كتابات - عن مدافن ال 5 نجوم

                            مدافن ضحايا الحرب العالمي الثانية بمدينة العلمين  - شمال غرب مصر

الملايين المهدرة علي مقابر وقصور الخمسة والعشرة نجوم في بلاد العالم


ماذا يحدث في هذا الزمن؟ فقد تغيرت معالم حياة الناس وحياتنا في كل شيء حتى المقابر التي تكون مدفن للموتى وعظة
للإحياء فقد حولها كثير من الناس الأغنياء في كل مكان من بلاد العالم إلي قصور وفنادق 5 أو 10 نجوم حيث يتم
شراء المساحات الكبيرة من الأرض في المدن الجديدة وذلك للبناء عليها عدة مقابر بملايين الجنيهات وزخرفتها من الداخل والخارج بالسيراميك والبلاط المستورد من دول الخارج ووضع المفروشات وأجهزة التكييف والثلاجات بملاحقتها والماء الساخن والبارد وأجهزة الدش وزرع الأشجار بجميع أنواعها ووضع الحراسات الخاصة بالليل والنهار وغير ذلك من أمور أخري وهذا كله يعلن في الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية وكذلك علي القنوات التلفزيونية الفضائية وشبكة الانترنت والإعلانات 
المنتشرة علي حوائط المباني وما نشاهده بأعيننا عند دفن كثير من الموتى في كثير من المدن العربية والإسلامية وفي نفس الوقت لا يجد كثير من الناس ثمن متر واحد من الأرض ليعيشوا فيها أو يدفنوا فيها عند موتهم. والسؤال الذي يفرض نفسه هل هذا الإسراف ينفع الميت بعد موته وما الداعي لفرض حراسات خاصة علي 
كل مقبرة علي مدي 24 ساعة كل يوم أيها الأغنياء إن الأصل في المقابر بناءها وتعليتها قليلا عن الأرض مع وضع علامة علي كل مقبرة أو وضع لوحة حجرية عليها اسم من دفن فيها حتى يعرف أهله مكانها  ومنع العابثين من الجلوس أو النوم علي سطحها أو التبول وقضاء الحوائج عليها أو بجوارها فهذا مخالف 
لحرمة هذا المكان الذي يدفن فيه كل هؤلاء الموتى وغيرهم من الموتى الجدد والذين يتم دفنهم فيما بعد. فالإسراف في الأموال في هذه الأشياء عمل لا يرضي رب الأرض والسموات لان هذه الأعمال لا تفيد الأموات بعد دفنهم بالإضافة إلي أن ذلك العمل هو من الترف الذي نهي عنه دين الإسلام والشرائع السماوية
السابقة ونقول للأغنياء الذين يفعلون ذلك العمل لماذا كل هذا الغلو في بناء كل هذه المقابر التي يطلق عليها خمسة أو عشرة نجوم والتي يتعدي تكلفتها الملايين من الجنيهات في الوقت الذي لا يجد كثير من الناس سداد الديون المتراكمة عليهم من شراء الأدوية والطعام الضروري ورفع الفواتير من كهرباء ومياه وخلافه مع أنهم يعملون عمل واثنين ولا يكفي 10 أيام من ضروريات الحياة كل شهر وكذلك بعض من الناس لا تجد 
ثمن شراء مقبرة صغيرة في أي مدينة حتى ولو بحجم متر في متر لكي يدفن فيها احد من أهله عندما يحين اجل الله لهم لقد قال لي رجل من أصحاب هذه المقابر الفاخرة والجديدة أن الغرض من هذه الأشياء التي تم عملها في بناء هذه المقابر هو يفيد الميت عند موته ويقول إن لم يسترح الميت في الدنيا فإننا نريحه بعد موته
فقلت أنا لهذا الرجل إن هذه الأشياء من الخرافات والبدع والتي لا تفيد الموتى أبدا ولكن الذي يفيد الموتى بعد موتهم هو عملهم الصالح الذي كانوا يعملوه في الدنيا لوجه الله تعالي أو ولد صالح يدعو لهم أو علم ينتفعوا به أو صدقة جارية أو قراءة القران الكريم بنية الدعاء له أو الحج عنه إذا كان مسلما أو التصدق 
علي روحه للفقراء والمساكين في كل مكان والتصدق من ماله يكون بعيدا عن حقوق الورثة الشرعيين ويكون في عمل المشروعات الصناعية المفيدة لكافة الناس في هذه الحياة فهذا وغيره من الأعمال الصالحة يفيد الموتى عند الله تعالي يوم القيامة أيها الناس إن إهدار الأموال بهذا الشكل هو عمل يغضب الله تعالي فإنفاق الأموال يجب أن يصرف فيما يفيد الموتى ويفيد الأحياء من الناس. والدعاء الصادق من القلوب يفيد الموتى قال تعالي في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم [ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ] سورة الحشر الآية رقم 10 والخلاصة أن التبذير في بناء المقابر وزخرفتها بملايين الجنيهات هو عمل حرام فكان من الأولي بناء المقابر دون إسراف وتبذير فيها وإنفاق الأموال في بناء شقق سكنية أو تشغيل العاطلين والعاطلات من الناس أصحاب
الشهادات وغير الحاصلين علي شهادات من خلال عمل المشروعات النافعة لهم أو قضاء ديون المدينين أو شراء الأدوية المختلفة والملابس لمن لا يقدر علي شراءها للتخفيف عليهم أو غير ذلك فكل ذلك له ثوابه الكبير عند الله تعالي لفاعله وهذا أفضل لهم بدلا من إهدار الملايين من الجنيهات أو الدولارات في بناء مقابر أو قصور 5 أو 10 نجوم وكأن هؤلاء الموتى سوف يحيون فيها بعد موتهم كما كانوا في الحياة فالميت عندما
يموت وتذهب روحه إلي خالقها ومعها عملها لتنتظر يوم القيامة وهو يوم لقاء الله تعالي لكي يحاسبها بما  عملت في حياتها من خير أو شر ولذلك يجب إنفاق الأموال في مكانها الصحيح   الذي يحبه الخالق سبحانه وتعالي
==========

تعليقات