كتابات مختارة - عن تظاهر شعب السودان وعمر البشير
طالبو الخبز... وطالب التجديد
سمير عطا الله جريدة الشرق الأوسط - لندن - 26-12-2018
صحيح أن الدساتير لا قيمة لها في العالم العربي ولا ضرورة. لكن الرجل لم يكن مضطراً ذات مرة أن يعلن أنه لن يطلب التجديد في الانتخابات المقبلة. ثم عاد فطلبه. وها هو يطلبه الآن.
إن الأنظمة العربية تعتقد أن عسكرها قادمون من بلدان غريبة وأرحام أراضٍ غريبة. لا.. يجب أن نتذكر دائماً أن الذي يسقط بالرصاص هو قريب الرجل الذي يؤمر بإطلاقه. وثمة حدود يقف عندها الفريقان.
الحل ليس في طلب ولاية أخرى وتكديس عدد الولايات. المسألة أكثر خطورة بكثير. وبدل دعوة القوات للنزول إلى الشارع في وجه الحق بالخبز والكرامة، يجب دعوة البلد كله إلى المصالحة؛ مصالحة من الأعماق لا يزول حبرها في اليوم التالي، ولا يُرسَل أركانها إلى السجون والمنافي والإقامة الجبرية.
الحل ليس في إحالة مشكلة الخبز والحياة وكرامة العامل إلى أميركا وإسرائيل، بل إقامة أنظمة متوائمة مع بداهات النصف الأول من القرن الحادي والعشرين. ثلاثة عقود على الولاية الأولى، جيل بأكمله. في هذه الفترة ارتفع دخل الفرد في سنغافورة من 12 ألف دولار إلى 91 ألفاً. وهي ليست في مساحة حي في الخرطوم.
==============
تعليقات
إرسال تعليق