كتابات و دراكولات
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الأنظمة العربية وتاريخ الاغتيالات السياسية
موضوع إغتيال الصحفى السعودى..وإختفاء جثمانه (الذى يؤكد صحة رواية تقطيع جسده، أوتذويبه فى الأحماض الكيماوية) هذا الموضوع حرّك ذاكرتى، فاستعدتُ عدة وقائع من التاريخ الوسيط والحديث..وفجأة تبرزأمامى ذكرى إغتيال المُـعارض الليبى (منصورالكخيا) الذى كان من أشد المعارضين لنظام العقيد القذافى..وكخيا (1931- 1993) شغل منصب وزيرخارجية ليبيا..وسفيرها فى الأمم المتحدة..وفى سنة1993زارالقاهرة..وذكرشهود عيان أنه تعرّض للاختطاف من ثلاثة رجال..ووضعوه فى سيارة ليموزين سوداء عليها لوحة (دبلوماسية) وذلك بالقرب من فندق السفيرالذى كان يـُـقيم فيه..وبعد أربع سنوات كشفتْ المخابرات الأمريكية عن أنّ من اختطفوه مصريون..وسلــّـموه للسلطة الليبية..وتـمّ العثورعلى جثته فى ليبيا عام2012.
وعادتْ بى ذاكرتى للحادث البشع الذى تعرّض له المُـناضل اللبنانى فرج الله الحلو(سكرتيرالحزب الشيوعى اللبنانى) الذى تم تذويب جسده فى الأحماض الكيماوية، فى سجن المزة بسوريا..وكان الآمرعبدالناصر..والمُـنفذ وزيرداخلية سوريا عبدالحميد السراج (زمن الوحدة المصرية السورية) وأنّ الحلو تـمّ تقطيع جسده بمنشارقبل تذويبه فى الأحماض..وأنه تعرّض لأبشع أنواع التعذيب لمدة أربعة شهور(فخرى لبيب فى كتابه: الشيوعيون وعبدالناصر- شركة الأمل للطباعة والنشر- عام1990- ص59- وقرارالاتهام الصادرعام1961فى باب الملاحق- من ص552- 574)
ومثل أية مُـتوالية كابوسية، فإنّ تذويب الحلوفى الأحماض ذكــّـرنى بالكاتب الأهرامى (رضا هلال) الذى لم تظهرجثته منذ اختفائه عام2003بالرغم من أنه كان يشغل منصب نائب رئيس التحرير..وهذا الاختفاء (اللغز) رجـّـح مقولات البعض عن تذويبه فى الأحماض.
والتصفيات الجسدية وصلتْ لدرجة أنّ صدام حسين قتل زوجىْ ابنتيه..ويتــّـم أحفاده..وتدنى صدام (من مستوى رئيس دولة) ليهبط إلى مستوى (رئيس عصابة) فيمسك مسدسه ويصوبه على رأس أحد الوزراء..والتركيزعلى العينيْن (سقوط دكتاتورتأليف الشاعرالفلسطينى د. أحمد أبومطر- ص48، 80)
وذكرتْ منظمة العفوالدولية أنه فى عام1980 اعتمد النظام الحاكم فى ليبيا رسميًا سياسة التصفية الجسدية للخصوم السياسيين (كتاب عقوبة الإعدام ضد حقوق الإنسان – ص 194) أما نظام صدام حسين فى الفترة من85 – 88 فقد تمّ إبلاغ المنظمة عن ((إعدام المئات كل عام. والإعدام كان علنيًا والمحاكمات غيرعادلة..ولاحقّ فى الاستئناف ضد أحكام تفرضها محكمة الثورة والمحاكم الخاصة المؤقتة..وتطبيق القانون بأثررجعى..والأخطرهوإعدام أطفال..وإعدام سجناء رغم الحكم عليهم بالسجن (المصدرالسابق ص167)
وفى السودان تمّ إعدام الشيخ محمود محمد طه علنـًا داخل سجن كوبريوم18 يناير85 بأوامرمن الخليفة جعفرالنميرى، علمًا بأنّ الشيخ المذكوركان على درجة من التقوى والورع شهد له بهما كل من تعاملوا معه..وكان أحد زعماء الإخوان الجمهوريين..ولم يكن ضد تطبيق الشريعة الإسلامية..ولكنه كان ضد تطبيق نميرى والإسلاميين أتباعه للشريع الإسلامى. لأنه كان ضد قطع أيدى الفقراء المُـعدمين..وكان يستشهد بما فعله عمربن الخطاب، عندما منع قطع يد السارق فى عام (المجاعة) الشهيربعام (الرمادة) ولم يقتنع الأصوليون بمنطقه.
