الواد البغل 4

الواد البغل ٤
كتب صلاح الدين محسن
29-12-2018

في كل عام مدارس الثانوية العامة تغربل وتنخل الحاصلين عليها . والنيابة ترفضها كليات القمة التي لا تقبل سوي الاذكياء الحاصلين علي ارفع الدرجات 
اما نخالة الخريجين. فتقبلهم كليات الجيش والشرطة وتخرجهم ضباطا ،( جيش وشرطة وامن ) ليكون النخالة الزبالة هم حكام البلاد .. 

وهؤلاء النخالة - البغال - , يحكمون ويتحكمون. ويذلون النوابغ الاذكياء، : علماء ، محترفين، أطباء، مهندسين ، فنانين ، مواهب مبدعين
عام ٢٠٠٤ ( قبل مغادرته مصر ) كنت في مبني اتحاد كتاب مصر . وتصادف وجود رجل يتسلم مبلغا هزيلا ٥٧ جنيها ( اقل من ستين جنبها ) دفعني الفضول لان اطلب التعرف به فقال انه احد أدباء الأقاليم، سألته عن ذلك المبلغ ، ماذا يكون ؟ فقال لي - ويا للمهانة - انه معاش تقاعدي للكاتب
في ذلك الوقت كانت الأرملة الفقيرة بالقري التي لا تعرف القراءة أو الكتابة. وتوفي زوجها وليس لها معيل . تحصل علي متاش اسمه " معاش السادات " قدره ٧٥ جنيها
اي ان الأديب، والكاتب المبدع لا يقدر بمثل ما تحصل عليه تلك الأرملة- ولا بمثل ما يحصل عليه ضابط الجيش الذي لم يحقق نصرا واحدا في اي حرب ، منذ ١٩٤٨ . ١٩٥٦ ، ١٩٧٦ ، ١٩٧٣ مجرد عبور القناة دون تحرير الأرض التي اضاعها الجيش في ١٩٦٧ - ، و نصر ١٩٧٣ نصر مبتور مخروق بالثغرة الإسرائيلية! 
ظننت أن العملية مقصودة ضد الأدباء والكتاب ، اذلالهم وتحقيرهم المعاش تافه مهين
.. بقصد من جهاز أمن النظام العسكري البوليسي الأمني 
ولكن اتضح لي أن الحكام العسكر وجهاز أمنهم. انما يقصد إذلال الموهومعين والمبدعين من كل الأنواع...
وذلك عندما قرأت تدوينة بالفيسبوك . للفنانة التشكيلية " ايفلين عشم الله " عرفت منها ان نفس المهانة والإذلال يتعرض لها الفنانين التشكيليين : راتب تقاعدي . لا يضاهي معاش أرملة امية بقرية ، ولا يضاهي معاش ضابط جيش متخلف عقليا . لا يفهم في الحرب ولا في السلم . ولا معاش ضابط شرطة حيطة ، ولا ضامن امن بغل، لم يقدم لبلاده سوي سب وشتم وضرب وجلد وتعذيب أبناء الشعب ،،
انه عصر النخالة زمن الزبالة
---
  

تعليقات