاليم ،فلن يكلف نفسه عناء البحث في دار الكفر، فلا شيء يرتجى منه خارج دار الإسلام .
بدأ ابن حوقل بديار العرب ، ففيها مكة فهي المركز المشع، مهبط الوحي وبها الكعبة المشرفة، فديار العرب في قلب الدائرة فهي المركز المشع على الأطراف، ثم يبدأ في التوسع إلى الأقاليم الإسلامية ومعياره الأساسي انتظام الممالك بالديانات والآداب والحكم وتقويم العمارات بالسياسة المستقيمة.
وأما سوى ذلك من ديار الكفر ، فلا تنطبق عليها معاييره ومن ثم تتأسس على تصوره لها نظرة مشوبة بالتبخيس (عبد الله إبراهيم ص345).وكذلك فعل المقريزي وابن خرداذبة وأبو الفداء.
أما أصحاب الرحلات، فعلى الرغم من انهم تجاوزوا التقسيم الجغرافي للأنا والآخر ، فإنهم لم يتجاوزوا النسق المركزي، فالخطاب الرحلي كما توصل بعض الباحثين يتمحور حول ثنائية الأنا نسق ثقافة الرحالة ،والآخر المرتحل إليه، و منظومة الأنا هي الأصل الذي تقاس عليه منظومة الآخر المرتحل إليه. تبرز من خلال القطبية الثنائية سمة النسبية التي تسم غالبا المواقف التي يبديها الرحالة، من خلال خطابه، أو التي يذكرها عن ردود فعل الطرف الآخر تجاه مواقفه التي يقابل بها ممارسات الرحالة. تتشكل صورة الآخر من خلال الخطاب الرحلي في قالب من الطرافة والفكاهة التي تميل إلى التهكم والتشويه، في مقابل جدية وصرامة ونفعية المواقف التي يبديها الرحالة.(جوادي المسعود ،الرؤية المركزية في الخطابات الرحلية،ص323).
ويوضح العلماء المسلمون كالمقريزي وأبو الفداء وغيرهما ، سبب هذه المركزية او على الأقل سبب الرؤية المتعالية للذات، إلى الدين والوحي الإلهي، مكة هي مركز الأرض بها الكعبة اليها يتوجه المسلمون ... الخ
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=609358
===========

تعليقات