وهل كان العامليْن محمد البقرى (19سنة و6 شهور) ومصطفى خميس (18 سنة) من خصوم ضباط يوليوالسياسيين..والحكم (العسكرى) بإعدامهما فى مذبحة عمال كفرالدوار بعد 3 أسابيع من استيلاء الضباط على مصر؟ ومحاصرة المصانع وبيوت الأهالى بالدبابات واعتقال567 عاملا والحكم العسكرى بسجن الكثيرين..وتـمّ الإعدام أمام1500عامل فى ملعب كرة القدم. وبحضورأهالى العمال..وهوالمشهد الذى أيقظ من بئرالأحزان مذبحة دنشواى التى ارتكبها ضباط الإحتلال البريطانى عام 1906 ضد الفلاحين المصريين.
وإذا رجعنا للعصرالوسيط فإنّ دولة بنى أمية شهدتْ صراعًا عنيفــًا بين العلويين، الذين قتل بنوأمية منهم المئات ومن أتباعهم الشيعة عشرات الألوف..وفى الدولة العباسية أحضروا لأبى العباس السفاح رأس مروان بن محمد، فسجد السفاح وأطال سجوده ثم قال ((الحمد لله الذى أظفرنى بك وأظهرنى عليك)) أما الصورة الأبشع حين كان العباس جالسًا يأكل أمام سبعين أسيرًا أمويًا، فأمربضربهم بالسياط قبل قطع رقابهم ثم أمربفرش السجاجيد فوق القتلى الذين يحتضرون وفوقها موائد الطعام، فجلس السفاح ومن معه من بنى العباس يأكلون ((وموسيقاهم أنين المحتضرين)) وامتد الانتقام ضد الأمويين طوال مائة عام ((فالعداء كان شديدًا ودفينًا بين بنى أمية وبنى هاشم جاهلية وإسلامًا..ومثلما كان خلفاء بنى أمية يلعنون عليًا والعلويين من فوق المنابر، راح العباسيون يلعنون معاوية والأمويين على المنابرعملا بالسنة العربية المتبعة عبرالتاريخ))
وإذا كان معاوية بن أبى سفيان أخذ البيعة لابنه يزيد بالسيف وجعل الخلافة ملكــًا وراثيًا، وقال ((أنا أول الملوك)) فإنّ الخليفة أبى جعفرالمنصورقال ((أنا سلطان الله فى أرضه)) وكانت الكارثة عندما صارالناس يعتقدون ((أنّ الخليفة العباسى هوحقــًا ظل الله على الأرض)) ولم يكن حظ الشعوب البائس فى الخليفة الطاغية فقط..وإنما- أيضًا- فى الفِرق الإسلامية المتعددة، ما بين سنية وشيعية..والأخيرة وصل عددها لأكثرمن 72 فرقة يُـكفــّـربعضها بعضًا..وأنّ الفرقة الوحيدة المعتدلة هى الزيدية. أما الخوارج الذين قاتلوا عليًا، فقد امتد صراعهم ضد مخالفيهم حوالى300سنة..وكان صراعًا داميًا سيق فيه للذبح فقراء، متعصبين أوغير متعصبين..مع رفع شعار((لاحكم إلاّ لله)) وهوالشعار((الذى تـُـردده الجماعات الإسلامية فى زماننا..كما أنّ الماوردى تجاهل تاريخ القهرللخلافة الإسلامية..ورأى أنّ مركزالخليفة مركزانتخابى)) ونقل سليمان فياض فى فصل ممتع بعنوان (مصارع خلفاء القهر , و وزرائهم) عن المؤرخين العرب حالات الاغتيالات المتكررة والبشعة، مثل مقتل مروان بن الحكم على يد زوجته من بين4من خلفاء بنى أمية..و14من العباسيين من بينهم الخليفة الهادى الذى قتلته أمه بالسم..وفى هذا الفصل الشيق بيان بأسماء الخلفاء الذين تــُـذيل أسماؤهم بلفظ ((الله)) مثل المتوكل والمنتصرإلخ.. (الوجه الآخرللخلافة الإسلامية- دارميرت للنشر- عام1999- أكثرمن صفحة)
أعتقد أنّ أمهات الكتب التى أرّختْ لتاريخ الخلافة الإسلامية..وما فيها من وقائع عن التصفيات السياسية (ومن داخل الأسرة الواحدة) فإنّ هذه الكتب التراثية تؤكد إنّ إغتيال خاشقجى حلقة من جذورتلك البنية العقلية التى حكمتْ الشعوب العربية.
***
وعادتْ بى ذاكرتى للحادث البشع الذى تعرّض له المُـناضل اللبنانى فرج الله الحلو(سكرتيرالحزب الشيوعى اللبنانى) الذى تم تذويب جسده فى الأحماض الكيماوية، فى سجن المزة بسوريا..وكان الآمرعبدالناصر..والمُـنفذ وزيرداخلية سوريا عبدالحميد السراج (زمن الوحدة المصرية السورية) وأنّ الحلو تـمّ تقطيع جسده بمنشارقبل تذويبه فى الأحماض..وأنه تعرّض لأبشع أنواع التعذيب لمدة أربعة شهور(فخرى لبيب فى كتابه: الشيوعيون وعبدالناصر- شركة الأمل للطباعة والنشر- عام1990- ص59- وقرارالاتهام الصادرعام1961فى باب الملاحق- من ص552- 574)
ومثل أية مُـتوالية كابوسية، فإنّ تذويب الحلوفى الأحماض ذكــّـرنى بالكاتب الأهرامى (رضا هلال) الذى لم تظهرجثته منذ اختفائه عام2003بالرغم من أنه كان يشغل منصب نائب رئيس التحرير..وهذا الاختفاء (اللغز) رجـّـح مقولات البعض عن تذويبه فى الأحماض.
والتصفيات الجسدية وصلتْ لدرجة أنّ صدام حسين قتل زوجىْ ابنتيه..ويتــّـم أحفاده..وتدنى صدام (من مستوى رئيس دولة) ليهبط إلى مستوى (رئيس عصابة) فيمسك مسدسه ويصوبه على رأس أحد الوزراء..والتركيزعلى العينيْن (سقوط دكتاتورتأليف الشاعرالفلسطينى د. أحمد أبومطر- ص48، 80)
وذكرتْ منظمة العفوالدولية أنه فى عام1980 اعتمد النظام الحاكم فى ليبيا رسميًا سياسة التصفية الجسدية للخصوم السياسيين (كتاب عقوبة الإعدام ضد حقوق الإنسان – ص 194) أما نظام صدام حسين فى الفترة من85 – 88 فقد تمّ إبلاغ المنظمة عن ((إعدام المئات كل عام. والإعدام كان علنيًا والمحاكمات غيرعادلة..ولاحقّ فى الاستئناف ضد أحكام تفرضها محكمة الثورة والمحاكم الخاصة المؤقتة..وتطبيق القانون بأثررجعى..والأخطرهوإعدام أطفال..وإعدام سجناء رغم الحكم عليهم بالسجن (المصدرالسابق ص167)
وفى السودان تمّ إعدام الشيخ محمود محمد طه علنـًا داخل سجن كوبريوم18 يناير85 بأوامرمن الخليفة جعفرالنميرى، علمًا بأنّ الشيخ المذكوركان على درجة من التقوى والورع شهد له بهما كل من تعاملوا معه..وكان أحد زعماء الإخوان الجمهوريين..ولم يكن ضد تطبيق الشريعة الإسلامية..ولكنه كان ضد تطبيق نميرى والإسلاميين أتباعه للشريع الإسلامى. لأنه كان ضد قطع أيدى الفقراء المُـعدمين..وكان يستشهد بما فعله عمربن الخطاب، عندما منع قطع يد السارق فى عام (المجاعة) الشهيربعام (الرمادة) ولم يقتنع الأصوليون بمنطقه.
وهل كان العامليْن محمد البقرى (19سنة و6 شهور) ومصطفى خميس (18 سنة) من خصوم ضباط يوليوالسياسيين..والحكم (العسكرى) بإعدامهما فى مذبحة عمال كفرالدوار بعد 3 أسابيع من استيلاء الضباط على مصر؟ ومحاصرة المصانع وبيوت الأهالى بالدبابات واعتقال567 عاملا والحكم العسكرى بسجن الكثيرين..وتـمّ الإعدام أمام1500عامل فى ملعب كرة القدم. وبحضورأهالى العمال..وهوالمشهد الذى أيقظ من بئرالأحزان مذبحة دنشواى التى ارتكبها ضباط الإحتلال البريطانى عام 1906 ضد الفلاحين المصريين.
وإذا رجعنا للعصرالوسيط فإنّ دولة بنى أمية شهدتْ صراعًا عنيفــًا بين العلويين، الذين قتل بنوأمية منهم المئات ومن أتباعهم الشيعة عشرات الألوف..وفى الدولة العباسية أحضروا لأبى العباس السفاح رأس مروان بن محمد، فسجد السفاح وأطال سجوده ثم قال ((الحمد لله الذى أظفرنى بك وأظهرنى عليك)) أما الصورة الأبشع حين كان العباس جالسًا يأكل أمام سبعين أسيرًا أمويًا، فأمربضربهم بالسياط قبل قطع رقابهم ثم أمربفرش السجاجيد فوق القتلى الذين يحتضرون وفوقها موائد الطعام، فجلس السفاح ومن معه من بنى العباس يأكلون ((وموسيقاهم أنين المحتضرين)) وامتد الانتقام ضد الأمويين طوال مائة عام ((فالعداء كان شديدًا ودفينًا بين بنى أمية وبنى هاشم جاهلية وإسلامًا..ومثلما كان خلفاء بنى أمية يلعنون عليًا والعلويين من فوق المنابر، راح العباسيون يلعنون معاوية والأمويين على المنابرعملا بالسنة العربية المتبعة عبرالتاريخ))
وإذا كان معاوية بن أبى سفيان أخذ البيعة لابنه يزيد بالسيف وجعل الخلافة ملكــًا وراثيًا، وقال ((أنا أول الملوك)) فإنّ الخليفة أبى جعفرالمنصورقال ((أنا سلطان الله فى أرضه)) وكانت الكارثة عندما صارالناس يعتقدون ((أنّ الخليفة العباسى هوحقــًا ظل الله على الأرض)) ولم يكن حظ الشعوب البائس فى الخليفة الطاغية فقط..وإنما- أيضًا- فى الفِرق الإسلامية المتعددة، ما بين سنية وشيعية..والأخيرة وصل عددها لأكثرمن 72 فرقة يُـكفــّـربعضها بعضًا..وأنّ الفرقة الوحيدة المعتدلة هى الزيدية. أما الخوارج الذين قاتلوا عليًا، فقد امتد صراعهم ضد مخالفيهم حوالى300سنة..وكان صراعًا داميًا سيق فيه للذبح فقراء، متعصبين أوغير متعصبين..مع رفع شعار((لاحكم إلاّ لله)) وهوالشعار((الذى تـُـردده الجماعات الإسلامية فى زماننا..كما أنّ الماوردى تجاهل تاريخ القهرللخلافة الإسلامية..ورأى أنّ مركزالخليفة مركزانتخابى)) ونقل سليمان فياض فى فصل ممتع بعنوان (مصارع خلفاء القهر , و وزرائهم) عن المؤرخين العرب حالات الاغتيالات المتكررة والبشعة، مثل مقتل مروان بن الحكم على يد زوجته من بين4من خلفاء بنى أمية..و14من العباسيين من بينهم الخليفة الهادى الذى قتلته أمه بالسم..وفى هذا الفصل الشيق بيان بأسماء الخلفاء الذين تــُـذيل أسماؤهم بلفظ ((الله)) مثل المتوكل والمنتصرإلخ.. (الوجه الآخرللخلافة الإسلامية- دارميرت للنشر- عام1999- أكثرمن صفحة)
أعتقد أنّ أمهات الكتب التى أرّختْ لتاريخ الخلافة الإسلامية..وما فيها من وقائع عن التصفيات السياسية (ومن داخل الأسرة الواحدة) فإنّ هذه الكتب التراثية تؤكد إنّ إغتيال خاشقجى حلقة من جذورتلك البنية العقلية التى حكمتْ الشعوب العربية.
***
تعليقات
إرسال تعليق